أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - حقائق صادمة: الأضحية صدقة وليست مُكاءا !!















المزيد.....

حقائق صادمة: الأضحية صدقة وليست مُكاءا !!


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7999 - 2024 / 6 / 5 - 16:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اصبح من العادات
ان يجتمع بعض الأهل
في عيد الأضحي
ويتعاونوا علي شراء "أضحية:
لكي يستمتعوا باللحم الطازج،
وهذا بالطبع مباح،
ولكن أجر الأضحية
مرتبط بالتصدق باللحم،
فلو انعدم هذا
فلا أضحية ولا أجر.

فالأصل في الأضحية
أنها صدقة،
يُتصدق بها
على الفقراء والمساكين،
ويهدى منها
للأهل والجيران والأصدقاء،
ويطعم منها أهل بيت المضحي.

وقال بعض العلماء
انها تقسم ثلاثة أثلاث:
ثلث لأهل بيت المضحي،
وثلث للصدقات،
وثلث للهدايا.
وذلك لقوله تعالي:

¤ {فَكُلُوا مِنْهَا
وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}

¤ {فَكُلُوا۟ مِنۡهَا
وَأَطۡعِمُوا۟ٱلۡبَاۤئسَ ٱلۡفَقِیرَ}

{الْقَانِع} :الجالس في بيته المتعفف
الذي يقنع بما يعطى.
وَ{الْمُعْتَرُّ} : الذي يسأل الناس الصدقة.

وقيل أنه كانت هناك
شدة في المدينة
في إحدى السنوات
فنهى النبي (ص)
عن ادخار لحوم الأضاحي
فوق ثلاث،
ليشجع الناس
على التصدق والإطعام
فلما كان في العام القابل قال:

( إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُم
ْ أَنْ تَأْكُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ إِلَّا ثَلَاثًا،
فَكُلُوا وَأَطْعِمُوا
وَادَّخِرُوا مَا بَدَا لَكُمْ"

[أخرجه النسائي وغيره بسند صحيح]

وهذا يعني انه في حال الشدة
يمنع الإدخار
حينما يكثر الفقر والبؤس.

ولكن المستغرب
انّ الكثيرين يأتون بالأضحية
ويأكلون ويدخرون
ولا يطعِمون
ومع ذلك يظنون
انهم قد 《ضَحُّوا》!!!
فهذه ليست اضحية
وإنما هي 《مُكَاء》 فقط
(من باب قولهم:
"تمككت" العظم: أخرجت مخه،
و"أمتك" الفصيل ما في ضرع أمه،
و"مَك"َّ الصبيُّ ثديَ أُمِّهِ مَكَّاً: اسْتَقْصَى مَصَّه،
ومن هنا اشتقاق "مَكَّة":
لقلَّةِ الماء بها؛
لأنهم كانوا يَمْتَكُّون الماءَ.
واللفظ ورد في القرآن:
عندما أنفق مشركو قريش أموالهم
علي أقاربهم صدّا عن سبيل الله
فقال لهم القرآن:
أنّها ليس صِلات (بكسر الصاد)
وانما هي ملء بطون
ومكاء للعظام:
((طَقَّة)):

{وَمَا كَانَ صِلاتُهُم عِندَ ٱلۡبَیۡتِ
إِلَّا مُكَاۤءࣰ وَتَصۡدِیَةࣰۚ}
¤¤¤¤¤¤¤
والأضحية عرفت قبل الإسلام
وهو ما كان يفعله العرب الجاهليون
من عادة ذبح القرابين
عند البيت الحرام
وتركها طعاما للفقراء
وقد ذكرت الروايات
أن العرب كانوا يرجعون تقليدهم
في ذبح القرابين إلى إبراهيم
الذي امتحنه الله بذبح ولده
ففداه الله بذبح عظيم.
واعتاد الحجاج
في العصر الجاهلي
أن يلطخوا جدران الكعبة
بدماء الهدى،
ظناً منهم أن في هذا
تقرباً إلى الله تعالى والكعبة،
وكانوا لا يأكلون لحوم هديهم، ويتبرعون بها للحجاج الفقراء،
فجاء في الأسلام الأكل من الأضحية
والتصدق بالباقي
علي الفقراء والبؤساء:

{فَكُلُوا۟ مِنۡهَا
وَأَطۡعِمُوا۟ٱلۡبَاۤئسَ ٱلۡفَقِیرَ}

ولذلك..
لتكون أضحية..
لابد من 《تضحية》!!
بلحم الاضحية
واختار العلماء:
أن يأكل الأقل
ويقسم الأكثر،
ولو يأكل الثلث
ويقسم الباقي
كان حسنا.
وقال الشافعي في أحد قوليه:
المستحب أن يأكل الثلث
ويتصدق بالثلث
ويهدي الثلث.
وقال في الآخر:
يأكل النصف
ويتصدق بالنصف.
وقال أحمد:
المستحب أن يأكل ثلثها
ويتصدق بثلثها
ويهدي ثلثها،
فالمستحب عند الحنفية والحنابلة
أن تكون نسبة التوزيع أثلاثاً،
فيأكل ثلث أضحيته،
ويهدي ثلثها لأقاربه وأصدقائه،
ويتصدق بثلثها على المساكين، ودليلهم عليه: قوله تعالى:
{فكلوا منها،
وأطعموا القانع، والمعتر} [الحج:36]،
{وأطعموا البائس الفقير} [الحج:28]
وأوجب الحنابلة الإطعام
عملاً بالآيتين؛
لأن الأمر يقتضي الوجوب.
ودليل نسبة التوزيع أثلاثا
ً عند غير المالكية:
ما روى ابن عباس
في صفة أضحية النبي صلّى الله عليه وسلم:
(ويطعم أهل بيته الثلث،
ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السُؤَّال بالثلث).

إذن فالأضحية 《صدقة》!!!
وقوله ص:
(مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ
مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْر
ِ أَحَبَّ إِلَى اللَّه
ِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ،
إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَة
ِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا،
وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَان
ٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ،
فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا"

فهذا لأنها 《صدقة》!!!

وقوله تعالي:

{لَن یَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا وَلَـٰكِن یَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُم}ۡۚ

هذا لأن {لحومها} تخرج 《صدقة》!!!

{ولكن يناله التقوي}
فالله يعرف ايمان عبده واتقاءه له ب 《الصدقة》:

(اتقوا النار ولو بشق تمرة)

ومن هو الأتقي؟؟؟
الإجابة:
{الذي يؤتي ماله
《يتزكي》}

والتصدق اكثر الأعمال
وزنا في الميزان:

{وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقۡنَـٰكُم
مِّن قَبۡلِ أَن یَأۡتِیَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ
فَیَقُولَ رَبِّ لَوۡلَاۤ أَخَّرۡتَنِیۤ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ قَرِیبࣲ
 فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ}

وجاءت الأحاديث
في ان الصدقة لا تنقص المال
وإن بدا ذلك،
بل تزيده
والقرآن عبّر عنها
باقراض الله:

{إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِینَ وَٱلۡمُصَّدِّقَـٰتِ
 وَأَقۡرَضُوا۟ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا
یُضَـٰعَفُ لهم}
والله قد يؤخر سداد القرض
الي وقت الحوجة والشدة
فهو الرب العليم الحكيم.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
﷽ ﴿إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ۝١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ۝٢﴾

جاء في تفسير ابن عاشور:

"هو إيماءٌ
إلى إبْطالِ نَحْرِ المُشْرِكِينَ
قُرْبانًا لِلْأصْنامِ،
فَإنْ كانَتِ السُّورَةُ مَكِّيَّةً،
فَلَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
حِينَ اقْتَرَبَ وقْتُ الحَجِّ...
وقَدْ تَرَدَّدَ في نَحْرِ هَداياهُ
في الحَجِّ بَعْدَ بَعْثَتِهِ،
وهو يَوَدُّ أنْ يُطْعِمَ المَحاوِيج
َ مِن أهْلِ مَكَّةَ
ومَن يَحْضُرُ في المَوْسِمِ
ويَتَحَرَّجُ مِن أنْ يُشارِك
َ أهْلَ الشِّرْكِ في أعْمالِهِمْ،
فَأمَرَهُ اللَّهُ أنْ يَنْحَرَ الهَدْيَ لِلَّهِ
ويُطْعِمَها المُسْلِمِينَ"

يقول الفخر الرازي في تفسيره:

"أنَّ هَذِهِ السُّورَةَ
كَالْمُقَابِلَةِ لِلسُّورَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ،
وَذَلِكَ لِأَنَّ فِي السُّورَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ
وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُنَافِقَ بِأُمُورٍ أَرْبَعَةٍ:
أَوَّلُهَا: الْبُخْلُ
وَهُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ:
{يَدُعُّ الْيَتِيمَ
وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ}

وَذَكَرَ فِي مُقَابَلَةِ:
{وَيَمْنَعُونَ الْماعُون}
َ قَوْلَهُ: {وَانْحَر}:
ْ وَأَرَادَ بِهِ التَّصَدُّقَ بِلَحْمِ الْأَضَاحِيِّ"

"الْأَكْثَرُونَ حَمْلُهُ عَلَى نَحْرِ الْبُدْنِ
أَوْلَى
لِوُجُوهٍ أَحَدُهَا:
هُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى
كُلَّمَا ذَكَرَ الصَّلَاةَ فِي كِتَابِهِ
ذَكَرَ الزَّكَاةَ بَعْدَهَا
وَثَانِيهَا أَنَّ الْقَوْمَ كَانُوا يُصَلُّونَ وَيَنْحَرُونَ لِلْأَوْثَانِ
فَقِيلَ لَهُ:
فَصَلٍّ وَانْحَرْ لِرَبِّكَ"

"ثُمَّ كَأَنَّهُ نَبَّه
َ عَلَى أَنَّ طَاعَةَ الْقَلْبِ
لَا تَحْصُلُ
إِلَّا بَعْدَ حُصُولِ طَاعَةِ الْبَدَنِ،
فَقَدَّمَ طَاعَةَ الْبَدَنِ فِي الذِّكْرِ"
□■□■□■□

>>> تذكرة متكررة <<<
=======

نذكّر بالدعاء
في كل الأوقات ..
وفي الصلاة والسجود والركوع ..
علي الظالمين..
الذين اخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
وكل من شارك في ذلك
بالفعل أو القول

فالله .. لا يهمل
ودعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك..



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهافت الصحافيين السودانيين (٢)
- أركو يغالط: كل المدن فاشر، والخونة تبادلوا الخانات !!
- كلام البِبَكِيك: (ابو النجالوك) .. بَرَكَة الشالوك !!! ( ...
- كلام البِبَكِيك: (ابو النجالوك) .. بَرَكَة الشالوك !!! ( ...
- لا أرضا قطعت ولا ظَهرا أبقت: شوّهت الدين وفرّقت العرب ووسّعت ...
- كلام البِبَكِيك: (ابو النجالوك) .. بَرَكَة الشالوك !!! ( ...
- حتي الرؤساء يموتون !!!
- كلام البِبَكِيك: (ابو النجالوك) .. بَرَكَة الشالوك !!! ( ...
- لا عاقل يتعظ: نُذُر المجاعة والمفاهيم العبيطة !!
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- بين كمبالا واديس والدوحة: تهافت الصحافيين السودانيينن
- مخطط استقلال دارفور: اذكاء القبلية ونقل الحرب الي الخرطوم
- جدل بيزنطي حول عودة الأمن لأمدرمان!!
- التقسيم أم الذوبان: مراجعة الجنسية كَشَفَ الأُلعبان!!
- بعد التدمير والإحراق، خطر الإغراق يهدد العاصمة القديمة ومناط ...


المزيد.....




- النيابة العامة الإسرائيلية تقدم لائحة اتهام ضد إمام وخطيب ال ...
- اجراء اسرائيلي ضد السعودية والاسلام يشعل مواقع التواصل..إليك ...
- نائب وزير المالية الروسي يؤكد تمديد تطبيق الصيرفة الإسلامية ...
- البطريرك كيريل: الأيقونات تمرض في المتاحف المعقمة لذلك يجب إ ...
- عشرات المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى
- محاربة الإيديولوجية الإسلامية في فرنسا وإلغاء حق المواطنة با ...
- نزلها وفرح اولادك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد على الن ...
- لماذا تصر حركة مسلحة في جبال النوبة في السودان على علمانية ا ...
- قيادي سابق بحركة النهضة الإسلامية يعلن ترشحه للانتخابات الرئ ...
- أقواها المرشد الأعلى.. تعرف على أقوى المؤسسات الإيرانية وصلا ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - حقائق صادمة: الأضحية صدقة وليست مُكاءا !!