عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 7996 - 2024 / 6 / 2 - 14:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استنفر الاعلام الرسمي والاسلاموي، في بلدان العرب العاربة والمستعربة بعد دخول القوات السوفييتية أفغانستان سنة 1978، لمواجهة "الخطر الأحمر"، الذي يهدد الإسلام في واحدة من أهم بقاعه!!!. وبالفعل جُنِّد آنذاك مئات الآلاف من الشبان، لنصرة "أشقائهم الأفغان"، علمًا بأن أفغانستان تبعد عن العرب بحسابات الجغرافيا آلاف الكيلومترات. لن نُذكِّر بالمحرك الرئيس لتلك الحشود الذي دَرَّبَ وسلَّح، ولن نعيد التذكير بالممولين.
حينها نظَّم شاعر أفغاني على ما أعتقد قصيدة عميقة المغزى، أذكر منها:
وعلى كابول ثاروا...وهي أنقى من نقية
ها هي القدس تعالوا...اعبروا أين الحمية.
بوحي من هذه الأبيات، نذهب إلى غزة. نكاد نسمع أنين ضحايا الإجرام الصهيوني غير المسبوق بحرق الأطفال والنساء والرجال أحياءً، وفصل رؤوسهم عن أجسادهم بأحدث أدوات القتل والإجرام الأميركية. شعوب العالم كله تنتفض في وجه أميركا واسرائيلها تنديدًا بوحشيتهما وبفظاعاتهما غير المسبوقة. فالضمير الإنساني لم يعد يحتمل هذه الغطرسة، وضاق ذرعًا بهذا المستوى البربري القروسطي من نزعة الإجرام.
في غزة أيضًا، هناك مقاومة صلبة أربكت العدو بصمودها الأسطوري، وأحبطت خططه وأعجزته عن تحقيق أهدافه. الفصائل الفلسطينية كلها تشارك في مقاومة العدو المجرم الغاشم. لكن المكون الرئيس للمقاومة حركة حماس الاسلامية السنية وحركة الجهاد السنية أيضًا.
طيب، المقاومة هناك بمكونها الرئيس إسلامية سنية، والدول العربية المحاددة لفلسطين سنية المذهب مثل الغالبية العظمى من البلدان العربية، وعليه يحق السؤال: لماذا لا يُدعى للنفير في نُصرة "اخواننا في غزة" كما حصل في أفغانستان سنة 1978؟! لو كان الشيوعيون على رأس المقاومة في غزة ومكونها الرئيس من اليساريين، لصدعوا رؤوسنا بالغرغرة المعروفة:"هؤلاء كفرة ملاحدة...اللهم اضرب الظالمين بالظالمين".
لكن المكون الرئيس للمقاومة هو الإسلام السني متمثلًا بحركة حماس أولًا، والجهاد الإسلامي، ثانيًا.
اللافت، أن الداعم الرئيس للمقاومة في غزة هو الإسلام السياسي الشيعي، أما السني فبعض الرسمي منه متواطئ مع العدو على رؤوس الأشهاد، والشعوب تعرف ذلك. وهل هناك ما يمكن اخفاؤه في عصر الفضاء المفتوح؟!!!
عزيزنا القارئ، أين الخلل برأيك، هل تراه في تعدد فهوم الإسلام، وقابلية النص الديني للتفسير في أكثر من اتجاه، أم أن التأسلم المهيمن في واقعنا العربي made in u.s.a، أم ماذا برأيك؟!!!
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟