طارق الورضي
الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 02:56
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
لتبث فيما يمكن أخذه في حق هؤلاء من قرارات تأديبية و انضباطية. هناك نمط آخر من الاساتذة المكلفين بمهمة المراقبة لا يرى فيها غير عبء مضاف على أعباء رجال و نساء التعليم و محاولة لوضعهم في الصفوف الأولى أمام فوهة البركان، و أن مهمة المراقبة ليس من شأنها أن تكون جزءا من واجبات الأستاذ و الأستاذة، بل على الوزارة الوصية أن تتحمل مسؤوليتها فيمن تختارهم ليقوموا بمهمة الحراسة تلك، و قد يكونون عناصر تابعين لوزارة الداخلية أو أفراد من القوات المساعدة أو غيرهم، ناهيك عن أن بعض رجال التعليم يكلفون عنوة بمهمة المراقبة خارج إطارهم الأصلي مما ينافي و يناقض المرسوم الصادر في الجريدة الرسمية الذي يقر ابتداءا من تاريخ صدوره بعدم تكليف الأساتذة و الأستاذات بأي مهمة خارج إطارهم الأصلي.
أما الوزارة الوصية فهي تصم آذانها و تغلق أعينها عن ما يكتنف المنظومة التربوية من أزمات، على اعتبار أن الوزارة تستسيغ و توثر منطق الوصاية و التعالي و الاستفراد بحل مشاكل المنظومة بشكل أحادي بعيدا عن إشراك الأساتذة و الهيئات المدنية و النقابية و جموع الفاعلين التربويين في نقاش عمومي جاد يفضي إلى النهوض بالقطاع من وسط ركام الأزمات المتتالية.
فالمنهجيات البيداغوجية المعتمدة في صياغة بعض الامتحانات الإشهادية يجب إعادة النظر فيها، على أساس أنها لا تنمي حس المساءلة والنقد و التحليل و إعمال العقل في المادة التي يمتحن فيها المترشحون، بقدر ما تمنحهم فرصا مجانية للإجابة يسهل فيها الغش و المراوغة و استعمال الوسائط الاكترونية من أجل الحصول على الإجابة الصحيح دون تمحيص و لا تدقيق و لا مقارنة.
إن منظومتنا التربوية في حاجة ملحة إلى رجة حقيقية تضع النقط على الحروف، و تشكل قطيعة مع سنوات التساهل و الفشل و التذمر، لتقلع بقطاع التعليم إلى ركب مصاف الدول المتقدمة.
#طارق_الورضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟