أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الوجه الآخر للقدس















المزيد.....


الوجه الآخر للقدس


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


000 دائما يكثر الحديث عن القدس ، بأنها ليست القلب النابض لفلسطين وحدها ، بل لكل العرب والمسلمين ، وتتوالى البيانات والشعارات والإدانات والإستنكارات والإحتجاجات للمارسات والإنتهاكات الإسرائيليه في القدس ، دون أن يقرن ذلك بأية خطزات عمليه وملموسه للرد على تلك الممارسات والإنتهاكات الإسرائيليه ، والتي تسير وتنفذ وفق رؤيا وخطه ممنهجه ومدروسه ، تقرن وتربط القول بالفعل ، بحيث نجحت بشكل شبه كامل في عزل المدينه المقدسه عن محيطها الفلسطيني ، سياسيا واقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا وحياتيا ، وليس ذلك فقط ، بل فرضت وأقامت سلسله من الأطواق الإستيطانيه حول المدينة المقدسه وفي داخلها ، لخلق أمر واقع وحقائق على الأرض ، من أجل أن يتم أخذها بعين الإعتبار في أية تسويه محتمله ، والإسرائيليون ليس كما نحن " نطيش على شبر ماء " ، ونخدع بحسن النوايا والعواطف والشعارات ، فهم يأخذون بعين الإعتبار ، كل العوامل والظروف ، ويحسبون الشارده والوارده ، التي يمكن أن تشكل خطر على وجودهم في المدينه المقدسه لخمسين عام قادمه ، حيث يقومون بإعداد الخطط والأبحاث والدراسات حول كل ما يتعلق بالقدس ، وبما يضمن تهويد الأرض وأسرلة السكان ، وبالمقابل نستمر نحن الفلسطينيون سلطه وأحزاب وفصائل ومعنا العرب والمسلمون في " هوبراتنا الإعلاميه " ، وصخب الشعارات " الديماغوجيه " ، والأفعال غير المدروسه ، والتي هي في أغلب الأحيان جزء من ردات الفعل وليس الفعل نفسه ، وبالتالي تكون أفعالنا وردودتا إرتجاليه وعفويه ومرتبكه ، ومترافقه مع جهود فرديه ومبعثره ، تفتقر لاليات التنفيذ ، وفي الكثير منها يتم تغليب الجانب الفئوي على المصلحة العامه ، والإعتماد أو تسليم دفة القياده والمسؤوليه لشخوص من أصحاب الذوات " والبرستيج " ، وفي أغلب الأحيان يكونوا منفصلين عن الواقع ، بينهم وبين الجماهير مسافات وأسوار وبعد وجفاء ، ناهيك عن إفتقادهم للصدقيه والثقه والكفاءة والمهنيه ، اللهم إلا أنهم من جماعة أبو فلان أو علان ، أو ينتمون لهذا اللون السياسي ، أو ذاك ، والنتيجة ربح صافي للإحتلال وعقليته ومنهجه وأهدافه ، ولكي لا نستمر في التجريد والتعميم والتنظير ، علينا أن نحلل بملموسيه الواقع الملموس ، من زاوية التطرق للكثير من الظواهر والمظاهر السلبيه ، والتي نحن سببها ، ولا يجوز لنا ، أن بكون الهروب للأمام والإحتلال المشجب الذي نعلق عليه كل أخطاءنا وسلبياتنا ، وأنا لا أجافي الحقيقة ، عندما أقول أن الخراب في القدس "" عام وطام " ، والإحتلال يسعى بكل الوسائل والسبل الى إغراق المدينة المقدسه بالمشاكل والآفات الإجتماعيه ، وبما ينتهك ويدمر النسيج الإجتماعي ، وكل ما هو إيجابي وتقدمي من عادات وتقاليد ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، المخدرات تنتشر إنتشار النار في الهشيم في كل أزقة وحواري وقرى المدينة المقدسه ، ولا تبذل أية جهود حقيقيه وحديه لمعالجة هذه الظاهره من قبل السلطة والأحزاب والفصائل ، وان بذلت جهود فهي في الإطار الفردي ، أو المؤسساتي غير الجكومي ، ونحن نستمر في القول ، أن الوضع بألف خير ، وشعب الجبارين ، ويا جبل ما يهزك ريح ، أما في الجوانب الإجتماعية الأخرى ، فهناك هتك وتدمير للنسيج الإجتماعي ، حيث التحلل والتفكك في العلاقات والبنى الإجتماعيه ، حيث تتنامى وتتصاعد العشائريه والجهويه والقبليه والطائفيه ، وتحدث إستدارات للخلف نحو الهم الذاتي والمصلحه الخاصه على حساب المصلحة العامه ، فالأمراض الإجتماعيه التي كانت غريبه على عاداتنا وتقاليدنا ، أصبحت موجوده شئنا أم أبينا ، وسواءا إستمرينا كالنعامة في دفن رؤوسنا في الرمال ، فلا مناص من كشف المستور ، لإنه لم يعد مستورا ، بل يجب التوقف أمامه ومجابهته ومعالجته ، فهناك الكثير من حالات سفاح ذوي القربى موجوده ، ولا يجري التعاطي معها بجديه من أجل معالجتها ، أما الشباب فبدل من العمل على بناء مؤسسات ترعاهم وتحتضن طاقاتهم وإبداعاتهم ، وتصقل وتبني شخصياتهم وبما يخدم الوطن والمصلحة العامه ، نرى هناك غياب في هذا الجانب ، بحيث خلق جماعات ومجموعات شبايه طائشه وعابثه ، لا هم لهم سوى التسكع في الشوارع ، ومطاردة وملاحقة الفتيات ، وبطرق أقل ما يقال عنها ، بأنها خروج عن كل عادات وتقاليد شعبنا ، حتى أنك تشعر بأن هذه الفئات والنوعيات ، عبء ليس على أهلها ومدارسها ، بل على المجتمع بأكمله، ولا أحد يحرك ساكنا ، ولسان حال الجميع يقول ، أنا لا أستطيع أن أقيم " الدين في مالطا " ، أما ، حول ظاهرة الفلتان الأمني والإجتماعي ، فحدث ولا حرج ، والمحزن المبكي ، أننا نستأسد على بعضنا البعض ، حيث ظاهرة إقتحام المؤسسات التعليميه والطبيه ، بل وحتى دور العباده ، والضرب بعرض الحائط بكل الأعراف والتقاليد ، ففي الكثير من المشاكل " والطوش " العشائرية والتي تندلع لأتفه الأسباب نتيجة الجهل والتخلف والعصبويه وقلة الوعي ، نظهر كأننا لسنا أبناء جلدة واحده ، لا نحترم لا رابطة قوميه ولا وظنيه ولا دينيه ، حتى تظن أنك في إحدى حروب داحس والغبراء ، والأمور ليست عند هذا الحد ، فهناك من يستغل موقعه أو مكانته أو قدراته أو نفوذه ، ليمارس مهنة فرض الخاوات والأتاوات ، ولينتهك الحرمات والأعراض ، دون حسيب أو رقيب ، ويصول ويجول لأنه يجد من يحتضنه ويدافع عنه ، وأهل القدس هذه الظواهر والمظاهر ليست الهم الوحيد لهم ، بل حالة الأهمال واللامبالة تجاههم وتجاه الهموم المباشره الإقتصاديه والإجتماعيه لهم ، وأيضا الهم الوطني العام ، حيث تغيب العناوين والمرجعيات ، ويختلط الحابل بالنابل ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، تزداد بشكل لافت للنظر ، ظاهرة تسريب الأملاك والبيوت للإحتلال ، دون أن تتخذ السلطة والحركة الوطنيه ، أية خطوات عمليه وجديه ضد القائمين بهذه الأعمال ، مما يشجع التمادي والإستمرار في هذه الظاهره ، اما في القطاع التعليمي الحكومي ، فتزداد الأوضاع سوءا ، لتصل الى مستويات كارثيه ، حتى أن الإحتلال إعترف لإول مره وبشكل رسمي ، بأنه من كل طالبين من طلاب القدس الشرقيه في المدارس الحكوميه يتسرب طالب ، ناهيك عن نقص الأبنيه المدرسيه ، والكوادر والكفاءات التعليميه ، والسلطه والأحزاب والفصائل والمؤسسات ، تكتفي بدور المتفرج والناقد دون أية حلول عمليه ، وكأن ما يحدث يجري في مدن أخرى ، وكذلك على صعيد التصدي للإحتلال وممارساته في المدينة المقدسه ، والعمل على تثبيت الإنسان الفلسطيني على أرضه ، نجد أنه بدلا من إقامة المؤسسات التي ترعى وتهتم بشؤون المواطنين على إختلاف فئاتهم العمريه ، تهجر الكثير من المؤسسات المدينة المقدسه لخارجها ، ناهيك عن أساليب التهجير " والتطفيش " التي يتبعها ويمارسه الإحتلال ، لإفراغ المدينة من سكانها الفلسطينيون من خلال إثقالهم بالضرائب بمختلف مسمياتها ، وسياسة هدم المنازل تحت حجج وذرائع البناء غير المرخص ، حيث الحصول على الرخصه، عدا التكاليف التي لا تقل عن مائة ألف شيكل ، فهناك شروط تعجيزيه " وقراقوشيه " لذلك ،، وكل من يحاول البناء بدون ترخيص ، تحت ضغط الحاجه ، أو المماطله والشروط التعجيزيه ، فبلدية القدس والداخليه الإسرائيليتين جاهزتان للهدم ، وفرض المخالفات والغرامات الماليه بمئات الآف الشواقل ، أما خدمات البنى التحتيه ، فهي تكاد تكون شبه معدومه ، حيث الشوارع مليئه بالحفر والمطبات غير القانونيه وبدون أرصفه للمشاه ، والملاعب والحدائق والمتنزهات العامه لا وجود لها ، وأيضا الإفتقار الى شبكات المجاري وحاويات القمامه ، وغيرها الكثير الكثير من الخدمات التي تفتقر لها المدينه المقدسه ، وهذا جزء بسيط من الوجه الآخر للمدينة ومعانيات سكانها ، والتي اذا ما إستمر الإهتمام لسكانها من قبل السلطة والأحزاب ، في الإطار الشعاراتي و"الهوبرات "الإعلاميه ، والأنشطه الموسميه ، فإن الأمور ستتجه الى ما لا تحمد عقباه ، وسنخسر معركة السيادة على القدس بإمتياز0




#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهدئة تبدأ في بغداد وتنتهي في القدس
- حماس فتح ملتحية في الصراع على السلطة
- لبنان على حافة الاستنقاع والحرب الأهلية
- مقاربة لبنانية_ فلسطينية الرئاسة والحكومة
- التيار الثالث أو الطريق الثالث بلا طريق
- بين (ليبرمان) و حماس مع فارق التشبيه
- بيت حانون, قانا, الفلوجة, قندهار
- القدس والعمل السياسي
- الانتخابات المبكرة دوامة من الأزمات ولا بديل عن حكومة الوحدة ...
- -رايس- تسوق بضاعة فاسدة لحفر باطن جديد
- لبنان أكثر من أجنده وأكثر من رؤيا
- إختبر معلوماتك مع النظام الرسمي العربي
- المجتمع الفلسطيني يدخل مرحلة الاستنقاع والتفكك
- رسالة مفتوحة للنظام الرسمي العربي وجيوشه الجرارة
- النظام الرسمي العربي انفصال كلي عن مصالح الأمة وأهدافها وطلع ...
- رسالة مفتوحة للرئيس الفنزويلي- هوغو تشافيز-
- ارحمونا وارحموا شعبنا الفلسطيني
- واقع التعليم الحكومي في القدس الشرقية
- هل نحن في مرحلة الإستنقاع عربياً ؟
- صفقات السلاح المشبوه


المزيد.....




- قاربت سرعتها 140 كيلو مترا في الساعة.. شاهد ما سببته رياح عا ...
- فيديو يثير الغضب يظهر مؤثرة أمريكية تنتزع صغير حيوان -الومبت ...
- رئيس الوزراء العراقي يعلن مقتل -والي العراق وسوريا- الإرهابي ...
- هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟- التايمز
- حماس: سنفرج عن رهينة وأربع جثامين ومستعدون لاستئناف المفاوضا ...
- روته: -الناتو- لن يشارك في ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- -زلينيسكي بين ضلعين غير متساويين-
- ترامب: تحدثت مع بوتين يوم أمس وطلبت منه الرأفة بقوات كييف ال ...
- فرانس24 في السودان: سلسلة ريبورتاجات ترصد تداعيات الحرب الأه ...
- جدل بشأن وثيقة التفاهم الموقعة بين السويداء ودمشق


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الوجه الآخر للقدس