أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - جماليات الصورة الشعرية..قراءة موضوعية جمالية في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د- طاهر مشي - طوفان..من الذاكرة-














المزيد.....

جماليات الصورة الشعرية..قراءة موضوعية جمالية في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د- طاهر مشي - طوفان..من الذاكرة-


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 12:13
المحور: الادب والفن
    


تقديم : للشعر جمالياته التى تختلف عن جماليات النثر.ومابين العاطفة في انطلاقها والفكر في تحديده يبرز دور المبدع في ضبط تجربنه الشعرية لخلق حالة توازن بين الإدراك الشعوري لعالم التجربة الشعرية وللعالم المحيط بها،مع قدرة فنية عالية في توازن الصورة الشعرية في وحدة تجمع بين نقيضين رئيسيين، ونقائض فرعية تصب كل منها في واحد من منبعيهما،دون أن يظهر شيء من تنافر أو نشوز في الصورة نفسها.

قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن الشعرَ ليس في طبيعته جُزءاً أو نسخة من عالم الواقع،ولكنَّه عالمٌ بذاته مستقلٌ كاملٌ،فإذا أردتَ أنْ تمتلكه كاملاً فلابدّ من أنْ تدخلَ ذلك العالم..
إذن هو عالمٌ يمتلكُ طبيعته الخاصة،ففن كتابة القصيدة له خصائصه وصفاته،وكذلك فن قراءة القصيدة،فهي ليست كأيّ فن أدبي آخر..
أنْ نجمعَ بعضاً من الصُوَر الشعرية التي التقطتها القُدرة المُبدعة على تجسيد الإحساس ونقله من مرحلة الوجود في قلب الشاعر ليكونَ صوتاً يُسمَعُ ويُحَسُّ وفي الآن ذاته يُرافق هذا الصوت صورة مُبدعة تُمثِل لذلك الصوتِ حكايته..
بعضُ الصُوَر الشعرية تظلُّ تلوحُ كباقي الوشمِ في ظاهر اليد كما قال طرفة بن العبد،إنّها صورة،فقط،ولكنها تبدو في ذاكرتك كصورة سقطت فجأة من كتاب قديم،ولاحت معها كلّ الذكريات والوجوه المنسية..
والسؤال :
ألا يبدو لنا كلّ ذلك شبيهاً بانعكاس الوجوهِ على المرايا،و المرايا لا تكذبُ مُطلقاً،لكنَّها تجعلك ترى وقتما شئت،إذا أردت أنْ ترى الصورة وهي تنبضُ بالحياةِ تماماً كقصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي
طوفان من الذاكرة

كلما اختلى النسيم بذاتي
ازداد عمق معاناتي
فما أسعفني الانتظار
وما جمعت شتاتي
وذلك النبض مبتور
يصهل في سبات
تراودني الأماني
تداعبني ذكريات
حيث كنا
نختلي في الليل
ونرتق ما تشظا
من تلابيب القمر
حين كنا
ننشد لحن السمر
ونعيد الحلم كي يبدو فتيا
حتى يبدو النور
من بعد السحر
ونغوص في بحار الحب نسعى
ونعود كلما جن الظلام
نستقي حبا وعشقا
حين كنا
طاهر مشي
لقد وظف الشاعر الكثير من الأدوات والمفردات الشعرية التي جعلت نصه دراما حقيقية تُشاهَد وتُسمع كما تُقرأ ككلماتٍ بالعين، والتي تُشكل محوراً أساسياً من محاور أسلوبيته وشخصيته الشاعرة.فكان الانزياح بأنواعه والرمزية العميقة المحوران الرئيسيان اللذان اتكأ عليهما لإيصال رسالته الراسخة في ذاته.ولم يألُ الشاعر جُهداً في توظيف كل ما يحرك ويهز روح وعقل المتلقي من استفزازٍ شيق ودلالي عميق لكل حواسه،بهدف زجّه في أمواج هذا النص يعاركها ويدور معها حيث دارت..
يُتقِن الشاعر اللعب الاستعاري،بما يحرّك الراكد من أفق تلقّي النص الشعري لدى القارئ،الأمر الذي يرتهنُ إليه نصيب القصيدة من الإبداع،وذلك باختيار زاوية النظر التي تمهّد لموضوعه الأساس، بما يشبه موقف المصوّر البارع الذي يختار موقعًا له يُعينه على التقاط الصورة المعبّرة عن الحدث..
لقد كان د- طاهر مشي موفقاً جداً في تعاطي اللغة الشعرية وتشكيلها وإزاحتها عن معياريتها ليصل إلى غايته،وليوصلنا معه إلى هذه الغاية رغم وعورة المسار وشائكيته التي تتطلب جُهداً وخبرة واطلاعا واسعاً للغوص في الأعماق لاستنباط الدلالات.
أعرفتم الآن لماذا أحببتُ تشبيه الصورة في القصيدة بانعكاس المرايا..؟
ولأنَّ الصورة الشعرية هي رسمٌ لصورةٍ ذهنية في مخيلة القارئ أو لنقُلْ لوحةً فنيةً عميقةَ الرؤى قد لا تخلو هي أيضاً مما يُشبهُ ضربات ريشة فنانٍ رقيقة حول الصورة المعنية..
كانت تلك صورة في منتهى الجمال،استنطقناها بقراءتنا لقصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي( طوفان..من الذاكرة) والسر،في جمال فن الشعر نفسه،يبقى خالداً،في تلك النبضة الرقيقة وذلك الإحساس الصادقُ الذي يمتثلُ لها،ولتلك اللغة العبقرية التي تستوعبُ كلَّ إيماءة،ويقظة شعور،وتَوَقُد فكرٍ وحضور بديهة من شاعرها ثُمَّ تترجمه حروفاً ليكونَ إبداع القصيدة،على غرار قصيدة شاعرنا السامق د-طاهر مشي.." طوفان..من الذاكرة"
وأخير،وعلى سبيل الختام..قصيدة طوفان..من الذاكرة " تنبض بملامح وجماليات فنية أخرى وتشابكات استعارية ودلالية عديدة،استطاع بها الشاعر ( د- طاهر مشي) أن يخلق مشهدا شعريا متناغما ومنسجما،مما يعد بأعمال أخرى آتية بزخم شعري خلاق.
وحريّ بكلّ من يقرأ هذه القصيدة أن يعانقَ فيها جماليات اللغة في ألفاظها وتراكيبها،وبدائع الصور في مجازاتها وانثيالاتها،وأسرار المعاني في توهّجها وانهمارها.



*تنويه: عندما أتناول أي عمل شعري استقراءا أو نقدا،أحاول بادئا ببدء الغوص في هواجس الشاعر والتنقيب فيها،محاورا "رموزها وايحاءاتها" غير غافل عن السلامة العروضية بما تشتمله من لوازم واتساق وتناغم الجرس الموسيقي،وكذلك أستنطق المفردات من حيث خدمتها لموضوع القصيدة،ومن ثم أقتفي البديع والمحسنات اللفظية لأخلص في النهاية إلى رؤية شمولية ما استطعت لذلك سبيلا..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشراقات اللغة..وتجليات الصور الشعرية في قصيدة الومضة لدى الش ...
- شيرينُ..يمامة..توارت خلف الغيوم*--قصيدة منبجسة من ضلع المراي ...
- هنا تونس مولود شعري فاخر لشاعر ألمعي
- تجليات البعد الفني والأسلوبي في قصيدة -حلول- للشاعرة التونسي ...
- فلسطين التاريخ والحضارة..في وجدان الشعراء ( قصيدة الشاعر الت ...
- جمالية الشعر والمشاعر..في قصائد الشاعرة التونسية المتميزة أ- ...
- غزة..في وجدان الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير
- كثافة اللغة..وجماليات الصور الشعرية في كتابات الكاتبة والشاع ...
- كثافة اللغة..وجماليات الصور الشعرية في كتابات الكاتبة والشاع ...
- نخبة من الشعراء العرب جعلوا من فلسطين..نبراسا يضيء عتمات الت ...
- الإبداع..بين حرية الإرادة..وهاجس الخوف من -عصا الرقيب -..!
- تجليات الحبكة والأسلوب في الخطاب الشعري..لدى الشاعر التونسي ...
- على هامش العرس الشعري التونسي : (الملتقى العربي لشعر المقاوم ...
- حين يناديني صوت الواجب النضالي..إلى ساحة الأدب المقاوم *
- حين تعزف قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي لحنا مقدَسيا ...
- حين تتحوّل الكلمات..إلى لوحة فنية بأنامل شاعر كبير بحجم هذا ...
- د-طاهر مشي شاعر تونسي كبير يغزل من خيوط العشق..قصيدة للمطلة ...
- حين تكتب المبدعة التونسية أ-نعيمة المديوني..برحيق الروح..ومد ...
- رمضان على لسان الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي (قصيدة أقبلت ...
- الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير..تكتب لغزة بحبر الر ...


المزيد.....




- الروائي الليبي هشام مطر يفوز بجائزة أورويل للرواية السياسية ...
- على وقع ضحكات الجمهور.. شاهد كيف سخر الكوميدي جون ستيوارت من ...
- عودة محرر القدس… مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 29 الجزء 2 ...
- جهز مستنداتك.. تنسيق الدبلومات الفنية 2024-2025 جميع المحافظ ...
- استمتع بأقوى الأحداث… موعد عرض مسلسل قيامة عثمان الجزء الساد ...
- حالة رعب حقيقية في منزل فنانة مصرية (فيديو)
- -قضية الغرباء-.. فيلم عن اللاجئين السوريين يفوز بجائزة في مه ...
- نصوص في الذاكرة.. الغريب من كتاب أبي حيان التوحيدي
- -غوغل- يدرج اللغة الأمازيغية ضمن خيارات الترجمة
- فيلم -السبع موجات-.. آخر ما وثقته الكاميرا في غزة قبل حرب ال ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - جماليات الصورة الشعرية..قراءة موضوعية جمالية في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د- طاهر مشي - طوفان..من الذاكرة-