أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ: عقوبات الدمار الشامل على العراق














المزيد.....

من ذاكرة التاريخ: عقوبات الدمار الشامل على العراق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 22:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عند John Mueller و Karl Mueller , فان أسلحة الدمار الشامل ( أسلحة كيمياوية وبأيدولوجية و صواريخ بعيدة المدى) الذي اتهم الغرب صدام حسين على امتلاكها في سنوات ما قبل التغيير , لم تكن بالفعل إسحله دمار شامل , وانما العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بالضغط من امريكا وبريطانيا كانت هي بالحقيقة سلاح دمار شامل والتي دمرت العراق والعراقيين . الزوجين توصلوا الى حقيقة مفادها ان استخدام العقوبات الاقتصادية بعد الحرب الباردة والتي استخدمت من قبل دول كبار أدت الى موت اكثر ما قتلت أسلحة الدمار الشامل في جميع العصور.
طبعا لو بقى العالم على توازنه (قوتين مهيمنتين بدلا من قوة واحدة) لما كانت العقوبات الاقتصادية مدمرة , كما أصبحت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. قبل الانهيار كان تأثير الحصار الاقتصادي محدودا لأنه عندما تفرض دولة معينة حصارا اقتصاديا على دولة أخرى , يقوم الطرف الاخر بمحاولة تقليل اثارها . على سبيل المثال , فان الحصار الأمريكي على كوبا كان غير مجديا بسبب المساعدات السوفيتية السخية لها . ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي , أصبحت المقاطعات الاقتصادية للوصول الى تحقيق هدفا سياسيا اكثر فعالية واكثر موجعة .و أصبحت العقوبات اكثر ضرر خاصة عندما تتشارك اكثر من دولة لديها أسلحة متقدمة تستخدم ضد منافسيها بدون كلفة كبيرة. بكلام اخر , بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أصبح فرض العقوبات سهلا ميسورا واقل كلفة على من يفرضها او على الاقتصاد العالمي.
لقد كان تأثير المقاطعة واضحا جدا على العراق , لان اقتصاد البلد كان يعتمد على الصادرات النفطية , ورغبة قادة البلد في استخدام تأثيرات المقاطعة المدمرة على الشعب العراقي لأغراض الدعاية بدلا من التنازل عن السلطة .
في ذلك الوقت لم يكن من الممكن معرفة عدد ضحايا الحصار بالدقة لان الحكومة العراقية لم تسمح للوكالات الدولية المستقلة من احصائها , ولكن عدد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة استطاعت ان تتوصل الى تخمينات أولية مفادها , ان الحصار الاقتصادي كان السبب بموات مئات الالاف من العراقيين.
بوصول عام 1998 , كانت وفيات الأطفال الرضع مقارنة بما قبل حرب الخليج والتي كانت 3.7 % الى 12%. قلة الطعام والدواء , وانهيار شبكات المجاري و الطاقة الكهربائية , أدى الى وفاة 40,000 في السنة الواحدة من الأطفال تحت عمر 5 سنوات , و50,000 وفاة سنوية لكبار العمر.
حتى السماح باستيراد بعض المواد المهمة لحياة المواطنين كانت في اغلب أحيان تتأخر بدخول العراق بحجة استعمالها المزدوج , احتمالية استخدامها في انتاج سلاح الدمار الشامل. فقد منعوا من دخول السرنجة (syringes) خوفا من استخدامها في انتاج سم (anthrax) . ومنعت مادة الكلورين والتي نستخدم لتعقيم مياه الشرب خوفا من استخدامها في انتاج غاز كلورين والذي استخدم في الحرب العلمية الأولى , وحرم على العراق من استيراد مكائن تشخيص الامراض والتي كانت متوفرة قبل الحصار , ومنع أيضا أكياس حفظ الدم المستخدم في الحالات الطارئة .
الزوجان , توصلا الى استنتاج مفاده بان الحصار الاقتصادي على العراق أدى الى موت من العراقيين يفوق عدد قتلى جميع ضحايا أسلحة الدمار الشامل عبر التاريخ . لقد كان عدد ضحايا القنبلة الذرية على هيروشيما و نيكازاكي هو 100,000 ضحية , والموت عن طريق الأسلحة الكيمياوية هو 80,000 في الحرب العالمية الاولى . واذا اضيف عدد ضحايا استخدام الأسلحة الكيمياوية واستخدام السلاح البيولوجي و الصواريخ البعيدة المدى بعد الحرب العالمية الأولى , يكون عدد الضحايا هو ما يقارب 400,000 ضحية , وهو عدد اقل بكثير من اعداد ضحايا العراق من الحصار الاقتصادي.
الكاتبين اقترحوا , انه طالما وان الحصار الاقتصادي لم يستطع اسقاط النظام وطالما وان الحصار اصبح أداة قتل للشعب العراقي , فمن الاحسن استخدام أدوات أخرى , ومنها هو فرض حصار على استيرادات العراق من الأسلحة , منع صادرات التكنلوجيا المتقدمة له , تسهيل بعض القيود على استيراد بعض السلع التي تخفف من اوجاع الشعب العراقي , وتقديم جميع أنواع المساعدات الى المعارضة العراقية اذا كانت لها القدرة والإصرار على اسقاط النظام. الغرب كان باستطاعته ابلاغ القيادة العراقية بان استخدام أسلحة دمار شامل في أي معركة قادمة يعني اسقاطها حتى ولو كان عن طريق الاحتلال . وطالما وان صدام يريد البقاء على راس السلطة , وليس الانتحار, فان استخدام سلاح دمار شامل من قبل حكام بغداد يصبح في حكم المستحيل .

John Mueller and Karl Mueller, Sanction of Mass Destruction, Foreign Affairs, Volume 78, No.3, 1999.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو السوبر دولار ؟
- الكلفة الاقتصادية للفساد الإداري الحكومي
- سقوط دعوات الاتهامات ضد العولمة
- لماذا الخوف من العجز المالي ؟
- معاناة ازقة بغداد من انبعاثات المولدات الكهربائية
- عراقيون يختارون العشيرة على القانون
- نقص انتاج القهوة عالميا , مثل اخر على غضب الطبيعة
- أمريكا تعلن الحرب على محكمة الجنايات الدولية
- مشكلة التوافقية في السياسة والإدارة
- من فضلك لا تشتم العرب
- السبب الحقيقي وراء العنوسة في العراق
- ست رغد صدام حسين .. من فضلك اكرمينا بسكوتك
- لا مكان للفقراء العيش في العراق
- ازدواجية السياسة الخارجية الغربية
- الوعد الصادق : مسرحية هزيلة ام جبن عربي ؟
- كم كلفة العطل الرسمية و غير الرسمية في العراق لعام 2024؟
- ماذا قالوا حول معركة غزة ؟
- رجوع الشيخ السليمان الى بغداد
- حلبجة .. حكاية واحدة من ذكريات - الزمن الجميل-
- أوكرانيا : الحرب العالمية ام الهدنة ؟


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ: عقوبات الدمار الشامل على العراق