أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - !! عن مفهوم الدعارة السياسية















المزيد.....

!! عن مفهوم الدعارة السياسية


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 06:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مجتمعات التخلف والقهر والفساد والأمية السياسية والدينية يتم دائماً الخلط بين المفروض والمندوب , والمباح والمكروه سواء كان ذلك في السياسة أو في الدين سواء بسواء وتتوالي المشاكل وتتابع الأزمات بسبب من الغلو أحياناً والتفريط أحياناً أخري , والمصيبة أن يكون الغلو في مسائل لاتحتمل هذا الغلو أو التشدد , أو مسائل يتم التفريط فيها وهي لها من الأولوية القصوي في ترتيب أوليات حياة الناس ومعاشهم وحرياتهم وكرامتهم .
والمصيبة تكمن أيضاً في مدي علم من يتعرض لمشكلة من المشاكل التي تعيش فيها الشعوب وتطحنها طحناً مخلوطاً بمرارة اليأس والألم , ثم يعرج إلي مشكلة أخري ليست من الأهمية بمكان في حياة الناس علي الأقل مرحلياً , وخاصة إذا كان صاحب الرأي من رجال السياسة أو من علماء الدين !!
وأعتقد أن من ضيع الأوطان وساعد في تواجد الفساد والطغيان بقوة وشراسة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية هما صنفين من الناس رجال السياسة وعلماء الدين , فهما من أضاعا الأوطان وأهانوها وهم من جعلوا الحكام علي درجة عليا من الفساد وسرقة الأوطان وسلب ونهب ثرواتها وإهانة المواطنين وهتك أعراضهم وتضييع كرامتهم وأمنهم بسبب خياناتهم للقضايا الوطنية المصيرية كقضايا الحريات والعدالة الإجتماعية وعدالة توزيع الثروة القومية , وقضية الديمقراطية وتداول الحكم والسلطة , وقضايا الفساد والإستبداد وإغتصاب الحكم والسلطة علي الجانب الآخر , بل وقضايا بيع الأوطان أو رهنها مقابل البقاء في الحكم والسلطة مدي الحياة وتوريث الحكم والسلطة للأبناء .
ومن هنا كان إنكار قضايا التعذيب وهتك الأعراض وتزوير الإنتخابات نوع من أنواع الدعارة السياسية التي أدت إلي تخلف الأوطان عن ركب التحضر والتقدم لأن تقدم الأوطان رهين بحرية المواطنين وأمنهم ومدي شعورهم بالأمان والأمن داخل أوطانهم , فلا خوف من حاكم أو من صاحب سلطة علي الإطلاق , فالحاكم وصاحب السلطة في المفاهيم الديمقراطية هو موظف من قبل الشعب , والشعب هو صاحب السلطة العليا في إختياره , وهو صاحب السلطة والإرادة العليا في وجوده في السلطة أو بقاؤه وإستمراره فيها أو حتي عزله أو خلعه أو نقله إلي وظيفة أو سلطة أخري , وحينما يوافق بعض من رجال السياسة ورجال الدين علي مخالفة هذه المبادئ فإن هذا يمثل لوناً من ألوان الدعارة السياسية المضرة بشرف المواطنين وكرامة الأوطان , والمضيعة لسلطان الشعب أمام جبروت وإستبداد الحكام في مواجهة المواطنين لتعزيز بقاؤهم في الحكم بالإغتصاب وإنتهاك حرية المواطنين والأوطان .
هل شاهد رجال السياسة وعلماء الدين مقاطع الفيديو التي تظهر مدي التعذيب وهتك أعراض المواطنين نساءاً ورجالاً ومدي البشاعة والفظاعة التي يعامل بها أبناء الشعب المصري في مراكز الشرطة وأقسام البوليس ؟ وهل أراد أياً من رجال السياسة وعلماء الدين أن يكون له رأياً في هذه القضايا المصيرية التي تخص المواطنين وتخص أمنهم وحريتهم وسعادتهم ومستقبلهم ؟
ماذا فعل رجال السياسة في دكاكين الأحزاب السياسية ؟
أليس خلو الأحزاب السياسية من روادها لوناً من ألوان الدعارة السياسية ؟
أليس من الدعارة السياسية أن يقتصر الحزب في وجوده علي رئيس الحزب وأمينه العام ومسؤل الديسك المركزي الخاص بعضوية أفراد الحزب فقط ؟
أليس موت الديمقراطية داخل الأحزاب السياسية لوناً من ألوان الدعارة السياسية وإستمرار رئيس الحزب حتي تهطل ريالته علي صدره لوناً من ألوان الدعارة السياسية ؟
أليس إعتبار الحزب علي أنه صحيفة أسبوعية ورئيس حزب وأمين عام للحزب فقط ومسؤل للديسك المركزي لقيد الأعضاء هو الدعارة السياسية ذاتها ؟
أليست الأحزاب التي تدار بمفهوم وعقلية المباحث وتدار برغبة السلطة الحاكمة في الأمر والنهي هي أحزاب تمارس الدعارة السياسية وتؤدي دور المفعول به في السياسة وسلطات الفساد تؤدي دور الفاعل والساكتون عن ذلك يؤدوا دور الديوث السياسي وذلك كله علي حساب الوطن والمواطنين ؟!!
ماذا حشد غالبية رؤساء الأحزاب السياسية من حشود للتعبير عن رفض هذه الأحزاب لأي قرار من القرارات الصادرة عن سلطات الفساد وعبروا عن رفضهم لهذه القرارات في صورة تظاهرة أو إعتصام أو إضراب ؟ متي حدث ذلك ؟ وأين حدث ذلك ؟!!
وعن علماء الدين .. ماذا يشغل بالكم ويؤرق تفكيركم ؟!!!!
قضية الحجاب والسفور !! وقضية فوائد البنوك !! وقضية العلاج بالقرآن من المس الشيطاني !! وقضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول !! وقضية الس دي الخاص بكنيسة الأسكندرية !! وقضية رواية وليمة لأعشاب البحر لحيدر حيدر السوري !! وقضية فيلم أو أغنية من الأغاني أو مسلسل من المسلسلات !! وتفسير الأحلام !!
ماذا يشغل بالكم وتفكيركم ياأيها العلماء ؟
أنتم لاتختلفون في غالبيتكم عن زعماء الجماعات الدينية التي تبحث وتفتش في الضمائر والنفوس .. أنتم تغضبوا للحجاب ولم تغضبوا لهتك الأعراض في الشوارع العامة !! أنتم تغضبوا للحجاب ولم تغضبوا ضد سلطات الفساد التي هتكت الأعراض وأذلت المواطنين , وسرقت القوت والمقدرات وغيبت العقول والأفهام , فلم نجد منكم من غضب للفقر , والمرض , ولا لسرقة الأوطان , ولا لإغتصاب الحكم والسلطة والسعي لتوريثها , بل تباركون الحاكم في قراراته , وجعلتموه سيداً مطاعاً له الأمر وعليكم الطاعة !!
فأين علماء الدين وأين الجماعات الدينية وأين الإخوان المسلمين وأين الأحزاب السياسية من جريمة قتل ألف وثلاثمائة مواطن في عبارة ممدوح إسماعيل عضو مجلس الشوري المصري ؟
أين أنتم من قتلي وحرقي مسرح بني سويف وقتلي القطارات ؟!!
أين أنتم من قتلي مرض الكبد الوبائي والسرطان والسكر وضغط الدم والمتسبب فيهم سلطة الفساد بتجارة لصوص السلطة في المبيدات المحرم إستخدامها دولياً والهرمونات المسرطنة لأجساد الشعب المصري ؟ أين أنتم ؟ وأين كنتم يامن إستيقظ الحجاب ضمائركم ؟!!
أين أنتم من أربعة عشر مليون عاطل وتسعة ملايين عانس لايجدون عملاً ولايجدون سكناً ولايقدرون علي علاج أو دواء ؟
أين أنتم من بيع وطن , يامن تخافون فقط علي بيضة الدين ؟!!
أرجوكم .. أين أنتم وفي أي صف تقفون ؟!!
صف الدعارة السياسية أو صف الدياثة السياسية ؟!!
ومتي يكون لكم رأي وقرار سديد وتكونوا ليس من أصحاب هذين الصفين وتكونوا مع الشعب ومع مصلحته أينما تحرك وحيثما سار ؟!!
هذا سؤال .. فمن لديه الإجابة ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد إهانة مصر: ماذا ينتظر مبارك الأب ؟!!
- من وحي سورة المَسَد
- الحجاب : بين الحرائر والإماء : تغاير مفهوم النظرة
- !! عن اللباس الديني : حجاب الرجل
- أزمة الحجاب : الإخوان المسلمين وخرافة الإيمان بالديمقراطية
- أرجوك .. إرحل عن عقلي
- قمة الأزمة : الشرعية الدينية في مواجة الشرعية الدولية
- و .. الشيطان يحكم
- الصنم .. والوطن الحر
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- أرأيت الذي يُكَذِ بُ بالوطن !!؟
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- مفهوم الأزمة : الخطاب الديني يتحدي الخطاب السياسي
- الأنا والآخر : هل من علاقة بين السلطةالمطلقة و الفساد ورفض ا ...
- من وحي تعديل الدستور : مبارك في غار شرم الشيخ ينتظر الوحي
- خيانات رجال الدين : عن الدين المختزل في الذاكرة
- الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟
- الفياجرا : بين السياسية والجنسية
- !!ماذا يعني التجديد في الخطاب الديني ؟


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - !! عن مفهوم الدعارة السياسية