أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار أسامة جبر - الجنيه الفلسطيني ماضٍ مُغيب














المزيد.....

الجنيه الفلسطيني ماضٍ مُغيب


عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)


الحوار المتمدن-العدد: 7992 - 2024 / 5 / 29 - 11:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظل الأزمة المالية التي تعانيها السلطة الوطنية الفلسطينية، بسبب القرصنة الصهيونية على أموال المقاصة والاستيلاء غير مبرر على غيرها من الأموال التي تندرج تحت ملحق باريس الاقتصادي، برزت التساؤلات عن عدم وجود عملية وطنية وهل بالإمكان فك الارتباط المالي بعملة الاحتلال- الشيكل- والنهوض بالاقتصاد الوطني الفلسطيني باستخدام عملته الوطنية المنسية، تطرق العديد من الاقتصاديين لهذا الأمر واعتقاد البعض الجازم بعدم القدرة على استخدام عملة تخصنا بسبب وجود الاحتلال الذي يتحكم بالاقتصاد بإغراق الأسواق المحلية بمنتجاته وتحكمه بالحدود ومنع دخول المواد الخام، والإغلاق المتعمد للمدن والقرى الفلسطينية، والذي يصب -بالأساس- في المحاولات الاحتلالية التضييق وخنق الاقتصاد الفلسطيني الذي يسير بخطوات مثقلة نحو الاستقرار والتعافي، لكن وعلى فرض أننا نبذل الخطى نحو البدائل فما هي البداية لهذه الخطوة التي من شأنها إكساب دولة فلسطين بعدا اقتصاديا جديدا بعيدا عن الارتباط القسري بالشيكل، باعتقادي محاولة إحياء الجنيه الفلسطيني والسعي بشكل منهجي ومدروس نحوه، فهو العملة الوطنية لفلسطين التي لو استطعنا خوض معركة إعادة العمل بها، وضخ الحياة فيها عبر عدة وسائل يكون في مقدمتها وضع قضيته أمام المحاكم الدولية، لإعادة ما تفوق قيمته ١٣٠ مليون جنيه فلسطيني، وما يعادلها من الذهب وسندات تغطية النقد والعائدات التي تخص تشغيلها منذ سحب الجنيه الفلسطيني، والتي استولت عليها بريطانيا بوصفها سلطة الانتداب.


فما هو الجنيه الفلسطيني؟ إنه العملة الوطنية التي اندثرت من الاستخدام اليومي، لكنها ما زالت في الأذهان ولو بعد مرور ستة وسبعين عاما على المجزرة التي ارتكبتها بريطانيا بحقه، وتولدت الحاجة لإصداره كعملة وطنية لدى سلطات الاحتلال البريطاني، لمجابهة الليرة التركية والذي منع الاحتلال تداولها نهائيا وسمح بتداول العملتين المصرية والإنجليزية حتى شباط 1918، حتى أصدر المندوب البريطاني في 21 شباط 1927 مرسوم النقد الفلسطيني الذي استبدل الجنيه المصري بالفلسطيني وبدأ العمل على إصداره بتشكيل مجلس النقد الفلسطيني (بسك) بنفس العام وفرضت سلطات الاحتلال على إيداع جنيه ذهبا مقابل كل جنيه فلسطيني يتم طباعته، ليظل الجنيه الفلسطيني العملة الوطنية لفلسطين والمنطقة حتى العام 1948، والذي امتلك قوة نقدية لدرجة أنها ساوى الجنيه الإسترليني بالقيمة تماما، ودخلت فلسطين منطقة الجنيه الإسترليني- هو تكتل من دول ربطت عملتها المحلية أو استخدمت الجنيه الإسترليني- وظهر هذا التكتل في بدايات الثلاثينيات من القرن الماضي، وبقيت فلسطين ضمن هذه المنطقة حتى 22 شباط 1948، لتفرض سلطات الاحتلال التجميد الكامل على الجنيه، تمهيدا للاستيلاء عليه ومصادرته والمنع من تداوله بفعل قرار بما سمي قانون (الدفاع المالي البريطاني)، والذي استولى حسب التقديرات على ما يقارب 130 مليون جنيه فلسطيني، في نهاية العام 1948,76 مليون أرصدة بنكية، و (54) مليونا على صورة سندات لتغطية النقد كما استولت بريطانيا على مزيد من النقود المودعة في البنوك لدى انتهاء انتدابها.


الانتباه للعملة الوطنية وإيجادها وحمايتها، والعمل الجاد على تثبيت قيمتها السوقية، والمعادل لها من العملات المتداولة، من أهم ركائز العمل الوطني، والتي من شأنها العمل النهوض بالواقع الحياتي والاقتصادي للمواطن الفلسطيني، وضرورة الدفع لإيجاد الآليات التي بوسعها لإعادة إحياء الجنيه وبدء التعامل به وإيجاد طرق له للسوق الوطنية، وكسر احتكار عملة الاحتلال، ودفع عجلة الاقتصاد الوطني وتعزيز نظام المدفوعات المالية الداخلية والدولية، وتوقيع الاتفاقيات والمعاهدات المطلوبة لجعله عملة وطنية يعول عليها.


إن مسألة الجنيه وتثبيته على الساحة الفلسطينية ضرورة ملحة، يجب الاعتناء بها وتفعيل الجهات المسؤولة عنه ورفدها بالخبرات المالية والاقتصادية والقانونية، وهي مسألة تقارب المعركة في خوضها، فالكوادر القانونية ستقوم بمعركة قانونية لن تكون بالسهلة مطلقا، فالأساس القانوني لوجود الانتداب لم ينفذ بالطريقة التي طرحتها الأمم المتحدة في صك الانتداب، وهو أساس انتداب قائم على سرقة خيرات فلسطين والعمل على إيجاد تعديل ديمغرافي وسكاني فهو احتلال إحلالي، لم يكن وجوده إلى مقدمة لإحلال اليهود مقابل السكان العرب الاصلانيين، إن المعركة القانونية التي ستخوض الكوادر القانونية ضد من كانت سلطة احتلال، لاسترداد ما سرقته هذه السلطات من أرض وخيرات ومال، هي معركة وجود وتثبيت واستعادة حق، ومطالبة بإعادة ما سرق من فلسطين وتقديم التعويض العادل بعد النظر في معدلات التضخم من تاريخ منع الجنيه من التداول، والقيمة السوقية لمكافئ الجنيه بالذهب، والفوائد المترتبة على استغلال الاحتياطي الذي وضعت سلطات الاحتلال اليد عليه، إذا هي مسألة ملحة وخطوة من شأنها برأيي الشخصي، وجود عملة وطنية إن خضنا المعركة بنجاح، سيكون لها شأن عظيم في سوق العملات المحلية والدولية.



#عمار_أسامة_جبر (هاشتاغ)       Ammar_Jabr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة حكاية العائدين
- الاصطفاف الدولي . فلسطين مثالاً
- غزة التي لا يغيب الموت عنها
- جمهورية الموز المُخدر
- غزة والقذيفة الأخيرة
- الانطلاقة 59
- الصهيونية
- ستنتهي الحرب
- الحرب
- أكتوبر ونيف
- بريكس BRICS
- ثلاثة مسامير في نعش الكيان
- جيوبوليتيك الدولة الفلسطينية
- النكبة .. جريمة مستمرة
- النكبة.. جريمة مستمرة
- الميليشيات الصهيونية، وجه الافعى الأخر
- أزمة كيان الاحتلال مع التعديلات القضائية
- الأوروبيون الجدد
- فلسطين .. أم البدايات
- الحرية والأفاعي


المزيد.....




- الصحة اللبنانية: مقتل 33 وإصابة 169 جراء الغارات الإسرائيلية ...
- صافرات الانذار تدوي في نهاريا شمال إسرائيل بعد تسلل مسيرات م ...
- روسيا تعدِّل عقيدتها النووية: قد أعذر من أنذر
- بالفيديو.. لحظة استهداف مواقع إسرائيلية في نهاريا بطائرات مس ...
- إسرائيل تغتال نصر الله.. كيف سترد إيران؟
- إعلام إسرائيلي: الجيش يشن هجمات واسعة في بلدة المغراقة وسط ق ...
- لافروف: إعادة بيع تركيا لأنظمة -إس 400- غير ممكنة بدون موافق ...
- لافروف: أنشطة الولايات المتحدة عائق أمام التطبيع بين تركيا و ...
- لندن.. وقفة عقب مقتل نصر الله
- نتنياهو: كلما رأى السنوار أن حزب الله لن يتواجد لمساعدته بعد ...


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار أسامة جبر - الجنيه الفلسطيني ماضٍ مُغيب