حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 00:11
المحور:
المجتمع المدني
الجِبالُ من مظاهرِ الجِمالِ في الطبيعةِ، إباءٌ وشموخٌ، على أشكالٍ وألوانٍ، فيها ما تَكسيه الخُضرةُ والورودُ، وفيها ما تُغطيه الثُلوجُ، وفيها ما هو صَخرِيٌ جامدٌ. من بابِ التفَرُدِ، عندنا نوعٌ آخرٌ من الجبالِ لا يجذِبُ أصحابَ البلدِ ولا السائحين، إنها جبالُ القمامةِ.
من غَيرِ المفهومِ كيف تظلُ مُشكلةُ القِمامةِ بلا حلولٍ طُوالَ سنواتٍ!! جُزءٌ من المشكلةِ في فشَلِ إدارةِ المحلياتِ لمَلَفي القِمامةِ والصِحةِ العامةِ، والشِقُ الآخرُ في سوءِ السلوكياتِ المُتفَشي. فلا حَرجٍ من إلقاءِ القِمامةِ من شباكِ أغلى سيارةٍ، ولا من نافذةِ عمارةٍ فاخرةٍ؛ تَراهُم مَنفوخين مُتصَنعين الوقارَ والأُبهةَ بينما القِمامةُ شاهدةً على حَقيقتِهم. هذا غيرُ إلقاءِ المارةِ لبقايا طعامٍ وأكوابٍ ورقيةٍ وصفائحِ مَشروباتٍ وأوراقٍ. اللافتُ أن الكناسين أكثرُ من الهَمِ والحَصرِ، مُرتدين قُمصانًا فُسفوريةً صفراءَ أو خضراءَ ورايحين جايين بالمَقشات، لكنهم مع الأسفِ كناسون كدة وكدة، مُتَسوِلون مُتَنكِرون في هيئةِ كناسين.
جِبالُ القِمامةِ تمتدُ في الطُرقاتِ، بلا تفرقةٍ بين شارعٍ رئيسي وآخر جانبي. في الإسْكَنْدَرِيَّة تمتدً جبالُ القِمامةِ بين محطات الترام. أشهرُ هذه الجِبالِ يقفُ مُتَحدِيًا أمامَ بوابةِ نادي سبورتنج، رائحةٌ كريهةٌ نفاذةٌ وزواحفٌ مُقيمةٌ.
هل يشاهدُ موظفو المحلياتِ ما يُشاهدُه المواطنون؟ أم أن لهم عالمَهم واِهتماماتِهم الأولى بالسَعي؟
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟