أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - حلم غاف














المزيد.....

حلم غاف


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 02:55
المحور: الادب والفن
    


حينما رأيته لأول مرة، خيم السكون من حولي، حدثني قلبي ثمة شيء بشغف كبير سيحدث، فهذا المتجلي ببقايا الشمس وهي تغيب، العالق بآخر خيوط الضوء، سيكون موعد الحلم الغافي تحت وسادتي!
لوحتُ له بيد ترتجف، فتملكني الشعور أنه نصف الله الثاني، والذي به ساكتمل كما أقرته لي الطبيعة.
امتد إليه هذا الشعور، فالتقينا عند زاوية التبديد للوحشة وغربة الروح، من عتمة الليالي شعَ الضوء،
بينما نحن نحاول الاقتراب من بعضنا، ارتجتْ الأرض، أحدثتْ شقًا بيننا، تهاوت الثمار، وغادرت العصافير أوكارها.
وقفنا متسّمرين وقد اعتلى الخوف هامتنا.
الخوف ذلك الشبح الذي يطاردني كلما تنفس الحلم تحت قلبي، تحت يدي.
ناداني وحشاشة اليأس تملأ صوته:
- رئة الصباح، ما قولكِ في ذهابنا إلى ساحات الله؟ نحكي له ليرزقنا غيمة من الرحمة.
- أوافقكَ الرأي يا أنفاس الحلم.
- إذن، هيا لنتبع ضوء الأمل ونشق به كثافة الضباب.
رغم المسافة التي تفصلنا، إلا إن خيطًا أحمر امتد ليربط بين قلبينا، كل طرف فيه يلهمنا الاطمئنان، ويدب السكينة في روحينا.
استمع الله إلينا ..
عطر غريب انتشر في كل زاوية من تلك الساحات المهيبة المفعمة بالسحر والدهشة.
رحنا نروي حكايتنا ..
الله كان يعلم قبل الآن، فهو من قدّر لنا هذا اللقاء، وقد عَلِم سر الارتباط بيننا، هو من وضع جذوة الحب حيث ألقتْ بها ملائكته داخل دهاليز أرواحنا.
أشفق الله بنا، لكنه أخبرنا باستحالة اللقاء.
هطلتْ دموعي كرذاذ المطر، وأنا أصغي لحديث الله، فلا شيء يقوى على تغييره، لكن الرحمة يمكن لها أن تحل في أية لحظة، فهو إله الرحمة، وهو يرى أسانا ولوعتنا.
رقَّ الله لحالنا، فأخبرنا برأفة:
- سأدلكم على طريق اللحظات التي فيها تلتقي الأرواح، فتتلألأ بعدها النجوم ليعتلي الحب وجودكما في الزمن الآتي الذي يكرر نفسه ولا يتكرر، أرشدكما لزمان اللقاء ومكانه، ثم أشار إلى حدائق النور الممتدة حتى آخر مرمى البصر.
بدأ الوقت في التأرجح لحظة اختفاء أنفاس الحلم ورئة الصباح.
حل السكون فوق المكان .. فوق الزمان .. فوق الليل .. فوق النهر .. فتجلى الفكر والمعنى.
تنهدتْ الطبيعة وتنفستْ الأحلام.
إنه الضوء الأخضر لالتقاء الروح بالجسد ليشكلا معًا نبع الأسطورة.
وأنا اتوضأ بالنور قلت له:
- إنه وليدنا الفجر، ابن الشغف .. ابن الليل .. في سكون عينيه صخب اللقاء وفوق شفتيه تتناسل الحروف.
أجابني وهو يمسك بيدي بينما الحب يشع من عينيه كخشوع مؤمن:
- أنا فيكِ، توشحي بالنور يا قلب الحلم الغافي، يا فم القصيدة التي لم تكتب بعد.
ونحن نتلاشى داخل بعضنا، واعدنا الزمن على لقاء آخر.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية قبل النوم
- حديث قبل الفطور
- حروف بخط اليد
- حدث في العاشرة مساءً
- قصائد متفرقة
- جلست أحتسي فقري
- بيرة بالليمون
- جلسة سرية
- اليوم الثامن
- بلغاري .. عربي
- الفاصل كان لحظة
- قالت رأيتكَ
- أزواج الزوجة
- الحب في زمن الكورونا
- أدوات استفهام
- آدم الأخير
- فوز الكلابي موشاة بأحلام قصصها
- يوميات سائق كيا
- نشط منذ ساعة
- نافذة على الخريف


المزيد.....




- انطلاق مهرجان RT للأفلام الوثائقية
- ألسنة وتكنولوجيا.. غوغل تضيف الأمازيغية لخدمة الترجمة
- تقرير: إعدام شاب كوري شمالي بسبب -موسيقى أجنبية-
- -أيام الثقافة الإماراتية-.. ريابكوف لـRT: نتلمس الثقافة العر ...
- -تتجوزني يا كاظم-.. ضجة في مواقع التواصل على جواب كاظم السا ...
- مشاهدة مسلسل لعبة حب الحلقة 54 مترجمة ديلي موشن
- -حداء الإبل-.. حكايات ومرويات التواصل مع الجمال بالجزيرة الع ...
- الندرة والترجمة وموت المؤلف.. كتّاب ونقاد يحللون إشكالية الن ...
- قصيدة (فراق امي)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- انطلاق أيام الثقافة الإماراتية بموسكو


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - حلم غاف