|
في أفق اعتماد ميزانية 2006/2007: ضياع الأمل لدى شباب بلا عمل .....2
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1760 - 2006 / 12 / 10 - 09:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
إلــــــى:
ـ العاطلـــــن والمعطليــــن المغاربــــة.
ــ كل الأســـــر التـــــي يعانــــي أبناؤهــــا من العطالـــــة.
مـــن أجـــل مغرب بدون عطـــالة.
محمد الحنفي
*************
3) ففي ماذا يتجلى انعكاس خيانة القيادات التاريخية للجماهير الشعبية الكادحة على مصير الشباب؟
إن المفروض أن الاهتمام بالشباب يعتبر ذا أهمية خاصة بالنسبة إلى الشعوب. لأنه هو الذي يعتمد في الحركة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمعرفية، والعلمية، والتكنولوجية، ويعتمد في أحداث هذا التطور الهائل الذي تعرفه البشرية على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. ولهذا، فالسياسات في الدول التي تحرص على تحرير نفسها من التبعية، تضع في اعتبارها الاهتمام بالثروة البشرية، التي تصير غاية، ووسيلة في نفس الوقت. فهي غاية لأن الواجب الإنساني يفرض الحرص على تمتيع جميع الناس بجميع الحقوق، كما هي المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وكرامة الإنسان، مهما كان لونه، أو جنسه، أو عقيدته، أو لغته، أو سنه، أو جنسيته، أو طبقته الاجتماعية، أو القيم الثقافية التي تحكم مسلكيته، لا تتحقق إلا بتمتيعه بتلك الحقوق. وهي وسيلة لا يمكن التقدم، والتطور إلا باعتماد هذه الثروة البشرية في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
والجمع بين الحرص على تمتيع جميع الناس بجميع الحقوق، وبين اعتمادهم في التسريح بعملية التطور الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي يعتبر عمق المنهج العلمي الدقيق المتبع في البرامج السياسية القائمة على الاختيارات الديمقراطية والشعبية.
وأمام عدم الجمع بين تمتيع جميع الناس بجميع الحقوق، واعتمادهم في عملية التنمية الشاملة، والمتطورة، في أبعادها المحلية، والوطنية، والقومية، والإنسانية، فإنه لا يعني، في عمق الأشياء، إلا اعتماد اختيارات لا ديمقراطية، ولا شعبية. وهي اختيارات لا يمكن أن تعتمد إلا في ظل تكريس الاستبداد الرأسمالي التبعي بمصير الشعوب الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وبسبب اعتماد الإختيارات الرأسمالية التبعية، اللا ديمقراطية، واللا شعبية، ونظرا لتكريس القيادات "التاريخية" لخيانة الشعب المغربي، فإن الشباب المغربي الذي يعول عليه من مجمل عملية التطور، يعاني من: ا ـ غياب الاهتمام به، من قبل الدولة، ومن قبل الأحزاب الرجعية المتخلفة، ومن قبل الأحزاب "التاريخية"، التي التحقت بالأحزاب الرجعية المتخلفة، بنهج نفس السياسة القائمة تجاه الشباب، لتصير العلاقة الوحيدة المكرسة مع الشباب المغربي، هي العلاقة القائمة على الممارسة الانتهازية، والوصولية، والمحسوبية، والزبونية، والإرشاء، والارتشاء، وغير ذلك مما يفسد العلاقة بين المؤسسات القائمة في الواقع، وبين الشباب الذي يشكل قطاعا عريضا من المجتمع.
ب ـ حرمان الشباب المغربي من التمتع بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهو ما يعني سيادة الإحباط، والتخلف، واليأس في صفوف الشباب المغربي، بقطع النظر عن كون الشباب من خريجي المدارس، والجامعات، والمعاهد العليا، أولم يكتب له التخرج في لوائح المؤسسات المذكورة. والذين تشملهم نعمة الطبقة الحاكمة، لا بد أن يمروا عبر الإرشاء والارتشاء، والمحسوبية، والزبونية، والوصولية، أو لكونه سليل ذوي النفوذ، الذين تفتح في وجوههم الأبواب، بمجرد الأمر النافذ في جميع المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
ح ـ حرمان المعطلين، والعاطلين، من فرص الشغل المناسب، بسبب غياب تنمية حقيقية: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، مما يصطلح على تسميته بالتنمية البشرية، مما يعرض أجيالا بكاملها من الشباب إلى الموت البطيء، لانعدام فرص الشغل، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
د- القمع الممنهج لمختلف الحركات الاحتجاجية، التي تقودها تنظيمات معينة، للمطالبة بإيجاد فرص الشغل، التي تحولت إلى مناسبات لإيجاد فرص القمع، التي صارت أكلة يومية للشباب المعطل، في كل مدينة وفي كل قرية، وعلى مستوى التراب الوطني. لأن الطبقة الحاكمة الممارسة للاستغلال الهمجي للطبقة العاملة المحرومة من حقوق الشغل. لا تسعى إلى انجاز تنمية حقيقية، وفي إطار بناء اقتصاد وطني متحرر. وتعوض ذلك بممارسة كافة أشكال القمع المادي، والمعنوي، على المعطلين، والعاطلين من الشباب، وعلى الموقوفين، والمطرودين، والمسرحين من العمال الذين صاروا مهددين بالمحاكاة، وبالسجون، وغير ذلك من الجزاءات البئيسة، التي تعدها الطبقة الحاكمة للمستقبل.
فالاختيارات الرأسمالية التبعية للطبقة الحاكمة، لا يمكن أن تنتج إلا المآسي التي تشمل بضررها الشباب جملة، وتفصيلا، وتلحق الضرر بسائر الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة.
وبناء على ذلك فالقيادة "التاريخية" اختارت تقديم خدماتها إلى الطبقة الحاكمة، التي أغرقتها بالامتيازات التي لا حدود لها. في مقابل التنكر للكادحين الذين عقدوا الآمال على تلك القيادات؛ مما أدى انتشار اليأس والإحباط في صفوف الكادحين بصفة عامة، وفي صفوف الشباب بصفة خاصة.
فهل تتاح الفرصة لاستعادة الأمل في المستقبل برجوع القيادات "التاريخية" إلى صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، والاعتراف أمامها بالجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب يوميا. وأولها وآخرها انتشار البطالة في صفوف الشباب بالخصوص. 4) وإذا فقد الشباب الأمل في المستقبل، فان الطبقة العاملة المغربية حاولت، باستمرار، وتحاول أن تناضل من أجل زراعة الأمل في النفوس، عن طريق انتزاع المكاسب الإقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، لمجموع أفراد الشعب المغربي. إلا أن البورجوازية التابعة، والبورجوازية الصغرى، التي تدرك أهمية الطبقة العاملة. تدرك جيدا، ومعهم الحزبوسلاميون في ذك، أهمية دور الطبقة العاملة، وهذا الدور يحب إفشالهن أو الحد منه على الأقل، حتى تبقى الطبقة العاملة مجرد منتج للخيرات المادية، والمعنوية، لصالح البورجوازية المغربية، بشرائحها المختلفة، ولصالح الإقطاع المتبرجز، والمتخلف، ولصالح الحزبوسلاميين، على اختلاف انتماءاتهم الطبقية، ولأجل ذلك، فهذه البورجوازية، بشرائحها المختلفة، ومعها في ذلك الحزبوسلاميون، تمارس أشكال القمع المادي، والمعنوي، على الطبقة العاملة، وعلى سائر الكادحين، وفي هذا الإطار، توظف كافة أشكال الأيديولوجية، لتضليل الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، حتى لا تنفتح على إيديولوجيتها "الاشتراكية العلمية"، التي تؤهلها لامتلاك وعيها الطبقي، الذي يمكنها من إدراك عمق الاستغلال الهمجي الممارس عليها. ومن الأجهزة الأيديولوجية نجد المدرسة، والمسجد، وكافة المؤسسات الإعلامية، والبرامج الدراسية، وغيرها، وكافة الجرائد الصادرة عن الأحزاب السياسية، حتى تفقد الطبقة العاملة أي صلة بإيديولوجيتها، وبفكرها، وبتنظيمها السياسي، وتصير مجرد مجال للاستغلال البورجوازي، وللتجييش الحزبوسلامي. وإذا وجد من يحرص على تمكين الطبقة العاملة، وسائر الكادحين من أسباب امتلاك الوعي الطبقي، فان القمع المادي يكون جاهزا لقيادة العناصر الواعية من الطبقة العاملة إلى مخافر الشرطة، والى المحاكم، والسجون، حتى يتمكن الرعب من نفوس الكادحين، وعلى جميع المستويات الفردية، والأسرية، والطبقية، والإجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يقود إلى اليأس من جهة، والى الخضوع المطلق للمستغلين في مستوياتهم المختلفة من جهة أخرى.
والنتيجة التي يمكن أن نستنتجها من الأوضاع الإقتصادية، والإجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية المتردية، هي بقاء الوضع على ما هو عليه. والمتمثل في ضياع أحلام الجماهير الشعبية الكادحة، وضياع آمل العاطلين، والمعطلين، في إيجاد تنمية أفقية وعمودية: اقتصادية، واجتماعية، تستطيع استيعاب جيوش العاطلين، والمعطلين، وكل المهمشين، الذين يتسكعون في الطرقات، وفي الشوارع، وهذا الضياع صار معضلة بنيوية قائمة في الواقع، وعلى جميع المستويات: الإقتصادية، والإجتماعية، والثقافية، والسياسية، كما تدل على ذلك الإفرازات المرضية المتعددة، التي لم تعد مستساغة، لكونها تساهم بشكل كبير في تأبيد الأزمة القائمة في الواقع.
ولجعل الطبقة العاملة تلعب دورها مستقبلا، يحب القطع مع كل الإفرازات المرضية، في مختلف الإطارات الجماهيرية: الحقوقية، والنقابية، والحزبية، من أجل استعادة ثقة الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وسائر الكادحين الأجراء، حتى تتحول هذه الجماهير إلى سند للحركات المناضلة، التي تنتزع شيئا ما، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، من أجل استعادة الأمل في المستقبل.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في أفق اعتماد ميزانية 2006/2007: ضياع الأمل لدى شباب بلا عمل
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
المزيد.....
-
إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط
...
-
إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
-
حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا
...
-
جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم
...
-
اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا
...
-
الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي
...
-
مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن
...
-
إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|