|
مسامير جاسم المطير 1238
جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عن أحمد صالح العبدي وعن لقاء مسعود البارزاني مع سعيد قزاز ..!! اطلعت على بعض الحوار المتبادل بين الصديقين كاظم حبيب وزهير كاظم عبود حول شخصية سعيد قزاز وزير الداخلية الذي حكمت عليه محكمة الشعب برئاسة فاضل عباس المهداوي بالإعدام . هذه الشخصية أثير حولها جدل جديد بعد صدور كتاب القاضي زهير كاظم عبود وتركز الجدل حول ما إذا كان لسعيد قزاز تاريخ في القمع السياسي أم لا ..! وقد تكونت لدي بعد القراءة الكثير من الملاحظات ابتداء من مفهوم " إعادة كتابة التاريخ " وانتهاء بـ"براءة " سعيد قزاز من وجهة نظر الكاتب زهير لكنني أجلت الخوض بها لأني ما أردتُ أن أفرض " متاعب " أفكاري على الآخرين . اليوم قرأت ملاحظات الدكتور كاظم حبيب في استعراضه النقدي للكتاب ومن ثم ردود الأستاذ زهير ومن ثم رد الدكتور حبيب أيضا ، وقد تضاعفت عندي الملاحظات ..! غير أنني أود تناول نقطتين فقط وردتا في الردود : الأولى حول إشارة كاتب الكتاب زهير عبود إلى لقاء السيد مسعود البارزاني مع سعيد قزاز . والثانية تتعلق بورود أسم أحمد صالح العبدي باعتباره رئيس المحكمة العرفية العسكرية التي حاكمت عمال شركة نفط البصرة المضربين عن العمل عام 1953 . لا أذيع سرا حين أقول أنني " أكبر " سنا من الصديقين العزيزين زهير وكاظم رغم أنني أقل من زهير جرأة وأقل من كاظم كفاءة في حراثة أرض التاريخ السياسي العراقي .. ولا أريد القول أيضا أنني عايشت فقط إضراب عمال شركة نفط البصرة 1953 بل أود القول أنني كنت عنصرا فاعلا في هذا الإضراب الذي قاده حسين الرضي قيادة فعلية مباشرة و الذي أبلغني منذ اليوم الأول أن أكون مسئولا عن إعلام الإضراب والدعاية له والكتابة عنه وما زالت ذاكرتي تحتفظ عن هذا الإضراب بكل صغيرة وكبيرة لأن اللجنة الإعلامية كانت تتكون مني ومن شاكر علوان القيسي ( أظنه موجود في الكويت أو أمريكا ) ومن هشام باقر البعاج ( توفي عام 2002 ) ويرأسنا حسين الرضي ( أستشهد عام 1963 ) . وكنت أنا شخصيا أكثر عناصر اللجنة الإعلامية متابعة ساعة فساعة ويوما بيوم ونظرا لروابط الجيرة والصداقة التي تربطني بأغلب وأهم عناصر وقادة الإضراب فقد واكبتُ تفاصيل هذا الإضراب كلها . من هذا المنطلق أود التوضيح بان إضراب عمال النفط قد بدأ في أوائل شهر ديسمبر عام 1953 وانتهى الإضراب يوم 17 ديسمبر وقد حظي الإضراب العمالي بتأييد جماهيري واسع مصحوبا بالمظاهرات وكان أوسعها الإضراب التاييدي من قبل الطلبة وكنتُ أحد قادته ، وقد استدعى هذا الوضع حضور وزير الداخلية سعيد قزاز الذي وصلها يوم 13 – 12 – 1953 وكان الوصي عبد الإله موجودا في البصرة أيضا لأسباب أخرى لا اعرفها لكنها لا تتعلق بالإضراب ..!! حال وصول القزاز إلى البصرة اجتمع صباحا في مبنى المتصرفية بالعشار مع وفد يمثل العمال وابلغهم انه " جاء للمحافظة على امن البصرة وأنه ليس ضد حق العمال في الإضراب .." لكن في المساء أغارت الشرطة على بيوت أعضاء الوفد واعتقلتهم ، فازداد الموقف الجماهيري غضبا وتأزما في اليوم التالي مما دفع الحكومة باقتراح من سعيد قزاز إلى إعلان الإحكام العرفية العسكرية في منطقة البصرة يوم 15 – 12 – 1953 وأعلن الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال دعوة الجماهير إلى الإضراب العام فأغلقت المحال التجارية والمدارس وصالات السينما أبوابها ذلك اليوم مما ساعد في إسناد مفاوضات العمال يوم 16 - 12 والضغط على قادة شركة النفط الاحتكارية في تقديم بعض التنازلات فانتهى الإضراب يوم 17 ديسمبر . عينت الإرادة الملكية التي أعلنت الأحكام العرفية العقيد الركن احمد محمد يحي قائدا للقوات العسكرية لمنطقة البصرة ( ليس احمد صالح العبدي ) . علما أن العقيد يحي عينه عبد الكريم قاسم وزيرا للداخلية بعد قيام ثورة 14 تموز . وقد تألف مجلس عرفي ضم مدنيين وعسكريين برئاسة العقيد قاسم يحي صالح ( ليس احمد صالح العبدي) كما ذكر الأستاذ زهير كاظم عبود . أعضاء المحكمة من العسكريين هم : العقيد صبحي محمد العقيد نعمان علي رضا العقيد بهاء عبد احمد عضو احتياط أما المدنيون فهم : القاضي مصطفى علي القاضي عبد الحسين شلاه القاضي عبد الرزاق العضب وقد صدرت أحكام كثيرة من هذه المحكمة ، التي استمر عملها شهرا ونصف ، على العمال وكلهم من أصدقائي ورفاقي وحكم أيضا على بعض مؤيدي إضرابهم كما حكم على محامي العمال واسمه سالم (نسيت اسم أبيه الآن ) وحكم على المحامي محمد احمد الرشيد المدير المسئول لصحيفة نداء الأهالي لسان حال الحزب الوطني الديمقراطي بالبصرة بالسجن ثمانية شهور وكنا ننشر فيها مقالات وتقارير ونداءات الإضراب ، واعتقلتُ أنا يوم 24 – 12 – 1953 لكنني خرجت يوم 27 بوساطة وكفالة صديق والدي عبد القادر السياب رئيس فرع حزب الاستقلال . أما ما أورده القاضي زهير عبود عن لقاء السيد مسعود البارزاني مع سعيد قزاز فأستطيع الجزم بنفي أي احتمال لمثل هذا اللقاء لسبب واحد وحيد وبسيط أن سعيد قزاز اعدم حين كان عمر مسعود البارزاني بضع سنوات فقط . في نيسان 1959 تعرفتُ إلى السيد مصطفى البارزاني في البصرة فقد استقبلته في المطار وأوصلته الى الفندق وصارت بيننا علاقة حميمة متواصلة لثلاثة أيام بلياليها . كنت مكلفا من الحزب الشيوعي ومن متصرف اللواء برئاسة لجنة تنظيم استقبال المنفيين البارزانيين العائدين من الاتحاد السوفيتي على ظهر الباخرة جورجيا التي توقفت في ميناء البصرة وكان مصطفى البارزاني على رأس المستقبلين . وحين سمع المرحوم مصطفى البارزاني أن والدي محمد المطير كان سجينا ذات يوم من أيام الماضي بزنزانة واحدة مع المرحوم احمد البارزاني بسجن البصرة وإنه كان البصراوي الوحيد الذي قدم للشيخ احمد الكثير من الخدمات ، طلب مني أن نقوم بزيارته معا ( أنا ووالدي ) في مقر إقامته ببغداد بعد أن رتب ذلك اللقاء مع حمزة عبد الله . قمت مع والدي بعد ذلك بأيام قليلة بهذه الزيارة فعلا فاستقبلنا البارزاني مصطفى في احد صالات البيت الذي يسكنه وأظن انه البيت السابق لنوري السعيد وكان حمزة عبد الله بصحبتنا . في تلك المقابلة كان طفل صغير بعمر 5 – 6 سنوات يجلس في زاوية إحدى القنفات . كان هذا الطفل يرتدي بدلة جميلة // قاط // زرقاء اللون كما أتذكر مع رباط عنق جميل .. هذا الطفل كان مسعود البارزاني كما اخبرنا والده المرحوم . لهذا فمن المستبعد كليا أن يكون قد تم أي شكل من أشكال اللقاء بين قزاز ومسعود . تحية للصديقين زهير كاظم عبود وكاظم حبيب وأقول لهما أن نصف تاريخ العراق لم يكتب بعد والنصف الثاني سوف يكتب .. ! المهم أن أخطاء الكتابة ليست جريمة كما أن النقد ليس عقوبة ..! ************************ • مساكم الله بالخير يا أصدقائي القراء : • مشاكل التاريخ ثلاثة : ينبوع الكتابة ، ودقة الكتابة ، والغضب الذي يثار عند عدم التفريق بين أم التاريخ وحَمَاته ..!! ************************ بصرة لاهاي في 10 – 12 – 2006
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسامير جاسم المطير 1237
-
مسامير جاسم المطير 1236
-
مسامير جاسم المطير 1234
-
لكي نحب بلادنا علينا أن نحب أغانينا أولا ..!!مسامير 1233
-
الاختطاف في الواقع و السينما ..
-
الأغنية كالماء والهواء يمكن أن تكون ملوثة ..!مسامير 1232
-
مسامير جاسم المطير 1231
-
فاروق لا تتعجب .. فاروق لا تتراجع .. فالأرض تدور..!مسامير 12
...
-
الفنان هو الذي يقول سوف أموت غدرا ..! مسامير 1229
-
مسامير جاسم المطير 1228
-
مسرح
-
مسامير جاسم المطير 1227
-
أيها المسلمون العراقيون : أين الله ..؟مسامير1225
-
سندويج المنطقة الخضراء ..!مسامير1226
-
مظلومة يا بغداد .. مشطوفة يا بغداد ..!! مسامير 1224
-
النجف مدينة الملائكة والشياطين ..!!مسامير 1222
-
مسامير جاسم المطير 1223
-
لن يضيء مصباحك إن أنت أطفأت مصابيح الآخرين ...مسامير 1221
-
أجاثا كريستي .. غابت ذكرى ميلادها ورحيلها لكنها حاضرة بيننا
...
-
الإعدام .. عذاب لصدام حسين استحقه بجدارة ..!!مسامير 1220
المزيد.....
-
الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على
...
-
روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر
...
-
هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
-
الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو
...
-
دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
-
الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل
...
-
عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية
...
-
إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج
...
-
ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر
...
-
خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|