|
يا أبناء الأفاعي : إرفعوا أيديكم عن لبنان .. والعراق ..؟
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:34
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
غضب فاروق الشرع وقال بعصبية المتهم البريْ وقال : لماذا كل هذه الضجة حول دور سورية في العراق .. سورية تدعم الحلول السلمية في العراق ... كذا في اليوم التالي ظهر على شاشة التلفاز السيد موفق الربيعي نائب رئيس الوزراء العراقي ومسؤول الأمن القومي العراقي ليتهم النظام الأسدي مباشرة بتدريب وتسليح الإرهابيين الذين يذبحون الشعب العراقي ويكرسون الفتنة الطائفية والحرب الأهلية ..بسياراتهم المفخخة أو أحزمتهم الناسفة والذبح على الهوية ... تحت إسم ( المقاومة ) وقدم السيد الربيعي صوراّ لعشرات المتهمين القادمين من دمشق الذين صدرت بحقهم أحكاماّ مختلفة من المحكمة الجنائية العليا في بغداد بعد اعترافهم بجرائمهم وبأن زعيمهم المسمى ( أمير أمراء ) تنظيم أنصار السنّة مقيم في دمشق بحماية المخابرات الأسدية ورعاية الممولين الصدّاميين الذين حملوا المليارات إلى النظام الأسدي من أموال الشعب العراقي الذبيح سواء تحت كابوس الديكتاتورية السابقة أو تحت كابوس الإحتلال الهمجي الأمريكي وديمقراطية الطوائف والعشائر المتصارعة حتى الموت في حروب داحس والغبراء التي يرعاها مباشرة نظاما طهران ودمشق علناّ ..والنزيف اليومي متواصل وتجار الموت يكدسون الأموال والغنائم وشركات بوش وبلير تضاعف بل تكعّب أرباحها من موارد النفط العراقي المنهوب والموارد الأخرى بعد استباحة كل شيْ في العراق الشقيق .... وفي لبنان الذي خرج حديثاّ من تحت نير الإحتلالين الإسرائيلي والأسدي ... لم يستعد عافيته وسلامه وأمنه والحد الأدنى من سيادته واستقلاله بعد تحرره الجزئي من الوصاية الأسدية ... حتى تحركت زعانف المخابرات الأسدي وأيتامها لتبني دولة لها داخل الدولة اللبنانية مستقوية بسلاح حزب ( النصر الإلهي ) وطائفيته المرتبطة علناّ بولاية الفقيه ومذهب التقية – الذي يقود دولة الملالي أصحاب الملايين على أشلاء الشعب الإيراني وقومياته المتعددة المضطهد أبشع اضطهاد والجائع والمشرد .... وجاء الشرع مرة أخرى ليقدم لنا حكمه وفلهوياته المعتادة وبراءة سيده من كل الجرائم القديمة والقائمة الاّن بتقديم المعزوفة النشاز التي لايسمعها ويرددها سوى محسن بلال ووليد المعلم وسائر أفراد الجوقة التعيسة : إن مايجري في لبنان شأن داخلي .. نحن لانتدخل في لبنان .....الخ لكن الغرور والغطرسة التي تسيطر على مدرسة الشمولية والإستبداد واحتقار الاّخرين والإستخفاف بهم التي تربّى عليها أولئك الإمعات في حزب المخابرات القائد ... دفع الشرع هذا للوقوع في شر أقواله : هو وسيده الوريث وأ فرادعصابتهم الذين لا يتدخلون أبداّ في لبنان ...ولكنه قال : لو أرادت سورية التدخل لحسم الموقف من اليوم الأول للتظاهرات في لبنان ...كما طمأن اللبنانيين بأن الجيش السوري لن يعود إلى لبنان ..؟ فما هو المقصود بالحسم وفق منطق النظام الأسدي الذي لم يعتد أن يرى تظاهرة شعبية بل تجمع عشرة أشخاص في شوارع دمشق خارج أوامر مخابراته إلا وبطش بهم بهراواته كما حدث أمام القصر العدلي ... هل الحسم أغتيال حكومة لبنان المنتخبة ديمقراطياّ وشرعيا ّ وفق دستور وقانون افتقدته سورية الأسيرة منذ 8 اّذار 1963 حتى اليوم ...؟؟ كما اغتال نظامه خيرة الوطنيين الديمقراطيين في سورية ولبنان ومازال يهدد ويتوعد كل من يطالب بكشف حقيقة جرائمه واغتيالاته في لبنان ,كل من يصر على مشروع المحكمة الدولية لمحاكمة من تثبت إدانتهم في جرائم الإغتيال المتواصلة في لبنان ... كما سمح الشرع لنفسه أن يقول: إن الأكثرية في لبنان هي فئة صغيرة مريضة وكلام عون منطقي وعقلاني - كل هذا وسورية لاتتدخل في لبنان _ رئيس الوزراء السيد السنيورة المحاصر في السراي الحكومي ... يخاطب المتظاهرين بكل تهذيب ووداعة وديمقراطية وخوف على مصير الوطن والمواطن , رغم الجور والأذى والشتائم والتخوين الرخيص الذي تعرض له مع حكومته .. ويدعوا الجميع إلى طاولة الحوار لحل كل القضايا ... لكن بلطجية النظام الأسدي والإيراني الذين يشكلون دولة داخل الدولة وأصحاب المصالح الخاصة الذين لايرون أبعد من أنوفهم ... يطلبون رأسه ورأس الحكومة ... هدفهم الأول والأخير اغتيال مشروع قانون المحكمة الدولية ... الذي سيصل إلى المجلس النيابي يوم الإثنين القادم لإقراره بعد أن رفض الرئيس لحود صنيعة النظام الأسدي التوقيع عليه .. رفض برّي مسبقاّ دعوة المجلس النيابي للإنعقاد في سبيل تعطيل قانون المحكمة الدولية .... القضية واضحة كنور الشمس , لكن النظام الأسدي يعلن في إعلامه وـصريحلت أبواقه : إن المحكمة الدولية لاتعنينا أبداّ وفي نفس الوقت طلب مندوب النظام في الأمم المتحدة من الأمين العام السيد كوفي أنان عدم الإستعجال في إقرار المحكمة الدولية ...؟؟؟؟؟؟ – كما كانوا يقولون قبل عامين إن القرار 1559 لايعنينا ثم هرولوا لتنفيذه وانسحبوا من لبنان عسكرياّ وظلّو مخابراتياّ وطائفياّ مع الأسف ..... ونظام الملالي يعلن على لسان مرشد الثورة ( خامنئي) إنه سيهزم أمريكا وإسرائيل على الساحة اللبنانية . ومن حق اللبنانيين وحقنا أن نسأل : لماذا لايهزم أمريكا في الخليج على بعد عشرات الكيلومترات فقط عن شواطئ إيران .؟؟. ولماذا لايهزم شريكه في دمشق إسرائيل التي لاتبعد قوات احتلالها لهضبة الجولان أكثر من ثلاثين كيلومتراّ عن دمشق ....؟ ولماذا يرقص غلام دمشق على صمود المقاومة في لبنان ولم يسهم بدولار واحد لإعادة بناء مادمره العدوان الإسرائيلي في لبنان .... ولايسمح بإطلاق رصاصة مقاومة واحدة من جبهة الجولان . الجولان الذي سلمه والده للعدو الصهيوني دون قتال في حزيران عام 1967 محققاّ الأمن للصهاينة منذ عام 1974 ......
واليوم بعد أن أضحى قانون المحكمة الدولية في مراحل إقراره النهائية .. صدرت أوامر السادة لتعطيله بأية وسيلة , وكان انسحاب وزراء حزب الله من الوزارة ... ومحاولة إسقاط الحكومة في الشارع لتسود الفوضى والفتن الطائفية والمذهبية وتمزيق الوحدة الوطنية وشل الحياة الإقتصادية والإجتماعية وتعطيل الدراسة والجامعات وزرع الأحقاد بالشعب الواحد ويساهم في تنفيذ أوامر طهران ودمشق تيارات ثلاث : 1 – تيار ولاية الفقيه المتمثل بحزب النص الإلهي وأمل – 2- أيتام النظام الأسدي ومخابراته ومافيات التهريب والمخدرات ....وغيرهم الذين انتهت صلاحيتهم وألقت بهم الإنتخابات الديمقراطية الأخيرة على قارعة الطريق ..و الذين فقدوا امتيازاتهم ونفوذهم ومكاسبهم الغير مشروعة بعد انسحاب الجيش السوري والمخابرات العلنية من لبنان ... 3 – تيّار – الإصلاح والتغيير - ورغم أن الجميع يعلنون أنهم يؤيدون المحكمة الدولية لكن الواقع غير ذلك فالمرتبطون بالنظامين الإيراني والأسدي أسفروا عن وجوههم فرئيس الجمهورية رفض علناّ توقيع قانون المحكمة ونبيه بري رفض دعوة المجلس النيابي للإنعقاد للتصويت عليه بعد انسحاب الوزراء من الحكومة .... ومازالوا يجيشون الأتباع في ساحة رياض الصلح اّملين بإسقاط الحكومة وشل أعمالها دون جدوى ... وهذا يحدث لأول مرة في العالم بأن تلجأ أقلية منتخبة إلى الشارع والشتائم والتخوين لإسقاط حكومة أكثرية منتخبة ديمقراطياّ - وكان المعارضون الاّن شركاء في هذه الحكومة منذ تشكيلها - تنفيذاّ لأوامر متهمين بالقتل والتدمير والنهب من خارج الحدود ... وإذا كانت المعارضة السورية الممزّقة والغير منتجة عاجزة عن رفع الظلم والقتل والإعتقال الكيفي والإعتداء المستمر والمزمن عن أبناء شعبنا .... فمن الطبيعي أن نقف إلى جانب المحكمة الدولية في لبنان لكشف القتلة والمحرّضين والشركاء ومن أعطى أوامر الإغتيال في لبنان بدءاّ بمحاولة اغتيال مروان حمادة وصولاّ إلى اغتيال الشهيد بيير الجميّل مروراّ بجميع الشهداء والشهداء الأحياء ....اّملين تشكيل محكمة دولية لمحاكمة الجلادين والقتلة واللصوص الذين لا يزالون في مواقعهم داخل النظام الأسدي بعد أن اغتالوا وقتلوا الاّلاف من أبناء شعبنا في السجون والمعتقلات أوفي مجازر جماعية في السجن الكبير أو في الخارج ... مادامت السلطة القضائية غير مستقلة في سورية ومادام القضاء مشلولاّ تماماّ ومادام النظام الشمولي الفاشي والطائفي ينتهك أبسط حقوق الإنسان ... وما دام العدو الصهيوني حارسا لهذا النظام ورافضا تغييره .. .. فمرحباّ بالمحكمة الدولية لمحاكمة رؤوس النظام الأسدي ولو كره بعض المرعوبين من سقوط هذا النظام لدوافع شخصية قاصرة .. والاّن إلى أين يريد السيد نصرالله والسائرون معه أخذ لبنان الضحية ....؟ أإلى الإجهاز على المحكمة الدولية لإنقاذ القتلة والمجرمين ... وهم يعلمون أنها قضية أقرت بالإجماع في مجلس الأمن ... وإذا عطّلوا إقرارها في المجلس النيابي اللبناني , سيقرها مجلس الأمن استناداّ للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يفرض استخدام القوة لتنفيذ قراراته .. أم يريدون أن يكملوا تدمير لبنان في حرب جديدة مدمرة تنتظرها إسرائيل وأميركا وإيران معاّ ..؟؟؟؟ النصر للديمقراطية الأصيلة في لبنان منذ اّلاف السنين منذ قيام الدويلات الفينيقية الأولى في جبيل وصور وصيدا وصولاّ إلى قرطاج منذ القرن العاشر قبل الميلاد ....كفى كفى .... لايسعنا إلا الصراخ في وجه طغاة المشرق – إرفعوا أيديكم عن لبنان ....إرفعوا أيديكم عن سورية الشعب وعن العراق الذبيح ...؟؟؟ وختاما بمناسبة الذكرى السنوية لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من هذا الشهر عام 1948 – ندعو جميع المؤمنين بحقوق الإنسان وكرامة الوطن والمواطن للوقوف صفّا واحدا إلى جانب معتقلي الرأي والضمير في السجون السوريّة .. والوطن العربي , وإنقاذ حياتهم من الأسر والموت في أنظمة الإستبداد والقمع والشمولية .... الحرية .. الحريّة لجميع المضطهدين ....... لاهاي - 8 / 12
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجذور اللغوية - الاّرامية وإبنتها السريانية - 3
-
مطرقة المحكمة الدولية في لبنان
-
الجذور اللغوية - الاّرامية أم الأبجدية - 2
-
الجذور اللغويّة - الاّراميّة أمّ الأبجدية - 1
-
لبنان .. يا جبل مايهزّك ريح ..؟
-
خيانة حزيران 1967 - 14 .. خاتمة
-
هل يعقد بيكر صفقة جديدة مع النظام الأسدي ؟؟
-
خيانة حزيران 1967 من المهزوم فيها - 13
-
خيانة حزيران 1967 - 12
-
سيبقى الحوار المتمدّن .. منارة الحريّة فوق قمّة قاسيون
-
خيانة حزيران 1967 . قبض الثمن - 11
-
خيانة حزيران 1967 - الإعتكاف وقبض الثمن - 10
-
خيانة حزيران 1967 - 9
-
خيانة حزيران 1967 - 8
-
نداء إلى الوطنيّين الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ؟ 3
-
نداء إلى الوطنيين الديمقراطيّين العلوييّن في سورية ؟ 2
-
نداء إلى الوطنييّن الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ..؟ 1 -
-
الحجّاج , والديكتاتور الصغير .. والكوانين .. ؟ 2
-
الحجّاج . والديكتاتور الصغير والكوانين .. ؟ 1 -
-
المتاجرة بالشهداء والأسرى .. وأخذ لبنان رهينة ؟
المزيد.....
-
مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا
...
-
100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
-
رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح
...
-
مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في
...
-
-حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي
...
-
-أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور
...
-
رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر
...
-
CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع
...
-
-الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب
...
-
الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|