أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - التأمل في الحاضرية الوجودية وتقنية البرومودورو















المزيد.....


التأمل في الحاضرية الوجودية وتقنية البرومودورو


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 16:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التامل أطروحة فلسفية عميقة تتناول قضايا مهمة في الفكر الإنساني,و تشير إلى المطالبة بأهمية معينة للتأمل في تاريخ الثقافة و التراث الفكري الإنساني, هناك نقاش كبير حول تعريف وقيمة التامل ومدى تأثيره على الهوية والوجود,و هناك حالة من عدم الوضوح الفكري لدى الكثير من المثقفين أو ما يطلق عليه وهم المعرفة متعلق بالتامل الواعي، حيث تبدو الأفكار والرؤى سطحية أو غير متماسكة تؤدي الى تشظي قيمي يثيرها عدم القدرة والغوص في المعنى, وهناك أسئلة حول أسباب هذا الوهم وسُبل معالجته و دورالحاضرية الوجودية في ذلك, هذا الوهم قد يُشير إلى عدم الإدراك المباشر للوجود حاضريا و معرفيا. الفلسفة الحاضرية الوجودية تركز على هذه التجربة الحية للوجود البشري والأسئلة المرتبطة بها, ومن الأسئلة المهمة ما اهمية التأمل الواعي...؟, بشكل عام، هذا المفهوم يثير قضايا معقدة حول الهوية الثقافية والفكرية للإنسان، وطبيعة الوجود والإدراك البشري,ان تناول هذا الموضوع بعمق يتطلب دراسة متأنية للفلسفة والنظريات المرتبطة بها.ويساهم بشكل عام في تعزيز التامل الواعي الذاتي الذي هو أساس تنمية مهارات التفكير النقدي، ويمكّن الفرد من الانخراط في عملية تقييم وتحليل أعمق وأكثر موضوعية للأفكار والمواقف. الحاضرية الوجودية تتبنى الوعي والحضور الكامل في اللحظة الراهنة، بعيدًا عن القيود والتحيزات المفروضة من قبل الأنظمة الفكرية الهامشية أو المتراجعة, هذا الوعي "خارج السياق" يتيح للفرد رؤية الأمور من منظور أكثر عمقًا وموضوعية، بعيدًا عن القوالب النمطية والافتراضات المسبقة,كون الأنظمة الفكرية الهامشية والمتراجعة تتميز بأطر فكرية محدودة وجامدة ممثلة بالتالي:
ضيق الأفق والنظر إلى الأمور من زاوية واحدة
تنظر إلى المشكلات والقضايا بطريقة ضيقة دون مراعاة للسياقات والتعقيدات المحيطة, تعتمد على التعميمات والافتراضات المسبقة بدلاً من التحليل العميق.
الجمود والنكوص
تميل إلى الالتزام بالأفكار والممارسات التقليدية دون تطوير أو تحديث. تبحث عن الاستقرار والحفاظ على الوضع الراهن بدلاً من التكيف مع التغيرات.
الانغلاق والتحيز
تنظر إلى الأفكار والآراء المختلفة بتحفظ أو رفض. تفضل المعلومات والتفسيرات التي تتوافق مع معتقداتها المسبقة.
السطحية والابتعاد عن الحقيقة
تركز على الظواهر السطحية دون الغوص في الجوهر والأسباب الجذرية, تميل إلى تبسيط المشكلات والقضايا المعقدة بطريقة مضللة.
بالمقابل، الحاضرية الوجودية تمثل وعيًا أكثر عمقًا وانفتاحًا على الحقيقة والتعقيدات الحقيقية للواقع. وهذا يتطلب التحرر من قيود هذه الأنظمة الفكرية الضحلة والمتراجعة,رغم ذلك توجد بعض الآثار السلبية المحتملة للتفكير العميق ، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار:
الانغماس الزائد
قد يؤدي التفكير المتعمق في المشكلات المعقدة إلى الانغماس الزائد والتركيز المفرط على التفاصيل، مما قد يسبب القلق والتوتر.
التشاؤم والبيئسية
عند التغلغل في تحليل المشكلات الكبيرة كالصراعات الاجتماعية أو الأزمات الاقتصادية، قد ينتج عن ذلك شعور بالعجز والإحباط والبيئسية.
التشتت والانسحاب
قد ينشغل الشخص بالتفكير العميق إلى درجة الانعزال عن الحياة اليومية والتفاعلات الاجتماعية.
الاكتئاب والقلق
التركيز المفرط على المشكلات المعقدة والتحليل العميق لها قد يؤدي إلى مشاعر سلبية كالاكتئاب والقلق.
لذلك من المهم الحفاظ على توازن بين التفكير العميق في الحاضرية الوجودية,و استخدام التفكير العميق بشكل منتظم ولكن ليس إلى درجة الإفراط ، مع الحرص على الممارسات التي تعزز الصحة النفسية في التأمل والتواصل الاجتماعي. بهذه الطريقة يمكن الاستفادة من مزايا التفكير العميق دون الوقوع في آثاره السلبية. هناك طريقة البومودورو هي تقنية إدارة الوقت تم تطويرها في السبعينيات من قبل الإيطالي فرانسيسكو سيركي. وهي طريقة بسيطة ولكن فعالة للغاية للمساعدة على التركيز, تركز طريقة البومودورو على الحضور الكامل في اللحظة الحالية أثناء العمل، وهو مبدأ أساسي في الحاضرية الوجودية. فبدلاً من الانغماس في التفكير في الماضي أو القلق بشأن المستقبل، تقوم البومودورو بتوجيه انتباهك إلى المهمة الحالية التي تؤديها خلال فترة محددة, وهذا الحضور والتركيز في اللحظة الراهنة هو جوهر الحاضرية الوجودية, تركز البومودورو على الحرية والمسؤولية الفردية في تنظيم الوقت, فأنت من يختار كيفية استخدام الوقت والموارد المتاحة لك، مما يعكس أثر الفلسفة الحاضرية الوجودية بشأن حرية الفرد وقدرته على صنع مصيره الخاص, يمكن اعتبار البومودورو كأداة عملية لتنفيذ مبادئ الحاضرية الوجودية في حياتنا اليومية, فهي تساعدنا على التركيز على الحاضر، وممارسة الانضباط الذاتي، والتحكم في مصيرنا الخاص, هذه هي الجوانب الأساسية للحاضرية الوجودية كمنهج تاملي فلسفي.لكن هناك عدة تقاطعات بين استراتيجيات البومودورو وممارسات الحاضرية الوجودية:
البرومودورو هو منهجية إنتاجية تركز على التركيز والإنتاجية المنظمة، باستخدام فترات عمل محددة متخللة بفترات راحة قصيرة. هذه المنهجية تسعى إلى التقليل من التشتت والمساعدة على التركيز المكثف على المهمة في اليد. يمكن أن تكون فعالة في إنجاز المهام الروتينية بشكل أكثر منهجية.
الحاضرية الوجودية
الحاضرية الوجودية تركز على الحضور الكامل في اللحظة الراهنة والاهتمام بتجربة الحاضر بعمق, هذا النهج يساعد على الحد من القلق بشأن المستقبل والندم على الماضي، والتركيز على التجربة المباشرة. كلا المنهجيتين لهما قيمة في سياقات مختلفة، والجمع بينهما قد يكون مفيدًا, البرومودورو قد تساعد على الإنتاجية المنظمة، بينما الحاضرية الوجودية قد تساعد على الإلهام والاسترخاء, التنقل بين هذين النهجين قد يكون فعالاً في التخطيط للمهام وإنجازها بشكل متوازن, هناك إمكانات كبيرة لتكامل هذين المنهجين بطرق مبتكرة لتعزيز الأداء والرفاهية. إن الجمع بين هذين النهجين يوفر أفضل النتائج، فالبومودورو تحسن الإنتاجية والأداء، بينما الحاضرية الوجودية تعزز الصحة النفسية والابتكار. التوازن بينهما هو المفتاح لتحقيق الاستدامة والرضا في العمل والحياة ككل. مجمل هذه النتائج تشير إلى أن دمج تقنية البومودورو مع ممارسة التأمل قد يكون له آثار إيجابية ملموسة على الصحة العقلية، بما في ذلك تقليل الاكتئاب والقلق وتعزيز الرفاهية النفسية. هذا النهج قد يكون مفيدًا في سياقات مختلفة مثل العمل والحياة اليومية. التأمل في المشاعر والأفكار, ملاحظة المشاعر والأفكار كما تظهر دون التعلق بها أو إصدار أحكام عليها. هذا يساعد على التعرف على أنماط التفكير والمشاعر بشكل أعمق.ويمكن التاكيد على ان التأمل الواعي هو في الواقع يعني كلا من رياضة فكرية وجسدية.
الأبعاد:
من الناحية الفكرية
التأمل الواعي ينطوي على تدريب الذهن على التركيز والانتباه الحاضر. هذا يساعد على تنمية القدرة على التفكير بوضوح وتقليل التشتت. من خلال ملاحظة الأفكار والمشاعر بدون الحكم عليها، يساعد التأمل على تطوير الوعي الذاتي والفهم العميق للنفس.
من الناحية الجسدية
التأمل ينطوي على أوضاع جسدية معينة والتركيز على التنفس والإحساسات الجسدية. هذا يساعد على تهدئة الجسم والعقل معًا. ممارسة التأمل بانتظام يمكن أن تحسن الصحة البدنية والعقلية عبر تقليل التوتر والقلق.
من الناحية الفلسفية
التأمل الواعي في الفلسفة الحاضرية الوجودية، التي تؤكد على العيش في اللحظة الحالية بدلاً من الانشغال بالماضي أو المستقبل, هذا يسمح للفرد بتطوير وجهة نظر جديدة تجاه الحياة والتحرر من الافتراضات والأفكار المسبقة.
يمكن للتأمل الواعي أن يقود إلى فهم أعمق للطبيعة الحقيقية للوجود والحياة. لذلك، يمكن اعتبار التأمل الواعي رياضة فكرية وجسدية مع جوانب فلسفية عميقة. إنه ممارسة متعددة الأبعاد تساعد على تنمية الوعي والتوازن الشامل. ويشمل عدة مبادئ أساسية لهذا التوجه الفلسفي, التركيز على الوجود والخبرة المباشرة, الحاضرية الوجودية تؤكد على الخبرة المباشرة للوجود والحقيقة الفورية للحياة، بدلاً من الاعتماد على المفاهيم والتفسيرات المجردة. الحرية والمسؤولية الشخصية, يؤكد هذا التوجه على حرية الفرد في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية عنها، بدلاً من الخضوع للتحديد المسبق أو القدر. التركيز على الإدراك والوعي, الحاضرية الوجودية تركز على الاستبصار والوعي الحاضر، بدلاً من الانخراط في التفكير التحليلي المفرط. قبول عدم اليقين والغموض, هذا التوجه يقبل عدم اليقين والغموض المتأصل في الوجود البشري، بدلاً من محاولة استبعادهما أو إنكارهما. رغم أن الجمع بين البرومودورو والحاضرية الوجودية له آثار إيجابية على الإنتاجية والرفاهية الشخصية والمهنية. لا يزال هناك المزيد من البحوث المطلوبة لفهم هذه العلاقة بشكل أكثر شمولية. على الرغم من أنهما يعتبران نمطين متناقضين، إلا أنه يمكن تحقيق توازن بين البرومودورو والحاضرية الوجودية في العمل. يمكن للأفراد أن يستفيدوا من التخطيط للمستقبل وتحقيق الأهداف المهنية، في الوقت نفسه يمكنهم الاستمتاع باللحظة الحالية والاهتمام بالجوانب الشخصية والاجتماعية لحياتهم, يمكن تحقيق التوازن بين البرومودورو والحاضرية الوجودية في الحياة الشخصية أيضًا. يمكن للأفراد أن يستفيدوا من التخطيط للمستقبل وتحقيق الأهداف الشخصية، في الوقت نفسه يمكنهم الاستمتاع باللحظة الحالية والاهتمام بالجوانب الشخصية والاجتماعية لحياتهم.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثنائية الكارتيزية والجسد المقدس في الحاضرية الوجودية
- فلسفة الجمال في الحاضرية الوجودية
- الحاضرية الوجودية والمفاهيم الاساسية للنظرية النسبية العامة
- الزمان والمكان في الحاضرية الوجودية
- الحاضرية الوجودية والتهافت القيمي
- الانسان في الحاضرية الوجودية كائن محكوم بالحرية اركيولوجيا
- الفلسفة الحاضرية الوجودية والوجودية
- الحاضرية الوجودية ودور التحرير اللاهوتي ثقافيا
- الحاضرية الوجويدية و التأمل الاخلاقي
- الحاضرية الوجودية والقرارات الأخلاقية في العالم الافتراضي
- الحاضرية الوجودية الشاملة ووحدة الوجود
- الحاضرية الوجودية ومبدأ عدم اليقين
- الفلسفة الحاضرية الوجودية الشاملةوالدين
- انزياحات العولمة والحاضرية الوجودية
- الحاضرية الوجودية والنظرة الكونية لستيفن هاوكنك
- العمل الصالح في الحاضرية الوجودية الشاملة
- الحاضرية الوجودية وتصديق الوهم
- الحاضرية الوجودية الشاملة ومفهوم الزمن والموت
- التاريخ والتحولات في الحاضرية الوجودية الشاملة
- الحاضرية الوجودية الشاملة و تحقيق السعادة والرضا


المزيد.....




- مصدر سعودي: الرياض حذرت ألمانيا 3 مرات من المشتبه به في هجوم ...
- تفاصيل جديدة عن هجوم الدهس في ألمانيا.. هذا ما رصدته كاميرا ...
- طبيب ولاجئ وملحد.. من هو السعودي المشتبه به تنفيذ هجوم الدهس ...
- ارتفاع حصيلة هجوم ماغديبورغ وشولتس يتعهد -بعدم الرضوخ للكراه ...
- وزير الخارجية التركي لا يستبعد نشوب صراع بين إسرائيل وإيران ...
- زاخاروفا: صمت الغرب عن الهجمات الأوكرانية على قازان مثير للغ ...
- جائزة خالد الخطيب الدولية لعام 2024
- سعودي ومعاد للإسلام... ما نعرفه عن منفذ الهجوم على سوق لعيد ...
- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - التأمل في الحاضرية الوجودية وتقنية البرومودورو