|
لنجعل يوم العالمي لحقوق الانسان يوما للشعب السوري؟
بافي رامان
الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 07:31
المحور:
حقوق الانسان
الانظمة العربية عامة و النظام السوري الاستبدادي خاصة – حالة شاذة فلم تاتي الى الحكم بقوانين دستورية و شرعية و انما عن طريق فوهة المدفعية و الدبابات و بانقلاب عسكري و فرض حالة الطوارىء و الاحكام العرفية منذ اكثر من اربعين عاما على البلاد و العباد ، فحولوا البلاد الى سجن كبير على اهلها من خلال اجهزتهم الاستخباراتية التي فاقت تعدادها تعداد المدارس و الجامعات و حولوا سوريا الى دولة المخابرات ؟ لذلك فانها فاقدة للشرعية ووفقا لكل القوانين و القواعد الدولية . و لا تحظى بالاحترام المتعارف عليه بين الدول و لا حتى هيئات و مؤسسات المجتمع المدني في العالم . ينظر العالم الى هذه الانظمة باعتبارها بؤر فساد ووباء و عبء على البشرية و معوقة لمسيرة التطور العالمي بافرازاتها و نتائجها من فقر و بطالة و قمع و فساد و استبداد و تخلف على جميع الاصعدة و داعمة للارهاب العالمي المنظم منها و الفوضوي ، تحاول هذه الانظمة جاهدة توفير شرعيات مفبركة و مزيفة امام شعوبهم و العالم اما بالانتخابات المزيفة او الاستفتاءات المزورة و التي لم تعد تقنع اي فرد من افراد الشعب . و السؤال الذي يطرح نفسه : هل ستحاكم النظام السوري الاستبدادي امام المحكمة الدولية على الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري و اللبناني ؟ ان النظام الاسدي السوري و ازلامه و غيرهم من الحكام المستبدين تمادوا كثيرا في ارتكاب ابشع و افظع انواع الجرائم بحق شعوبهم اعتمادا على انهم تمكنوا من تحطيم ارادة شعوبهم بحيث انها لم تعد قادرة على المقاومة و الوقوف في وجه الطغيان ، و لكن لم يكن يجول في خيال هذا النظام و امثالهم انه سياتي اليوم الذي يطالب المجتمع الدولي و من خلال مجلس الامن بانشاء المحكمة الدولية العادلة لمحاكمتهم ؟ لذلك تخلخل توازنهم التسلطية فيسعون و بكل الوسائل الى افشال انشاء مثل هذه المحكمة و ذلك من خلال تحريك عملائهم داخل لبنان و انسحاب وزراء حزب الله و حركة الامل من الحكومة عشية اقرار مشروع المحكمة الدولية و من ثم القيام بعملية ارهابية بحق وزير الصناعة الشاب بيار جميل عندما اغتاله لزعزعة وضع الحكومة الشرعية ، و من ثم المطالبة من حزب الله و بعض العملاء الاخرين بتحرك في الشارع لاسقاط هذه الحكومة ، و هذا ما اكد عليه فاروق الشرع نائب الرئيس السوري عندما قال (( لا حاجة لنا بتدخل العسكري في لبنان )) لانه على علم يقين ان هنالك من يقوم بدورهم هناك من خلال حزب الله المدعوم من النظام الملالي في ايران بالمال و السلاح و الدعم السياسي من سوريا و بعض العملاء الاخرين من المسيحين المتمثلة بالجنرال ميشال عون .لزعزعة الوضع في لبنان و لاسقاط الحكومة الشرعية هناك التي تطالب بانشاء المحكمة الدولية و محاكمة المجرمين و الجناة الذين ارتكبوا الجرائم بحق الاحرار و الوطنيين و الديمقراطيين في لبنان ، وهناك مصلحة مشتركة في هذه المؤامرة بين النظام السوري و اسرائيل ، لان النظام السوري الشمولي و بوضعه الحالي اصلح لاسرائيل من نظام ديمقراطي وطني قد يطالب بالاراضي المحتلة من اسرائيل ، اما هذا النظام الذي تنازل لتركيا عن لواء الاسكندرون بجرة قلم قد يتنازل عن الجولان المحتلة مفابل حفاظه على السلطة و بكل سهولة لان تاريخ هذا النظام يشهد بذلك و ان شعاره الاساسي في السلطة هي الصمود و التصدي ، و الصمود مقابل من ؟ و التصدي لمن ؟ الصمود على الكرسي و التصدي لمن يتقرب منها ؟ و لكن مهما عملت هذا النظام الاستبدادي من مراوغات و التدخلات في شؤون الشعب اللبناني و العراقي ومن خلال دعم الارهابيين و هذا ما اثبت اخيرا و من خلال اعترفات الارهابيين بوجود امير الامراء لانصار السنة في دمشق و توجيه جميع الاعمال الارهابية في العراق و كذلك وجود عزت الدوري منذ سقوط النظام الفاشي البائد في العراق في المحافظات السورية و توجيه السيارات المفخخة من هناك لزعزعة الوضع في العراق و لاشعال الفتنة الطائفية و من خلال التنسيق مع النظام الملالي في ايران و تجيش جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر و اقامة علاقة استراتيجية مع النظام الايراني و التناغم على وتيرة الطائفة الشعية و الاستفادة الى جد ما من اخطاء الامريكان في العراق ، عندما حلوا الجيش و هدموا مؤسسات الدولة و انتشار السلاح بين شعب كان متعطش للثار ؟ و لكن فان المجتمع الدولي قد تعيد حساباتها في المنطقة و خاصة بع تقرير بيكر – هيملتون ووضع ؤءية اكثر واقعية و الاستفادة من الاخطاء التي ارتكبت .و في هذه الحالة فان وضع هذه الانظمة الاستبدادية و الخاصة السورية ستبقى قاب قوسين او ادنى لمحاكمتها دوليا امام المحكمة الجنائية الدولية بسبب الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري و اللبناني ، و لم تعد جرائم الحكام الطغاة من امثال النظام السوري المافيوي مقبولة دوليا و مهما كانت الشعوب مغلوبة على امرها بفعل طغيان و جبروت حكامها الا ان الامل لايزال معقودا على المحكمة الدولية حيث القصاص من الطغاة : اما الجرائم التي ارتكبها النظام الاسدي و تحت اختصاص تلك المحكمة فهي : الجرائم ضد الانسانية – القتل العمد – السجن او الحرمان الشديد من الحرية البدنية بما يخالف القواعد الاساسية للقانون الدولي كالتعذيب و الاغتصاب و الاختطاف – اضطهاد جماعة او قومية بعينه من السكان لاسباب سياسية مثل الشعب الكردي الذي تعرض لابشع انواع الاضطهاد المزدوج من التنكر لوجوده و هويته كثاني قومية في البلاد – افعال لا انسانية ذات طابع المماثل التي تسبب عمدا في معاناة شديدة او في اذى خطير يلحق بالجسم او بالصحة العقلية او البدنية . و لنجعل من يوم العالمي لحقوق الانسان يوم الشعب السوري الذي لا بد ان يطال بمحاكمة هذا النظام امام المحكمة الدولية ، لنتخلص من الطاغوت الذي قضر على احلام و مستقبل هذا الشعب بجهله و انانيته و عناده و غبائه . النظام السوري الذي القى بفلذة اكباد الشعب في غياهب السجون و المعتقلات . النظام الاسدي الذي نهب ثروات البلد و الشعب . ووضع كل ارصدهم المالية في البنوك الغربية . النظام الذي خطف اقارب خصومه الذين سجنهم و جعل زبانيته يغتصبونهم . النظام الذي ادين دوليا بتعذيب ابناء الشعب السوري و التنكل بحقهم . النظام الذي جعل نصف الشعب او اكثر من الجيش العاطلين في الازقة و الشوارع . النظام الذي جعل اغلب المفكرين و العلماء خارج القطر بسبب الهجرة القسرية . النظام الذي ضرب اقتصاد البلد و جعل من الفساد و الرشوة و البيروقراطية رمز اساسي في سياستها الاقتصادية . النظام الذي لوث الماء و الهواء . النظام الذي حطم التعليم و القضاء . النظام الابدي الذي جعل من الرئيس الاب القائد و القائد الابدي . حكامنا هم اللد اعداؤنا يا عالم يا ناس ؟ و لكن اذا قمت و تسالت ابن الشارع في جميع الاقطار العربية من هو عدوكم ؟ فان جواب الغالبية ستكون حتما امريكا و اسرائيل ؟وابن الشارع قد يعتقد ذلك و له العذر في ذلك الى حد ما نتيجة القمع الذي مورس بحقه و نتيجة الثقافات المشوهة التي تعلموها . و لكن في الواقع فان الانظمة الاستبدادية هم الذين جعلوا شعوبهم الى هذه الدرجة من السوء بجهلهم و فسادهم و جشعهم و رغبتهم في الاستمرار في الحكم مدى الحياة ، و لكي يستمر هؤلاء الحكام و منهم النظام السوري الاستبدادي الغير شرعي في الحكم فلابد ان يعمل على استمرار حالة الا سلم و الا حرب مع اسرائيل و ذلك لان الحرب معها ليست في مصلحة هذا النظام لان هزيمتها حتمية بسبب عدم التوازن العسكري بينهما ، و هو في نفس الوقت لا يؤغب في احلال السلام في المنطقة ، لان الشعب السوري ستجد في السلام الارض الخصبة للتخلص من الطغاة لذلك يجعلون من القضية الفلسطينية و محاربة اسرائيل (( قميص عثمان )) ليحاربوا من خلالها الشعب السوري ، ولكن عند احلال السلام لن يعد لهم اي حجة لانهم دائما يدعون انهم استولوا على الحكم من اجل محاربة اسرائيل و تحرير الارض و هطذا استمروا بحكمهم الارهابي على البلاد بقوة الحديد و النار بحجة ان لا صوت يعلوا على صوت المعركة . فهم لا يريدون السلام كما لا يريدون الحرب لانهم لا يريدون الرخاء للشعب . فانهم فقط يريدون السلطة و القوة و المال و حياة الترف و البذخ لانفسهم و لافراد عائلاتهم . و لكي يستمروا في الحكم الى الابد ، قاموا بخداع الشعب و جذبوا انتباههم للعدو الخارجي حتى لا يرى الشعب العدو الاكبر لهم و هو في الداخل . و السؤال الذي يطرح نفسه : من الذي نهب اموال الشعب السوري ؟ من الذي حكم سوريا بالحديد و النار و القهر و الارهاب و القمع و التعذيب من اكثر من اربعين عاما ؟ من الذي فرض الاحكام العرفية و قانون الطوارىء في البلاد ؟ من الذي القى بابناء الشعب السوري عربا و اكرادا و باقي الاقليات القومية في غياهب السجون ؟ من الذي اصدر قانون رقم16 الذي جعل من حزب البعث حزب الدولة و السلطة ؟ من الذي اصدر جميع القوانين الاستثانية و العنصرية بحق الشعب الكردي ؟من الذي جرد حوالي نصف مليون مواطن كردي من حق الجنسية السورية ؟ من الذي انشاء مستوطنات عربية في المناطق الكردية ؟ من الذي ربط القضاء بالاجهزة الامنية ؟ من الذي يعين اعضاء مجلس الشعب ؟ من الذي اختطف الشيخ الدكتور معشوق الخزنوي و تعذيبه و قتله و رمي كثته في محافظة نائية لاشعال فتنة عربية كردية ؟ من الذي يقيم بانشاء الحسينيات و الحوزات الشيعية ؟ من الذي نهب لبنان و قام باعمال ارهابية بحق الوطنيين و الاحرار ؟ من المسؤول عن تخلف و جهل الشعب السوري ؟ من الذي جعل الشعب ذليلا بلا كرامة ؟ من المسؤول عن ضياع ثروات البلد ؟ انهم اعداؤنا بالداخل ، انهم حكامنا المتعطشين للدماء ؟
#بافي_رامان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام...........الارهاب؟ الجزءالخامس
-
طلاق النظام السوري الاستبدادي من قبل الشعب السوري ؟
-
الاسلام........................ الارهاب ؟ الجزء الرابع
-
الاسلام.........والارهاب؟ الجزء الثالث
-
الاسلام ............................................ الارهاب
...
-
الاسلام...............................الارهاب؟
-
التسكع على ابواب الانظمة الاستبدادية و الفاشية
-
يوم الخامس من اكتوبر يوم التقاء المعارضة السورية
-
سري للغاية : مازال يحدث في سوريا..؟
-
لا تندم يا اخي و صديقي - رسالة مفتوحة الى الاستاذ ابراهيم يو
...
المزيد.....
-
الاحتلال يشن حملة اعتقالات طالت عدة شبان ببلدة باقة الحطب شر
...
-
العراق يوقع اتفاقية مع بريطانيا لمكافحة عصابات تهريب البشر
-
هدوء حذر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية مع عودة النازحين و
...
-
الأونروا: إسرائيل رفضت وعرقلت 91 محاولة لإيصال المساعدات إلى
...
-
عودة النازحين إلى الهرمل بعد اتفاق وقف إطلاق النار
-
طلاب يتظاهرون في لندن دعما لفلسطين
-
العراق وبريطانيا يوقعان اتفاقا لمواجهة تهريب البشر
-
تحرير مختطفة أسترالية واعتقال الخاطفين بالعراق
-
العفو الدولية تدعو السعودية إلى إطلاق سراح المحتجزين تعسفيا
...
-
صدمة النازحين اللبنانيين لدى عودتهم إلى قراهم المدمرة بمحافظ
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|