عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 20:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأحزاب والجمعيات والمنظمات وكل الهياكل الوسيطة تعمل لمصلحة أشخاص وفئات معينة للوصول للسلطة والحصول على المناصب والمغانم وخدمة مصالح زعامات مؤلهة من طرف الأتباع والمريدين والقطيع وكأنها دول لها حدود وأعلام وشعارات وميزانية. فليس لهذه الكائنات المتمردة على الدولة علاقة بالمهمشين والفقراء والمحتاجين ومصالح المواطن والوطن فقد احترفت الكذب والتشويه والسيطرة على الاعلام الموجه ولي ذراع الدولة عن طريق التعطيل والاحتجاجات والاضرابات وقياداتها في الزعامة منذ خمسين سنة أو أكثر ثم يتحدثون عن الديمقراطية ويثرثرون صباحا ومساء وفي الليل وحتى يوم الأحد ثم يأتون للتنديد بالغياب المفترض لحرية التعبير وكأن الثرثرة هنا وهناك ستجلب الثروة وتحل مشاكل الفقر والبطالة والأمية والتخلف في البلاد. يريد هؤلاء شرا بالدولة وإضعاف سلطتها وتشتيت قوتها والذهاب بأهلها الطيبين للجحيم من أجل أن تكون لهم السلطة والثروة فيبيعون ما تبقى من البلاد إلى الخارج وينتقمون من المواطن البسيط الذي لم يمش في ركابهم ولم يساند مشروعهم المناهض للدولة والشعب. فهذه الهياكل الوسيطة المنتشرة كالنار في الهشيم ليس لها إي عمل مفيد غير المناكفة والتعطيل والتشويش وهدر الموارد وقد يعلو صراخهم أحيانا ويخفت في أحيان أخرى فتخرج البلاغات على حين غرة والتنديدات والاحتجاجات ويكون الصراخ والبكاء والعويل والتدافع إذا تم توقيف أو محاكمة فرد من القطيع لجرم مشهود اقترفه وتتدخل الدوائر الخارجية دون حتى معرفة حقيقة الأمور وملابسات القضية. فلو اهتم أتباع هذه الهياكل الموازية بأعمالهم ونشاطهم وتركوا الشأن السياسي لمن انتخبهم الشعب حسب برنامج معين ولفترة محددة وتركوا اللغط والثرثرة جانبا لكان المردود مربحا ومفيدا للجميع. فهذه الهيكل الموازية هي عملية تحيل وسطو على الهياكل الشرعية للدولة بحيث تبعث هياكل وتجمعات متكونة من أفراد فشلوا في الحصول على منصب ضمن الوظائف العليا للدولة لأنه ليس من الوارد أن يكون كل الناس رؤساء جمهورية وكتاب دولة ورؤساء مديرين عامين. فالهياكل الموازية لها تنظيم هرمي ودستور ورئيس وتعمل على تلبية وخدمة شعبها ولو على حساب المصلحة العامة وتناهض أحيانا الدولة القائمة وتتصارع معها وتخرج عن طاعة قوانينها مما يؤدي في غالب الأحيان إلى الفتنة والفوضى والاضطراب. وهذا من شأنه تهديد صيرورة وديمومة الدولة وتبديد مواردها وتفكيك أوصالها وإضعاف سلطتها على الجميع، فالهياكل الموازية يسهل كذلك توظيفها واختراقها من قبل أطراف وأجندات خارجية للتدخل في شؤون الدولة وتطويعها وفرض إرادتها عليها خدمة لمصالحها أو فرض شروطها عليها وفي هذا شر كبير وخطر داهم.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟