أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - تناحر السنة والشيعة














المزيد.....

تناحر السنة والشيعة


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل مطلع فجر نسمع أو نقرأ من وسائل الإعلام المختلفة عن اغتيالات وقتل وسفك دم لأعداد من الطرفين سواء من السنة أو الشيعة في البلاد العربية والإسلامية وخاصة العراق الشقيق الذي بات مصرح لكل طرق القتل بأبشع صورها منها النحر ومنها الرمي بالرصاص بعد التعذيب ومنها التفجير .. وغيرها من وسائل القتل.

هذا المشهد البشع يذكرني بضحايا الثأر في مدن وقرى المحروسة مصر, وكأن القاتل واحد هنا وهناك , وكأن الفكرة واحدة هنا وهناك, حتى يمكننا أن نقول سفك الدم وشرب الدم هواية لدى تلك الشعوب التي تتخذ من ثقافة القتل شريعة لها.

وقد خطرت على تفكيري قصة أشبه بالخيال , أو أفلام الرعب ,ولكنها تقرب وجهة نظري عن إيضاح حقائق متوارثة وموجودة بالفعل في مجتمعنا المصري وجميع المجتمعات الإسلامية.

يسكن أبناء عمي بشارع في مدينة من أكبر مدن مصر . وكان هذا الشارع يجاور نجع صغير يقال له نجع الحمّارة, وهذا الاسم أساسه أن سكان هذه المنطقة منذ زمن بعيد يعملون في نقل أجولة الحبوب بواسطة الحمير ( جمع حمار) لذلك دعي عليهم أسم الحمّارة , وكأن التراب لما ينفس يخرج أطفال , لهذا أعداد السكان في هذا النجع في تزايد مستمر, والنوعية بالطبع معروفة, علما بان أبناء عمي مع سكان الشارع أغلبهم مسيحيين, لذلك كان أطفال هذا النجع يخرجون من آن إلى آخر يحملون الصفائح الفارغة والعصيان ويضربون عليها وهم ينشدون أو يهللون قائلين ( نزلها حجارة حجارة على قلوب النصارى ) وإذا حدث أي مشاحنات من قبل أولاد المسيحيين فيقوموا بقذف بيوت المسيحيين بالحجارة , وأعتقد أن فكرة أطفال الحجارة في فلسطين مستوردة رأسا من مصر, ولكن سرعان ما يحدث الصلح لان الكبار من هنا وهناك لهم مصالح مشتركة وهذه المصالح لا تتحمل الخلافات أو المشاحنات. وهذا السيناريو يتكرر من حين إلي أخر.

وبالرغم عن كل هذا كان لنا أنا وأبناء عمي أصدقاء مسلمين من هذا النجع, فكان لنا صديق اسمه محمود , كان يدرس في نفس المدرسة مع ابن عمي, وهذا الإنسان كان على قمة الأخلاق عندما ننفرد به ولكنه كان يشترك في المظاهرات السابقة الذكر, وفي الحقيقة إلى الآن لم أجد تفسير لهذا التصرف.

وكان له أخت مثله تماما, وتتمتع بقدر كبير من الجمال , وكانت أكبر من محمود سنا , هذه الفتاة قتلت في أبشع حادث سمعت عنه, كما رواه لنا صديقنا محمود.

لقد أحبت هذه الفتاة شاب من نجع آخر لا يختلف كثيرا عن هذا النجع ولكن بدلا من استعمال الحمير في حمل الغلال كانت تستعمل في حمل زرق الحمام ( زيل الحمام) لذلك كان يطلق عليهم الزبالين.

ولكن هذا الإنسان لم يجد حظوة لدى والد الفتاة الذي كان يعمل مؤذن في مسجد النجع , حيث أنه لا يليق بمقام الفتاة, لأنه من عائلة الزبالين. ( وكأنه باشا سابق أو صاحب أطيان)

ولكن الفتاة كانت تحب هذا الشاب, ومن كثرة الأشواق والعاطفة تزوجها بطريقة عرفية, أو أنها وهبت نفسها له, فأثمرت هذه العلاقة عن حمل , فلما ظهر هذا الحمل اجتمعت العائلة بقيادة الوالد مؤذن الجامع , وبعد مشاورات قرروا التخلص من الفتاة والشاب والطفل في أسبوع واحد, وحددوا هذا الأسبوع بعد ولادة الفتاة.

فبعد الولادة التي كانت على يد قابلة من أهل النجع , ذهب الوالد إلى أسرة الشاب وطلبوا منه التستر على الفتاة والزواج منها, ففرح الشاب كثيرا وذهب في الميعاد المحدد, وهنا كانت المفاجأة !!! لقد احضر والد الفتاة شومة, وشق طرفها العلوي بالطول , وأحضر فأس أشجار ووضع يد الفأس داخل شق الشومة وربطها بأحكام , وعند مقربة من الشارع الذي يسكن فيه المسيحيين , والشاب ذاهب إلى بيت الفتاة وهو لابس أفخر ما عنده من الثياب نزل عليه والد الفتاة وبضربة واحدة فشج رأسه وسقط قتيلاَ . وقد أحضرت والدة الفتاة يد هون نحاس وأخذت تضرب بها الرأس وتخرج قطع من المخ وتشرب الدم المتساقط منها وهي تغمرها فرحة غير عادية وتقول في الشارع غسلنا شرفنا... غسلنا شرفنا.

ولم تكتفي الأسرة بهذا ولكنها أشعلت فرن الخبيز ( الأفران البلدية) وما أن اشتعلت حتى أصبحت كأتون نار أخذوا الطفل من أمه وألقوا به في النيران وأمام أعين الفتاة التي أخذت تصرخ من الحسرة على عشيقها المخدوع وابنها , لتجد كأس السم المعد خصيصا لها بيد أمها وتقول لها اشربي يا فاجرة , ونظرت الفتاة للكأس وهي تعرف تماما انه سم , ولكنها أخذته بسرعة وشربته لتتخلص من عزابها وحرقتها , حتى تصبح القتيلة الثالثة في أقل من يومين .

والمصيبة الكبرى بأن محضر القتل أقفل ببراءة كل أفراد الجريمة , لأن قتل الشاب بدون شهود شهدوا على الواقعة, وأهل الشاب لم يتهموا أحد , حتى يتمكنوا من الأخذ بالثأر, وموت الفتاة!! تم استخراج شهادة وفاة بعد مرضها بحمى, والمولود!! لم يعرف به أحد.

ومرت الأيام وكأنها السكون قبل العاصفة , وكبر صديقنا محمود وأتم الدراسة الثانوية التجارية وتقدم لإحدى الفتيات , وبعد كتابة المحضر ( كتب الكتاب ) وهو في طريقه لبيت الزوجية وأثناء الزفة شجت رأسه هو وثلاثة من أبناء عمه.

وقيدت أيضاَ ضد مجهول ليمتد الثأر ويتشعب ولا أحد يعلم الدور في القتل على من.

وتدور الدائرة وتبدلت الحمير بالعربات ثم السيارات , ثم وسائل النقل المختلفة من قطارات وطائرات , كما تبدلت الشوارع بعد أن كانت تراب ووحل لتصبح أسفلت وتعلوها المصابيح الكهربائية, وتبدل المسجد ليصبح جامع كبير. وهــــــــــــــرب المسيحيين من الشارع واشتراه المسلمين , وتبدلت الملابس المصرية بأخرى على شكل ملابس الأفغان , وتبدلت الشومة بالأسلحة النارية , ويد الهون بالقنابل .

كل شيء تبدل ولكن العقول كما هي تحمل في طياتها شريعة القتل.

وهذا ما حدث وسوف يحدث في جميع البلاد العربية والإسلامية لان يد القتل واحدة, في قضايا الثأر, وفي تناحر المذاهب المختلفة, وفي الصراع على السلطة

, وشعار مصر الإسلامية في فكر الإسلاميين المتطرفين هو السيف.



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو اختفى الشيطان؟
- الى الامام
- صور تخفيها الظلال
- الجريدة الخضراء
- جزار قريتنا


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - تناحر السنة والشيعة