|
شرطة - الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - تتنكر فى شكل- المطوعين -
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 20:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شُرطة " الأمر بالمعروف " و " النهى عن المنكر " تتنكر فى شكل " المطوعين " =============================================== مقال الأستاذ / طارق الحريرى ، فى المصرى اليوم ، السبت 25 مايو 2024 ، بعنوان " انتبهوا أيها السادة " ، يثير القلق ، والغضب . فاذا كانت كل المعلومات التى ذكرها بالتفصيل ، دقيقة ، وحدثت بالفعل ، فى محمية وادى دجلة ، فاننا أمام خطر حقيقى ، يستدعى التدخل السريع ، لاستئصاله قبل أن يستفحل . منذ أيام ، جاء صحفى ، الى المحمية ، برفقة رئيسة قسم الاخصائيين النفسيين ، فى أحد المستشفيات المصرية الحكومية ، من أجل مهمة علمية ، خاصة بوظيفتها ، فالمكان بيئة صحية هادئة تصلح لاستشفاء المرضى . تقدم منهما موظف الاشراف ( واحد من المطوعين ) ، وبعد أن أخذ تذاكرهما ، سأل الصحفى اذا كانت المرأة برفقته ، زوجته . وقال لهما : انتِ مسلمة غير محجبة ، وأنت مسيحى ، وده مينفعش ، اتفضلوا اخرجوا من المحمية . جادلاه بأن هذا ليس من حقه . رد عليهما : " بعد الساعة الرابعة ممنوع لغير المتزوجين ، واذا لم يخرجوا سيلبسهم تهمة ". يعبر الأستاذ / طارق الحريرى ، عن استيائه من هذه الواقعة ، التى سبقتها وقائع مماثلة ، حيث ينصب " المطوعين " ، أنفسهم " شرطة خاصة " تقوم بالوصايا الدينية ، والتفتيش عن تطبيق شرع الله ، واقتحام الخصوصيات فى الأماكن العامة ، موضحا أنها ظاهرة ، اختفت من العالم العربى ، ووصلت الى مجتمعنا . أقرأ المقال ، غير مصدقة أن هذا يحدث فى مصر . هل تحولت محمية وادى دجلة ، الى " ولاية " دينية ، أو " امارة " اسلامية ، بدون علم أو موافقة الشعب المصرى ، الذى نزل 30 يونيو 2013 ، بالملايين فى أضخم ثورة شعبية ، ليؤكد على تشبثه بالدولة المدنية ، وأن الحكم الدينى ، مطرود ، بلا رجعة . ما هذا الانتهاك الصريح الفج العلنى ، فى وضح النهار ، لخصوصيات المواطنين ، والمواطنات ، والمنصوص عليها فى الدساتير المحلية للدول المتحضرة ، وفى المواثيق الدولية ؟؟. وهذا ينطبق على الدستور المصرى 2014 ، الذى ينص فى المادة 59 : " الحياة الآمنة حق لكل انسان ، وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها ، ولكل منْ يقيم على أرضها ". هل ما حدث فى محمية وادى دجلة ، له علاقة من قريب أو من بعيد ، بالحياة الأمنة ؟. وهل كلام وتصرفات موظف الاشراف ( من المطوعين ) ، يوفر الأمن والطمأنينة للمواطنين ؟. أم يسبب الارهاب ، والفزع ، والاهانة ، وسحق الكرامة ، واغتيال المواطنة ؟؟ ، وبالتالى ، يعد تجاهلا ، واستهانة ، واستهزاء ، بالدستور المصرى ، " كتاب الوطن " ؟. كيف يحدث هذا ؟. هؤلاء " المطوعين " ، الذين يقدمون طواعية هذه الخدمة المشبوهة الخبيثة ، منْ سهل لهم المهمة ، منْ وافق على وجودهم ، منْ اعتمد وظيفتهم ، منْ أطلقهم أحرارا ليقتلون مكتسبات الدولة المدنية المصرية ؟؟. هناك بالتأكيد جهة ما ، أو وزارة ما ، أو مؤسسة ما ، فتحت لهم الأبواب على مصراعيها . اذا كانت مؤسسات الدولة ، لا تعلم ، فهذه مصيبة . واذا كانت تعلم ، فالمصيبة أعظم . هل تغاضت الجهة التى اعتمدتهم ، عن الارهاب الذين يمارسونه فى عز الظهر ، لأنهم " مطوعون " ، من تلقاء أنفسهم ، ولا يتقاضون مرتبا ؟؟. أم أن هذه الجهة ، من جنود الدولة الدينية ، ومتحالفة مع الاخوان والسلفيين ، ومنْ على مزاجهم ؟؟. ان السعودية ، التى أنفقت المليارات على مدى نصف قرن ، لتصدير الوهابية والسلفية الى مصر ، قامت بالغاء هيئة الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، عام 2016 ، والتى أنشئت عام 1940 ، لتكون " شرطة دينية " ، تشيع الارهاب والرعب ، حيث كانت تقوم بدوريات فى الأسواق ، والأماكن العامة ، تستبيح خصوصيات الناس ، للرقابة على تطبيق شرع الله ، والتأكد من عدم اختلاط النساء بالرجال ، وأن المرأة ملتزمة بالزى الاسلامى ، والتجسس على اغلاق المحلات بالاجبار وقت الصلاة . وأعطيت صلاحيات الضبط والتحقيق والتفتيش . وبدلا منها ، تأسست هيئة الترفيه ، لرعاية وتنمية كل الأنشطة والفعاليات التى تقدم الترفيه ، كجزء أساسى من رؤية 2030 ، للتقدم والنهضة على جميع المستويات . وفى ايران ، تم الغاء " شرطة الأخلاق " ، أو " شرطة الآداب " ، عام 2022 ، بعد تورطها فى مقتل مهسا أمينى . وقد لعبت دور الشرطة " الدينية " ، منذ 2005 ، تراقب وتعتقل ، كل منْ يخالف الزى الدينى ، أو يرتدى ملابس غير لائقة . الاسلام بجناحيه " السُنى " تمثله السعودية ، و " الشيعى " تمثله ايران ، قد تبرأ من " هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر " ، و " شرطة الأخلاق والآداب " . تُرى أى اسلام ، يمثله " المطوعون " ؟؟. فى مصر ، يحق لأى شخص ، أو مجموعة من الأشخاص ، التقدم ببلاغات للنائب العام ، ضد ناس ، باسم ازدراء الأديان ، أو التحريض على الالحاد ، أو اهانة الذات الالهية ، أو الاساءة الى الرسل والأنبياء ، أو الاستهزاء بالكتب المقدسة ، أو التشكيك فى ثوابت الوطن ، أو اشاعة الفسق والفجور ، أو انكار المعلوم من الدين بالضرورة ، أو السخرية من الشخصيات المقدسة . ومن حق النائب العام ، باعتباره " محامى الشعب " ، تحريك القضية ، أو حفظها . لكن الملاحظ ، أن كل يوم ، على جميع الفضائيات ، ومنذ سنوات طويلة ، هناك آلاف الأشخاص ، فى داخل مصر ، وخارجها ، " واخدين راحتهم على الآخر " ، يقومون بازدراء القيم المدنية ، واهانة مفاهيم المواطنة ، والاستهزاء بمواد الدستور ، والتحريض على الكراهية والعنصرية ، وسب وقذف الفنانات والفنانين ، واشاعة التطرف الدينى ، وتكفير الشخصيات الفكرية المبدعة ، واستقباح المرأة غير المحجبة ( غير ملتزمة دينيا ) ، واستحسان تعدد الزوجات ، والقبضة الذكورية على النساء ، والتهديد العلنى لأصحاب الأفكار المختلفة ، والتشكيك فى نوايا ومشروعات ومواقف القيادة المصرية ، والجيش المصرى ، وتوظيف " السقطة واللقطة " ، والصيد فى الماء العكر ، واستهداف الأطفال لغرس التزمت الدينى ، واجبارهم على الطقوس الدينية ، وغيرها من السماد الضرورى المسموم ، لزراعة وازدهار " الدولة الدينية " ، و " الوصاية الدينية ". ومن أسوأ معالم الدول الدينية ، انتهاك حريات وخصوصيات البشر ، ممثلة فى الدعاية الكاذبة والتدليس ، وشغل هيئة " الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ". وهؤلاء ، لا أحد يبلغ عنهم النائب العام ، أو يرفع عليهم قضايا ، أو حتى يفند دعاواهم ، ويكشف أغراضهم الحقيقية الممنهجة . مع أنهم الخطر الكارثى الحقيقى على مصر . هناك ظواهر كثيرة ، لم نستأصلها من جذورها ، أو بدأنا فى التصدى لها ، بعد أن استفحلت ، وأصبح من الصعب قطع رأس الأفعى ، التى سممت دمنا ، وحياتنا . " المطوعين " ، محاكم تفتيش مستحدثة ، وعصور وسطى متحورة . وهى تحتاج الى " بتر " فى أولها ، حتى لا تسرق الوطن . وعلى الدولة اتخاذ الاجراءات الفورية الناجزة ، لضمان عدم تكرارها ، ومعاقبة منْ تورط فيها ، والتوعية الاعلامية بها ، وتشجيع الناس على الابلاغ عنها .
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البئر الملوثة .. قصيدة
-
الخطاب الأخلاقى للنساء فقط
-
ليس من وظائف الدولة المدنية مكافحة الالحاد والفكر اللادينى
-
لماذا مع - التدين بالفطرة - وتضخم - التدين المغروس - انحدرت
...
-
الجهر بالافطار فى نهار رمضان من أساسيات الدولة المدنية
-
تمهيد التربة لزراعة المواطن الصالح والمواطنة الصالحة
-
سرير القهر .. احتياج قصيدتان
-
الثمن الذى ندفعه من أعصابنا ودمنا وسعادتنا لنأكل
-
- أمى - ليست ناقصة عقل ودين
-
بائعة الفجل وبائعة الشِعر
-
نعش اللعنات .. استعباد قصيدتان
-
الشيطان .. حبيبتك السابقة قصيدتان
-
هيئة الكتاب أماتت ديوانى الشِعرى قبل ولادته
-
أحبها .. الفرح قصيدتان
-
الطبيب الرومانسى .. قُبلة الحياة قصيدتان
-
أحبنى قليلا .. قصيدتان
-
اضطراب خماسى القطب ... قصيدتان
-
ألا أشتهيك لحظة .. قصيدتان
-
رأس المرأة ,, رأس المال .. رأس السنة
-
لست غاضبة منك .. أربع قصائد
المزيد.....
-
في العيد.. تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصنا
...
-
رسائل تهنئة عيد الفطر مكتوبة بالاسم للأصدقاء والأقارب 2025 .
...
-
الإمارات تحكم بالإعدام على 3 أوزبكيين قتلوا حاخاما يهوديا
-
بزشكيان يهنئ الدول الإسلامية بحلول عيد الفطر
-
بن سلمان يبحث مع سلام مستجدات الأوضاع في لبنان ويؤديان صلاة
...
-
أهالي غزة.. صلاة العيد على أنقاض المساجد
-
المسلمون يؤدون صلاة العيد بمكة والمدينة
-
هل الدولة الإسلامية دينية أم مدنية؟ كتاب جديد يقارن بين الأس
...
-
إقامة صلاة العيد بجوار المساجد المدمّرة على وقع مجازر الإحتل
...
-
أديا صلاة العيد بالمسجد الحرام.. محمد بن سلمان يستقبل رئيس و
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|