أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الشتيوي جوهر - الأزمة الدوريّة للرأسماليّة العالميّة تدقّ طبولها















المزيد.....

الأزمة الدوريّة للرأسماليّة العالميّة تدقّ طبولها


الشتيوي جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 09:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تتعمّق تمظهرات أزمة الرأسماليّة العالميّة بأكثر حدّة وتأثير على المستوى العالمي في دول المركز الرأسمالي و بلدان الأطراف متّخذة في ذلك عدّة أشكال في ظلّ تدهوراقتصادات الدول أكبرى وتداعياتها الوخيمة على الواقع الاجتماعي للطبقة العاملة وعموم الكادحين في العالم:ارتفاع الكلفة المعيشيّة والتضخّم المالي،الاضطرابات في أسعار العملات الدولية، ارتفاع أسعار الموادّ الطاقيّة من نفط وغاز، تراجع الصادرات والواردات وانخرام الميزان التجاري، تعطّل الإنتاج في الاحتكارات العالميّة، تفاقم أزمات الدّين العامّ في عدد من البلدان والإفلاس المالي... كلّ هذه المظاهر غدت في شكلها المتداول منذ مطلع سنة 2022 وإلى اليوم سمة الاقتصاد العالمي، ومؤشّر سير الوضع العالمي نحو أزمة دوريّة للرأسمالية العالمية عاصفة وحادّة وخطيرة الانعكاسات.
هذا وقد شهد العالم بين 2019-2021 أزمة دوريّة للرأسماليّة العالميّة وقع التغطية على حقائقها ومؤثّراتها بالكوفيد حيث وقع تحميله كلّ ذلك الركود والعطالة الاقتصادية. لقد كانت هذه الأزمة ذات أثر حادّ وبالغ ومؤثّرات وخيمة لم تكن مساعي تجاوزها بإعادة وتيرة الإنتاج وخصوصا في الاقتصادات العالمية الكبرى وفق الأهداف المرسومة.
وقد لحق بذلك، الحرب الامبريالية على الأراضي الأوكرانية، التي هي من نتائج هذه الازمة، لتتحكّم بشكل هاّم في توجّهاتها ومخلّفاتها ففي إطالتها و تأجيجها، تفادت الامبريالية الأمريكيّة جزءا كبيرا من خطورة الأزمة وحقّقت شيئا من الانتعاشالاقتصادي النسبي من المجمع العسكري الأمريكي والاحتكارات المرتبطة به و ذلك عبر مبيعات الأسلحة لأوكرانيا و إلزام دول حلف الناتو بشراء السلاح الأمريكي و إرساله لأوكرانيا، و في إطار تحكّمها في جزء هام من مجريات الحرب، فرضت على الدول الأوروبية التزوّد بالغاز الأمريكي باهض الثمن عبر طرق الإمدادات التي حدّدتها .
بينما في المقابل،وفي ظلّ هذا المسار العامّ للأزمة في علاقةبالحرب، فالمتكبّد للضريبة الكبرى كان الاتحاد الأوروبي حيث في ظلّ حرمانه من مصادر الطاقة الأساسيّة من النفط والبترول الروسي، تراجع الإنتاج الأوروبي بدرجة كبيرة وتعطّلسير الإنتاج الطبيعي في بعض الاحتكارات الوازنة، وبذلك ارتفعت كلفة الإنتاج وبدورها أسعاره وتراجع التصدير الأوروبي ممّا خلف أزمة كبرى في الاقتصادات الأوروبيّة وخصوصا ألمانيا المركز الاقتصاديللاتحاد الأوروبي، وكذلك تحمّلت الصّين تبعات الازمة ومازالت تعاني من مخلّفاتها لأنّ وتيرة الحركة الاقتصادية ما بعد الكوفيد لم تشهد استقرارا وثباتا فظلّت بين ركود وانتعاش نسبيّ سُجّل خاصّة فيشهري مارس وأفريل الماضيين،أمّا في شهر ماي فلقد عرفت الصادرات الصينية تراجعا بنسبة 75 بالمائة الشّيء الذي انعكس على وتيرة الإنتاج وحركتها في كبرى الاحتكارات الصينية. وقد لعب ضعف الطلب على المنتوج الصيني في أوروبا و أمريكا،دورا هامّا في ذلك.
وازدادت حالة التأزم حدّة وتأثيرا على مستوى الاقتصاد العالمي عموما، في الأشهر الأخيرة حيث زادارتفاع أسعار النفط بنسبة تجاوزت11 بالمائة في ظلّ ضعف إمداداته خصوصا من روسيا والسّعودية وتراجع نسب إنتاجه في هذه البلدان وتعطّل الإنتاج في الحقل النّفطي الليبي، كما صرّحت الشركات الرّوسيّة،بشكل رسميّ، أنّها سوف تخفّض الصّادرات من النفط نحو الأسواق العالميّة مطلع شهر أوت القادم ، وهذا بدوره، وآليّا، سوف يعمّق حالة التراجع والتعطّل في الإنتاج نظرا للطلبات الكبرى على النفط ما يؤشّر إلى اشتداد حالة تراجع الإنتاج و ارتفاع تكلفته في الاتحاد الأوروبي والصين الذي بدوره سوف يفاقم في تراجع الصّادرات الصينيّة. كذلك، فقدانتهجالاحتياطي الفيدرالي الأمريكي،في الفترة الأخيرة،سياسة رفع معدّلات الفائدة من أجل الحدّ من التضخّم وتداعيات الأزمة، لكن مقابل ذلك، فقد تمركزت معالم الأزمة أخيرا على مستوى النظام المصرفي العالمي وتحديدا الأمريكي الذي عرف اضطرابات كبرى على خلفيّة إفلاس عدد من المصارف الأمريكية الكبرى وأهمّها "سيليكون فالي بنك"، بالإضافة إلى تسجيل المصارف الأمريكية الأخرى، خسائر كبيرة منذ الأيام الأولى متجاوزة90 مليار دولار من قيمتها في سوق الأسهم لتتصاعد الخسائر نحو 190 مليار دولار.وكان أبرز المتحملين للخسائر منذ الأيام الأولى "فيرستريبابلك بنك" الذي خسر أكثر من 60 بالمائة من قيمة أسهمه. وانعكست الأزمة المصرفيّة الماليّة الأمريكيّة على السّوق الماليّة العالميّة حيث خسر المؤشّر الفرعي للقطاع المصرفي في طوكيو 7 بمائة من قيمته، كما خسرت أكبر ثلاثة مصارف استرالية 2 بالمائة من قيمة أسهمها، وأوروبيّا، فقد خسر القطاع المصرفي الأوروبي ما يقارب 5.7 بالمائة من قيمته، و"كومرتس بنك" 12.7 من قيمة أسهمه و"كريدي سويس" 9.6 بالمائة، و تمثل هذه الأزمة في النظام المصرفي العالمي، التي تعمّمت بشكل سريع رغم سرعة التفاعل معها و الإجراءات التي تم اتخاذها، مؤشّرات تشير نحو تفاقمها أكثر واحتمال حدوث انهيار ماليّ عالميّ شامل فالبوصلة في ذلك تشير نحو ما وقع في 2008 وهو ما يؤكّد حالة التأزم التي تختمر شيئا فشيئا . و تبقى دول الأطراف مثل السابق هي المتحّمل الأكبر لوزر الأزمة وتبعاتها حيث واقع الإفلاس المالي يخيّم على العديد من البلدان كسيريلانكا و الباكستان. وعربيّا، تعيش تونس ومصر ولبنان والأردن حالة إفلاس مالي وعطالة اقتصادية ذات تداعيات وخيمة على الواقع الاجتماعي والمعيشي للشعوب بفعل الإجراءات التي تُتّخذ في خدمة الدّين العامّ وتلعب الامبرياليّة الأمريكيّة عبر صندوق النقد الدولي والبنك العالمي دورا بارزا في تفاقم ديون هذه البلدان وإيصالها إلى حالة الإفلاس المالي من أجل مزيد إغراقها في المديونيّة و الهيمنة على اقتصاداتها بالكامل حيث اتفق البنك المركزي مع باكستان على برنامج ما يسمى زورا بالإنقاذ المالي قدرت قيمته ب 3 مليار دولار سلم منه 1.2 مليار دولار . و يستمر الضغط على تونس من أجل فرض عدد من الشروط المجحفة عليها وكذلك مصر التي أصبحت على عتبة الإفلاس. و تأتي هذه السياسات المالية التي يرسمها كلّ من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي بتدبير أمريكيّ كآلية للحدّ من مخلّفات الأزمة أمريكيّا. وفي جزء آخر، في سياق المواجهة في الإقراض العالمي مع الصين والهند والبرازيل التي تمتلك حصّة 80 بالمائة من قروض عدد كبير من البلدان الأفريقية والآسيوية. وفي إطار الصراع الاقتصادي الصيني الأوروأطلسي تحتدم الصراعات في أوجه أخرى حيث انتهجت الصين هذه السنة سياسة حمائيّة على اقتصادهااستهدفت في جوهرها التضييق على المستثمرين الأجانب وفرض قيود عليهم حيث وصل الأمر إلى مداهمات للشركات الأجنبية وتحقيقات مع مسؤوليها، كما اتخذت الصين كذلك إجراءات ورقابة على بعض الصادرات وخصوصا منها الأمريكيّة حيث أصدرت، مؤخّرا، وزارة التجارة والإدارة العامّة للجمارك قرارا بتنفيذ الرّقابة على الصادرات من الموادّ المتعلّقة بالغاليوم والجرمانيوم وهذه الموادّ هي معتمدة في الصناعات التكنولوجية الحديثة والأجهزة الإلكترونية وقد كان هذا القرار موجّها بشكل مباشر إلى الولايات المتحدة في إشارة واضحة إلىاحتدام التنافس والصراع الاقتصادي الأمريكي الصيني، وتعزّز الصين بدورها حلفاءها و منظّماتها العالمية في سياق هذه المواجهة العالميّة حيث عقد اجتماع منظمة شانغاي الذي أقرّ فيه توسيع المنظمة وزيادة عدد أعضائها لتضمّ بشكل شبه رسميّ 10 أعضاءبانضمامإيران رسميّا وقرب انضمام بيلاروسيا.
لم تكن مرحلة الانتعاش النسبي ما بعد الأزمة العالميّة للرأسماليّة العالميّة هذه المرّة، مثل سابقاتها ذات استقراراقتصادي نسبيّ وعودة الإنتاج إلى حالته الطبيعية،والذي ينعكس في نسب متقدّمة في النمو الاقتصادي الذي يكون بدوره كذلك على قاعدة تحميل الطبقة العاملة والشعوب والكادحين وزر التبعات عبر ضرب مكاسبها والعصف بحقوقها الاجتماعية، ومن جانب آخر إلقاء الأزمة بظلالهاعلى دول الأطراف، بل كانت متعرّجة عموما في ظلّ تواصل تمظهرات الأزمة على مستوى بلدان المركز الرأسمالي،فبعض القطاعات الاقتصادية والاحتكارتفي تلك الدول عرفت انتعاشهاقتصادية غير مستقرّة في مقابل استمرار ملامح الأزمة في البقية منها .و قد لعبت عدّة عوامل في السير العامّ للأزمة و توجّهها ومنها تحديدا الحرب الامبريالية على الأراضي الأوكرانية واحتدام الصراع الصيني الأمريكي. فالتمظهرات اليوم في الاقتصاد العالمي أمامالاحتمالات الكبرى لزيادة الهبوط في الإنتاج العالمي في ظلّارتفاع أسعار المواد الطاقية وتراجع الإنتاج في أهم الاحتكارات العالمية يرافقها بشكل بارز الأزمة الماليّة من خلال إفلاس البنوك التي هي معدّة للانفجار في أّيّ وقت.
إذًا الاتّجاه بات حثيثا نحو ركود كبير في الإنتاج و عطالةاقتصادية و انهيار ماليّ شامل، أي أزمة دوريّة أخرى ذات أثر حادّ و مخلّفات وخيمة سوف تؤجج، ولا شكّ، الصّراعات بين القوى الامبريالية وخصوصا في مسألة الحرب والصّراع الأمريكي الصيني وكذلك سوف تلعب هذه الصّراعات بدورها دورا هاّما في تفاقم واقع الأزمة ومؤثّراتها. فالوضع العالمي ينبئ بكارثة كبرى تؤكّد الإفلاس التاريخي التامّ للرأسماليّة العالميّة وضرورة إنهائها وتطرح على الطبقة العاملة وعموم الشعوب المضطهَدة أن تستعدّ نضاليّا للمواجهة الثوريّة والتصعيد النّضالي نحو التغيير الثوري وإسقاط الرأسماليّة. فلا بديل عن الرأسماليّة البربريّة المنتهية تاريخيّا سوى الاشتراكيّة.
بقلم جوهر الشتيوي عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي



#الشتيوي_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديسمبر السوداني وآفاقه الثورية نحو التحرر الوطني الديمقراط ...
- 25جويلية بين المنجز و المطروح والمتطلبات النضالية الوطنية لل ...
- إفلاس الجمهورية
- حول حدث 25 جويلية
- المشهد السياسي بين ثلاثية منظومة 23 أوكتوبر – قيس سعيد – الإ ...
- نحو المواصلة النضالية الثورية ضد - منظومة 23 أوكتوبر الإخوان ...
- الهيمنة الإستعمارية الامريكية على تونس و خلفيات التدخل الأمر ...
- من الذاكرة الديسمبرية المواجهة الثورية
- المعركة الوطنيّة الفلسطينيّة الكبرى
- المقدّمات النظرية الماركسية اللينينية ودورها في الثورة البرو ...


المزيد.....




- العراق.. تبرئة ضابط أدين بقتل متظاهرين في -مجزرة جسر الزيتون ...
- لا سبيل لمواجهة السياسات اللاشعبية سوى بالمزيد من تنظيم وتقو ...
- الجبهة الشعبية: تتوجه بالتحية إلى المقاومة والشعب اللبناني ...
- الدفاع التركية: تحييد عنصرين من حزب العمال الكردستاني شمال س ...
- أكاديمي أميركي: وصف ترامب لهاريس بأنها شيوعية يظهر قلقه الوا ...
- تجديد حبس للصحفي ياسر أبو العلا 15 يوم.. وممدوح والخطيب أمام ...
- أحزاب يسارية تدشّن الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية تحت شعا ...
- حبس 15 يوم لمعتقلي “بانر فلسطين”
- افتتاحية: للجفاف أسباب اجتماعية وطبقية
- الغارديان: المحافظون صنعوا مستنقعا معاديا للإسلام لكن حزب ال ...


المزيد.....

- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الشتيوي جوهر - الأزمة الدوريّة للرأسماليّة العالميّة تدقّ طبولها