أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - لماذا الخوف من العجز المالي ؟














المزيد.....

لماذا الخوف من العجز المالي ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 20:00
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


عندما تكون الموارد المالية للحكومة اقل من مصاريفها , تضطر الحكومات الاقتراض الداخلي او الخارجي او كلاهما من اجل سد العجز في الميزانية . هذا هو ابسط تعريف للعجز المالي للحكومات وهو زيادة المصاريف الحكومية السنوية على إيراداتها السنوية .
الاقتراض اصبح ليس عيبا هذه الأيام , حيث ان جميع الدول الصناعية تعاني من نقص الإيرادات مما يضطرها الى الاقتراض.
ولكن ما المشكلة في الاقتراض ؟
فيه مشاكل كثيرة , ومنها
دفع فوائد على مبلغ الاقتراض , وبذلك يؤدي الى تقليص قدرة الدولة على الانفاق على المشاريع التنموية.
وطالما وان المال موجود عند الأغنياء وليس الفقراء , فان الاقتراض الحكومي يزيد من ثروة الأغنياء.
وعند دخول الدولة سوق الاقتراض , فان سعر الفائدة سوف يرتفع مما يجعل كلفة اقتراض الافراد مرتفعا , وفي الأخير تطرد الاستثمارات الاهلية . المواطن سوف لن يقترض اذ كان سعر الفائدة 15% او 20%.
العجز المالي يقلص قدرة الحكومة على محاربة الركود الاقتصادي , فمن المعلوم ان احد أدوات محاربة الركود الاقتصادي هو زيادة مصاريف الدولة على المشاريع الاستثمارية و التشغيلية .
وفي حالة الاقتراض الخارجي , فان الفوائد على القروض سوف تدفع للخارج , وبذلك سيخسر البلد فرصة صرفها على المشاريع الداخلية .
من العادة يحب المشرعون والقيادات العليا في الدولة زيادة المصاريف حتى يتخلصوا من الانتقادات الشعبية , وبذلك فان المجتمعات من العادة تفرح في زيادة المصاريف الحكومية وبنفس الوقت ترفض زيادة الضرائب على الدخول والتي تعد المصدر الرئيسي للدول, وهنا تقع الواقعة . زيادة المصاريف على الإيرادات تؤدي الى تضخم حجم القروض ويصبح مثلبة كبيرة على السياسيين الذين سمحوا بالانتفاخ في حجم العجز, الى درجة شرعت قوانين بعدم السماح للحكومات بتجاوز نسبة معينة من اجمالي الإنتاج المحلي للديون. على سبيل المثال , القانون لا يسمح بتجاوز الديون نسبة 80% من الإنتاج المحلي السنوي , ولا يتم زيادته الا بتشريع اخر.
السياسي لا يهمه زادت نسبة الديون او قلت , كل ما يريده هو الفوز في الانتخابات والباقي على الله , حسب المثل العراقي. ولكن من يتحمل وزر أخطاء السياسيون هم الاقتصاديين , لانهم هم المسؤولون الحقيقيون عن إدارة شؤون البلد الاقتصادية وهم من تؤشر اليهم أصابع الفشل , هؤلاء شرعوا عدد من القواعد لتجنب الديون والعجز المالي , وهي:
تشريع قانون عدم السماح بالاقتراض . أي اذا كانت إيرادات الدولة السنوية مليار دولار , يجب ان تكون المصاريف السنوية لها أيضا مليار دولار.
السماح بالعجز المالي في أيام الركود الاقتصادي وسد هذا العجز في أيام الانتعاش الاقتصادي .
عدم الاكتراث بحجم الديون طالما وان هذه الديون توفر العمل للطبقة العاملة في البلاد .
هذه المعتقدات الثلاثة لها محاسنها و مثالبها . على سبيل المثال , المقترح الأول يكبل يد الحكومة بزيادة الصرف في أوقات الركود الاقتصادي , مما يطيل فترة الركود .
الحل الثاني هو الاخر صعب تحقيقه , لان الركود قد يكون طويلا وفترة الانتعاش قصيرة مما لا يسمح للحكومة سد القروض.
اما الراي الأخير فهو مشكلة المشاكل , وهو الذي يحبه السياسيون. هذا الرأي يقول دع العجز يكبر طالما وان هذا العجز يزيد من عدد العاملين في البلاد ويزيد الاستثمارات و يدعم التنمية الاقتصادية , وفي الأخير سوف يستطع الاقتصاد الوطني من دفع القروض . سيصبح البلد غنيا ومن الثروة التي يجنيها من النمو الاقتصادي سوف يدفع جميع الديون . كلمة حق يراد منها باطل , وهذا ما يردده السياسيون الغربيون وارجوا ان لا يسمع لهم العراقيون.
اليابان من الدول المتقدمة صناعيا , ولكنها لم تستطع دفع ديونها وما زالت تدفع فوائد ضخمة كل عام لهذه القروض.
أمريكا وصلت الديون الداخلية والخارجية عندها الى اكثر من 35 ترليون دولار , ولم تستطع إطفاء جزء منها على الرغم من ان البلد مزدهر اقتصاديا منذ حوالي 15 عاما .
المشكلة هنا , من شب على شيء شاب عليه , المجتمع الأمريكي لا يمكنه التراجع عن مستواه المعيشي الذي يتصاعد عاما بعد عام , فيما ان تسديد الديون يؤدي الى تقليص المصاريف الحكومية على المشاريع الداخلية والاعانات , وهذا ما لا يقبله المجتمع الأمريكي . ماذا يجري في أمريكا الان هو إطفاء الديون عن طريق استقبال ديون أخرى , وفي الأخير انتفخت الديون وأصبحت حديث العالم.
وصيتي هو ان القروض الداخلية والخارجية ضرورية لبناء المجتمع , ولكن يجب ان تكون هذه الديون سهلة الإدارة , أي غطي بقدر اللحاف , لا تكون مثل حال الديون الخارجية على مصر والتي وصلت الى 165.36 مليار دولار , وميزانية بلد لا تتجاوز 135.4 مليار دولار, بنسبة 122% , و ديون مستحقة هذا العام تمثل 22% من الميزانية , أي قدرة الحكومة على الصرف الداخلي ليست 135.4 مليار دولار وانما 106.2 مليار دولار.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة ازقة بغداد من انبعاثات المولدات الكهربائية
- عراقيون يختارون العشيرة على القانون
- نقص انتاج القهوة عالميا , مثل اخر على غضب الطبيعة
- أمريكا تعلن الحرب على محكمة الجنايات الدولية
- مشكلة التوافقية في السياسة والإدارة
- من فضلك لا تشتم العرب
- السبب الحقيقي وراء العنوسة في العراق
- ست رغد صدام حسين .. من فضلك اكرمينا بسكوتك
- لا مكان للفقراء العيش في العراق
- ازدواجية السياسة الخارجية الغربية
- الوعد الصادق : مسرحية هزيلة ام جبن عربي ؟
- كم كلفة العطل الرسمية و غير الرسمية في العراق لعام 2024؟
- ماذا قالوا حول معركة غزة ؟
- رجوع الشيخ السليمان الى بغداد
- حلبجة .. حكاية واحدة من ذكريات - الزمن الجميل-
- أوكرانيا : الحرب العالمية ام الهدنة ؟
- رسالة وقحة من زوجة رئيس وزراء وقح
- سعر اللحم يجب ان لا تكون قضية تشغل حكومة العراق
- كيف قضت حرب غزة على السلم العالمي ؟
- كيف تقلل من ازعاجات الالتهابات الجسدية ؟ معلومات قد تنفعك


المزيد.....




- زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
- -الدوما- يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوج ...
- إسرائيل تعلن عن زيادة غير مسبوقة في تصدير الغاز إلى مصر
- عقارات بعشرات ملايين الدولارات يمتلكها نيمار لاعب الهلال الس ...
- الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدول ...
- نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
- بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين ...
- الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك ...
- عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
- الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - لماذا الخوف من العجز المالي ؟