أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بلقيس حميد حسن - خطر زحف المؤسسات الدينية على السلطة















المزيد.....

خطر زحف المؤسسات الدينية على السلطة


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



بات خطر تهديد المؤسسات الدينية بفكرها الكاسر للقانون في البلدان العربية خطرا داهما يفكك هذه البلدان في وضح النهار بدون حاجة لرمي الحجارة على الاستعمار ولا على مخططات الامبريالية ولا غيرها, وان من ساهم في ذلك هو الحكومات الديكتاتورية بكل سيطرتها التعسفية التي تسببت بشكل لا ارادي بتكوين قوة مضادة لها فلكل فعل رد فعل معاكس له في الاتجاه ومساو ٍ له في القوة, حيث انها افرغت الشارع العربي اولا وقبل كل شيء من الفكر الليبرالي واليساري ليبقى الفكر الديني هو المضاد على الساحة فماذا يفعل بنا هذا الفكر الان ؟ ..
لنتتبع المشهد العربي في زحف المؤسسات الدينية بفكرها المحرض على العودة الى الوراء وايقاف عجلة التطور ففي:
* مصر التي هي اكبر دولة عربية من حيث السكان والثقل الثقافي والسياسي والتي كانت تعتبر الوجه المشرق للعرب في الستينات والسبعينات , اصبحت السلطة بها تحت سيطرة رجال الدين وفتاوي الازهر حتى بات اي وزير او مسؤول في الدولة يخشى كلمة قالها- ولو على حساب النكتة- اذ يتبعها تدخل رجال الدين وما ينتجونه من تكفير ومطالبة باقالة وما الى ذلك مما يبين قوة هؤلاء وسيطرتهم على الدولة وعلى فكر الجمهور الذي يغرق باوهامهم وتوجيهاتهم الخرافية يوما بعد اخر, فزاد الحجاب وزاد معه الرقيق الابيض بنفس الوتيرة - لكنه – مستور خوفا من سيوف النهي عن المنكر, اما الفقر وابناء الشوارع والخراب الروحي فحدث ولا حرج, ولم تسلم المراكز الحضرية والسياحية من تفجيرات وتدمير المتطرفين وبات العنف والخوف والموت المفاجيء من هواجس اي سائح الى ارض اولى الحضارات واعرقها .
* العراق الذي عانى من نظام فاشي متطرف ظل يتخبط لعقود بين قتل الناس والايغال بقبرهم وتحطيم البنى الاساسية في الثقافة والعلم والاقتصاد و كل مفاصل الحياة الحضارية , والاحتراب مع الجيران للخروج من ازماته والتبجح بحملة ايمانية لمحاولة تهدئة الاوضاع بيوتوبيا الدين مما خلف شعبا مقهورا حزينا مجروحا وجد ان الصلاة والدين اسهل واهون له من لملة جروحه التي لاتعد ولاتحصى , و بعد ان تخلص من صدام على ايدي جيوش العالم وخبراتهم التي تجهل شعبنا ولاتعرف ماذا تفعل سوى التمسك بالدبابة والبندقية, زحفت الاحزاب والمؤسسات الدينية والطائفية التي تاكل من لحم ابناء العراق ومستقبلهم حتى بات الوضع ماساويا والحلول عقيمة واصبح العراقي مهجرا في وطنه ومنفيا حيا او ميتا, وصار تأثير الجامع اكثر من تأثير الجامعة وغيرت الاحزاب اليسارية العريقة به شعارها من (ياعمال العالم اتحدوا) الى (ياعمال العالم صلوا على النبي ) وتحجبت بها صحفهم ومواقعهم التي باتت لاتنشر كلمة مضادة للحجاب ومطالبة بالتحرر احيانا, واصبح المشهد العراقي بلونين فقط حمرة الدم وسواد العباءة الباكي..
* لبنان الذي كان املنا بالديمقراطية والانفتاح على العالم وعلى التنوع , لبنان الفن والحضارة والذوق الرفيع والادب الرومانسي والجمال الذي دعا ايليا ابو ماضي الله بشعره ان يلتفت ليراه جنة على الارض, لبنان الذي كان في الستينات قبلة السياح الاوروبيين والعالمين , لبنان الذي ماان تعافى من حروبه قليلا حتى خرج به حزب الله الذي طبع الجنوب بطابع ايراني وقاد الناس الى عنتريات الحروب وسيوفها وفجائعها ورغبة السيد نصر الله في ان يتشبه بالامام الحسين في القرن الحادي والعشرين مما تسبب بتدمير البلد بحروب غير منتهية بحجة النصر والمفاجئات التي لم نر منها سوى موت اللبنانيين وتدمير بيوتهم , ولم يكفه هذا الذي كان يتوجب عليه الاعتذار من الشعب اللبناني لعدم صحة تقديراته انما صار يهدد مبدأ الديمقراطية التي اسسها لبنان بدماء ابنائه وصار يطالب الحكومة بفرض سلطانه عليهم والتلويح بالعنف والتظاهرات والتخويف لاسقاط الشرعية باسقاط الحكومة المنتخبة واحلال حكومة دينية شبه العسكرية محلها.
المملكة العربية السعودية البلد الذي يتوجه له العالم من المشرق الى المغرب في كل عام والذي بنى وتوسع وكاد يصل الى انفتاح وفسحة اقتصادية كان من المفترض يتبعها انفتاح اجتماعي وفكري وسياسي واسع يوطد البنى الفوقية ويبقي ما كان ويحاول ردم الهوة بين طبقات المجتمع ومحاولة الوصول الى مصاف الدول الكبرى, لكن تهاون الحكومة مع الفكر الديني والتشجيع عليه باعتبارها حامية قبلة المسلمين وخادمته ,وترك هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر تحتل دور المؤسسات العلمية والثقافية بل تحتل حتى ما يتوجب على السلطة التنفيذية القيام به واصبحت هذه الهيئة كالشرطة المتعسفة على المواطنين , تكفر هذا وترجم تلك وزحف الفكر المتطرف على السلطة حتى بات اليوم خطر فكر بن لادن واعوانه يتفشى بين الناس كالنار في الهشيم ليعرض البلد لانواع العنف والموت باي لحظة.
فلسطين التي ما ان خرج تنظيم حماس للساحة الفلسطينية حتى تعقد الامر وبات العنف والموت هو القوت الوحيد للشعب الفلسطيني وبدلا من ان تسير عملية السلام صوب تحرير بقية المناطق الفلسطينية اصبح الان تحرير اية بقعة من الاراضي المحتلة حلما مستحيل الحصول , واصبح غسيل الدماغ والحلم بحور العين هو غاية مايفعله الشباب الموهوم والنتيجة مزيدا من الاحتلال والدمار والجوع والحصارات والخراب.
السودان لايحتاج وضعه لشرح بعدما مزقته النزاعات حيث استولت مجموعة دينية بالقوة على بالحكم واستفردت به لتنشر التخلف والانقسام في المجتمع ولم تستطع حتى الان ان تحل ازمة واحدة من الازمات التي مر بها السودان, بل هي التي خلقت ازمة دار فور وغيرها واعادت السودان الى مائة سنة الى الوراء. ومثل هذه البلدان ايضا.
الجزائر التي مزقتها القوى المتطرفة واوجعت الشعب باساليب الارهاب والتخريب.
ان جميع البلدان العربية التي لاتخلو جميعها من المتطرفين والتجمعات والمؤسسات المتبرقعة ببرقع الدين زيفا حيث يختبيء تحت هذا البرقع وحش سياسي بانياب ارهاب يتمسكن حتى يتمكن, فما ان تحررت البلدان العربية من نير الانتدابات والاستعمارات وما ان انتعشت الحياة العربية صوب العلم والحضارة حتى برزت علينا هذه لتدمر كل شيء فصرنا نترحم على سنوات السبعينات التي شهدت بها اغلب البلدان العربية استقرارا نسبيا وازدهارا ثقافيا وعلميا ومعماريا ولولا هذه الاحزاب والتيارات الاسلامية لاصبحنا اليوم في عداد الدول المتحضرة.....
فهل ستتنبه السلطات الدكتاتورية لهذا الوحش وتحد من شراسته وعطشه للموت والتخريب؟ على الاقل لمصلحة بقائها بالسلطة التي باتت مهددة لا رحمة بالابرياء وابناء الفقراء أوالجهلاء الذين يموتون جريا وراء الوهم.



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب.. يُشيّء المرأة
- لو كان الكويت سبب الاعدام
- لمن الشكوى بزمن عراقي أغبر؟
- شعراء ورجال دين قبل زمن التكفير
- ملامح زينب حفني
- بلقيس حميد حسن: الكثير من حكومات وعقول ومفاهيم رجعية تريد بق ...
- من يوقف الهمجية الإسرائيلية؟
- صرخة سمية الشيباني في حارسة النخيل
- طوبى للمرأة الحرة , حكيمة الشاوي
- وداعا ممدوح نوفل
- مفهوم الهزيمة والنصر عند قادة العرب
- لمن القصائد والكلام ؟
- أسوء محامين لأعدل قضية
- قلبي على منتدى نازك الملائكة
- حقوق وواجبات المهاجرين العراقيين ومعوقات العودة-
- ُ !!!أ ُعجِبت ُ.. وعَجبت
- إلام َ نبقى تحت تهديد الإرهابيين؟
- ما العمل في قضية المرأة ؟
- جبهة إنقاذ وطنية عراقية
- المرأة وريادة الأمل


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بلقيس حميد حسن - خطر زحف المؤسسات الدينية على السلطة