عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 7988 - 2024 / 5 / 25 - 12:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثار تطبيق ( تيك توك ) الجدل في العديد من الدول العربية والغربية ؛ وغضبا كبيرا رغم شعبيته لدى الاطفال ومعاشر المراهقين ؛ وعلت فيها أصوات تطالب بحجب التطبيق ؛ لاسباب منها أرتكاب جرائم أغتصاب اطفال وابتزازهم بسهولة ؛ وتأثيراته السلبية على قيم الأسرة ؛ وعلى البنية الاخلاقية للمجتمع على حد سواء
أن شيطنة ( تيك توك ) تكمن في السماح لمستخدميه بجني الاموال بسهولة وسرعة اكثر من التطبيقات الاخرى ؛ مايدفع الكثير منهم الى اللجوء الى طرق غير نمطية ؛ من اجل الربح السهل ؛ ولايمكن أنكار أن هذه الشيطنة سياسة بشكل أساسي ؛ لانها تترجم العداء المكبوت بين الدول الكبرى ؛ التي تصدر الشر المستطير بلا هوادة للدول النامية الاكثر فقرا في العالم ...
برغم البعد السياسي للتطبيق ؛ تظل الاسئلة حول الاثار الناجمة عنه ضرورية ؛ لفهم المشكلة الكامنة فيه ؛ ولكن للاسف حتى لو حجبت منصة ( تيك توك ) فأنه فات الاوان على احتواء العادات التي رسخها التطبيق ؛ ومنع مخلفاته الضارة على مستخدميه مثل القلق ؛ الاكتئاب ؛ الانتحار ؛ الادمان ؛ وأمتصاص الشخص تماما في مهمة بحيث يفقد شعوره بمرور الوقت ...
نستنتج مما سبق ان ما نواجهه اليوم هو جيل ولد في ثقافة لا تأريخية ؛ ومعادية للذاكرة ؛ جيل يكون الوقت دائما بالنسبة له مقسما الى شرائح رقمية صغيرة جاهزة ؛ وهذا لايتطلب جهدا عقليا ؛ وتولد بالتالي شعورا يشبه الخدرما يؤدي في نهاية المطاف على التركيز على البقاء فقط ؛ بدلا من السعي الى العيش الكريم ...
بقي ان نقول ؛ ان تاثير ( تيك توك ) مثل اي وسيط آخر ؛ يعتمد على استخدامك له ؛ فأذا كنت مهتما بالمحتوى الايجابي الممتع ستحصل عليه وتستفيد ؛ وأن كان اهتماماتك بالمحتوى الهابط فستحصل عليه ايضا ؛ ولكن شتان مابين المحتوين ... للحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟