أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - من زوايا القطاع الصحي في العراق














المزيد.....

من زوايا القطاع الصحي في العراق


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 10:04
المحور: المجتمع المدني
    


هل ثمة أهمية تفوق أهمية صحة الإنسان في وقتنا الحاضر؟ اعتقد جازما أنه ليس هناك جانب حياتي يمكن أن يعلو أهمية على صحة الإنسان بعد أن قلت حركته وتنوعت وازدادت الأطعمة الضارة التي يتناولها وتراكمت همومه وتعاظم قلقه في هذا الزمان إلى الحد الذي تعددت فيه الأمراض وأستصعب فيه العلاج الصحيح. لقد بتنا اليوم نتفأجا بانتكاس الحالة الصحية لأصدقاء وزملاء كانوا قبل يوم أو أيام معنا بصحة وعافية وحركتهم طبيعية لكنهم أصبحوا طريحي الفراش الآن. وصار من الطبيعي أن يزداد المرضى المراجعين للمستشفيات العامة والخاصة وعيادات الأطباء والمختبرات والصيدليات حتى أصبحت هذه الأماكن مجالا كبيرا ونشطا للاستثمار والتجارة الرائجة.
ولأهمية صحة الإنسان ولكونها أساس عمله وحركته ورزقه، فإن توعكها لابد من أن يعالج لكي تستمر الحياة بنمطها الطبيعي، وإلا فقدت حياتنا أهميتها وبريقها مع فقدان صحتنا أو انحسارها. والمحافظة على صحة الإنسان تتطلب أموالا ووقتا وجهودا للمراجعة والمتابعة. وإذا وفرنا الوقت والجهد، فهل هناك مقدرة مالية لدى كل فرد/مواطن لمعالجة أمراضه؟ الحقيقة هو عدم قدرة الكثيرين من مواطني البلد أن ينفقوا ما يكفي من الأموال على صحتهم وصحة ذويهم ومحبيهم!
هذا الأمر لا يختص به العراق فقط، بل معظم دول العالم إن لم تكن جميعها. ولعدم قدرة المستشفيات الحكومية على استيعاب جميع المرضى في البلد، فقد أوجدت معظم دول العالم لاسيما المتقدمة منها والمستقرة نظاما للتأمين الصحي. هذا النظام تقدمه شركات تأمين خاصة تتعامل مع مستشفيات ومراكز صحية خاصة ويتم من خلاله تغطية حالات مرضية كثيرة بدءا من مراجعة المستشفيات إلى العلاج وإجراء بعض العمليات الجراحية وحسب مستوى التأمين. هذا النظام معمول به في معظم دول العالم ومنذ سنوات عديدة، بل أنه أساس من أسس واستقرار حياة افراد البلد مواطنين ومقيمين وزائرين.
التطبيب لدينا في العراق غالٍ جدا مقارنة بدخول المواطنين وليس مقارنة بدول اخرى، وليست لدينا شركات تأمين صحي تقدم خدماتها إلا على مستوى محدود لمنتسبي وزارتي الدفاع والداخلية وليست لجميع العاملين في جميع المؤسسات والقطاعات ولجميع الأفراد. ولكي يحافظ المواطنين على أدنى مستوى من صحتهم، فإنهم يسرعون خطاهم إلى المستشفيات الحكومية والخاصة وعيادات الأطباء لينفقوا ما لديهم.
القطاع الصحي الخاص في العراق ليس أحسن حالا من قطاعه الحكومي. الأطباء الذين يعملون في المستشفيات الخاصة والعيادات هم نفس الأطباء الذين يعملون في المستشفيات الحكومية أو المتقاعدين منهم. ونفس الحال لمعظم الصيادلة ومحللي المختبرات الصحية. الفرق أنك في القطاع الصحي الحكومي تدفع مالا قليلا لبعض الفحوصات والتحاليل والأدوية أو لا تدفع مع رداءة الخدمات الصحية المقدمة وعدم نظافة المستشفيات الحكومية وسوء معاملة العاملين فيها أو إهمالهم للمراجعين من المرضى. وفي القطاع الصحي الخاص، فإنك تدفع مالا كثيرا وإلا فلن يعالجك أحد مع خدمات صحية أفضل قليلا (وليس كثيرا) لما تحصل عليه في القطاع الصحي الحكومي بسبب الدفع وليس التميز الفعلي عن القطاع الحكومي وليس هناك انتظار طويل ونظافة محدودة وتعامل حسن. ويبقى أن ليس جميع المواطنين قادرين على الدفع في القطاع الصحي الخاص. وإذا ما حصل الدفع فأغلبهم مضطرون بسبب ما آل إليه حال القطاع الصحي الحكومي.
وإذا ما قيمنا الحال في القطاعين، فليس هناك فرقا كبيرا بينهما وهو ما ألجأ الكثير من العراقيين لإجراء فحوصاتهم الطبية وعملياتهم الجراحية في دول مجاورة أو بعيدة عن العراق. وهذا يعني خروج أموال عراقية خاصة إلى خارج البلد في وقت كان يفترض بها أن تستنزف داخل البلد لتسهم في تحسين القطاع الصحي الخاص. الحقيقة أن هناك عدم ثقة بالأطباء العراقيين وبالمختبرات والمراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة في العراق. إن هذا قد يعتبر مجالا فعالا لإجراء دراسات واستبيانات توجه إلى من يهمه هذا الأمر للوقوف على حقيقة الأمر والنهوض بواقعنا الصحي، وإلا فالمستقبل مظلم.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو تحررت عقولنا؟
- قوة إقتصاد الدولة بقوة قطاعها الخاص
- كنا وأصبحنا
- مشاكل العراق القادمة الشهادات (2-5): الجامعة -الأهلية- ليست ...
- مشاكل العراق القادمة السيارات والشهادات (1-2): الشوارع قليلة ...
- استهتار أفراد ام ثقافة مجتمع!!
- متى يمكننا أن نقف بوجه أمريكا وغيرها؟
- المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!
- حدث من وزارة التعليم العالي الهندية
- لا تعترض .. لن يتغير من الأمر شيء
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) هل وزارة التعليم العالي ...
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-4) هل وزارة التعليم العالي ...
- عامل سيارة القمامة
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية ...
- كيف تحصل على الرئاسة بالمال؟!
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-2) زيادة أعداد الطلاب والإ ...
- حكومة جنوب افريقيا أشرف منكم يا حكام العرب والمسلمين
- أقطع أنفك لتعيش في المملكة
- لا تنتظرين أخوتك يا غزة
- مسؤولون لا يستحقون أن يكونوا مسؤولين في الجامعات


المزيد.....




- عائلات الأسرى تدعو نتنياهو إلى استكمال التفاصيل الناقصة لمقت ...
- لندن.. حملات اعتقال ضد مثيري الشغب
- نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: الغرب يبرر أعمال كييف ال ...
- اعتقال روسي وكازاخي في الولايات المتحدة بتهمة احتيالهما عبر ...
- الأمم المتحدة تعبر عن قلقها إزاء الهجوم الأوكراني على مقاطعة ...
- إلغاء حفلات تايلور سويفت في فيينا بعد اعتقال مشتبهيْن بهما - ...
- بوتين يوقع قانونا لنظام الهجرة الجديد لإبعاد المهاجرين غير ا ...
- -يعرفون أنهم لن يحاسبوا-.. غضب من مقطع فيديو لتعذيب أسرى فلس ...
- اعتقالات بعد الهجوم على -عين الأسد- في العراق
- الأمم المتحدة: الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة -بلا هوادة- بال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - من زوايا القطاع الصحي في العراق