أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - من أين يأتي مؤيدو حركة حماس؟ ولماذا تراجعت حركة فتح؟















المزيد.....

من أين يأتي مؤيدو حركة حماس؟ ولماذا تراجعت حركة فتح؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 22:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


باستثناء أهالي قطاع غزة الذين لهم تجربة مريرة مع حكم حماس ويعانون من حروبها غير المجدية مع الاحتلال وينتظرون لحظة الخلاص منها ومن الاحتلال، فإن المقاومة وعلى رأسها حركة حماس لها مؤيدين لا بأس بهم في بقية المناطق الفلسطينية والأردن وفي الشتات، وسيجد كل منتقد لحماس أو من يحاول المجادلة بعقلانية حول سلوكها وادارتها للحرب الحالية صداً كبيراً من مؤيدي حماس، ولن تتغير المواقف حتى إن كنت فلسطينياً وغزياً تعيش معاناة الحرب أو أهلك يعيشونها أو لك تاريخ نضالي ضد الاحتلال ومجادلك عربياً أو مسلماً أو فلسطينياً مغترباً لم يقدم في حياته أي شيء سوى الشعارات والعواطف!.
هذا التأييد لحركة حماس وفصائل المقاومة لا يرجع كله لأسباب ايديولوجية دينية، فليس كل المؤيدين من التيار الإسلامي وليست كل فصائل المقاومة إسلامية فهناك الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وأجنحة عسكرية تابعة لحركة فتح الخ، كما لا يمكن إرجاع السبب لأن المؤيدين للمقاومة يعوضون عن تقصيرهم في عمل شيء من أجل فلسطين فلا يجدون إلا تأييد من يقاوم الاحتلال، أو أن بعض الأنظمة العربية والإسلامية تشجع هذا التأبيد وتسكت عنه حتى تخفي تواطؤها مع العدو ما دام تأييد المقاومة مجرد موجة عاطفية سرعان ما تزول مع توقف الحرب.
هذه الأسباب حاضرة ولا شك ولكن هناك سبب آخر وهو أن الشعوب تؤيد حركات التحرر الوطني وكل من يقاوم الاحتلال وهي ضد جرائم الاحتلال وممارساته الإرهابية كما هو حاصل اليوم في التأييد العالمي للفلسطينيين في مواجهة حرب الإبادة، دون التوقف أو الاهتمام بالقضايا والمشاكل الداخلية عند الشعب المقاوِم وعند حركات التحرر المتنافسة مثلا الخلاف بين فتح وحماس، كما لا يهتمون بجدوى المقاومة وقدرتها على تحقيق أهدافها ولا بحسابات الربح والخسارة بين الشعب الذي يقاوم والاحتلال الخ ولا من هي الجهة التي تقاوم وما هي مرجعيتها وما أهدافها ؟
لقد تعودت الشعوب العربية أن نقف الى جانب المقاومة منذ بدايتها وعندما كانت حركة فتح هي المقاومة والعمل الفدائي وشارك شباب عرب وغير عرب في الثورة وقدموا الشهداءـ وتم جمع التبرعات للثورة الفلسطينية حتى من تلاميذ المدارس الخ، ولكن عندما وقَّعت منظمة التحرير بقيادة حركة فتح اتفاقية أوسلو ولم تحصل على شيء من العدو إلا مزيدا من الاستيطان والتهويد، حتى أبناء فتح والمنظمة غير قادرين على الدفاع عن نهجهم وسلطتهم كان من الطبيعي أن يحدث ارباك وتغيير في الرؤية والموقف تجاه حركة فتح والمنظمة، وبالتالي ـ بعد أن تخلت الأنظمة والنخب السياسية العربية عن القضية أو أصبح عندها حسابات مختلفة، وجد من تبقى من المؤيدين للقضية الفلسطينية أنفسهم أمام طرفين، واحد اعترف بإسرائيل دون تحصيل أي مكاسب للشعب وطرف ما يزال يقاوم الاحتلال ويرفض الاعتراف به، جثى إن كان ظاهريا. في هذه الحالة يمكن تفهم موقف من يؤيد الطرف الثاني حتى إن كان تأييدا عاطفيا انفعاليا، أما الخلافات الفلسطينية الداخلية والمخططات الإقليمية فهي شأن خاص بالفلسطينيين وبالإقليم، وليس كل الشعب العربي ملم بها أو متفرغ لمتابعتها.
هذا التفسير أو التبرير نجده عند كثيرين من مؤيدي حماس في الخارج وحتى داخل فلسطين الذين يواجهون منتقدي حركة حماس بسؤال استفزازي وماذا فعلت حركة فتح ومنظمة التحرير؟ أو أين هما من حرب الإبادة والتطهير العرقي؟
لست هنا في وارد الدفاع عن منظمة التحرير وحركة فتح والسلطة في واقعهم الراهن، ولكن يجب عدم خلط الأوراق ونكران التاريخ الوطني وتشويهه. هذا لا يبرئ منظمة التحرير وحركة فتح من المسؤولية عن تردي الوضع الداخلي ولو لم تكن أحطا وتجاوزات ما تمكنت حركة حماس من الفوز في انتخابات يناير 2006. فالعودة للتاريخ المعاصر للحركة الوطنية، لم تحدث اية مراجعات استراتيجية في كل المنعطفات المصيرية، منذ الرئيس أبو عمار الذي أبى إلا أن يموت شهيدا الى الرئيس أبو مازن الذي يأبى إلا أن يموت رئيسا.
المنظمة غير منزهة عن الخطأ وقد كتبنا كثيراً منتقدين سلوكيات المنظمة السياسية والإدارية والمالية وأحياناً كنا نقسو في انتقادنا كما فعل كثيرون من الغيورين على المنظمة وحركة فتح، وكانت المساحة المتاحة لحرية الرأي والتعبير في المنظمة وحركة فتح تستوعب هذه الانتقادات.

الفرق بين منظمة التحرير وحركة حماس أن المنظمة في بداية ظهورها أحيت الهوية الوطنية وحافظت عليها وانفتحت على الشعب بكل أحزابه وتوجهاته السياسية حتى استحقت أن تكون ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب، والمنظمة فرضت حضور القضية عالمياً وفي المنظمات الدولية حتى وهي تمارس الكفاح المسلح، وكان لفلسطين أكثر من مائة سفارة وممثلية عبر العالم وتزايد عدد الدول التي تعترف بحق الشعب الفلسطيني بدولة فلسطينية إلى حوالي 147 دولة بعد الاعتراف بحق فلسطين أن تكون دولة في الأمم المتحدة عام ٢٠١٢،والمنظمة منذ بدايتها أقامت مؤسسات ومراكز وكان لها دوائر متخصصة على كافة المستويات في الصحة والتعليم والتربية والثقافة واتحادات للمرأة والعمال والطلبة والصحفيين والأطباء والفنانين وأقامت مؤسسات لأسر الشهداء والأسرى وللجرحى، كما استمرت المنظمة بعد تأسيسها للسلطة بالقيام بعملها ومسؤولياتها تجاه الشعب في داخل الوطن وخارجه، حيث استمرت برعاية شؤون اللاجئين في مخيمات الشتات خصوصاً في سوريا ولبنان كما استمرت بدفع مرتبات لأسر الشهداء والأسرى والجرحى من كل التنظيمات الفلسطينية بالرغم من موقف العدو الرافض وحجزه أموال المقاصة بسبب ذلك، والمنظمة وسلطتها كانت تقوم بإعادة بناء ما يدمره الاحتلال بسبب العمليات العسكرية التي كانت تقوم بها حماس والجهاد، والمنظمة رفضت تصنيف حركة حماس كحركة ارهابية وأصرت على اعتبارها جزء من حركة التحرر الفلسطينية، والمنظمة حافظت على استقلالية القرار الوطني بفدر ما تستطيع ولم تخضع للإملاءات الأمريكية حيث قرر الرئيس ابو عمار أن يموت شهيداً على التنازل عن الثوابت، واستمرت في الحفاظ على الحد الأدنى من القرار الوطني في مواجهة إسرائيل وواشنطن ودول اقليمية تسعى لتحويل الفلسطينيين لمرتزقة يخدمون مصالحها.
كانت أموال منظمة التحرير والسلطة لكل الشعب وكانت حكومتها مفتوحة لكل الفصائل والشخصيات المستقلة التي ترغب بالمشاركة، أما أموال حماس فكانت لحركة حماس كما قال خليل الحية حتى بالرغم من أنها أموال كانت تُقدم لكل الشعب الفلسطيني، وكانت حكومة حماس في غزة مقتصرة على أبناء حماس ولم تسمح حتى لحلفائها المقربين كحركة الجهاد المشاركة فيها، كما حافظت المنظمة وحركة فتح والسلطة على الدم الفلسطيني وتجنبت الدخول بمواجهات عسكرية أضرارها أكثر من فوائدها، مع استمرار مسؤوليتها عن عوائل الشهداء والأسرى والجرحى.
وللأسف لم تستطع منظمة التحرير وحركة فتح شق طريق ثالث يقطع الطريق على من يريد توظيف المقاومة لغير المصلحة الوطنية حتى عندما طالب الرئيس ابو مازن بالمقاومة السلمية ودعا رئيس الوزراء السابق محمد اشتيه لما سماها المقاومة الذكية لم نجد أي ممارسة فعلية على الأرض، حتى أبناء فتح والمنظمة والسلطة غير قادرين على الدفاع عنهم وعن نهجهم ويتصرفون مثل (العامل عملة و خايف ينفضح) مع أن هناك الكثير مما يمكن الدفاع عنه وتبريره وتفسيره للجمهور الفلسطيني والعالم الخارجي.
أن استمر الحال على ما هو عليه فإن استمرار القول بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني سيصبح بلا معنى ومحل شك حتى تزايد الاعتراف بدولة للفلسطينيين لن يغير في الأمر شيئاً فلا أحد يعرف متى ستقوم الدولة؟ ولا أين ستقوم؟ كما أن نصوص الاعترافات بالدولة لا تذكر منظمة التحرير و لا تقول بأن الدولة ستكون تحت قيادة المنظمة؟
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة الأعلام اليهودية ومستقبل القدس والمسجد الأقصى
- فلسطين ليست السبب الرئيس في (صراع) ايران واسرائيل
- (جماعات الإسلام السياسي) لايمثلون الإسلام الحقيقي
- مبادرة أو خلطة بايدن
- أين أثرياء فلسطين من المجاعة في غزة؟
- تطبيع المغرب وإسرائيل على المحك
- هل بات تهجير الفلسطينيين القسري وشيكا ؟
- لا تحملوا المقاومة وغزة أكثر من طاقتهم
- هل نحتفي بخطاب الملثم أمس؟ أم نبكي على ضحايا مجزرة مواصي رفح ...
- قراءة متأنية لأحداث متسارعة
- كيف نفكر بعقولنا ومصالحنا لا بعقول ومصالح الغير
- فلسطين و (إسرائيل) من الهولوكست اليهودي إلى الهولوكست الفلسط ...
- حرب الإبادة بين المعلن والخفي
- تطبيع الرياض واقتحام رفح ودولة غزة كبديل عن حل الدولتين
- الطبقة السياسية الفلسطينية كعائق أمام استنهاض الحالة الوطنية
- خطرها الاستراتيجي يفوق الخطر الإيراني المزعوم
- كيف نحافظ على التحولات الايجابية في الرأي العام العالمي
- حركة حماس تدفع وتدَفِع الشعب ثمن تحالفاتها الخاطئة
- رد على رد الدكتور موسى ابو مرزوق
- الانتصار الذي تسعى حركة حماس لتحقيقه


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - من أين يأتي مؤيدو حركة حماس؟ ولماذا تراجعت حركة فتح؟