أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الصادق - تهافت الصحافيين السودانيين (٢)















المزيد.....

تهافت الصحافيين السودانيين (٢)


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 21:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


طُرِحت قبل ايام مبادرة رؤساء تحرير الصحف السودانية وقادة الإعلام
من اجل السلام وايقاف الحرب، وذكر بيان المبادرة
أنها جاءت:

"" للمساهمة الفاعلة في إسكات البنادق وتوحيد الرأي والرؤية وتناسي الخلاف والاختلاف
وتجاوز المرارات ومعارك الماضي"

والمبادرة تدعو ل..

""1- وقف إطلاق نار دائم يؤسس لمرحلة انتقالية تأسيسية بالسعي بين الأطراف
لتنفيذ مقررات اتفاق جدة.
2- حوار سوداني - سوداني
لا يستثني جهةً
للاتفاق على الحد الأدنى
من المشتركات الوطنية.
3- دعوة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني السودانية والمجتمع الدولي والإقليمي
لدعم الحوار السوداني - السوداني""

المبادرة كانت خجولة جدا
وباهتة جدا
فقد وقعها
خمسة صحفيين فقط
من بين مئات الصحافيين (المشهورين)
وحتي هؤلاء
ما لبث احدهم أن انسحب !!!

ولكي نبيّن مستوي التهافت
الذي انحدر اليه صحفيونا
بتأثرهم بالأستقطاب السياسي
دعونا نأخذ مثالين متناقضين:
اثنين من الصحافيات البارزات
احداهما أيدت المبادرة
والأخري قبلت ثم انسحبت:

الصحفية سمية سيد
تلقت الدعوة من عثمان ميرغني وهي تقول انها تري في المبادرة:

""فرصة في تقديم رؤية مهنية لانهاء الاوضاع الماساوية،
وهي فرصة لحوار مجتمعي شامل
يمكن ان يقود الى ايقاف انهيار الدولة،
وتمزيق الوطن""

والسبيل الي ذلك واضح ومعروف:

"" باعلاء مصلحة الوطن
على المصالح الذاتية
والمكاسب الشخصية""

الغريب العجيب ..
ان الصحفية أكدت:

""لن اتوقف عن المشاركة في اي مبادرات
تخرج بلادنا من هذه الازمة الكارثية""

برغم ذلك تنسحب الصحفية من المبادرة
وتأخذ بترديد بعض الكلام
الذي يردده رافضو وقف الحرب:

""بتنفيذ التزامات مفاوضات جدة،
المستندة على القانون الإنساني الدولي
والقانون الدولي لحقوق الإنسان لحماية المدنيين،
بالخروج من منازل المواطنين
ومن الاعيان المدنية"" !!!

النموذج الآخر:
الصحفية المذيعة نسرين النمر
وانا لم استغرب لإستغراب البعض
من وقوفها بجانب المبادرة
نظرا للإستقطاب الشديد الواضح
لداعمي كلا الطرفين،
والأعلامية بررت بحنكة موقفها المستغرب:

""عندما تكون مستقلا
لا تدفعك مصالح ذاتية أو أطماع
سيكون بمقدورك رؤية المشهد
بشكل اوضح""

وهذا نعتبره -علي الأقل-
حس ""صحفي"" عالي
لأن الصحفي يهتم بما يهم الناس
ولا يستغرب نظرته "المستقلة" لقضاياهم.
ولا يستعجب لأحدهم
ان تهزمه انسانيته
أمام مصلحته الذاتية !!!
نظرا لأن هذه الحرب
بها مشاهد لا حصر لها
كفيلة بأن تجعل الجبل
خاشعا متصدعا
او ربما حتي تجعله
يندك دكاً.

دافعت الصحفية عن المبادرة
بأنها:

""محاولة لإجتراح طريق ثالث لإنهاء معاناة الشعب السوداني"

وقالت إن..

""المبادرة تستند علي مايريده أصحاب المصلحة
أو المستفيدين.
وهم ببساطة الشعب السوداني
اذا فالشعب أولًا
الجميع يجتمع حول ضرورة وقف الحرب""

والأعلامية تكشف من وجهة نظرها
لماذا إصرار الآخرين
علي مواصلة الحرب:

"" لكن الفاعلين في المشهد الآن
يختلفون للأسف
حول كيفية وقف الحرب
والقفز الى نتائج السؤال الاكثر ذاتية وهو
أين سيكون موقعهم
اذا ماوقفت الحرب""

ونسرين تري
ضرورة التفكير خارج الصندوق:

""ما أراه مناسبا في هذه المرحلة
هو الدفع بقوة بإتجاه
ما للجيش للجيش
وما للمدنيين للمدنيين
يبدأ ذلك بالعوده الي جدة""

بما يعني انه لا شأن للعسكر
بما يلوكونه ويكررونه
حول قضية منازل المواطنين.

موقف الصحفيتين من المبادرة
يعكس مدي شدة الإستقطاب
بين الصحفيين والأعلاميين
فما بالك بالسياسيين
وأتباعهم من عامة الناس.
ولذلك لا عجب
من أن المبادرة
لم تلق إقبالاً.
ونحن لا نبالغ
اذا قلنا ان الإنقسام نفسه واشتداده
كان سببه الإعلام
فالإعلاميون
لم يقلبوا الصفحة
بعد سقوط النظام السابق
وإنما انقسموا بين مؤيد للثورة
ومعارض لها
بل صار بعض الصحفيين
هم اول صفوف الثورة المضادة
مما أدي الي وقوف البقية بشدة
مع صناع الثورة
وهكذا حدث الإنقسام وتنامي.
وهنا نود ان ننبه
الي شيء مهم
فيما يخص تأييد الثورة
علي النظام السابق
وهذا ما يؤيده الغالبية العظمي
فإذا قلنا ان الثورة هدم للبنيان الفاسد
او هو الجزء الأهم والأكبر
فهذا لابد ان يتجاوزه الناس
ويقلبوا الصفحة
لكي يبتدئ البنيان الجديد
ومهما كان الأمر
لكن اتجاه الثورة
الي "العسكرة"
وهذا بالطبع لم يتأكد
وهو شيء مرفوض تماما
لكن مجرد احتماليته
كانت كفيلة
بأن يتخذ كل الصحفيين
موقفا وسطا
لتجنيب البلاد المآلات السيئة
خاصة وأن اغلب صحفيينا
يزعمون انهم مستقلون:
كل همهم البحث عن الحقيقة
وعكسها بدون ادني تحيز
ومعظم صحفنا
تكتب تحت اسمها
أنها "سياسية مستقلة" !!!

طبعا الكل يعلم
مدي تأثير الصحافة والإعلام
ونوضح ذلك بشيئين:
اولهما التردّي في رياضة كرة القدم
حيث الفشل المستغرب
لعشرات السنين
من تحقيق السودان
لأي من البطولات
حتي علي مستوي القارة
بالنسبة للأندية أو المنتخبات
بل ان تجاوزنا للتصفيات الأولية
بين الفينة والأخري
صار يعدّ انجازا وإعجازا !!!
مع اننا كنا
من رواد اللعبة الأوائل.

الشيءلثاني
انفصال جنوب السودان
واستقلاله كدولة.
ولا يستطيع احد
ان ينكر التأثير الواضح
لتبني احد الصحف المعروفة
لخيار الإنفصال
والدعاية له
منذ وقت مبكر
بحجة إختلاف
الثقافة والدين
والطبائع وحتي "السحنات" !!!

والآن ما أن تسمع احد الصحفيين
وهو يتحدث
في قناة فضائية عن الحرب
حتي تصاب بخيبة أمل وإحباط
وتدرك ان الحرب
لا محالة ستطول
وربما ستستمر
لأعوام وأعوام.


الخرطوم.


>>> تذكرة متكررة <<<
=======

نذكّر بالدعاء
في كل الأوقات ..
وفي الصلاة والسجود والركوع ..
علي الظالمين..
الذين اخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
وكل من شارك في ذلك
ولو بشطر كلمة.

فالله .. لا يهمل
ودعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك.



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أركو يغالط: كل المدن فاشر، والخونة تبادلوا الخانات !!
- كلام البِبَكِيك: (ابو النجالوك) .. بَرَكَة الشالوك !!! ( ...
- كلام البِبَكِيك: (ابو النجالوك) .. بَرَكَة الشالوك !!! ( ...
- لا أرضا قطعت ولا ظَهرا أبقت: شوّهت الدين وفرّقت العرب ووسّعت ...
- كلام البِبَكِيك: (ابو النجالوك) .. بَرَكَة الشالوك !!! ( ...
- حتي الرؤساء يموتون !!!
- كلام البِبَكِيك: (ابو النجالوك) .. بَرَكَة الشالوك !!! ( ...
- لا عاقل يتعظ: نُذُر المجاعة والمفاهيم العبيطة !!
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!( ...
- بين كمبالا واديس والدوحة: تهافت الصحافيين السودانيينن
- مخطط استقلال دارفور: اذكاء القبلية ونقل الحرب الي الخرطوم
- جدل بيزنطي حول عودة الأمن لأمدرمان!!
- التقسيم أم الذوبان: مراجعة الجنسية كَشَفَ الأُلعبان!!
- بعد التدمير والإحراق، خطر الإغراق يهدد العاصمة القديمة ومناط ...
- قتلها مصطفي محمود، والنبي حذّر ابنته: (لا واسطة في الآخرة) و ...


المزيد.....




- ألف صحفي من 173 دولة يجتمعون في مقر CNN لمتابعة مناظرة بايدن ...
- قائد سلاح الجو الإسرائيلي: نحن على يقين بأنه سيتم حسم مصير ح ...
- وفيات الحجاج.. ما الحلول لتفادي وقوع المأساة مجددا؟
- الإمارات تحدد مدة خطبة صلاة الجمعة بنحو 10 دقائق صيفا
- استخباراتي إسرائيلي يتحدث عن خطوة لحماس ستمكّنها من إبقاء قب ...
- الرئيس البلغاري يرفض ترؤس وفد بلاده إلى قمة الناتو المقبلة ف ...
- محكمة استئناف باكستانية تؤيد إدانة عمران خان وزوجته لزواجهما ...
- -ومن الخس ما قتل-.. بريطانيا تسجل وفاة جديدة جراء تفشي بكتي ...
- ردا على مزاعم نتنياهو بشأن حجب الأسلحة.. قناة أمريكية تكشف ت ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف ناقلة جند إسرائيلية من نوع -نمر- ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الصادق - تهافت الصحافيين السودانيين (٢)