أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد انعيسى - 2الحركة الأمازيغية: أسس المرجعية الفكرية والخطاب














المزيد.....

2الحركة الأمازيغية: أسس المرجعية الفكرية والخطاب


محمد انعيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:29
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ج ـ الحركة الأمازيغية وسؤال المرجعية الفكرية:
بداية نسمي المرجعية مجموعة من المبادىء والثوابت التي تنطلق منها حركة ما،وبالتالي فالمرجعية مفتوحة للتطور والاضافات والتجاوزان اقتضى الحال ذلك.ومادام هدف الحركة الامازيغية عموما هو تحرير الانسان المغربي من كل أشكال التبعية والاستلاب، فطبيعي ان تكون منظومة القيم الأمازيغية (قيم ثموزغا) هي المنطلق، بالاضافة طبعا الى مجموعة من القيم الأخرى التي راكمتها الانسانية ،وهذه القيم ما هي الا نتاج لتراكم وتطور الفكر الانساني عبر التاريخ .وعموما يمكن القول ان الحركة الامازيغية تجعل من الذات الامازيغية محورا ومنطلقا ،في حين تجعل من العالم موضوعا للدرس والتحليل، وهذا ما يجعلها تستفيد من عصارة الفكر البشري.
عكس مانجده عند الحركات الأخرى التي تنطلق من المطلق،فان الحركة الامازيغية لا تقدس أية منظومة فكرية ،باعتبار أن الفكر في تطور دائم،وبالتالي لا توجد اديولوجية صالحة لكل زمان ومكان،كاعتبار الماركسيين مثلا أن الفكر الماركسي هو قمة الفكر البشري، ليذهبوا الى تقديس الفكر المادي رغم أن الماركسية نفسها تؤمن بالتطور .كما يذهب الاسلامويون الى تقديس مرحلة من مراحل التاريخ،ليتبلور مفهوم العصر الذهبي عندهم.فالحركة الامازيغية تستند بالاساس الى معطيات الواقع وما يعيشه المجتمع مع الأخذ بعين الاعتبار مبادىء لها صلة مباشرة بالواقع.
ومن بين أهم المبادىء التي تؤطر فكر الحركة الأمازيغية نجد:مبدأ النسبية،العقلانية،الديموقراطية،الحداثة،المرجعية الكونية لحقوق الانسان... وسنحاول ماامكن أن نقف عند كل مبدأ بتفصيل.
ـ مبدأ النسبية:
النسبية عكس الاطلاقية،مصطلح يشير الى التعدد والاختلاف وبالتالي الى التغير والتطور،فما هو حق في نظرك قد يكون باطلا في نظر غيرك،وما يشير الى الحقيقة اليوم قد يكون في المستقبل عرضة للسخرية،ومبدأ النسبية هو المبدأ الذي يقر أن المقاييس والمعلومات السابقة تدخل بالضرورة في اعطاء حكمنا على الأمور،ومن الصعب أن يخرج عقل الانسان عن اطاره الفكري،اذ ان المعارف الموروثة تقف كعائق يحول دون تحرر الفكر.فاذا أردت مثلا أن تشرح لانسان ما ظاهرة معينة او فكرة ما عليك الا أن تعتمد في تفسيرك له على معطيات اعتاد عليها هذا الانسان والا ستكون عرضة للسخرية والاستهزاء نظرا لعدم الفهم لدى هذا الانسان،فكيف سيقبل عقل عادي مثلا أن العلماء قد توصلوا الى معرفة كتلة الأرض؟
فبمجرد ذكر الكتلة يذهب العقل مباشرة الى مكيال أو ميزان ويبدأ العقل في البحث والتنقيب عن هذا الميزان الذي يمكن أن توضع فيه الكرة الارضية من أجل معرفة كتلتها ،والحقيقة ان الانسان العادي بتفكيره هذا يعتمد على المعارف الموروثة لديه،ومن الصعب جدا ان توضح له العلاقات الفيزيائية التي اوصلت العلماء الى معرفة كتلة الارض.
والنسبية غالبا عندما تذكر ،يتم ربطها بألبير اينشتين،والحقيقة ان أينشتين ليس بمبدع النسبية بل انه يعتبر من بين الذين وضعوا قواعد دقيقة للنسبية خاصة اانسبية العامة والنسبية الخاصة في ميدان الفيزياء.أما النسبية كفكر عام كانت قد تبلورت قبل اينشتين بكثير ،ويكفي أن نذكر السفسطائيين ،سقراط، بالاضافة الى المفكرين والفلاسفة الذين شككوا في المعارف الموروثة،فسقراط مثلا قام بثورة كبرى عندما شكك في ألهة الاثينيين ،واعتبر الاثينيين سذجا لانهم يؤمنون بالاحجار كآلهة،كما ان السفسطائيين عندما رفعوا شعار الانسان هو معيار الحقيقة كانوا مؤمنين بمبدأ النسبية .
هكذا نصل الى ان النسبية هي المبدأ الذي يجعلنا لا نؤمن بالمطلق،بل تفتح فضاءا واسعا للعقل من اجل اكتشاف المجهول وفسح المجال للآخر المختلف عنا ن اجل الابداء بآرائه.
يقول اينشتين:(ان مشكلة العقل البشري هي انه يريد ان يخضع الكون كله للمقاييس التي اعتاد عليها في دنياه والمصيبة ان الانسان مؤمن بأن هذه المقاييس النسبية مطلقة وخالدة ويعدها من البديهيات التي لا يجوز الشك فيها.)
ومن المفاهيم التي كانت غامضة وكان للنسبية دور مهم في فهمها، نجد مفهوم الزمن الذي كان يعني تعاقب اللحظات،لياتي انشتين ليؤكد ان الزمن لم يكن غامضا بل ان المشكلة تكمن في عقول المفكرين الذين تناولوا مفهوم الزمن،وبالتالي كانوا عاجزين على الاجابة على سؤال جد مهم ألا وهو:متى بدأ الزمن ومتى ينتهي؟لان هولاء الفلاسفة والمفكرين اعتادوا على عدم طرح مثل هذه الاسئلة،ويذهب أينشتين الى ان الزمن يعتبر بعدا رابعا للكون ،ولا يقل اهمية عن الابعاد الثلاث التي تزودنا بفهم الكون،ويشير انشتين بوضوح الى ان الأب الحقيقي للنسبية هو نيوتن رغم ان فيزياء نيوتن انتقدها انشتين بشدة.
هكذا نخلص الى ان النسبية كان لها دور كبير في تقدم العلوم ،وانتقل مفهوم النسبية الى الحقول الاخرى ليشمل كافة العلوم فظهرت النسبية الثقافية بقيادة هيرسكوفيتش مثلا ،كما ظهرت علوم أخرى انسانية بالاساس تستند على مبدا النسبية .والنسبية اذن هي تقبل الرأي الآخر في حدود معقوليته ،وفتح المجال للتعدد والاحتلاف والتطور. والحركة الامازيغية باعتبارها حركة تؤمن بقيم النسبية افادت كثيرا المجتمع المغربي عندما رفعت شعارات من قبيل اعادة كتابة تاريخ المغرب، اعادة صياغة مفهوم الهوية، بالاضافة الى مجموعة من المطالب الأخرى التي كانت مطلقة لدى ما يسمى بالنخبة لتاتي الحركة الامازيغية وتشكك في وهذه الامور ،خاصة ما يتعلق بانتماء شمال افريقيا الى ما يسمى بالوطن العربي.ومبدأ النسبية يتمظهر بالاساس في فكر الحركة الامازيغية اذ أن هذه الاخيرة لا تقدس أية منظومة فكرية بل أعادت النظر في مجموعة من المفاهيم التي كانت بمثابة بديهيات ومطلقات لا يجوز الشك فيها.
الخلاصة ان النسبية عند الحركة الأمازيغية تعني اننا قادرون على فهم واقعنا بانفسنا ،كما اننا قادرون على طرح أفكار جديدة ربما قد تتجاوز الافكار القديمة التي يقدسها البعض،ومن سبقنا في التفكير ليس بالضرورة أفضل منا ،والنسبية هي الكفيلة بتطوير فكر مجتمعنا ،ومرجعيتنا مفتوحة للاضافات والتطور والتقدم.



#محمد_انعيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى كانت الديكتاتورية لصالح الشعوب؟ تعقيب على فيصل القاسم
- الحركة الأمازيغية :أسس المرجعية الفكرية والخطاب1
- عن الفقهاء العدسيون
- حوار رمزي بين المطلق والنسبي
- الأمازيغية والتغيير الدستوري بالمغرب
- عودة الى السفسطائية والأفلاطونية الجزءالثالث والأخير
- عودة الى السفسطائية والافلاطونية الجزء الثاني
- عودة الى السفسطائية والافلاطونية الجزء الأول
- في ضرورة النقد والنقد الذاتي:الحركة الامازيغية نموذجا
- الوعي بالذات ،نحو فهم أعمق
- عبد الله بن سبأ في شمال افريقيا دراسة تحليلية لنظرية المؤامر ...
- العلمانية


المزيد.....




- رغم تحذير الجيش الإسرائيلي.. لبنانيون يبدأون بالعودة لمناطقه ...
- مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق: وقف إطلاق النار اختبار للبنا ...
- الداخلية الكويتية تعلن ضبط مواطن ووافد سوري ضمن تشكيل عصابي ...
- مصر: اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان يجب أن يكون توطئة لوقف إ ...
- ما هي أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان؟
- بسبب تكلفة اختيار المقعد.. شركات طيران تحقق أرباحا بالمليارا ...
- خبير ألماني: -الإسلامويّون- يفضلون استخدام السكاكين في اعتدا ...
- تحديد علامة رئيسية للاضطراب النفسي
- الرقابة الروسية تحذر من خطورة تفشي فيروس -نورو-
- مسؤول كبير في -حماس-: الحركة مستعدة للتوصل إلى اتفاق بعد -وق ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد انعيسى - 2الحركة الأمازيغية: أسس المرجعية الفكرية والخطاب