أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - صد العدوان مرحلة تهيئ للتحرير















المزيد.....

صد العدوان مرحلة تهيئ للتحرير


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8002 - 2024 / 6 / 8 - 13:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما يطالب به المجتمع الدولي ، متجسدا في اعتصامات الطلبة والمظاهرات الحاشدة وتصويت مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة، هو وقف عدوان الدولة الصهيونية. صيغة العدوان وصف قانوني للواقع على الأرض. ببصيرة نافذة وضمير حي ويقظ سردت الروائية الأميركية سالي مانسفيلد أبوت وقائع الحروب الإسرائيلية ، ومضت تنفي الأكذوبة الزاعمة بأن إسرائيل تخوض حرب دفاع عن النفس، فذكّرت ب" سنوات خلت والإسرائيليون ينفذون مهمات قصف منتظمة على غزة ، مهمات يطلقون عليها ’جز العشب‘، عبارة تحكي ان موت الفلسطينيين وتدمير البنى التحتية أمور عادية في نظر الإسرائيلييين ؛ وهي أيضا تقبض عليهم متلبسين بالطمأنينة ان لا يمسهم مكروه في أعقاب فعلتهم". ندر ان وصف ادباء في الشمال العالمي بأسره وقائع مقدمات المحرقة الراهنة بمثل هذه النزاهة . فالأدباء ذوو المنصات الرفيعة جرى استيعابم في الجامعات، ومن ثم تكبيلهم وإجبارهم على الصمت طوال ثمانية أشهر من المحرقة..

فما المانع ،غير الإمعان في الإبادة الجماعية ، من تلبية المطالب الفلسطينية المعلنة؟ وهل من ضمانة كي لا تتكرر جولة عدوانية جديدة بمسوغ "دفاع إسرائيل عن نفسها"؟ المطلوب ان تكون الحرب الهمجية الراهنة آخر بدوات إسرائيل العدوانية، وإنهاء وقائع مسلسل الحروب ضد الشعب الفلسطيني.

اغتراب عن الواقع
كل فصيل يتاح له قيادة النشاط الفلسطيني يتوهم انه بذلك يقف على مشارف التحرير؛ وهذا حصيلة الاغتراب عن الواقع: تجاهل "حصانا طروادة " داخل المجتمعات العرببة وتجاهل علاقة الصهيونية ودولتها بالامبريالية. تجلى الاغتراب تارة باللجوء الى الامبريالية تحت الوهم بأنها ستردع أطماع الصهيونية وعدوانيتها؛ وتارة أخرى بالتوهم بمنازلة إسرائيل وحدها ، باعتبارها "اوهى من خيط العنكبوت"ّ . القت حرب الإبادة الجماعية متفجرة على هذه الأوهام؛ فكشف العدوان وقائع علاقات مركبة إقليميا ودوليا ، وفضح الصهيونية حركة امبريالية واوضح للعالم كله مظلومية الشعب الفلسطيني.
الامبريالية الأميركية شريك وضامن للمشروع الصهيوني؛ ودول الأتظمة الأبوية العربية الملتفة حول الامبريالية شريك بالعدوان، منعت نحرك مظاهرات التضامن مع ضحايا العدوان، لم تخفف من فواحش حرب الإبادة الجماعية ومحرقتها ، لم تردع ولم تمنع الظلم النازل بالشعب الفلسطيني وانتهاك المقدسات بفلسطين، خذلت المقاومة الفلسطينية في هذه المحنة ولدى كل مواجهة. في ظل هذا التكتل الامبريالي– الصهيوني – الانظمة الأبوية العربية، والمسنود من دوائر إعلامية وثقافية واقتصادية بدول الغرب الامبريالية تكررت جولات العدوان الإسرائيلية بدون عقاب.
عطب داخلي مزمن نجم عن انظمة أبوية أحكمت قبضتها على مجتمعات المنطقة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ، وكبلت االشعوب بقيود الجهل وتخلف العلاقات الاجتماعية وقيم العصور القديمة والاستبداد. هذا في الواقع المحلي.
في دول الشمال الامبريالية تنشط مؤسسات الغرب الحاكمة، بما في ذلك ميديا الدولة والشركات الكبرى تشارك بشكل كامل في هذه الإبادة الجماعية. يعلل جوناثان كوك، صحفي التقصي الذي رحل من إسرائيل الى بريطانيا، دعم مؤسسات الغرب لإسرائيل بالأسباب التالية :
• "النخب الغربية، مثل أسلافها الاستعماريين الأكثر صراحة، عنصرية تجاه شعوب الجنوب العالمي ومنهم لفلسطينيون.
• " تعمل آلة الحرب الغربية ـ التي اندمجت فيها إسرائيل بشكل وثيق ـ على إثراء هذه النخب إلى ما لا نهاية من خلال عقود "الدفاع" وسرقة الموارد.
• "وتشكل إسرائيل مصدرا مركزيا لسردية تزعم ان الغرب هم الضحايا الحقيقيون لحرب غزة، وليس الأشخاص الذين تمزقت حياتهم بسبب قنابلنا" .
العنصرية والتفوق العرقي، اللتين وسمتا علاقة الصهيونية بالشعب الفلسطيني، احالتا أبسط مظاهر المقاومة خطرا وجوديا جوبه اولا بالشيطنة والتحريض العرقي، ثم العداء المكشوف والانحياز لليمين، لينتهي بالفاشية والإبادة الجماعية . في الوقت الراهن تخطط الفاشية للعمليات المسلحة وتمارس الاعتقالات المكثفة والتعذيب حتى الموت . شان من سبقها من الحركات الفاشية تستهل الفاشية الصهيونية بحرب تهجير أو إبادة ضد شعب آخر وسط ترحيب والتفاف حول النظام الفاشي، تستثمره الفاشية فتضطهد كل من هم بالداخل "ليسوامعنا" كي تسكتهم . الليبرالية بطبيعتها لا تعطل زحف الفاشية ولا تقاومه.
عدم القراءة الموضوعية للواقع، يتحاشى مهمة انتشال الجماهيرمن حالة الخضوع الأزلية، وتحشيدها في حركة مقاومة شعبية ؛ لايرى ضرورة للعمل في أوساط الجماهيرتثقيفا وتنظيما، باعتبارها تهرع في فزعات حماسية ، ومن ثم دوام الاستجابة التلقائية للصدام العسكري مع العدوان الصهيوني.. عوامل ضيعت اليسار، خاصة اليسار الماركسي، وأشاعت الفرقة بين شظاياه التزاما ب "المبدئية"؛ تصارعت تشظيات اليسار طويلا ولم يزل تتصارع على جلد الدب قبل اصطياده. تناثرت بين الشظايا مشاعر النفور المتبادل وتهم الانحراف والتواطؤ .



وساطة جديدة ..متاهة جديدة

لا أحد يمكنه التفاؤل بوساطة أميركية مخبورة منحت إسرائيل حرية مطلقة لتنفيذ مشروعها الاقتلاعي.فقد فوضت إدارة بايدن نفسها القيام بمهمة الوساطة لحل النزاع. كتب المؤرخ الهندي فيجاي براشاد :" ثلاث كلمات تعترض عليها إسرائيل بشكل أساسي: أبارتهايد، احتلال، إبادة جماعية. تريد إسرائيل وحلفاؤها في الشمال العالمي الادعاء بأن استخدام هذه الكلمات لوصف السياسات الإسرائيلية أو الصهيونية أو اضطهاد الفلسطينيين هو بمثابة معاداة السامية. ...ولكن، كما لاحظت الأمم المتحدة والعديد من جماعات حقوق الإنسان المحترمة، فإن هذه اوصاف قانونية للواقع على الأرض وليست أحكامًا أخلاقية يتم إصدارها إما على عجل أو بدافع العداء للسامية".

ولعل الكاتبة الأميركية ، الروائية سالي مانسفيلد ابوت، أدركت ،بحكم تقصيها لوقائع سابقة، نفذت منذ الأسبوع الأول لحرب الإبادة الى جوهر استراتيجيتها، فتوجهت برسالة مفتوحة الى الرئيس بايدن تسأله : "هل انت ماض في حرب إبادة الجنس ، السيد الرئيس؟"
وكذلك البروفيسور الأميركي ، جون في. والش، أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب في كلية تشان الطبية بجامعة ماساتشوستس، ادرك بنزاهته العلمية أن ما يجري بقطاع غزة أحد فصول " الإبادة الجماعية البطيئة الطويلة للشعب الفلسطيني والتي بدأت مع نكبة عام 1948، والطرد القسري لـ 750 ألف فلسطيني من منازلهم مصحوبة بحملة من الإرهاب والفظائع". في مقالته المنشورة بموقع كاونتر بانش في 27 مايو 2024، يدين المدافعين عن إسرائيل بحجة تماهي إسرائيل والصهيونية باليهود، وهذا تضليل "يمكن أن يولد قدرا كبيرا من الكراهية لليهود في العالم"، كراهية أفشلها الطلبة اليهود المشاركون في الاحتجاجات على حرب الإبادة في قطاع غزة.

"المشرعون " بالولايات المتحدة ، شأن الدبلوماسية الأميركية ، مغتربون أيضا عن الواقع؛ يفكرون في وهاد الهيمنة على مقدرات الشعوب بينما تنفض الشعوب إرث التبعية والخضوع لتمسك بمقدراتها وتكافح بالموقف وبالكلمة وبالإعلام وبالتربية وبالثقافة وبالدم . الخبير القضائي المرموق ، بروفيسور مردخاي كريمنتسر من إسرائيل يرى "إذ يشكل الأمر الصادر عن جهة دولية مرموقة، وشخصية قضائية معتبرة ومهنية مثل خان، ضربة مطرقة بزنة خمسة كيلوغرامات برأس إسرائيل، لا برأس نتنياهو فحسب، من ناحية المعركة على الوعي والرواية، وعلى صورة ومكانة إسرائيل في العالم، وهي صورة متشظية أصلاً، وباتت دولة منبوذة أمام الرأي العام العالمي".
بينما "المشرعون" خولوا الإدارة الأميركية "معاقبة المدعين العامين للمحكمة الجنائية الدولية"!! بقانون أميركي تطاولوا، كالمعتاد في السياسلت الأميركية ، على هيئة خارج الرعاية الأميركية !!.
يستشرف الخبير الحقوقي، بروفيسور مردخاي كريمنتسر، “لا مناص من القول إن إسرائيل جلبت على نفسها، صورة الدولة المخالفة للقانون، بل المصابة بالجذام، المنبوذة التي ينبغي معالجتها من خلال ضبط وردع وزرائها المارقين”. يخلص للتأكيد بما هو أعمق، بالقول إن “سلب الفلسطينيين حقوقهم يحوّل إسرائيل لدولة مصابة بعمى قلب". فإلى اي مدى تمضي السياسة الأميركية وسياسات الشمال العالمي كافة مع عمى القلب؟!
وصدرفي شهر مارس/آذار الماضي، عن فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. صدر تقرير عنوانه "تشريح الإبادة الجماعية". كتبت ألبانيز في التقرير " على نطاق أوسع إنها تشير أيضًا إلى أن تصرفات إسرائيل كانت مدفوعة بمنطق الإبادة الجماعية الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من مشروعها الاستعماري الاستيطاني في فلسطين، مما يشير إلى مأساة متوقعة".
القت المحرقة الحالية الضوء على جريمة التهجير العرقي قبل ست وسبعين عاما، كنذلك العذابات تتالت في عهد الهيمنة الامبريالية على المنطقة!


تزامن إصدار العقوبات ضد عناصر المحكمة الجنائية الدولية مع تفويض إدارة بايدن نفسها وسيطا من جديد تمارس من خلال وساطتها فرض أطماع إسرائيل العدوانية وتمكنها من تمرير الحيل والمكائد ، وما أكثرها في جراب الضهيوينة. وساطة جديدة تعني متاهة جديدة تغرق فيها القضية الفلسطينية في وحول السياسات الكولنيالية. إن غطرسة القوة واوهام الهيمنة تتزامن مع مباشرة إدارة بايدن وساطتها بتطاول الكونغرس الأميركي على هيئة قضائية دولية انتصرت للشعب الفلسطيني المعذب بحرب إبادة جماعية بالسلاح وبالتجويع . مجازر ترتكب كل يوم بلا انقطاع طوال ثمانية أشهر لا تلفت انتباه المشرعين بالولايات المتحدة، نظرا لأقفال تغلق على أذهانهم .إذا كان القتل العشوائي المتواصل اشهرا ثمانية لا يشكل مخالفة جرمية فما هي، إذن، تلك المخالفات "الجرمية" التي بررت للإدارة الأميركية إصدار العقوبات ضد آلاف البشر في أرجاء المعمورة؟

يشكل النضال لوقف العدوان الامبريالي –الصهيوني المتواتر مرحلة قائمة بذاتها تتطلب تكتيل القوى المتطلعة للتغيير وكذلك الطاقات الكفاحية للجماهير الشعبية بالمنطقة لاجتثاث المصالح الامبريالية واقتلاع تفوذها وقواعدها - النظم الأبوية ومعسكرات الجيوش الأجنبية والمصالح الاقتصادية للامبريالية. ان وقف العدوان الصهيوني –الامبريالي أو شل قدراته يشكل مرحلة كفاحية قائمة بذاتها، تلزم الحركات الوطنية في المجتمعات المتجاورة بأن تعزز التعاون والتضامن وصولا الى الوحدة القومية . تتحمل مسئولية إقصاء القضايا الخلافية عرقية او طائفية او دينية ، خاصة تلك المتعلقة بقضايا التحرير التام الناجز .
امام جميع فصائل النشاط الوطتي والقومي مهمة ملاحقة جميع ركائز الامبريالية بالمنطقة، من أجل تصفية نفوذها وتأثيرها في الحياة السياية . يتوجب العمل، كما تقتضي طبيعة المرحلة، التخلص من عناصر الخلاف وتعزيز التعاون والعمل المشترك في أوساط الجماهير لرفع مستوى وعيها وتنظيمها ، ومن ثم كفاحيتها.


تآ مر بصدد الدولة الفلسطينيية
ونحن نشهد الذكرى السابعة والخمسين لعدوان حزيران نجد ان خطته وضعت عام 1963 ، بانتظار الوقت الملائم للتنفيذ، ووضعت الترتيبات والإجراءات والتنظيمات الإدارية للاحتلال العسكري، من شانها ان تحشر الشعب الفلسطيني داخل سجن كبير. كشف المخطط التآمري المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابه في كتابه "اكبر سجن بالعالم" ويقصد المناطق الفلسطينية المحتلة- الضفة والقدس وغزة. يكفي، والذكرى السابعة والخمسين لعدوان حزيران 1967تلقي بعواقبها الثقيلة على الشعب الفلسطين، ان نستذكر ان إدارة جونسون تواطأت مع العدوان وكانت بالحقيقة الشريك والمستفيد الأول من العدوان، حيث ضرْب أو تقزيم النظام المصري المناهض للهيمنة الامبريالية كان في طليعة مهمات استراتيجيتها للحفاظ على سيطرتها المطلقة بالمنطقة. ثم أخضعت المنطقة العربية لليبرالية الجديدة، ضمن اوضاع اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية أعادتها الى حظيرة السيطرة الامبريالية المباشرة؛ عززت إسرائيل مكانتها بالمنطقة وأحكمت حصارها على الشعب الفلسطيني، ومضت تنفذ مشاريع التضييق على وجوده تمهيدا لتصفيته .
بين الدولة الصهيونية والامبريالية تبادل خدمات ووحدة هدف واستراتيجيا، وحرب الإبادة الجماعية لم تزل فصولها تتدافع ، ولم تردعها عزلة الإدارة الأميركية وإسرائيل في الهيئة الدولية ومجلس الأمن والانضمام المتلاحق الى دولة جنوب إفريقيا لدعم شكواها ضد الإبادة الجماعية في غزة، ولإقرار العدالة والأمن للشعب الفلسطيني، فواصلت التنطح للإرادة الدولية المتعاظمة باضطراد.

كشف الرئيس الأميركي بايدن عن مفهومه بصدد حل الدولتين من خلال تصريحه إثر اعتراف دول إيرلندا واسبانيا والنرويج بدولة فلسطين. الشروط الطبيعية الواجب توفرها للدولة -الشعب والمنطقة السكنية للشعب والحكومة والسيادة – ليست كافية فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية. قبل مائة وسبعة اعوام أعترف وزيرخارجية بريطانيا باستثناء شعب فلسطين من حق تقرير المصير، طبعا بموافقة الرئيس الأميركي ويلسون صاحب مبدأ حق تقرير المصير لجميع شعوب المعمورة . أراد التحالف الامبريالي حينئذ، تعريض فلسطين نهبا للمشروع الصهيوني. ولم تزل مستثناة ونهبا لتوسيع الدولة الصهيونية .. بعد ظهور نتائج التصويت على الدولة الفلسطينية في ايار الفائت توعد مندوب الولايات المتحدة بتعطيل تنفيذ القرار صوت لصالح الدولة الفلسطينية في ايار الماضي 143دولة واعتراض تسع دول من بينها إسرائيل والولايات المتحدة ، غير ان القرار وضع في ثلاجة ..
مصير القضية ليس رهن التكهنات؛ فبرنامج حزب الليكود يتضمن مادة أقرت عام 1977، عام صعود الليكوديون بزعامة بيغن سدة الحكم ، تنص المادة على ان لإسرائيل حق السيادة الامنية ما بين النهر والبحر؛ من أي جهة تملّك الصهاينة حق التحكم امنيا على فلسطين التاريخية ؟ إن هذا يجرّف جوهر السيادة لدولة فلسطين. اكد بايدن أن "حل الدولتين يجب أن يتم من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس من خلال الاعتراف الأحادي الجانب، وهذا موقف مبدئي نتمسك به على أساس ثابت". عمليا يتولى بايدن بنفسه تعطيل اكتساب دولة فلسطين صفة الدولة كاملة الحقوق ، أو يُخضِع الأمرلمشيئة الدولة الصهيوينة ، تتحكم في امداء سيادة الدولة وحدودها وعلاقاتها الدولية ومصير المستوطنات اليهودية داخلها وامكانات تطورها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. أمور يستغرق الاتفاق بشأنها عقودا زمنية من جولات المفاوضات، فيما لو حسنت النوايا. علق دانييل وارنر مؤلف كتاب "أخلاقيات المسؤولية في العلاقات الدولية" بأن "هذا ليس ديمقراطيا ولا موضوعيا." وتساءل: المفاوضات بين أي طرف؟ ولم يوضح المسئول الأميركي من سيتفاوض بشكل مباشر وتحت سلطته ستقام الدولة الفلسطينية..." عبر وارنر عن الأمل بأن "تتمكن الديناميكية الجديدة لصالح فلسطين في ضوء العدوان الإسرائيلي المروع من التغلب على موقف الولايات المتحدة" ؟

هل يتعامل الطرف الفلسطيني مع منطق البانيز وجون والش وفيجاي براشاد ان ما يجري حرب إبادة وفصل من عدوان متواصل عبر اكثر من مائة عام ينوجب وضع حد له، ام يتوه مع منطق يايدن؟ على المفاوضين الفلسطينيين ان يعيروا الاهتمام اللائق بالمفاهيم، فهي جزء عضوي من الرواية السياسية . وما يدور عدوان يريد ان ينجز غايات مشروع إحلالي وحرب إبادة تنجز ما يشاع منذ قرون " وطن بلا شعب لشعب بلا وطن" . إسرائيل تنكر وجود شعب فلسطيني وتدعي محاربة " حيوانات بشرية"! ان من ينزلون المجازر كل يوم ويفرضون الحرمان على المجتمع قد أفقدتهم عنصريتهم المشاعر الإنسانية.
حمل السلاح لمقاومة العدوان ، احتلالا كا ن ام تطهيرا ممنهجا امر مشروع بموجب القانون الدولي، وإن كانت المشروعية لا تعني الضرورة والأفضلية؛ جميع انتصارات إسرائيل وامتدادها على الأرض الفلسطينية تمت عبر صدامات مسلحة ّ استدرجت اليها الفصائل المسلحة الفلسطينية. فقد استغلت الدولة الصهيونية صدامات مسلحة دأبت على الاستفزاز لتفجيرها كي تدخل الفلسطينيين في صدام مسلح أعدت عدته ووضعت مهماته، ولكي تمنع تطور حركة سياسية تفرض الديمقراطية، تحشد الجماهير وتشركها في تقرير مصير المجتمع..
التكتل المعادي الملتف حول الليكود استمد من زيوف التاريخ الفلسطيني القديم مزاعم حقوقه بفلسطين الحديثة ؛ الموضوع يحتاج الى مقاربة مفصلة ، ولكن يتوجب تقديم نقاط رئيسة:
حين صدر وعد بلفور وقرار تقسيم فلسطين ، توفرت القناعة لدى الجميع ومنها الطرف العربي بقيام دولة عبرية في بطن تاريخ فلسطين. وفي مناهج الدراسة تعلمت اجيال الفلسطينيين بان دولة داوود وسليمان والهيكلين الأول والثاني ، ودولتا ييهودا والسامرة ، وقائع جرت داخل الفضاء الفلسطيني. ثم نقضت جهود التنقيب الاثري هذه المعطيات وأكدت زيف حكايات التوراة التي فسرت اعتباطا انها حصلت فوق الأرض الفلسطينية. من المؤسف أن جهود علماء أثريين ونتائجها العلمية لم تحظ بعناية المسئولين العرب والفلسطينيين ، سياسيين ومفكرين ومثقفين. مقابل تحريضات سموتريتش وبن غفير الرعناء على طرد الفلسطينيين من ديارهم يحجم الفلسطينيون عن التحدي بإيراد حقيقة "اختلاق دولة إسرائيل القديمة" ، عنوان مؤلف البروفيسور كيث وايتلام، أجمل نتائج البحوث الأثرية خلال النصف الثاني من القرن الفائت. . لم تدخل نتائج الحفريات العلمية دوائر الثقافة الوطنية الفلسطينية ، ومن ثم العربية. إنها ثمرات التنقيب الأثري بعيدا عن حكايات التوراة التي دونت في ظروف عسيرة في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، عوضت ضيق الحال بحكايات ممالك وامبراطورية ترامت بين النيل والفرات.
في العام 1996 صدر كتاب كيث وايتلام بعنوانه ذ ي الدلالة ، وصدر عام 1999مترجما الى العربية ضمن سلسلة "عالم المعرفة"، كي يركن على رفوف المكتبات؛ وفي نفس العام 1996 ، أعلن نتنياهو في برنامجه الانتخابي معارضته للانسحاب من الأراضي المحتلة وشرع يوسع الاستيطان بالضفة بدون توقف الى ان وجد ان الوقت حان لشن حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.












م



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الفلسطيني كابد الاضطهاد العنصري أبارتهايد ، احتلال و إ ...
- إيلان بابه يأمل بانهيار المشروع الصهيوني
- إسرائيل تمضي في طريق تدمير الذات
- معارضة الطلاب اليهود لحرب الإبادة الجماعية في غزة ترياق قوي ...
- تحرير الإنسان شرط لتحرير الأوطان
- إسرائيل في عزلة دولية خانقة
- قوى الهيمنة لا تنزل طوعا عن مسرح الجريمة
- نقطة تحول في العلاقات الدولية
- جيش الاحتلال يسعى لتطهير عرقي
- إذا لم يتحرك النضال، لن يتحقق التقدم
- المعتقلون الفلسطينيون يتلقون معاملة إرهابيين، وقد يتم التجاو ...
- جبهة الصهيونية وإسرائيل واليمين الفاشي داخل الولايات المتحدة
- بالولايات المتحدة ضمائر إنسانية .. فرانسيس بويل نموذجا
- ضمائر إنسانية بالولايات المتحدة ..فرانسيس بويل نموذجا
- البيئة الاجتماعية والفكرية لنشاة الصهيونية وانتصاراتها الحلق ...
- البيئة الاجتماعية والفكرية لنشاة الصهيونية -3
- البيئة الاجتماعية والفكرية لنشأة الصهيونية-2
- البيئة الاجتماعية والفكرية لولادة الصهيونية
- فكرة قِدم الصهيونية في بطن التاريخ عصفت بها في لجج ازمة مستع ...
- عنصرية الغرب الامبريالية تجذرت بفلسطين


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - صد العدوان مرحلة تهيئ للتحرير