عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 7992 - 2024 / 5 / 29 - 01:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أمتلات شوارع العواصم الغربية ؛ والجامعات الاوربية بآلاف المتظاهرين الرافضين لاستمرار الحرب في ( غزة ) دون خوف اوملل ؛ وهتافاتهم وأصرارهم على الحضور لم تتغير منذ أن بدأو حملتهم بكل جراة وحماس ؛ في حين بدا فيها شوارع العواصم العربية والجامعات هادئة ؛ لايعرف الاحتجاج اليها سبيلا غير الغضب الذي اظهره نفر من الناس على منصات التواصل الاجتماعي ...
سؤال ( يلبسه الخجل ) تطرحه المقارنة بين الحالتين ؛ ليبدو المشهدين على طرفي النقيض ؛ فمن البديهي أن قضية الحرب في ( غزة ) هي الاقرب الى المواطن العربي من حيث الجغرافية والانتماء ؛ في حين نرى أن المواطن الغربي اكثر حرصا واندفاعا لنصرتها دون تراجع او ملل ؛ هنا يتبادر لذهن كل لبيب منصف بديهيات مسلمة بها ؛ لايمكن انكارها او اغفالها عند المقارنة بين الشارعين ؛ ابرزها البنية الديمقراطية التي تربى عليها المجتمع الغربي ؛ التي من ابرز قيمها ؛ الدفاع عن الحرية والمساواة ؛ وان دفع اثمان باهظة في سبيلها ؛ وهذا ما لاحظناه في الحراك المستميت لطلاب الجامعة الامريكية ...
بينما المجتمع العربي بدا عليه واضحا ؛ مجتمع مسلوب الارادة ؛ لايستطيع الدفاع عن قضاياه المصيرية كقضية فلسطين مثلا بسبب القمع الذي تمارسه الحكومات العربية ضده ؛ وتعرضه وما يزال لعمليات ( غسل مخ ) متواصل ؛ استخدمت فيها وسائل الاعلام لأقناع الناس بالاهتمام بمصالحهم الشخصية الداخلية ؛ والخروج للمطالبة بوقف الحرب في غزة لن تفيدهم في شيء ؛ والتظاهر والاحتجاج يكاد يقترب على كونه جريمة في حق المواطن ؛ بعكس وسائل الاعلام الغربية التي مجدت حركة التظاهرات والاحتجاجات واعتبرتها حق دستوري ؛ التجاوز عليها خرق دستوري وسلوك منافي لادبيات الديمقراطية التي قامت عليها اوربا الحديثة ؛ كما واستخدمت الانظمة العربية الدين كورقة ضغط لارغام الناس على طاعتهم كونهم ( اولوا الامر ) وهذا واجب شرعي يقتضي السمع والطاعة ؛ خوفا من ان تاخذ تلك الاحتجاجات منحى آخر ؛ كالذي حدث في موجة احتجاجات ما سمى ب( الربيع العربي ) ...
لحفظ ماء الوجه عمدت بعض الانظمة العربية في التنفيس عن مواطنيها من احتقانات داخلية في ظل ظروف متردية كي لا يخرج الأمر عن السيطرة ؛ تونس نموذجا في ظل وضع اقتصادي متأزم ؛ ومناخ حريات أكثر تأزما ؛ ولكن سمح رئيسهم بالمظاهرات المتضامنة مع ( غزة ) ؛ ليصرف الناس عن قضاياهم الداخلية ؛ ويعزز شعبيته كرئيس صاحب مواقف قومية ...
هذا هو أساس الحراك الشعبي والطلابي في اوربا ؛ وما يحمله من مقومات الديمومة والثبات ؛ مقابل تراجع وهزيمة نفسية حادة للجانب العربي ؛ وحراك خجول لايرقى الى المعنى الحقيقي للأنتماء الى هذه الامة بكل مقوماتها العريقة ... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟