طوفان الأقصى 230 – بروفايل كريم خان

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف عن الإنجليزية*

كريم خان من المحكمة الجنائية الدولية: المدعي العام في عجلة من أمره لتطبيق القانون الدولي

هارون صديق، وباتريك وينتور، وبيتر بومونت
صحيفة The Guardian اللندنية

الإثنين 20 مايو 2024

سرعان ما اكتسب كريم خان، عضو المحكمة الجنائية الدولية، شهرة باعتباره مدعيًا عامًا رائعًا.

في المحكمة الدولية التي اشتهرت بالبطء الشديد في إجراءاتها، تحرك بسرعة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب جرائم الحرب المزعومة في أوكرانيا، والآن ضد حماس والمسؤولين الإسرائيليين بسبب الحرب في غزة.

وعلى الرغم من التكهنات منذ فترة طويلة، واقلها في تعليقات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه، بأن أوامر الاعتقال التي تصدرها المحكمة الجنائية الدولية قد تكون وشيكة، فإن قرار خان بتقديم طلب إلى قضاة المحكمة الجنائية الدولية لإصدارها يمثل لحظة جديدة وهامة بالنسبة للمحكمة.

ويبدو أن قرار خان بالحصول على أوامر الاعتقال، في مثل هذا السياق المسيس للغاية، وفي مواجهة معارضة من الولايات المتحدة (التي ليست من الدول الموقعة على المحكمة الجنائية الدولية) ودول غربية أخرى، يتماشى مع تصميمه على إقناع المجتمع العالمي المتشكك ــ وخاصة أولئك الذين يعيشون في جنوب العالم ــ أن المحكمة الجنائية الدولية سوف تلاحق مجرمي الحرب المزعومين خارج أماكن مثل البلدان الأفريقية حيث تركزت العديد من قضاياها.

وقد تم توضيح ذلك في بيان المحكمة الجنائية الدولية الذي أعلن أنها تسعى إلى إصدار أوامر اعتقال ضد كل من حماس والقادة الإسرائيليين، بما في ذلك نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وثلاثة من كبار مسؤولي حماس، بما في ذلك يحيى السنوار ومحمد ضيف.

قال البيان: "دعونا اليوم نكون واضحين بشأن قضية أساسية واحدة: إذا لم نظهر استعدادنا لتطبيق القانون على قدم المساواة، وإذا نظر إليه على أنه يطبق بشكل انتقائي، فسنقوم بتهيئة الظروف لانهياره".

"من خلال القيام بذلك، سنقوم بفك الروابط المتبقية التي تجمعنا معًا، والروابط المستقرة بين جميع المجتمعات والأفراد، وشبكة الأمان التي يتطلع إليها جميع الضحايا في أوقات المعاناة. هذا هو الخطر الحقيقي الذي نواجهه في هذه اللحظة”.

تم تعيين خان (50 عاما) مدعيا عاما للمحكمة الجنائية الدولية في عام 2021. وفي عملية اقتراع سرية، تغلب بريطاني الجنسية على المرشحين من أيرلندا وإسبانيا وإيطاليا ليفوز في الجولة الثانية من التصويت بدعم من 72 دولة – أي أكثر بعشر دول من العدد المطلوب البالغ 62 دولة.

من خلال دراسته للقانون في جامعة كينغز كوليدج في لندن، أظهر خان اهتماماً مبكراً بالعدالة الدولية وحقوق الإنسان، وهو الأمر الذي يرجع الفضل فيه جزئياً إلى خلفيته في العمل التطوعي مع الجماعة الإسلامية الأحمدية، وهي طائفة مضطهدة في الإسلام، والتي ينتمي إليها.

نقلت الطائفة مقرها الرئيسي إلى بريطانيا في الثمانينيات بعد أن أصدرت الحكومة الباكستانية قانونًا يحظر على الأحمديين تسمية أنفسهم بالمسلمين، ويحد من ممارساتهم الدينية. وقال خان إن تجربته معهم "ساعدتني على الانجذاب إلى هذا المجال [في مجال حقوق الإنسان]".

إنضم إلى نقابة المحامين في عام 1992 وعمل مع النيابة العامة الملكية. في أول مقابلة منشورة له بعد أن أصبح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، قال خان لمجلة "كاونسل" إن رؤية أهوال حرب البلقان على شاشة التلفزيون جعلته يطمح إلى العمل في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، وهو الهدف الذي سيحققه.

لم يكن مدرجًا في القائمة المختصرة الأصلية للترشح في المحكمة الجنائية الدولية، وتمت إضافته جزئيًا بناءً على إصرار الحكومة الكينية بعد أن عمل كمحامي دفاع لنائب الرئيس الكيني، ويليام روتو، عندما اتُهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بعد الانتخابات عندما إندلعت أعمال عنف في عام 2007 وأدت إلى مقتل 1200 شخص.

وقد أسقطت المحكمة الجنائية الدولية هذه الاتهامات في عام 2016 بعد ما وُصف بأنه "حادثة مثيرة للقلق لتدخل الشهود وتدخل سياسي لا يطاق". قُتل أحد الشهود الرئيسيين في ديسمبر/كانون الأول 2014.

قبل انتخابات المحكمة الجنائية الدولية، تناول خان هذا الأمر في رسالة مفتوحة يشرح فيها بالتفصيل كيف فعل كل ما هو ممكن لمنع الترهيب من خلال ضمان وضع الفرد تحت برنامج حماية الشهود، ثم السعي إلى إجراء تحقيق.

وفي حديثه أثناء تعيين خان كمدعي عام للمحكمة الجنائية الدولية، قال فيليب ساندز، الذي يعرف خان منذ أن قام بتدريسه القانون الدولي في كينغز كوليدج، إن طالبه السابق كان يتمتع "بحياة مهنية مثيرة للإعجاب للغاية كمحامي. إنه يتمتع بخبرة كبيرة ويجلب إلى هذه الوظيفة معرفة وخبرة حقيقية بما يعنيه الإعداد لمحاكمة جنائية دولية وإدارتها والتقاضي بشأنها”.

كما شكك البعض في مدى ملاءمته لدور في المحكمة الجنائية الدولية، نظرا لأنه دافع عن تشارلز تايلور، الرئيس الليبيري السابق الذي أدين بارتكاب جرائم حرب في محكمة خاصة لسيراليون.

أدى تصميم خان كمدعي عام على ملاحقة جرائم الحرب المزعومة إلى وضعه على قائمة المطلوبين من قبل روسيا، وتهديده مؤخرًا من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي بسبب إستمراره في التحقيقات حول غزة.

وهذا بدوره دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار بيان يحذر من محاولات إعاقة مسؤوليها أو تخويفهم أو التأثير عليهم بشكل غير لائق.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات