أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد زين الدين - العمل الجمعوي .. والمجتمع المدني بالمغرب : أية علاقة؟














المزيد.....

العمل الجمعوي .. والمجتمع المدني بالمغرب : أية علاقة؟


محمد زين الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:32
المحور: المجتمع المدني
    


تواجه الباحث الجامعي وهو يعالج مسألة العمل الجمعوي بالمغرب جملة من الصعوبات التوفيقية والمنهجية نظرا لتضافر العديد من المعوقات نذكر من أبرزها:
* كون الجمعيات المغربية لم تظهر إلا منذ زمن جد قريب، بل إنها تجعل الباحث في قلب الحدث التاريخي أو ما يطلق عليه علماء التاريخ بالتاريخ الآني أي التاريخ الحاضر الذي نعيشه براهنتيه وطراوته مع كل ما تحمله هذه المميزات من أعباء ثقيلة وضاغطة تفرض نفسها على الباحث المبتدئ والمتمرس على حد سواء؛
هيمنة الطابع الحضري على العمل الجمعوي بالرغم من المجهودات المبذولة حاليا من أجل تكريس العمل الجمعوي بالعالم القروي الذي يحتاج أكثر من غيره إلى العمل الجمعوي خصوصا ذو الصبغة الاجتماعية
*كون هذه الجمعيات يكتنفها قدر كبير من الضبابية؛ فرغم التسمية التي تتخذها إلا أنها لا توضح لنا الخلفيات الحقيقية الكامنة وراء ظهورها وطبيعة المهام التي تريد القيام بها في المستقبل؛بل أحيانا نجد لها أنشطة متعددة ومتباينة يتداخل فيها المعطى الاجتماعي مع المعطى الثقافي والرياضي ….
* تفاوت الدعم المقدم لهذه الجمعيات؛فالجمعيات التابعة إلى فلك الأحزاب السياسية تحظى بدعم أكبر من تلك التي تناشد الاستقلالية الأمر الذي ينعكس سلبا على هذه الأخيرة بالرغم من أن من مواصفات العمل الجمعوي هو ضرورة حرصه على استقلاليته عن المجتمع السياسي
* كون هذه الجمعيات ليست نسخة طبق الأصل؛ فتعددها يحمل بين طياته اختلافا واضحا في مهام كل واحدة منها لينعكس على نشاطها الأمر الذي يجعل من الصعب تحديدها أو وضعها في نفس الخانة ، بل حتى داخل نفس المجال تبدو خصوصية كل جمعية مسألة واردة.
* كون بعض الجمعيات لا تتمتع بنوع من الاستقلالية المالية والادارية ؛ فإذا كانت هناك نزعة نحو الاشتغال على أساس المنطق القطاعي فإن ذلك لم يقض على منطق الارتباط بكوكبة الجمعيات التي تشكل مرجعا حيث يترجم هذا التوجه من خلال إحداث فروع تابعة للمركز لتعمل هذه الفروع بعد ذلك على انتزاع استقلاليتها تجاه المركز .
في مقابل هذا الارتباط الكوكبي يخترق العمل الجمعوي بالمغرب حضورا ممنهجا للفاعل الحزبي والذي مازال مستمرا لحد اليوم بل إن أحزاب العهد الجديد لم تتردد في ولوج هذا المجال نظرا للحيوية القوية التي يشهدها؛فحضور الأحزاب داخل جمعيات دور الشباب يبدو واضحا بشكل جلي على اعتبار أن العمل الجمعوي اليوم يشكل نقطة استقطاب قوية للأحزاب السياسية التي تتطلع إلى استقطاب فئة الشباب.
إن طغيان صيغ التنسيق ما بين الشبكات الجمعوية وداخل الجمعيات يعطي ملامح تنظيمية جديدة تبحث عن الفعالية وتبتعد عن القواعد التنظيمية التقليدية للأحزاب والتي أبانت عن محدوديتها كما بدأت تتراجع تلك النظرة التي كانت تفكر في الفعالية من خلال حجم أعداد المنخرطين وتربط مشروعية تواجد أو عدم تواجد الجمعيات بحصيلة انجازاتها أي بمدى نمو مقياس الحياة الفعلية وعطائها النوعي.
إننا حينما نتحدث عن العمل الجمعوي لا ينبغي التعميم؛ فهناك جمعيات فاعلة في النسيج الجمعوي المغربي فيما تفضل بعضها الاشتغال على الفرجة عوض تقديم منافع لمجتمعها.
وفي مقابل هذه العوائق يبدو أن العمل الجمعوي بالمغرب الراهن يشهد انتعاشة قوية يترجمها الحضور الوازن للعديد من الجمعيات الفاعلة في مجالات متعددة كالمجال الاجتماعي إلا أنه ينبغي التشديد هنا على أن العمل الجمعوي لا يلغي مطلقا حضور الفاعل الحزبي ذلك أن وظائف كل منهما ضرورية في المجتمع؛ فلا يمكن تصور مجتمع ديمقراطي إلا في ظل أحزاب سياسية قوية مثلما لا يمكن تصور مجتمع مدني يقظ إلا بوجود جمعيات فاعلة وفعالة.



#محمد_زين_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع اللاحضارات
- سؤال الاصلاح الدستوري في مغرب التسعينات
- تصريف العدالة الانتقالية بالمغرب هيئة الانصاف والمصالحة نموذ ...
- تأثيرات أنماط الاقتراع على مسألة الانتقال الديمقراطي
- سريان النخب بالمغرب
- بناء مجتمع المواطنة
- عولمة الاعلام بين السياسة والاقتصاد
- الديمقراطية المعولمة


المزيد.....




- ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ...
- ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن ...
- بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
- رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا ...
- بوليتيكو: -حقا صادم-.. جماعات حقوق الإنسان تنتقد قرار بايدن ...
- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد زين الدين - العمل الجمعوي .. والمجتمع المدني بالمغرب : أية علاقة؟