أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الشتيوي جوهر - القضية الوطنية















المزيد.....

القضية الوطنية


الشتيوي جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 11:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تطرح المسألة الوطنية ضمن القضايا السياسية و الاجتماعية لما تحتله من مكان بارز نظرا لاتساعها و أهميتها و لارتباطها بالعديد من المسائل في علاقة بما هو إجتماعي و تاريخي و خاصة لارتباطها بقضية الطبقات و الصراع الطبقي لذلك وجدت العديد من الصعوبات و الاشكاليات حول تقديم مفهوم واضح و مدقق حول المسألة الوطنية و الاضطهاد الوطني. لكن وفق مسار حركة التاريخ رأينا أنواع متعددة من الاستعمار من الاستعمار الاقطاعي مرورا بالاستعمار الرأسمالي و في كلا الشكلين تطرح القضية الوطنية بصورة مغايرة للاخرى مرتبطة بمصالح الطبقات .لكن من الاساس أن يكون هنالك مفهوم واضح و أفكار موسعة حول المسألة الوطنية . و هذا الأمر الذي تكفلت به النظرية الماركسية اللينينية.فإن لينين و ستالين المساهمان بصورة واضحة في تطوير النظرية الماركسية إرتكزا على تعاليم ماركس و إنخلز تطرقا للدراسة و التحليل حول الحالة التي تعيشها الشعوب المضطهدة من قبل الإمبريالية و مسلوبة السيادة الوطنية و في علاقة بالحركة النضالية التي كانت ذو طابع وطني في سبيل التحرر و الإنعتاق و تمكنا وفق ذلك إرتكازا على الماركسية تقديم العديد من الإضاحات حول هذه القضية في علاقة بمضمونها و كيفية التخلص من الإضطهاد الوطني.
دخلت القضية الوطنية مسرح التاريخ و يعود نشوؤها تاريخيا إلى فترة تشكل الأمم البرجوازية التي هي وفق التعريف العام للأمة جماعة توحدها العلاقات الإقتصادية و اللغة و الأرض و الثقافة.ففي فترة النضال السياسي الذي خاضته البرجوازية الصاعدة كطبقة ضد الإقطاعية المنهارة من أجل السلطة السياسية فتلك الحركات النضالية التي شهدها القرن 16و 18 و التي كان على رأسها الأحزاب الليبيرالية كانت حركات وطنية وذلك الإنتصار ضد الإقطاع الذي حققته البرجوازية أي الثورة البرجوازية الفرنسية في 1789-1791 1794-1795 و البريطانية 1680 كانت ثورات وطنية قامت بها البرجوازية ضد الإضطهاد الإقطاعي لكن تحديدا في غرب أوروبا لم تكن ملموسة مسألة الإضطهاد الوطني الذي يمارسه الاقطاع لعدم وجود قوميات أخرى تعيش الإضطهاد الاقطاعي في شاكلة الاستعمار . لكن في مناطق أخرى فقد تعرض الهولنديون للإضطهاد الوطني الاقطاعي الاسباني الذي مس من المصالح الوطنية للشعب الهولندي على رأسه البرجوازية و دفعه لخوض نضال وطني ضدّ الاستعمار الاسباني الذي أدى الى انتصارهم في أواسط القرن الخامس عشر و نظيف لذلك تمكن الشعب الأمريكي من القضاء على الإضطهاد الاقطاعي البريطاني بفضل النضال الوطني الأمريكي الذي عرفه القرن السابع عشر . و هنا في هذه الفترة التاريخية فترة الحركات الوطنية و الثورات البرجوازية فارتباط القضية الوطنية كان في علاقة بتكون الأمم البرجوازية و القضاء على الاقطاعية و بتوضيح الإضطهاد الوطني الاقطاعي لذلك كان ارتباطها بالطبقة البرجوازية التي كانت صاحبة المصلحة الأساسية في القضاء على الاقطاعية و افتكاك السلطة السياسية.
لكن وفق مسار حركة التاريخ و التحولات الطارئة حول المجتمعات بتكون المجتمع البرجوازي و حول الشعوب بتغير نوعية الإضطهاد الوطني فإنه تمت الاضافة حول ما هو أكثر أهمية في علاقة بالمسألة الوطنية .
ففي انتقال الرأسمالية من المنافسة الحرة الى الرأسمالية الاحتكارية أي مرحلة الامبريالية أصبحت البرجوازية تبحث عن أسواق خارج نطاقها القوميلتصدير الفائض من الانتاج البضائعي و خاصة تصدير الرأسمال المالي و مع عجز البرجوازية في مناطق أخرى القيام بالثورة البرجوازية و القضاء على الاقطاع فسح المجال أمام البرجوازية المتقدمة إلى تقاسم العالم فيما بينها في شكل مستعمرات و عن طريق ذلك إلتجأت إلى إستعباد الشعوب الأسياوية و الافريقية و وضعها في دائرة مصالح الاحتكارات من أجل تحقيق الربح الأقصى و المنافسة إذ كانت تعتبر تلك الأقطار أسواقا للبضائع و استغلال قوة عمل العمال في أعمال قاسية كاستخراج الخامات و افتكاك أراضي الفلاحين الفقراء و في ذلك نذكر أمثلة الاستعمار الفرنسي لتونس و الجزائر و المغرب ، الاستعمار الايطالي لليبيا ، الاستعمار البريطاني لمصر
الاستعمار الأمريكي لأقطار أمريكا الجنوبية و أسيا . و عن طريق ذلك تحولت الطبقة البرجوازية من طبقة تمثل القضية الوطنية الى طبقة سالبة المصالح الوطنية لشعوب الأسيوية و الأفريقية إذ أصبح الإضطهاد الوطني متمثل في صلب الإستعباد البرجوازي فوفق ذلك فان القضية الوطنية أصبحت في صلب قضية الشعوب المستعمرة من عمال و فلاحين فقراء يتعرضون للإضطهاد الطبقي و الوطني من قبل الامبريالية .
لذلك فان المهام النضالية الموكلة للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء أساسا و الشرائح الشعبية في المستعمرات هو من أجل التخلص منالإستعباد الامبريالي و هو لب القضية الوطنية في تلك الفترة و مضمونها الأساسي .
فان الحركات الوطنية التحررية التي إشتدت بعد الحرب الامبريالية الثانية و التي خاض فيها عموم الكادحين نضالا وطنيا ضدّ الامبريالية و الذي أدى الى انتصار هذه الشعوب و انشائها لأنظمة وطنية ديمقراطية شعبية .
و نذكر في إطار ذلك نضال الشعب الفيتنامي ضدّ الاستعمار الامريكي بقيادة الشيوعيين الفيتناميين و نضال الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني و المحطات النضالية التي خاضها من انتفاضة 1911 ضدّ الاستعمارالياباني و انتفاضة الفلاحين في 1927 الى انتصار الشعب الصيني على الامبريالية في 1945 . و نذكر كذلك نضال الشعب الكوبي على رأسه كاسترو و غيفارا . و نضيف ذكرا حرب التحرير الجزائرية و انتصارها على المستعمر الفرنسي في 1964 فكلها أمثلة اضافة للكثير تجسد بطولات الشعوب في النضال الثوري ضدّ الإضطهاد الوطني البرجوازي
إنّ المسار النضالي الثوري الذي خاضته الشعوب في سبيل التحرر الوطني و الطبقي عاش العديد من التعرجات و الانحرافات إذ غاب الدور الطليعي للطبقة العاملة و الأحزاب الشيوعية في قيادة النضال الوطني ضدّ الاستعمار الذي أدى الى افراغ الحركة الوطنية من مضمونها البروليتاري الثوري و من خلال ذلك لم تكن تلك الثورات الوطنية ثوارات وطنية ديمقراطية ذات أفق اشتراكي .
فقد تمكنت الامبريالية في بعض الأقطار من عقد تحالفات مع البرجوازية الصغرى الانتهازية لافراغ الحركات الوطنية من مضمونها الطبقي و الثوري . و من جانب آخر التجأت لربط الاقتصادات الوطنية باقتصادها العالمي الاستعماري و جعلها أنظمة عميلة لا وطنية
كان ذلك المشروع الاستعماري الجديد الذي أشرفت عليه الامبريالية الأمريكية عن طريق تكوين أنظمة عميلة تسهر على الحفاظ على المصالح الاقتصادية و السياسية
يسمى هذا الاستعمار بالاستعمار الغير مباشر أي شبه الاستعمار و تحافظ الأنظمة الاستعمارية في صورتها الغير مباشرة على نفس المضمون في علاقة بالاضطهاد الوطني و الطبقي و يكون أساسا عن طريق زيادة تغلغل و انتشار الاتحادات الاحتكارية في هذه الأقطار و خاصة منها الاتحادات الاحتكارية البنكية التي مهامها الاقراض على مدى طويل و ربط ذلك بمصالح سائر الاحتكارات الأخرى و يحدد بتلك الصورة المضمون السياسي للأنظمة العميلة و تساهم هذه السياسة الاستعمارية الجديدة في تكوين اتلاف طبقي متكون من المالكين العقاريين و البيرقراطية الادارية و العسكرية و خاصة البرجوازية الكومبرادورية التي تعتبر وليدة هذه السياسة الاستعمارية الجديدة
و يرتبط هذا الاتلاف الطبقي بصورة عضوية بالبرجوازية العالمية و احتكاراتها المالية
إنّ السياسة المطبقة من قبل الممثل السياسي في هذه الأنظمة تسمى بالسياسة اللاوطنية اللاديمقراطية و الاشعبية لأن في مضمونها اضطهاد للطبقة العاملة و سائرالشرائح الشعبية بل هي تعميق لهذا الاضطهاد الوطني وفق هذا فان الأنظمة الشبه الإستعمارية هي جوهريا متماثلة مع الأنظمة الإستعمارية الكلاسيكية فهي بنفس الصورة المعبر على نفس مضمون الإضطهاد ، فإن النضال ضد الإستعمار الجديد لا يكون إلا في صلب حركة وطنية ثورية طليعتها الطبقة العاملة الثورية
و في هذا المجال سنذكر مثال ففي الخمسينات من القرن الماضي عملت الإمبريالية الفرنسية إلى ربط سياستها بالحزب الدستوري الجديد الذي كان رؤيته للتحرر الوطني رؤية ضيقة لا تظر و لا تتعاكس مع مصالح المستعمر الفرنسي ، فمن أجل ضرب الحركة الوطنية الثورية بالمغرب العربي و منعها من تحقيق أهدافها الثورية ، عقدت الإمبريالية الفرنسية إتفاقية عشرين مارس في ألف و تسعمائة و ستة و خمسون مع العميل بورقيبة المسمات زورا بإتفاقية الإستقلال لكن في مضمونها هي إتفاقية إستعمارية أخرى بصورة مغايرة و هذا ما صرحت به البرجوازية الفرنسية إذ أعلنت أن الإتفاقية الجديدة قدمت لفرنسا أكثر من الإتفاقية القديمة و بتلك صورة أصبحت تونس القطر الشبه المستعمر أي المستعمر بصورة غير مباشرة عن طريق تكوين نظام لاوطني عميل يسهر على حفظ مصالح الإمبريالية و تنفيذ برامجها و مخططاتها ، و إثبات على ذلك فإن السياسة التي طبقها النظام البورقيبي العميل في أواسط الستينات المسمات بسياسة التعاضد كانت أساسا من أجل توفير الأرباح للإحتكارات المالية التي تكفلت بتقديم القروض لشراء وسائل الإنتاج الفلاحية العصرية و عن طريق ذلك كنتيجة تم إفتكاك الأراضي و سلب إنتاج الفلاحين الفقراء الذين تم دمجهم في إطارالسياسية ، و كذلك قوانين 72،74،76
المتمثلة في زيادة إنفتاح السوق التونسية على السوق العالمية و خاصة السوق المالية و زيادة فتح المجال أمام الإحتكارات لتغلغل ، و نظيف ذكرا سياسات الإصلاح الهيكلي المتتالية و القروض المقدمة عن طريق صندوق النقد الدولي و البنك العالمي فكلها معبر واضح عن الإستعمار الجديد و سياسته و الذي سهر النظام العميل على سير هذه السياسة الإستعمارية المعادية لمصالح الشعب التونسي
فإنتفض الفلاحون في الستينات على سياسة سلب الأراضي و إفتكاك الإنتاج وفي نقطة أخرى سياسة إحتواء المنظمات الجماهيرية و العمل على القضاء على دورها النضالي و مضمونها الوطني و ضد هذه العملية إنتفض الطلبة في فيفري 1972
من أجل إستقلالية المنظمة و الحفاظ على دورها النضالي , و نظرا لزيادة تغلغل و إنتشار هذه السياسة الاوطنية و إنعكاس ذلك على واقع الجماهير الشعبية سلبيا إنتفظ العمال في مارس ثمان و سبعون ، و مع مواصلة إتباع نفس السياسة الاوطنية و التي تكرس للإضطهاد الشعب جائت إنتفاضة أربعة و ثمانون كتعبير نضالي شعبي على هذه السياسة الإستعمارية و أخيرا نذكر إنتفاضة ديسمبر في بداية العقد الثاني من الألفية الثانية التي تمكنت الجماهير الشعبية في إطارها من إسقاط رأس النظام .
إن كل ما تم تقديمه و شرحه حول المسألة الوطنية ما هي و ما هو مضمونها يأتينا بإستنتاجات واضحة المتمثلة في أن القضية الوطنية مرتبطة أساسا بالإستعمار و الإضطهاد الوطني ففي المرحلتين مرحلة السيادة الإقطاعية كان الإستعمار يرتبط بالإستعمار الإقطاعي للقوميات الضعيفة عن طريق سلب أبسط الحقوقهم القومية و يسلط عليهم سياسة إستبدادية قمعية وفي المرحلة الثانية مرحلة سيادة البرجوازية و الإستعمار الرأسمالي الذي كان زمن إنتقال الرأسمالية من المنافسة الحرةإلى الإمبريالية و هو بنفس الصورة يسلط الإضطهاد على الشعوب و يسلب لهم كافة حقوقهم .
فإن النضال في سبيل القضاء على الإضطهاد الوطني أي من أجل الثورة الوطنية يبقى في إطار المهام الديمقراطية البرجوازية . لأن الثورات الوطنية هي بطبيعتها ثورات برجوازية بإختلاف إرتباطها بأي طبقة وذلك لأن نشوء المسألة الوطنية أساسا كان عصر الثورات البرجوازية و القضاء على الإقطاعية و تكون الأمم البرجوازية ، فإن الدور القيادي النضالي للطبقة العاملة في إطار إنجاز المهام الوطنية الديمقراطية سيهيىء الطريق من أجل إستكمال المهام الثورية أي المرور بالثورة إلى الإشتراكية . أي ثورة وطنية ديمقراطية ذات أفق إشتراكي .
فالمسألة الوطنية ترتبط بمسار حركة التاريخ و الطبقات في مضمونها و كيفية حلها , ففي عصر إنحلال الإقطاعية إرتبطت بالبرجوازية و كانت المهام الوطنية ملقاتا على الطبقة البرجوازية و ذلك لأنها الطبقة الأكثر ثورية في ذلك العصر فزمن الإمبريالية إرتبطت المسألة الوطنية بالطبقة العاملة أساسا لأنها الطبقة صاحبة المصلحة أساسية في القضاء على الإضطهاد الوطني جذريا بينما تتعامل بقية الطبقات بما يتماشى مع مصالحها فالبرجوازية الوطنية لاتسعى إلى إلغاء الإستعمار تماما بل تساوم بذلك بما يناسب مصالحها كطبقة فهذا موقف البرجوازية الوطنية في المستعمارات حيث أنها تخير الإرتباط بالبرجوازية المالية العالمية و إحتكاراتها على القضاء على الإضطهاد الوطني
فالحل للقضية الوطنية لا يمكن أن يكون إلا حلا ثوريا بروليتاريا وفق السياسة البروليتارية ففي البداية أهملت من قبل أغلب الماركسيين هذه القضية و لم يتم التطرق حتى في الإشارة إليها و لم يستنتج بأن قضية المستعمرات مرتبطة بقضية الطبقة العاملة في إطار نضالها من أجل الإشتراكية
إلى أن تكفل لينين و ستالبن بهذا الأمر ووجها نقدا حادا للماركسيين الألمان و غيرهم لإهمالهم مسألة حق الشعوب في نير تحررها الوطني من الإستعمارالذي تمارسه البرجوازية على هذه الشعوب و كذلك تم التأكيد أن لللشعوب المضطهدة و الطبقة العاملة عدو مشترك هو البرجوازية فمن المهم ربط نضال الطبقة العاملة و الشعوب في جبهة ثورية واحدة ضد الإمبريالية و من أجل القضاء عليها
و هنا نقدم ركائز اللينينية في علاقة بالمسألة الوطنية و حلها التي قدمها ستالين :
-ينقسم العالم إلى معسكرين فمن جهة الواحدة: أقلية ضئيلة من الأمم المتمدنة قابضة بيديها على مجموع الرأسمال المالي تقريبا تستثمر باقي سكان الكرة الأرضية و من جهة الثانية الشعوب المضطهدة المستثمرة في المستعمرات و البلدان المغلوبة على أمرها هؤلاء يؤلفون أكثرية سكان العالم
- إن المستعمرات و البلدان المغلوبة على أمرها و الخاضعة لإستثمار الرأسمال المالي هي مورد قوي إحتياطية هائلة للإستعمار
- لن تصل الشعوب المضطهدة في البلدان المستعمرة و المغلوبة على أمرها إلى تحرير نفسها من نير الإستعمار و من الإستثمار إلا بالنضال الثوري ضد الإستعمار
- إن أهم الشعوب المستعبدة قد بدأت السير في طريق الحركة الوطنية التحررية التي ستجر معها حتما أزمة الرأسمالية
- إن مصلحة كل من الحركة الوطنية في المستعمارات تقضي بأن تشكل هتان الحركتان الثوريتان جبهة موحدة
- من المستحيل تحقيق ظفر الطبقة العاملة في البلاد المتقدمة و تحرير الشعوب الرازحة تحت نير الإستعمار
- لا يمكن تشكيل جبهة ثورية مشتركة إلا إذا ساعدت البروليتاريا في البلاد الضالمة مساعدة حازمة مباشرة حركة الإستقلال الوطني للشعوب المضلومة ضد الإستعمار
-تكون هذه المساعدة في الدفاع و تطبيق مبدأ حق الأمم بالإنفصال عن البلاد المسيطرة المحتلة المتروبول و تشكيل دولة مستقلة بنفسها
- من المستحيل دون المساهمة في الدفاع عن تطبيق هذا المبدأ تحقيق إتحاد الأمم في نظام إقتصادي موحد يكون أساسا ماديا لإنتصار الإشتراكية
- لا يمكن أن يكون هذا الإتحاد إلا إختياريا قائما على الثقة المتبادلة و العلاقات الأخوية بين مختلف الشعوب
إن هذه النقاط تبقى و تكون الأساسية في علاقة بالمسألة الوطنية و كيفية حلها و أي إخلال و عدم إلتزام بنقطة من هذه النقاط يعتبر إنحراف عن الطريق الثوري من أجل إنجاز المهام الوطنية فالقضية الوطنية في هذا اليوم هي قضية بروليتارية أساسا فإنه من واجب الشيوعيين في المستعمارات و أشباه المستعمارات إعداد هذه الشعوب و على رأسها الطبقة العاملة الثورية لخوض نضال الثوري ذو مضمون وطني في سبيل التحرر و الإنعتاق و من الواجب أن تكون لهذه الجماهير حزب شيوعي ثوري يقودها في مسيرتها النضالية ضد الإستعمار و على هذا الحزب أن يتبنى برنامجا وطنيا ديمقراطيا ثوريا و يلتزم بتطبيقه من أجل إنجاز المهام الموكلة و أن تتبع دائما تكتيكات نضالية ثورية تساهم في تطوير نضالات الجماهير الشعبية فمن الأساس دائما أن تكون الطبقة العاملة هي طليعة الحركة الوطنية الثورية و من التكتيكات الأكثر بروزا هي تكتيك الجبهة الوطنية الذي كان ضمن مقررات الأممية الشيوعية في علاقة بالمسألة الوطنية ففي المؤتمر السابع الذي خصص للتعمق حول القضية الوطنية دعى ديمتروف الشيوعيين في المستعمرات إلى ظرورة تشكيل جبهة وطنية ثورية كأرضية تحالف طبقي تظم سائر القوى التي لها مصلحة في القضاء على الإستعمار مع الحفاظ على الدور القيادي للطبقة العاملة و حزبها السياسي و إن هذه الجبهة الثورية هي في سبيل دعم الطبقة العاملة في المسيرة النضالية الثورية من أجل الثورة الوطنية
إن إتباع هذه الخطى والتكتيكات الثورية وفق البرنامج النضالي الثوري يضع الشعوب المضطهدة موضع التأهب و الإستعداد لتكوين الجبهة الثورية مع الطبقة العاملة في الدول الرأسمالية و يعطي لهذه الجبهة مضمونها الفعلي
إن شعار الثورة الوطنية كجزء لا يتجزء من الثورة الإشتراكية هو شعار مضمونه دعم النضال في سبيل دكتاتورية البروليتاريا لأن هدف الطبقة العاملة هو هدف الشعوب المضطهدة و لا يمكن تجزأة أو فصل ذلك عن ذلك فإن هذا المسار يدعم تشكل الأمم الجديدة الأمم المتعاونة و المتأخية ضد الأمم البرجوازية البالية المنحلة التي لا تعرف إلا العداء بينها نتاج السياسة البرجوازية
فمثال على ذلك لولا الدعم الذي تلقته الطبقة العاملة الروسية من القوميات المضطهدة من قبل النظام القيصري لما تمكنت من الظفر بالسلطة و لو لا السياسة السوفياتية الهادفة إلى القضاء على الفوارق بين القوميات المستضعفة بالدعم على جميع المستويات لما تمكنت من القضاء على الفكرة البالية القديمة المصورة في العداء الذي تكنه القوميات المستضعفة للروسو إن ذلك الأمر ساهم في تشكيل الأمميات الإشتراكية



#الشتيوي_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذّاكرة الثوريّة...كومونة باريس
- الحروب الامبرياليّة الأوروبية قاطرة الحرب العالمية : معركة ب ...
- الأزمة الدوريّة للرأسماليّة العالميّة تدقّ طبولها
- الديسمبر السوداني وآفاقه الثورية نحو التحرر الوطني الديمقراط ...
- 25جويلية بين المنجز و المطروح والمتطلبات النضالية الوطنية لل ...
- إفلاس الجمهورية
- حول حدث 25 جويلية
- المشهد السياسي بين ثلاثية منظومة 23 أوكتوبر – قيس سعيد – الإ ...
- نحو المواصلة النضالية الثورية ضد - منظومة 23 أوكتوبر الإخوان ...
- الهيمنة الإستعمارية الامريكية على تونس و خلفيات التدخل الأمر ...
- من الذاكرة الديسمبرية المواجهة الثورية
- المعركة الوطنيّة الفلسطينيّة الكبرى
- المقدّمات النظرية الماركسية اللينينية ودورها في الثورة البرو ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الشتيوي جوهر - القضية الوطنية