أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد رباص - لمدرسة الخصوصية في المغرب فضاء للتمييز بين المتمدرسين














المزيد.....


لمدرسة الخصوصية في المغرب فضاء للتمييز بين المتمدرسين


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 11:13
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بالنسبة إلى الباحث سيلفان أوبري، مؤلف دراسة عن التعليم في المغرب، ارتكب المغرب خطأ فادحا عندما شرع في خصخصة التعليم على كل الصعد.
هل المدرسة العمومية منذورة للاختفاء نهائيا في المغرب؟ أثيرت هذه القضية في صميم تقرير صدر مؤخرا عن مجموعة من المنظمات غير الحكومية المغربية حول التعليم. وتدين هذه الجمعيات إغلاق 191 مدرسة ابتدائية وثانوية بين عامي 2008 و 2013 في البلاد، ولا سيما في مدينتي الرباط والدار البيضاء. ويشير التقرير إلى أن المدارس العمومية الأخرى مهددة بالإغلاق، مما يشير إلى "تراجع التزام الدولة بتوفير التعليم المجاني والجيد للجميع" في المملكة المغربية.
وتناولت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية هذه المسألة، ودعت الحكومة المغربية إلى تقديم التزامات حازمة لمنع أوجه عدم المساواة في الولوج إلى التعليم. وتشير المنظمات غير الحكومية ولجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة إلى ما يعتبرونه تطورا غير محكوم في التعليم الخاص في المغرب مما تسبب في"تعزيز أوجه عدم المساواة في التمتع بالحق في التعليم".
"على مدى 15 عاما، شجعت الحكومات المتعاقبة في المغرب على تطوير قطاع التعليم الخصوصي. واليوم، ارتفعت حصة التلاميذ في القطاع الخاص في التعليم الابتدائي من 4 في المائة في عام 1999 إلى 15 في المائة في عام 2015، وقد نقلت السلطات نفسها باستمرار فكرة أن التعليم الخاص أفضل من التعليم العام، وهذا ليس صحيحا "، يقول سيلفان أوبري من المبادرة العالمية لمركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والذي تخصص في معالجة أوجه عدم المساواة في الولوج إلى التعليم وأنجز دراسة حول هذا الموضوع.
وجوابا عن سؤال اصب على سبب استمرار النظام المغربي في تطوير التعليم الخاص، قال الباحث: "مما لاشك فيه أن المغرب تحدوه رغبة أيديولوجية في تقليص دور الدولة ودعم القطاع الخاص. في قلب هذا الإصرار فكرة أن الدولة لا تعمل، وأنه لا يمكن إصلاحها، وأن كل ما هو خاص هو أكثر فعالية. وهذا رغم كل البحوث التي تبين أن الواقع هو أكثر تعقيدا بكثير، وأنه لم يتم التحقق على الإطلاق من ذلك في بعض القطاعات مثل التعليم.
وعلى الرغم من ذلك، يواصل الباحث، فإن المغرب لم يستمر في هذا الاتجاه فحسب، بل أعد مشروع قانون سبق أن ناقشه البرلمان، إذ يحدد المشروع أهدافا منها الزيادة في نسبة التلاميذ في التعليم الخاص، ويقترح تطوير الأخير من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص على أساس النموذج الشيلي. وقد اعتمدت شيلي، تحت بنوشيه، واحدا من أكثر النظم التعليمية ليبرالية وخصخصة في العالم. ولم يؤد هذا النظام إلى تحسين نوعية التعليم فحسب، بل أدى إلى تفاقم أوجه عدم المساواة. وتواجه بلدان أخرى، مثل السويد، التي حاولت القيام بتجارب مماثلة في مجال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تفاقما مريعا في عدم المساواة في نظامها التعليمي وانخفاض في الجودة العامة.
وعن هذا السؤال: إلى أي مدى يؤدي تعزيز التعليم الخاص إلى عدم المساواة؟ أجاب أوبري:
يتبين من هذا الوضع أن النظام التعليمي المغربي يتميز بفصل كبير وفقا للأصول الاجتماعية والاقتصادية. ويمكن لأبناء الأغنياء أن يذهبوا إلى مدارس النخبة ذات الجودة العالية، بينما تقدم الأسر الأشد فقرا تضحيات كبيرة لوضع أطفالها في مدارس خاصة ذات نوعية سيئة، أو في التعليم العمومي عندما لا يكون لديهم الاختيار. وهذا لا يعطي فوائد أكبر للنجاح الدراسي والسوسيومهني لآبناء الأسر المحظوظة أصلا، ولكنه يزيد من صعوبات الناس الأكثر فقرا.
ورغم إعلانات الواجهة، فإن الحكومة لا تملك الوسائل ولا الإرادة السياسية لتنظيم التعليم الخاص، الذي تحميه شبكات نفوذ قوية. وعن ذلك نجمت منظومة فوضوية، حيث ازدهرت المدارس الخاصة في كل مكان. لسوء الحظ، بذل الكثير من المواطنين المغاربة تضحيات هائلة لوضع أطفالهم في القطاع الخاص، ولكن العديد من هذه المدارس لديها القليل لتقدمه ما جعل آمال كثيرة تصاب بالخيبة والانكسار.
وعندما سئل أوبري عما يمكن القيام به، قال: لا يوجد حل سحري. ومن أجل بناء نظام تعليمي جيد دون تمييز، يلزم توفير تعليم عمومي قوي. فبدلا من أخذ مثال البلدان التي يفشل نظامها بشكل واضح، ينبغي أن تستوحي الحكومة المغربية أفكارا من بلدان مثل فنلندا، التي حققت أداء جيدا منذ سنوات في نظام بيسا الدولي من حيث المساواة في نظام التعليم. ويجب إعادة رسم خطة طموحة للتعليم العمومي.
وعن هذا السؤال: هل خصخصة التعليم بالضرورة أمر سيء؟
قال أوبري: التعليم الخاص ليس سيئا في حد ذاته، بل قد يكون له دور يؤديه. ومن المهم حماية حرية الآباء في اختيار مدرسة خاصة لأطفالهم مختلفة عن المدرسة العمومية، وإنشاء مدارس خاصة. ولكن يجب أن يتم ذلك وفقا لقواعد الحد الأدنى فيما يخص نوعية ومحتوى التكوين، وأوضاع المعلمين. إذا تم تأطيره بشكل صحيح، يمكن للتعليم الخاص أن يوفر مصدرا مفيدا للتنوع التربوي في نظام التعليم، وتعزيز أساليب التدريس الجديدة لتلبية احتياجات الأقليات العرقية أو الدينية، أو مصدرا للحرية في الدول الاستبدادية. ولكن يجب أن يكون بديلا لمجانية التعليم دونما تفريط في الجودة. وألا يكون مصدرا للتمييز بين المتمدرسين.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الحز ...
- كلمة الدكتور حسن نجمي في افتتاح مؤتمر الاتحاد العام للأدباء ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الحز ...
- الجمعية المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تنبه السلطات ال ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الح ...
- شذرات من كتاب حياتي في الجنوب المغربي
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- المنظمة المغربية لحقوق الإنسان تدعو الحكومة إلى أخذ اقتراحات ...
- محمد الفايد داعية إسلامي ليس بينه وبين العلم إلا الشر والإقص ...
- دردشة فيسبوكية حول الترجمة
- إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الجز ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- استبد بي الفرح وكأني في حلم جميل
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- الدار البيصاء: تفاصيل ومعلومات عن انهيار عمارة حي بوركون
- لقاء لتكريم روح إدمون عمران المالح، نصير التنوع
- الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان يوجه رسالة إلى الجهات ا ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تنظم ندوة صحافية حول تطورات و ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد رباص - لمدرسة الخصوصية في المغرب فضاء للتمييز بين المتمدرسين