أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الحزء الثامن)














المزيد.....

إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الحزء الثامن)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 02:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- المعنى كتوجه جديد نحو الآخر (2/1)
يتم تحقيق تجاوز مثال المعرفة، وفقا لليفيناس، في خطوة التوجه الذي يؤدي إلى الكشف عن المعنى العميق.
إن الاختلاف الذي يقدمه عرضه هو بمثابة خط فاصل بين المسار الذي يستهدف العالم والحركة التي في اعتباطيتها ترتقي إلى ما يتعالى على العالم. إنه توجه بلا وجهة ودون إمكانية تحديد ما يوقفنا، مثل الكشف عن وجه الآخر. إنه يتوقف، لكنه، في الوقت نفسه، ينتج إضاءة معينة تسمح بالتقدم. وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق بظاهرة سطحية، بل يتعلق بالارتفاع أو ب"الزخم". تماما مثل الاستعارة، يشير هذا التوجه، عند لفيناس، إلى الإحالة إلى ما ليس له جاذبية ولا غائية، لكنه مع ذلك يدفعنا إلى الاعتراف بوجود طريقة أخرى تكشف عن معنى وجودنا غير تلك القائمة على التحديد والاعتراف. تتضمن هذه الجهة توجها متناقضا: ليس التوجه الذي نمنحه لأنفسنا، بل ذلك الذي نتلقاه من الآخر. إنها لا تسمح لنا بمعرفة طريقنا ولكنها مع ذلك تحافظ على معنى هذه الرحلة التي تكشف الرهانات الكبرى في حياتنا. ولكن هل حركة بلا توجيه هي التي تكشف لنا عنه؟ هل تيهان بدون غاية وبدون معايير موضوعية من شأنه أن يكشف لنا ما كان دائمًا وفي كل مكان هو المعنى الحيوي.
في غياب المعايير الموضوعية لنسق منطقي يعمل كنقطة انطلاق، يتبين أن طريق المعنى الذي يقترحه ليفيناس غير موجه بإرادة الاقتراب من عنصر مرغوب فيه، بل بل بانجذاب إلى شيء غامض. ما لا يمكن تصوره عند هوسرل يصبح ممكنا عند ليفيناس لأن ما يعبئنا لا يأتي مما هو مرغوب فيه بعد أن يتم تحديده كهدف، بل من المجهول بامتياز، مما لا يمكن تصوره جوهريا. مثل مغامرة ملك إيثاكا الأسطوري في قصص الأوديسا، فإن التوجه الليفيناسي هو رحيل غير مقرر دون تصميم ثابت يكشف مصيره غير المتوقع عن المعنى العميق. لكن على عكس رحلة عوليس الذي "لم تكن مغامرته في العالم سوى عودة إلى جزيرته الأصلية" بحسب ليفيناس، فإن المسار الحر لهذا التوجه الجديد لا يسمح لنا بتسجيل نهايته منذ البداية أو نتيجته منذ البداية.
يرى ليفيناس في مسلر التوجه الذي يتمثل في
"الذهاب نحو" من أجل القدرة على العودة إلى نقطته الأصلية، حركة نسميها ثنائية المعادلة ل"خط السير" المتنازع عليه بشدة في
الفلسفة المعاصرة، التي ليست إلا تحقيقا للتنبؤات، بلتوقعات وللتفكير الذاتي. ينصب هذا النقد أولاً على الفلسفة التأملية، ثم يعمم على فلسفة عصره في مجملها:
"المعرفة الفلسفية ما قبلية: فهي تبحث عن الفكرة الملائمة وتضمن الاستقلالية. وفي كل مساهمة جديدة، تتعرف على البنيات المألوفة وتحيي المعرفة القديمة. إنها أوديسا لا تكون فيها كل المغامرات سوى حوادث العودة إلى الوطن".
الرحيل من أجل العودة يعني إرادة إعادة اكتشاف عقلانية ما تم التفكير فيه سابقا من خلال منع العودة الجذرية إلى المعنى الأصلي (المعقول). في مواجهة تقليد معين في الفلسفة، يرفض ليفيناس إخضاع بحثه عن المعنى لأي شكل من أشكال التكييف المسبق الذي يمنعه من اكتشافه بحرية. إنه يريد تحرير التمشي الفلسفي من أي نقطة مرجعية سابقة ــ سلطة أو تشريع ــ من شأنها أن ترشده وبالتالي تلقي بظلالها على عفوية إيحاء دلالي قد يظهر خلال المسير. إن الجدة التي أتى بها، رغم كونها موضع شك نظرا للافتراض الذي تتمسك به فلسفته الخاصة، تتمثل في تقديم اتجاه خالٍ من أي قبلية مقاصدية أو متعالية أو حتى أنطولوجية، كدعم لهذا المسار. وهكذا لم ينصب نقده على مقاربة فلسفية معينة؛ مقاربة الفكرانيين الذين يشتغلون على ضوء المثل الأعلى للمعرفة بينما ينسون أن الحياة تسبق المعرفة، أو حتى مقاربة اللافكرانيين مثل هايدجر الذي يعترف بأن الوجود يسبق الفكر لكنه يستمر في اعتبار كل لحظة نختبرها في تجربتنا وسيلة للاحتفاء بالوجود الأساسي.
من خلال محاولته التأجيل الجذري، ناقش ليفيناس النموذج الثنائي للفلسفة المعاصرة بشكل عام والذي يتمثل في الذهاب نحو الغير (العالم، الآخر، اللانهائي) من أجل العودة إلى النفس (الكوجيتو، الذات، الوجود) وفق نهج وتطلعات لا تخلو من دوافع خفية. عدم القدرة على العمل إلا وفق ما تم التخطيط له، المضي قدما على أمل العودة لتأكيد التوقعات، الذهاب نحو المجهول - الغيرية بالمعنى الواسع - فقط من أجل تأكيد ما تم افتراضه قبلا، لا يتوافق مع مسعى مفتوح ولكن مع مجرد جيئة وذهاب.
(يتبع)
المرجع: https://www.cairn.info/revue-internationale-de-philosophie-2006-1-page-35.html



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعية المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تنبه السلطات ال ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الح ...
- شذرات من كتاب حياتي في الجنوب المغربي
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- المنظمة المغربية لحقوق الإنسان تدعو الحكومة إلى أخذ اقتراحات ...
- محمد الفايد داعية إسلامي ليس بينه وبين العلم إلا الشر والإقص ...
- دردشة فيسبوكية حول الترجمة
- إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الجز ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- استبد بي الفرح وكأني في حلم جميل
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- الدار البيصاء: تفاصيل ومعلومات عن انهيار عمارة حي بوركون
- لقاء لتكريم روح إدمون عمران المالح، نصير التنوع
- الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان يوجه رسالة إلى الجهات ا ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تنظم ندوة صحافية حول تطورات و ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- جون ستيوارت ميل: رائد المساواة بين الرجل والمرأة
- جون ستيوارت ميل: رائد المساواة بين الرجل والمرأة (2/2)
- جون ستيوارت ميل: رائد المساواة بين المرأة والرجل (2/1)


المزيد.....




- تقرير: نيكي هايلي اتصلت بترامب وحذرت الجمهوريين من بديل محتم ...
- فيديو يظهر مركبة عسكرية تحاول اقتحام قصر حكومي في بوليفيا خل ...
- بسبب -الرامن-.. أعلى جبل في كوريا الجنوبية يتعرض لأضرار بسبب ...
- نجيب ميقاتي من جنوب لبنان: -المقاومة- تقوم بواجبها وهدفنا حم ...
- ليس لدى مصر ما تخفيه.. خبير يتحدث لـRT بلغة الأرقام عن عدد ...
- مقتل 11 شخصا على الأقل في قصف صاروخي روسي على مواقع في جنوب ...
- سموتريتش: لا أستخف بالثمن.. لكن لا مفر من حرب حاسمة وسريعة م ...
- بعد سلسلة من التأجيلات.. وزارة الداخلية الليبية تعلن إعادة ا ...
- خبراء مصريون: روسيا تمتلك وسائل الردع القادرة على التصدي للم ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 3 ...


المزيد.....

- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الحزء الثامن)