أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد ساوي - التدين بين البساطة والاعتدال والحدة














المزيد.....

التدين بين البساطة والاعتدال والحدة


ماجد ساوي
شاعر وكاتب

(Majed Sawi)


الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 10:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما يدخل رجل في الاسلام فانه لن يخرج في اسلامه الجديد عن ثلاث حالات ؛ فاما ان يكون اسلامه بسيطا او معتدلا او حادا ؛ والسبب في كل حالة هو ناشيء من طبيعة شخصية الفرد نفسه التي قد تكون بسيطة او معتدلة او حادة.

في التدين البسيط تجد الرجل ياخذ دينه من اي مكان دون مراعاة لمدى علمية وفقاهة المصدر كان يستفتي دور الافتاء في بلده على ضعفها وركاكتها في العلم بالشريعة فيكون لديه علم بالدين بسيط وغير منجز للحجة لانه يحمل فتاوى جهلة لايعرفون بالسبق بالعلم.

ايضا التدين البسيط شديد التاثر بالاشخاص فتجده يتبع الافراد فقط لان مظاهرهم حسنة فيتبع طويل اللحية كبير العمامة والذي يحسن الكلام اللطيف وايضا من تبدو عليه علامات المعرفة كحديثه عن مسائل الخلاف ومدى تميزه في معرفتها فان هكذا اناس يجذبون ذوي التدين البسيط بلا ريب.

ايضا التدين البسيط يعاني من مشكله وهي جهله بدينه نفسه فهو لايعرف الا المعارف الدينية الاولية كاحكام الصلاة والزكاة والصوم والحج واما ماسواها من المسائل كمسائل الاعتقاد والفقه والمعاملات فهو صفر كبير فيها ولايمكنه معرفة الصحيح منها لذا فهو يتجاهلها ولايلقي لها بالا غالبا ولا يهتم بها .

ايضا يواجه التدين البسيط مشكلة وهي تقديس الافراد فتجده يقدس الاشخاص كثيرا ويعتقد فيها عقائد كثير منها فاسدة كالاعتقاد بانه يوجهون الكون ويتحكمون بالخلق وغير ذلك ، وايضا هو يحتفظ لهؤلاء الاشخاص بمنازل سامية فلا يقبل اي انتقاد يوجه اليهم ولربما قاتل في سبيل الدفاع عن صورهم الالهية في عقله وروحه.

اما التدين الحاد فهو نوع من التدين يكون الرجل فيه مائلا الى الحدود القصوى في كل امر وتغلب العاطفة على اصحاب هذا النوع من التدين فتجدهم انفعاليين وشديدي التقلب وذوي امزجة صعبة الارضاء وكذلك فانهم يكونون مستعدين للاندفاع في دفاعهم عن افكارهم ومعتقداهم وتقديم ارواحهم رخيصة في سبيل ذلك .

ايضا ينزع اصحاب التدين الحاد الى الاهتمام بالمسائل في العقيدة واهمال مسائل الفقه والاحكام فيكون تركيزهم منصبا على احراز العقائد الصحيحة - بحسب مايرون هم طبعا من زعمهم بصحتها - ويفكرون دوما بمعرفة عقائد الاخرين وجل نشاطهم منصب على التبشير بمايؤمنون به وما يعتقدونه من عقائد .

وكذلك يتضح من شخصيات ذوي التدين الحاد هو ضعف اعتمادهم على العقل بل هم يعتبرونه شركا اكبر حينما يستعملون عقولهم فلا يفكرون ولا يعملون انظارهم حينما يواجهون امرا ما ؛ بل يتجاهلون التفكير فيه ولا يستعملون عقولهم الا فيما يرتبط بحياتهم اليومية وما يواجهونه من مشاكل وصعوبات فقط لاغير .

وايضا فان اصحاب التدين الحاد يقومون دوما بالتغيير فيما يؤمنون به فلا يكادون يثبتون على عقيدة واحدة ؛ والتغيير مرده الى جهلهم بالعقائد والافكار الصحيحة فيلجئون الى ترك كل عقيدة يشكون في سلامتها لهذا فانهم اناس متغيرون ومتقلبون دوما لاريعرف لهم حال ثابت ولا شان راكز ولا استواء راسخ ولا مكان متين.

اما التدين المعتدل فهو اسلم الانواع هذه كلها حيث ان صاحبه يشعر باستقرار ديني وثبات في اسلامه وطمانينة في عقيدته ولا يعاني من مشاكل الشك والتردد في اموره الدينية ؛ وهو رجل خير ولا يحب الشر ويعشق ربه والهه ولا يريد الا الفوز في اخرته وليست لديه توجهات اجرامية .

ايضا المتدين المعتدل لا تتغير يقينياته بسهولة فهو راسخ في ايمانه ثابت القدم في امره لا يتحرك مع كل ريح ولا يميل مع كل امعة ؛ وايضا هو لايقدس احدا بل يرى الجميع اناسا يخطؤون ويصيبون وانهم بشر سيعرضون على الله يوم المحشر وسيحاسبون ولا يرى عصمة الا للانبياء والرسل والائمة واما مادونهم فانهم لا شرف لهم الا بالتقوى والعمل الصالح وان الناس عبيد الله واحبهم اليه احسنهم لعبيده.

واخيرا فان المتدين المعتدل يواظب على اداء الفرائض ولا يتخلف كما يفعل اهل الشك والتردد وملتزم باحكام دينه ايما التزام وهو لا يريد الا رضوان الله جل وعلا يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي

الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/



#ماجد_ساوي (هاشتاغ)       Majed_Sawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعارة والبغاء في العالم العربي والاسلامي
- تصير شيخ القوم
- ياقائما بالليل هلا دعوة فالطلول ...
- كيف تكون شيخ الاسلام داخل احدى العصابات - مجموعة نصائح وارشا ...
- اللغات الام للطلاب في ظل انظمة القهر والغلبة والقوة والاستبد ...
- تمرغي في الوحل فالاوحال أوطانك ... وانت بين الخلق اقذار ُكإي ...
- سلسلة قلائد الجمان-غزليات في النجمات الشهيرات - انت اعظم فتن ...
- كلمة تشجيع ... للسيد - رائف بدوي - في نضاله !!
- كلمة الى كل من ناصر ظالما وكان من انصار الظالمين
- عن عروش الصهيونية الايلة للسقوط
- جلسة مفاوضات مع الطرف المعادي بحضور احدى السيدات !!
- ماذا سيكون ؟ .. لو كانت الاشياء في اماكنها ؟
- مواقع الانترنت , والابتزاز !!
- اهل السياسة - 33 - يا اسرائيل , فنائك اصبح في متناول الايدي
- هلمي هلمي ..
- اعتقد اننا لا زلنا نحبو في عالم الكاميرا - حول مسلسل العاصوف
- قصيدة - ماذا تريدين ؟ - سلسلة قلائد الجمان غزليات في النجمات ...
- اهل السياسة - 32 - هل نواف طلال الرشيد فوق القانون ياقبيلة ش ...
- هذا هو النظام الجديد .. !!!
- ساشغلهم قليلا .. غزلية في النجمة رجاء مكي .. سلسلة قلائد الج ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد ساوي - التدين بين البساطة والاعتدال والحدة