|
جريمة المسلمين مع أهل الذمة
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 7992 - 2024 / 5 / 29 - 20:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فى مقالى السابق حاولت تجميع الخيوط العريضة لموضوع تكوين والتنوير الذين يريدون نشره فى مصر بالذات، لأن كل مايحدث من هيجان وأنفعال وقلة أدب أو تربية أو قلة أخلاق هى تربية عربية مصرية سمح بها النظام السياسى منذ سنوات عديدة، والذى سمح لرجال الدين للأنتشار فى المدارس والجامعات وأستيلائهم على وضع المناهج الدراسية، وقيامهم بالسماح بمرور الأفكار الوهابية خاصة وأن السعودية كانت تريد منذ سنوات عديدة تخريب وتدمير أى تقدم فى المجتمع المصرى، وأن يظل متخلفاً وتستطيع السعودية بأفكارها السلفية الوهابية ان تزيح من طريقها المجتمع المصرى وأن تتكاثر فيه الفتن الطائفية وتقدم الدعم لجماعة الإخوان المسلمين، بل أن الإخوان المسلمين لا تنقصهم وسائل الدعم بكافة أشكاله وهى متاحة لهم من أطراف كثير عربية وأسلامية وغربية وأمريكية.
قدمت فى المقالة السابقة صورة بسيطة يستطيع القارئ العادى متابعتها والتفكير فيها دون فلسفة، ومقالاتى هذه أقدمها بصورة خاصة للمفكرين المصريين وعلماء الدين وللقراء البسطاء ليكتشفوا بأنفسهم أكبر وأخطر جريمة أرتكبها الإسلام ضد شعب مصر، وهى جريمة مازالت مستمرة كما ذكرت سابقاً حتى يومنا هذا ونماذج الكتب التى ذكرتها وعلى رأسها كتاب ابن القيم الجوزية عن أحكام أهل الذمة،تثبت أن الجريمة بشرية وهناك إصرار إسلامى على تواجد هذه الجريمة حتى يعيشوا عليها وأعتبروا أن هذه عقيدة إلهية بشرية يجب تطبيقها منذ زمان عمر بن الخطاب الذى كتب شروطها وأعتبرها المسلمين شريعة يطبقونها فى كل زمان ومكان.
قتل الإنسان لأخيه الإنسان هى جريمة وعمل شنيع وفظيع تسعد وتنشرح له صدور النفوس المريضة ولا يمكن ان تقنعنى ان الإله الحقيقى يأمر بذلك!!
هذا الله الذى منذ كان يأمر اليهود وأستمر يأمر أتباعه فى الأديان الإبراهيمية الثلاثة بوصية قتل الآخر حتى ولو من الدين الآخر الذى هو إلهه أيضاً، مستحيل أن تكون هذه وصاياه لبنى البشر!! إنها وصايا إله دموى أستطاع ترويض البهود وبنى إسرائيل وقبائلهم المختلفة فى الخضوع لأوامره الدموية وقتل الآلاف من البشر المختلفين عنهم، فهل تسمح لنفسك أخى القارئ بأن تنفذ وصايا القتل الآلهية؟؟ لو فعلت أخى العزيز ونفذت وصاياه فأنت تنفذ وصايا إله الدين اليهودى الذى تعرف أنه ديناً بشرياً لأنه مزيف ومكتوب بأيدى البشر!!
هذا الكلام هو بكل بساطة خلاصة الأعمال الفاضحة الشنيعة التى يقترفها المؤمنين بالدين السماوى الذى يأمرهم بقتل المخالفين لهم ولا أحد يخجل من الإيمان بهذا الإله يهودى الأصل وشيخ قبيلة الآلهة السماوية الأبراهيمية، لأن الله هو إله الاديان الثلاثة لكن كل دين ينكر بطريقته أنه يعبد إله الدين الآخر وما أكثر أساليب الخداع الدينى، حتى وصلنا إلى الإسلام الذى وضع القانون الأخير الذى يقول: أن الله واحد ومن يعبد ويدين بالإسلام فهو يعبد الإله الحق، وبقية أتباع اهل الكتاب لا يعبدون إله الإسلام بل يكفرون به بعقائد شتى مثل التثليث. جريمة أختلاق جريمة بأسم عقد عهد بين المسلمين والنصارى وأطلقوا عليهم أهل الذمة وأنتزعوا منهم حريتهم وهويتهم وجعلوهم طبقة أدنى من المصريين المسلمين فى بلدهم مصر، بل وأنتزعوا حقوقهم فى تولى رئاسة البلاد وغيرها من الوظائف والمواقع القيادية المهمة، وقام المسلمين بالتسامح مع النصارى بل عاقبوهم وأعطوهم الحق فى ممارسة عبادتهم الكافرة كأهل كتاب، وتحولوا من أصحاب وطن إلى عبيد سمح لهم الغزاة بالسكن كغرباء ليست لهم حقوق مثل حقوق المسلمين الذين بقدرة قادر هو العليم الحكيم الذى جعل مصر هى بلد المسلمين الذين يحكمون ويرأسون أصحاب البلد الأصليين الذين يطلق عليهم أهل ذمة يمكن قتلهم وقتالهم!!!
أصبح أسم مصر الجديد هو: مصر الإسلامية ولا تتعجب فى كيف تحول المغتصبين للوطن إلى أن يكونوا هم أصحاب الوطن الأصليين، ولا تسألنى عن بنود وشروط العهود البشرية فى واجبات وحقوق أهل الذمة بل عليك بذل بعض المجهود العقلى وتصفح تلك الكتب المليئة بالإهانات التى يسمونها واجبات إجبارية لا حرية فى تطبيقها الشخص الذمى حسب مئات الكتب وشريعة المسلمين، لتتعرف أكثر على جريمة عمر بن العاص الذى أمتلك مصر وحررها من أهل الذمة الذين يسمون أقباطاً ملعونين فى كتاب الله كما يقول الفقهاء أخى القارئ والقارئة, أنا أحاول ترجمة أفكارى دون أستعجال فى وصول رسالتى الجوهرية والخطيرة إليك حتى تتفهم بنفسك ما يدور حولك وما كان يدور على أرض مصر منذ اكثر من ألفى سنة، وأن تستوعب معى ما فعلته البشر من أعمال شريرة نسبتها كذباً إلى الله وصدقتها الأجيال التى جاءت من بعدها، وأعتبرتها أعمال إلهية أوعز بها كائن أختلقوه بل وخلقوه من الأساطير أسمه الشيطان، ولم يأتى من فراغ بل نجح بنى إسرائيل اليهود منذ سبى بابل وأثناءه فى نسج القصص الخيالية التى تؤرخ لتاريخهم قبل أن ينقرضوا، لأن هذا كان السبب الذى أعلنوه بكل جرأة عندما بدأ اليهود بقيادة عزرا فى كتابة تاريخهم المزيف وأختراع خرافات سومرية ومصرية وبابلية ومن غيرها من الحضارات والأديان التى كانوا على أتصال بشعوبها، وكانت كتاباتهم كلها تحكى بالحق تاريخهم عاشوه منذ كانوا مجرد قبائل تعيش فى الشتات وقاتلوا بعضهم بعضاً لأنهم كانوا مجرد أقلية بدوية أعتادت على حياة الصحراء والترحال، ولم يكونوا أبداً شعباً مثل شعب مصر أو العراق أو الشام، ووضعوا السم فى العسل كما يقول المثل بأن خلطوا الحق بالباطل وصدقهم العالم كله بل وأخذ عنهم وعن كتبهم الكثير من المقولات التى أعتبروها حقائق علمية.
تأكد أخى القارئ والقارئة أننى تركت الأديان، والآن لا علاقة لى بأهل الكتاب أو بأهل الذمة لكننى فقط احاول الكشف عن خداع رجال الفكر والثقافة ورجال الدين، والتجاهل الخطير للجريمة التى ترتكب فى حق أهل الذمة ولك الحق عزيزى القارئ فى أن تتفق معى أو تخالفنى الرأى، لكنى فى الوقت نفسه أرفض أن يكون رأيك من باب التسامح أو العطف على الضحية[ أهل الذمة] بل يكون رأيك متفقاً مع ضميرك الأنسانى وليس الدينى.
أتمنى أن تصلوا معى إلى المعرفة الحقيقية بالقضية الأساسية لأن القضية ليست جريمة أهل الذمة فقط ، بل هى جريمة الأديان والتزوير الذى صنعوه ونتج عنه الوضع الذى نعيش فيه.
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله يتآمر ضد غزة وتكوين
-
تدمير غزة لتحيا حماس
-
محبة الكراهية فضيلة إلهية
-
المعتقدات وتضليل العقول
-
زلزال إله الأديان
-
أستنزاف الإنسان المصرى
-
أزمة الإنسان العربى
-
بسنت حميدة ضد وحوش الدين
-
شهود يهوه وتهمة الصهيونية
-
نهاية العالم لماذا؟
-
معتقدات الله بشرية بجدارة
-
الإنسان هو الحل الوحيد
-
الإنسان والشيطان أمام الله
-
الله ليس هو الحل
-
التنوير وإزدراء الأديان هو الحل
-
بؤساء الحداثة والتراث
-
وين الملايين يا لبنان
-
الكتابة على أمواج الإسلام الملتهبة
-
سقطت السياسة وعاشت كورونا
-
عالمنا واحد قبل وبعد كورونا
المزيد.....
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في
...
-
الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|