أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - مأزق ومليار حل غائب















المزيد.....

مأزق ومليار حل غائب


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


توحدوا واحضروا لنا أرضا نحكمها ثم اختلفوا كما تشاءون.

شعبنا أحوج ما يكون لقيادة تمسك بيده لا تهرب إليه ليمسك بيدها.

المعسكر المعادي موحد ومتماسك ويملك برنامجا واضحا ومحدد الاهداف بينما معسكر القوى المكافحة في سبيل حرية شعوبها يعيش اسوأ احواله هذه الايام, الفلسطينيون منشغلون بمشاكلهم الداخلية وصراعاتهم التي تتجه نحو حالة انقسام بشعة تنذر بما هو اسوأ واللبنانيون يعيشون الحالة نفسها, والمقاومة العراقية تتكالب عليها القوى المعادية من كل حدب وصوب وهي غير متوافقة لا مع ايران ولا مع المقاومة اللبنانية ولا الفلسطينية وسوريا تدافع عن نفسها امام هجمة شرسة من كل حدب وصوب, وفيما عدا قطر" يا سبحان الله " التي تحظى بعلاقات طيبه مع كل المتناقضات ( فوحدها تقيم علاقات مع اسرائيل وامريكا وايران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية وتستضيف الجميع على ارضها ووحده الله يعلم كيف يتم ذلك ), وفيما عدا ذلك فان العرب جميعهم منشغلون بمآسيهم الداخلية.
وكذا تعيش قوى الثورة العالمية اليوم كل في واده الخاص وكأنه لم يعد هناك رابط يربطهم ولا عدو مشترك يتهددهم فاليسار يصعد في أمريكا اللاتينية ويبدو انه يتراجع بخجل شديد في جنوب شرق آسيا وتتنامى أنماط متفرقة هنا وهناك من الاحتجاجيات المنعزلة, وتصنع الامبريالية من الإسلام عدوا لها في الوطن العربي والمنطقة, وبالكاد تحاول روسيا لعب دور الامبريالي الناشئ في منطقتها وقد تحلو اللعبة للصين قريبا في بحرها الجنوبي, وتقف كل من إيران وكوريا الشمالية وسوريا نماذج متفرقة للدول القادرة حتى الآن بإعلاء صوتها باللا لكن كل من موقعه وبعيدا عن برنامج موحد متماسك يمكن تطويره إلى جانب المحاولات الفنزويلية ليصل إلى الاستجابة بشكل أو بآخر لدعوة شافيز لجبهة عالمية مناهضة للامبريالية وفي المقدمة الولايات المتحدة.
في خضم هذا الحال تأتي توصية اللجنة التنفيذية والرد السريع من قبل حركة حماس ليزيد الطين بلة, فكما ان لدى جبهة الرئاسة وحلفائها ما يقولونه والمتمثل فيما يلي
1- الوضع الداخلي متازم والاوضاع تتجه نحو حالة من الفوضى والتازم ويجب ايجاد مخرج من الازمة.
2- حماس تصر على مواقفها وهي غير مستعدة لتقديم اي تنازل عن برنامجها.
3- قوى الرباعية واعوانها مصرون على اجبار الحكومة الفلسطينية وحركة حماس على الرضوخ لشروطهم.
4- العالم العربي مصطف في غالبيته العظمى خلف مطالب الرباعية.
5- يجب العودة الى الشعب ليقول كلمته مرة اخرى للخروج من عنق الزجاجة التي ادخلتنا بها الانتخابات التشريعية الاخيرة بانجاح حماس وصعودها الى الحكم المطلق وامتلاكها للقرار الفلسطيني بمفردها.
6- ان للرئيس حق دستوري بالقيام بالدعة للانتخابات الجديدة.
بالمقابل فان لدى حكومة حماس ما تقوله ايضا:
1- الحكومة شرعية ومنتخبة ولم يمضي على انتخابها مدة تسمح بتقييم عملها خصوصا وان فترة حكمها بالكامل هي فترة الحصار والتضييق.
2- القوى الفلسطينية لم تقف بجانب حماس والحكومة الفلسطينية بما يكفي لكسر الحصار بل شاكلت بالعكس عامل ضغط عليها.
3- اللجنة التنفيذية التي اتخذت القرار, غير شرعية وهي اصلا موضوع بحث في الهيئات الفصائلية الفلسطينية ومنظمة التحرير باعتراف الجميع بحاجة لعملية اصلاح شاملة ولا يجوز لمن هو غير شرعي والمطلوب اصلاحة ان يقرر مصير من هو شرعي.
4- حماس تعتقد ان الامور تتجه نحو فك الحصار رويدا وانها قادرة على فعل ذلك لو اصطف الجميع من خلف الحكومة الشرعية المنتخبة.
5- لا يوجد ما يسمح للرئيس بالقيام بذلك دستوريا.
ودون الخوض بصحة او عدم صحة مواقف الطرفين فان الحال تتجه نحو التصعيد وفي حال اقدم الرئيس على الاستجابة لتوصية اللجنة التنفيذية فان الحكومة بالقطع سترفض ذلك مستندة الى قاعدتها الانتخابية العريضة والى جسمها الحزبي المتماسك, وبالمقابل الجبهة الاخرى مفككة وغير متماسكة كما ينبغي وهي لا تمثل لونا واحدا وايضا ليست متوافقة على القرار فالجبهة الشعبية اعلنت رفضها المطلق للقرار.
ان اصرار الطرفين على مواقفهم سيذهب بالشارع الفلسطيني الى الاقتراب من حال الشارع اللبناني وهو سؤزم الوضع باتجاه التمترس في المواقع, الرئيس يملك ادارة الاجهزة الامنية وبعض الوزارات وحماس لديها اجهزتها وبعض الوزارات بعد ان كسرت اضراب المعلمين والصحة وهم اخطر قطاعين يمسان حياة الناس اليومية.
الحال اذن سيصل بنا الى ازمة خانقة يحاول كل طرف لي ذراع الطرف الثاني واثبات فشله وعجزه مستخدما كل الادوات الممكنة وفي بلد يعيش اهلها في ضائقة اقتصادية خانقة فان كل الابواب مفتوحة وسيسعى كل طرف الى السيطرة حيثما امكنه ذلك وليس بعيدا ان نصل الى كانتونات حسب الولاءات وهو ما سعت اليه اسرائيل ولا زالت, والمراقب يعرف جيدا ان المستفيد الوحيد من هذا الحال هو الاحتلال الاسرائيلي الذي يعيش اروع لحظاته هذه الايام فهو حاصل على هدنة مجانية من كل الفلسطينيين الذين يرفضون مهادنة انفسهم في نفس الوقت " يا سبحان الله " وهو بالتالي سيسعى الى تعميق الهدنة معه وتازيم الحال الداخلي وهو قطعا لن يعدم الوسيلة لذلك.
المطلوب اذن ادراك الحال الذي ننزلق اليه بسهولة وسرعه والتوافق على مخرج للازمة بادراك ان المسالة ليست في الربح والخسارة الحزبية بل الربح على المدى البعيد للشعب وقضيته ووطنه, وبدل المناكفات والرفض للاقتراحات واستصدار القرارات من هنا وهناك فليجلس الجميع امام شعبهم ومصلحته الوطنية العليا وبدل الذهاب الى الانتخابات المبكرة
لنضع ايدينا معا ولنتكاتف في مواجهة الهجمة التي تطال الشعب والقضية ولا تطال حماس وحدها والتي ندرك جميعا ان اعداءنا كانوا سيفعلون ذلك بنا وقد فعلوا بحماس او بدونها, فليس من المعقول ان نلقي على عاتق حماس بتبعات نحن نعرف اصلا انها قادمة كانت حماس ام لم تكن وهي اصلا لم تكن في الحكم طوال السنوات العجاف الماضية من تاريخ شعبنا وقضيتنا, واذا كان الامر مستحيلا وهو ليس كذلك على اية حال, فلنذهب اذا كان لا بد من الذهاب الى الشعب الى استفتاء برامجي تلتزم الحكومة والرئاسة بالبرنامج الذي يصوت له الشعب بالاكثرية ولا يعتبر بالتالي متنازلا عن شيء بل خاضعا لارادة الشعب التي يتغنى بها الجميع, لتقدم حماس برنامجها وكذا فلتفعل فتح والآخرين وعلى الشعب ان يقرر ونكون بهذا قد امسكنا بكل العصافير, فنحن لم ندفع باحد للتنازل ولجأنا للشعب لاحترام ارادته ووضعنا برامجنا ايضا في الميزان امام جمهورنا دون ارهاق بانتخابات جديدة بحاجة للملايين التي اعتقد ان الافواه الجائعة اولى بها من صناديق الاقتراع, والا فان الاصرار على الذهاب لصناديق الاقتراع قد يضعنا امام استحقاقات اكبر مما نحن فيها الآن, وذلك حسب التوقعات التالية وجميعها محتملة:
1- الشارع الفلسطيني في حالة قرف وهو بالتالي قد يعزف عن الوصول الى صناديق الاقتراع وقد نجد انفسنا امام مشاركين اقل من 50% وهذا يعني ان النتيجة غير شرعية.
2- ان تكون النتيجة ايضا لصالح حركة حماس وسيجد الجميع نفسهم ملزمين هذه المرة بالخضوع لارادة الشعب واعود حماس اقوى من اي وقت مضى وسيتهم من يعارضها عند ذاك علنا وبحق بمعاداة الشعب, وهذا الاحتمال وارد ايضا.
الحل اذن ان نعود لبعضنا نتوحد خلف برامج كفاحية توافقنا عليها دائما او ان نعود للشعب لفحص برامجنا لا شخوصنا, او ان نعطي حكومة حماس فرصة جديدة نضع ايدينا بايديها خلالها ونسعى معا متماسكين لفك الحصار والعزلة عن شعبنا وحكومته, وذلك عبر هدنة مقدمة للمجتمع الدولي تشمل الاعتراف بالقرارات الدولية كسلة واحدة مع دعوة المجتمع الدولي لالزام اسرائيل بالاعتراف بقرارات الامم المتحدة وتنفيذها واخضاع القرارات المذكورة الى البند السابع الملزم بايقاع العقوبات على الجهة التي ترفض تنفيذ القرارات الاممية وبالتالي نجد الوقت الكافي لتوافقنا وان نلتفت لما تفعله ايدي الاحتلال على ارضنا بغفلة منا.
منذ الانتخابات التشريعية وحتى اليوم ونحن ندور في حلقة مفرغة حوار وحوار وحوار وتصريحات عن قرب الاتفاق لنكتشف بعدها أن لا اتفاق ولا احد يصارح هذا الشعب المسكين ولا احد يدري أين هي الحقيقة حتى بات الشعب يقترب من ان يعلن علنا رفضه للجميع دون أن يجد بديلا فلسطينيا قادرا على القيام بدور القائد لشعب أحوج ما يكون اليوم لقيادة يسألها إنقاذه والإمساك بيده لا لمن يلجأون إليه طلبا لإنقاذهم من خلاف وهمي لا شان له به على الإطلاق والغريب أننا قادرون على صناعة هدنة مع المحتل ولا نملك صناعتها فيما بيننا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقرب السماء...اعمق الارض
- وعي الفعل
- فلسطين تحت الاحتلال
- حجارة الموقد الفلسطيني
- حكومة القرف الوطني
- الفلسطينيون...الخبز او القضية
- حدود الاسلام ... حدود الله
- المطلوب حكم لا حكومة
- الطريق الى المنسي...عود على بدء
- الايمان...مفاعل المقهورين النووي
- التربية المدنية..جتمعة المعرفة والفعل
- دارة ضعيفة لمعركة عظيمة
- المفدس..الوطن..الشعب ام التنظيم
- لارضاء العالم الاعور
- توافقوا..توافقوا..تزافقوا
- اللاعنف اداة مزدوجه
- اضراب عن الطعام
- من قتل سامر حماد
- كارثية فشل التجربة
- الآن وقبل فوات الأوان


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - مأزق ومليار حل غائب