أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس الثقافة ــ 177 ــ















المزيد.....


هواجس الثقافة ــ 177 ــ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7983 - 2024 / 5 / 20 - 10:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الناتو وكواد وأوكوس، ثلاثة أحلاف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، للهيمنة على العالم القديم ومحاصرة دوله.
ترى الولايات المتحدة أن آسيا وأوروبا وأفريقيا هو ملعبها، في المجال العسكري والاقتصادي والسياسي.
وتحاصر الصين وروسيا وتطبق الخناق على أوروبا والهند والباكستان واليابان وكورية الجنوبية وتجبرهم على الأمتثال لأوامرها ومصالحها.
ودائمًا العالم القديم في حالة الدفاع عن النفس، لأنه يتلقى الرعونة الأمريكية والصدمات السياسية والجيوسياسية، والحفريات في البحار وعلى الأرض والمحيطات.
لقد طال أمد الحرب الامريكية المباشر والغير مباشرة على العالم القديم، وما زالت تمارس كل الوسائل لتبقى مهيمنة على دوله وشعوبه ومصالحه، ولم تنفك يومًا عن التدخل في كل شؤونه.
أرى أن نقل المعركة من العالم القديم إلى العالم الجديد، إلى امريكا اللاتينية، أو امريكا الوسطى، إلى جوار الولايات المتحدة، هو المدخل لجعل الولايات المتحدة ان تتحول من دولة مهاجمة إلى دولة مدافعة، تدافع عن نفسها كما يفعل العالم القديم اليوم.
فبدلًا من التهديد النووي الذي يعلنه العالم القديم، لنترك الولايات المتحدة تتهدد، وتشعر أنها لم تعد ذلك الغول، وبالتالي إرغامها على التنازل عن علياءها، والقبول ببناء نظام عالمي جديد، مختلف عن النظام الدولي الذي كانت تنتهجه الولايات المتحدة.
تحويل المعركة من كتف إلى أخر هو في مصلح عالم أقل قسوة.

في الضيعة
كان الوقت ضحى، عندما اقتربنا من حقلٍ فيه مجموعةٌ من النّسوة والأطفال، يزرعون الحقول بالخضار. ويغنّون. وقفنا على مبعدةٍ ننظر إليهم. رؤوسهم تكاد تعانقُ أقدامّهم. وأيديهم تنكشُ ترابَ الأرض. ويضعون البذارَ في جوفها.
لم نلفتْ انتباههم، بقينا على مسافة نسمع المواويلَ الحزينة وأغانيهم التّراثيّة، بأصواتهم العذبة، تتناول العشقِ والهيام والأرض والمواسم والجنى.
كانوا يمدّون خطاهم على الأرض ببطء، خطوةً وراء خطوةٍ، كلّما وضعوا بذرةً في قلب التّراب. وعلى رؤوسهم أغطية مزركشةٌ مثل ثياب الضّوء والسّماء.
عيني تابعت خطاهم، كلّ الوجوه المشغولةِ بالعمل، لهؤلاء القرويّن، الفلاحين، بثيابهم التّقليديّة.
وفي هذه اللحظة بالضّبط، وقفتْ فتاةٌ شابة في الخامسة عشرة من العمر تعدّل ثوبَها، رفعتْهُ حتّى ركبتها. ورأتنا. وقفتْ مستغربةً مستعذبةً الغرابة. أسبلتْ بضعَ شعراتٍ متدليّاتٍ على جبينها، وإلى جانبها فتاة أخرى في مقتبل العمر رشيقةَ القوام، وجهها مثل لون الرّبيع، وفي عينها حيويّة الشّباب ورغباته، وجسدها جميلٌ ومُتناسق. قفزتْ إلى الضّفّة الأخرى عابرةً مجرى ساقيةٍ.
شهقتُ، قلت في نفسي:
ـ أيّة كائناتٍ جميلة تقطن في مخابئ الأرض.
ونبّهت الفتاة زميلاتها، وألقينَ نظرةً خجولة علينا ممزوجةً بالوداعة والدّفءِ والنّعومة. وتمتمَ طفلٌ صغير لا يتجاوز الثّانية عشرة من العمر:
ـ يا إلهي. من أنتم؟
وأخذت الفتيات والفتيان ينظرون إلينا مستغربين. خائفين. وكأنّنا من ضفّةٍ أخرى من هذا العالم.
اقتربت إحدى الفتيات وأصبحت بالقربِ منّا، ومضتْ تنظر إلينا بتحبّبٍ. رشقتنا بكلمة:
ـ من أنتم؟
ـ جلالة السّلطان، وموكبُه!
ما إنْ سمعتْ هذه الكلمة الصادمة حتّى هرب جميعُ الفلاحين الصّغار والكبار من الأرض ركضاً في الفلاة على وسَع.
بعد دقائق. من بعيد شاهدنا الكثيرَ من الرّجال والنّساء يقتربون منّا يحملون الخرافَ على أكتافهم. يلهثون، يبكون، يصرخون ويهلهلون ويركضون ويضحكون. وعلى وجوههم علاماتُ الذهول. وعندما وصلوا إلى مسافة قريبةٍ منّا. خرّوا على الأرض سجوداً. رؤوسهم عانقت قدمَ السّلطان ومضوا في بكاءٍ مُرّ. ثمّ لوّحوا بأيديهم إلى السّماء. علامة على شكر الله.

أوروبا وحدودها
إذا فتحت أوروبا حدودها للهجرة إليها، بالتأكيد لن يبقى في الدول العربية والأفريقية إلا القلة القليلة من السكان فيهما، ونضيف إليهما أيضَا البلدان الإسلامية الأخرى، وامريكا اللاتينية.
إن يدل هذا على شيء، أنما يدل على أن مفهوم الوطن مات، وأن أغلب الناس يريدون العيش في دولة منظمة غنية توفر للسكان الماء والخبز والكهرباء والمعيشة المحترمة، ولم يعد يهمهم قوميتهم ودينهم.
فقد أصبح هم العيش أهم من القومية والدين، بله أصبح هذان المفهومان شيئًا نافلًا لا قيمة له في البنية النفسية للمواطن العالم الثالثي.
من يمنع المغرب الجزائر، مصر، أن يبنوا اقتصادًا يوفر للسكان حياة محترمة، يبعد المواطن عن الفاقة والذل والفساد؟
روندا خرجت من حرب أهلية قاسية جدًا، واليوم هي دولة رائدة اقتصاديًا، لماذا لا تفعل الدول العربية مثلها؟
أول البارحة فتح المغرب حدوده لمواطنيه للهجرة، خلال ساعات كان هناك ثمانية آلاف مواطن مغربي وأفريقي مجتازين الحدود سباحة، منهم النساء والأطفال والشباب، وصلوا مدينة سبتة الأسبانية، كلهم يقولون أنهم يريدون حياة أفضل لهم ولأولادهم، بمعنى لا علاقة لهم بالسياسة.
أليس عارًا أن يهرب أغلب سكان العالم الثالث من أوطانهم باتجاه مصير مجهول؟
ما هو الحل؟
كثرت العصابات المنظمة في أوروبا، تمتهن القتل والسرقة والمخدرات والتي زاد خلال السنوات الماضية. الخوف هو وصول اليمين المتطرف إلى الحكم خلال السنوات القادمة. الثقافة بين ضفتي البحر مختلفة في العمق والسطح، واعتقد أن اوروبا عاجزة عن حل مشاكلها، خاصة مع القادمين الجدد، فكيف ستحل مشاكل غيرها. أوروبا اليوم تختلف عن اوروبا قبل عشرين سنة، كل شيء يتغير بسرعة. هذه الأيام اشعر أن مدينة الحسكة في السبعيات والستينات أكثر مدنية من السويد، هناك مشاهد أراها غريبة هنا. قبل يومين الطائرات الهليكوبتر في الحي الذي اعيش فيها كانت تحلق فوقنا، تلاحق عصابتين، حرقوا عشرات البيوت والسيارات ومخفر الشرطة وهددوا الشرطة أن يعيدوا لهم أحد انصارهم وإلا، أغلبهم اجانب أحدهم فلسطيني والاخر سوري. السويد وأوروبا أمام معضلة كبيرة. ماتت اوروبا التي صاغات قوانين إنسانية، والان توجه تحدي جديد وخطير
دون دولة حاضنة لا يمكن بنا وطن. الدولة تعني سيادة وحدود، وقانون ومؤسسات، وهناك جيش وشرطة يحمون حدود هذه الدولة ويحمون المواطن. الوطن دون فاعل سياسي يعتبر مكان طبيعي أرض معرضة للاحتلال والغزو، وبما أن الإنسان يعيش في سياج سياسي فلا بد من دولة جامعة له. وفي بلادنا العربية بعد فترة الاستقلال بفترة قصيرة فقدت الدولة مهامها التي قامت من أجلها، كبناء الدولة الوطنية، بناء اقتصاد وطني، تحسين الوضع الاجتماعي والمعيشي والتعليم والخدمات. كل هذا تبخر بعد سنوات قليلة من الاستقلال، شعر إنسان هذا الوطن أنه عاري لا حماية له ولا أمان، وعليه أن يبحث عن مكان اخر أمن، يؤمن على مصيره المتقلب. الدين والقومية دون دولة كمان لا أهمية سياسية لهما
ما هي مهمة الحاكم إذا لا يوفر لمواطنه لقمة الخبز والامان؟ الناس تهرب بسبب الاوضاع المعيشية الصعبة والظروف السيئة. يموت الوطن عندما لا يحترم الحاكم إنسانية الفرد فيه. أغلبنا هرب بسبب تفرد الحاكم بالحكم، وبسبب لصوصيته ونهبه للمال العام وسرقة المجال العام وتقزيمه ليصبح على مقاسه. أصبح الوطن على مقاس حذاء الحاكم وشبكة علاقاته. يمكن الرابط المنشور لم يستطع أن يوصل الفكرة بشكل جيد.

المبدع
يعاني المبدع صراعًا فظيعًا بين الموضوعية والواقع التي يحيط به من جهة، وذاتويته وحاجته لمساحة واسعة للانفصال عنها، ليغوص عميقًا في البعيد البعيد، في مغاور هذا الكون العميق المترامي الأطراف من جهة ثانية.
إن التناقض بين الموضوع والذات يجعل المبدع يتأرجح بينهما، ويتوه فيما إذا لم يستطع القبض على أدوات عمله، ويوجهه الوجهة الذي يريد، والاتجاه الذي يؤمن به ويحس به

الثقافة
الثقافة التي تكرس الانقسام الاجتماعي بين الرجل والمرأة هي ثقافة عاجزة، لا تصلح للحياة والبقاء.
وجد الرجل والمرأة ليتناغما، لتناغم العلاقة بينهما وجودياً، لاستمرار جمال الحياة وبهاءها. ومن يحط من قدرهما، من تواصلهما الطبيعي، فإنه يحط من قدر الوجود والطبيعة والجمال.

بوادر
هناك بوادر تحول في موقف الولايات المتحدة يشير إلى انهاء أو تجميد الصراع العربي الإسرائيلي عبر دولتين في حدود العام 1967، والتفرغ لصراعها مع قوى عالمية صاعدة ونافذة، تريد أخذ مكانها.
الشرق الأوسط لم يعد بتلك الأهمية الماضية بالنسبة لها.
وأرى أن المصالحات العربية العربية وغيرها يسير بتسارع شديد، سيتبعها مصالحة مع إسرائيل، بدأت أيام ترامب بمفهوم الإبراهيمية، وتبع ذلك مصالحة بين الأمارات والسودان والبحرين وإسرائيل، وقالوا أن هناك سبع دول عربية أخرى ستنضم إلى الجوقة.
إسرائيل والنظام العربي ضمن سيمفونية واحدة، المايستروا، هو الولايات المتحدة، يتحركون على الإيقاع ذاته.

في بيت صديقي
في بيت صديقي نور مرشد، كنا مجموعة من الأصدقاء، نذكر الأساليب التي كان يتبعها الأهل أيام زمان في تخويف أطفالهم.
قالت زوجته:
كانوا يقولون لنا سيأتي الفيلسوف إذا لا تسكتون أو تشاغبون.
وعندما كان يقوم طفلا ما بحركة غير مرغوب فيها يقولون له:
راح ننادي على البرفسور وفي مكان أخر سننادي بالفيلسوف ها، إذا لا تجلس عاقلًا، فيجلس في مكانه خائفًا.

في الأرض المسرة
رواية في الأرض المسرة ـ الدكتورة في الأدب العربي إيمان بقاعي
هي رواية الغضب والهياج الجامح. والتي تشير إلى اخضاع الطرف الاضعف لامزجة لا يستطيع حتى الشيطان ان يتنبأ بما تفعل.
هي رواية الحامي والمحمي في كل زمان ومكان ، بشروط يفرضها الاول ويقبلها الثاني حتى لو كانت هذه الشروط افظع من ان يصدقها عقل او تقبلها انسانية.
(في الارض المسرة) رواية كل ضعيف ذلّ ماضيا ويذل حاضرا وسيذل مستقبلا، وان كان الروائي آرام كرابيت قدمها من خلال زمن السلطة العثمانية ليقيم علاقة الزمن الانساني بهذه السلطة من خلال فعل ( الحكي) الروائي البارع الذي يشدك منذ الصفحة الاولى الى الاخيرة، جالدا انسانيتك بسوط الوجع الذي لا تنتهي ندته مع انتهاء الرواية، فتبحث عن كوة نور تتدثر به من الظلمات والظلم. وتلتفت حولك، فاذا الارمن كما الشركس كما كل الشعوب التي جلدت وتجلد على مرأى الجميع.
لنعرِّ الظلم كما عراه آرام كرابيت
ولنكتب مثله
فقد يخاف الظالم يوما

المؤمن منفصل عن الواقع يعيش في واقع متخيل
الكثير من المؤمنين ينفصلون عن الواقع، ويشكلون لأنفسهم عالما افتراضيًا على مقاسهم، وينغمسون فيه بعمق وفق تصوراتهم أو تصورات الذين لقنوهم علمهم في الدين، ليعيشوا هم أو هؤلاء تناقضًا فظيعًا بين شروط الموضوعية للحياة وقسوتها، وعقلهم المنزاح عن فهم ما يدور حولهم. المشكلة أن هؤلاء البشر، يشعرون بالتفوق، والسمو الأخلاقي والعقلي والنفسي الفارغ، وفي انفصال كامل عن أنفسهم, ومحيطهم.
أنهم فوق السراب يسبحون ويدبكون ويغنون على دلعونة.
وجودكم معنا في المكان والزمن، ثقيل جدًا، ثقلكم علينا أكبر من قدرتنا على حملكم.
أنتم عبث في عبث أنتم وعقولكم وفكركم وأديانكم.

المجنون
المجنون لا يكذب، لا يغش لا يسخر من آلام الأخرين

بوجود السلطة لا تاريخ للضحية، ضحية السلطة.
إنهم كالطرائد، لا يوجد من يوثق تاريخهم، طالما الصياد هو الزعيم القائم القابض عليهم.
وبمجرد أن يصل الضحية إلى السلطة، ينتقل نقلة نوعية من ضحية إلى مستبد اسوأ من الذي كان.
مأساة الإنسان هو السلطة، هي المنتج للطرائد عبر الزمن.

القاطرة
كان الحلم هو القاطرة الذي يشدني إلى الجمال والحب، ولا يزال الأمل فيه قائمًا وعظيمًا بالرغم من معرفتي أن عالمنا يتجه نحو الانطفاء.
لا زلت أرى الجمال جميلًا في كل ما يدور حولي، ولا يزال يلون حياتي بالفرح، وأن المستقبل سيكون هو الحلم الذي حملته في قلبي وعقلي ورفدني بالقوة والشجاعة في مواجهة صعاب الحياة وتناقضاتها.
لست رومانسيًا ولن أكون، لكني حالم أن الجمال كامن في ذاته، وسيخرج من مخبئه ويسترخي على وسادتي.
يعاني المبدع صراعًا فظيعًا بين الواقع الموضوعي الذي يحيط به، والذاتوية التي يحتاجها ليحلق ويطير ويبحث.
والحاجة الماسة لمساحة كبيرة من الحرية للانفصال عن عالمنا، ليعود ويغوص في مغاور هذا الكون العميق المترامي الأطراف.

الحرية
الحرية دون الوعي بالحرية هو حرب على الذات، ودمارها.

المعارضة
أحلى معارضة، خمس نجوم.
أنور رسلان، الضابط العقيد في المخابرات السورية، مارس التعذيب بحق آلاف المعتقلين السياسيين، وأشرف على قتل 58 معتقلًا.
المشكلة ليست هنا، المشكلة أن هذا الضابط كان عضوًا في الائتلاف السوري المعارض.
يا خيبتنا بأنفسنا وزماننا.
وتقولون من أين جاء بشار وأبوه، وتحاربون الطائفية وترمون عليها انكساراتكم وهزائمكم وفسادكم.
العيب في عقولنا جميعًا دون تمييز.

الفخر والفوقية
اسوأ إنتاج شعري عربي هو الفخر والفوقية، خرجنا من مظلة هذا الشعر فارغين من المضمون لمصلحة فخر بايخ وسطحي، جعل العاجز والمهزوم يبدو لنا أنه المنتصر وصاحب النياشين.
لهذا نرى هزيمة الحرب في الأيام الستة أمام إسرائيل كيف تم تحويلها إلى مجرد حدث عابر.
والمجتمع العربي الفخور بنفسه دائمًا، يرقص ويغني ويستمتع في حياته العادية، وكأن ما حدث هو شيء عادي، وكأن ما حدث، حدث في بيت الجيران.
واليوم يعيدون المجرم بشار الأسد إلى الحضن العربي المجرم، النظام العربي الذي خرج من مخطة العام 1967، وكأن القاتل لم ينه مهمته بالكامل، ويحتاج إلى المزيد من الدعم لينهي سوريا كلها.
كم أكرهك يا بشار الوسخ، ومعك تلك الشمطاء زوجتك التي تشبهك في كل شيء.
لا أعرف يا بشار لماذا لا تذهب عاريًا إلى أخوتك العرب دون ثياب أو ربطة عنق أو أية إشارة على أنكم مجرد عبء علينا.

عن الحرب على الصين
لم نسمع من المثقفين العرب كلمة واحدة عن محاولة الولايات المتحدة لتصنيع الحرب على الصين كما صنعت الحرب على أوكرانيا وروسيا، ولماذا؟
تعمل هذه الولايات المتحدة العسكرية، صانعة الحروب، ليلا نهارا على إدخال الصين في الحرب مع تايوان، وحشدت ولا تزال تحشد الجيوش والاعلام والدول على فبركة عدو جديد أسوة بأوكرانيا لامتصاص الفوائض المالية في البلدان الغنية، وتدميرها من الداخل كأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية. واجتماع الدول السبع البارحة شاهد على حديثنا.
من ينطلق من مفهوم الغاية تبرر الوسيلة اعتبره شريك في الجريمة المنظمة التي تقوم فيها هذه الدولة التي تدعي الديمقراطية زورًا وبهتانًا.
لم يسمع العالم السياسي والاجتماعي إلى اليوم من هو القائد، رئيس الدولة الأمريكية في العام 1945 الذي أصدر قرار ضرب المدن اليابانية، هيروشيما وناغازاكي، ولم يتم تجريمه أو محاسبته إلى اليوم.
تحدث هذا الرئيس بفخر واعجاب، عن بربريته وهمجيته، بإلقاء دولته، القنبلتين النوويتن، وعن حجم الدمار والخراب التي أحدثتهما، وعن قدرة هذه القنابل على التدمير والقتل.
لا أعرف لماذا لم يمنح جائز نوبل إلى اليوم لهذا المجرم.
المعايير المختلة ستبقى مختلة، العجزة سيقولون عني، أنني أدافع عن الصين الديكتاتورية لهذا أعري هذه الدولة الأمريكية.
ينسون أن الحقيقة تحتاج إلى عقل نظيف يعمل دون غايات مسبقة لكشف الحقيقة، بعيدًا عن المال السياسي الحرام.
اليوم كنت أشاهد برنامج على التلفزيوني الالماني عن النصب التذكارية التي أزيلت من الساحات العامة والبروبوغندا التي رافقتها والتي تدور حول هذا في أوكرانيا، منها النصب التذكاري للجندي المجهول العائد للحرب العالمية الثانية، ورجمهم للماضي، لكنهم ينسون أن الولايات المتحدة شاركت بشكل مباشر في قتل ودمار مدن شبه كاملة، كدرسدن وكولن وانهائهما من الوجود وقتل السكان بالطائرات.
الكذب والنطنط على الحبال تزرع الحزن والقرف في قلبي وعقلي عن الرخص والتفاهة في ممارسة السياسات الملتوية للكثير من المثقفين.
لست مهتمًا بمن يقول لي أنا مع فلان أو علان، أنا باحث عن الحقيقة، أعمل على تعرية ما هو موجود دون تبرير لهذا أو ذاك.
الولايات المتحدة لديها أهداف، تدمير أوروبا، وتدمير اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا، والطرفين يذهبون معها إلى المقصلة لقطع رأسيهما.
قلت هذا سابقًا وسأقوله اليوم، لست مع الحرب خدمة لمصالح المؤسسة الحربية الامريكية ولمصالح نخبها الفاسدة السياسية والعسكرية والاقتصادية

الحجاب
تحت بند الدفاع عن الحجاب أو الثياب التقليدية للمرأة المسلمة، هناك قوى سياسية عالمية تشتغل على تجهيل الناس في العالم كله، قوى لا يستهان فيها، ولكل فئة أو كتل اجتماعية كبيرة طريقة للوصول إليها، إلى تمزيقها من الداخل.
تم تجهيل الإنسان الغربي بالكامل وتفريغه من كل شيء يدور حوله.
منذ السبعينات ومع مجيء السادات المشبوه إلى السلطة، اتفق مع الأخوان المسلمين المشبوهين، على تسليمهم المجتمع وتخريبه وأسلمته وإعادته إلى الحضيرة الدينية وبشكل مشبوه على يد شيوخ الدين الجاهلين التافهين. ولا تزال السلطات العربية تعمل ليلًا نهارًا على تدمير بنية العقل في بلادنا. الشغل مع الجاهل سهل والنتائج مضمونة للسلطات سواء العربية أو الغربية.
أنت أو أنت، الأغلبية المشاركين في الدفاع عن الحجاب أو الثياب التقليدية تحت بند الهوية، يندفعون ببراءة وعاطفة للدفاع عنهما تحت بند الحرية الشخصية.
الحجاب ليس حرية شخصية، أنه عمل سياسي متقن تقوم فيه قوى سياسية دنيئة تعرف ماذا تفعل، ولديها المال والسلطة والهدف على مستوى العالم.

مهدي عامل
يقول المفكر والفيلسوف اللبناني مهدي عامل:
ـ أول فعل للنقد إسقاط الحصانة عن النص . ليس من نص مقدّس , ولتكن اللعبة مكشوفة . لكن النص يراوغ , والنقد يراوغ حتى يضع النقد النص في موقعه.
انتهى الاقتباس.
نسأل أنفسنا:
ـ وهل يستطيع النقد الحر أن يضع النص في موقعه؟
ـ أليست النصوص كلها هاربة، مراوغة، ملتبسة، متغيرة متبدلة، تعيش أكثر من وجه.
ـ هل يمكن إمساك النص وتثبيته؟
ـ لا يوجد نص حر ونص ميت، كل النصوص متحركة، متبدلة، نتاج الواقع، والواقع مراوغ.
إذًا، المشكلة في الواقع، لأنه المراوغ، هو المنتج.
الحياة مملوءة بالنصوص المبعثرة، كلها تقرأ قراءات متعددة، ومنتجة لوقائع متعددة متبدلة.
الحضارة الذكورية حضارة مقدسة، والنص نصها، وهي المنتج له، فكيف يمكن تثبيت المراوغ.

الذليل
الذي في أعماقه شعور بالذل والإنكسار، ورغبة عارمة بالمازوخية وعشق دفين لمن يدوس على رأسه وجسده وكرامته لا يمكنه أن يعشق أو يحب.
هذا ليس فردًا أو عينة واحدة من المجتمع الاستبدادي. إنه ظاهرة اجتماعية حقيقية ونتاج واقع مستلب ومقهور ومهزوم من الداخل.
لا أستطيع أن أصدق أن العلاقة السوية بين الرجل والمرأة يمكنها أن تستمر في ظل هذا الاستلاب والتهميش.
العلاقة أما أن تنتعش وتستمر في ظل سادية من أحد الطرفين أو مازوخية مبتذلة.
وما نراه هذه الأيام من علاقات مشوهة هو مجرد صورة حقيقية أو انعكاس حقيقي لواقع مشوه ومريض.
الأسوياء وحدهم يحق لهم أن يملكوا الحرية والسعادة.

اللقلق
في طفولتي المبكرة، كنت استمتع برؤية وسماع صوت اللقلق في ربيع دبانة البهي.
يبني هذا الطائر الأليف بقامته الدافئة، عشه فوق منارة صغيرة عالية بجانب بيت جدي.
يأتي مرات كثيرة من صوب رافد نهر الجغجغ الذي يحدد حدود دبانة حاملًا، في جعبته أغنيات وأقلام ملونة وبقايا نجوم وأزهار وقطع حلوة، كزوادة لأطفاله ونسله.
أصوات صغاره العذب، مشوق، وغني بالأمسيات، فيه حنين للأرض والغروب والفرح وانتظار الامساك بالفجر الجديد.
أقف مذهولا من منظر منقاره الطويل.
اللقلقة تزداد عندما تأتي والدتهم من بحار الأراضي البعيدة، محملة بالطعام، ديدان وأفاعي، وخزائن من الأرض، تدسه في أفواههم السوداء الجميلة.
وما أن تبدأ الحياة في تغيير جلدها، ولونها، حتى يرحل الصغار بصحبة الأبوين إلى بلاد الدفء والشمس.
بيد أنهم، أثناء ترحالهم، يصفقون لنا ويغنون ويرفرفون بأجنحتهم إشارة على أنهم يقطعون الوعود بالعودة إلينا، إلى السهر بيننا في ربيع السنة القادمة.

السجن
في السجن انفصلنا عن الواقع، وشكلنا لأنفسنا عالمًا افتراضيًا على مقاس المكان الضيق.
وحلمنا بالحرية، بالطيران، بالأمل، بالمرأة، بالحب، في عملية تأجيل عبثية لزمن العبث والضياع.
كانت الغاية من ذلك ترميم النفس من الانهيار.
وعندما خرجنا من السجن كان العمر قد تجاوز مرحلة الشباب، ودخلنا مرحلة الكهولة. وبعد أيام من وجودي في الحياة سمعت لأول مرة من أحد الأطفال من يقول لي:
ـ يا عمو.
وقتها شعرت بثقل الزمن، وأنني أعيش في زمن آخر لا أعرفه ولا يعرفني

الرأي
الاختلاف في الرأي، يفترض أن يعزز الصداقة والمودة والتواصل بين الناس.
لنفرح بالنقد، لأنه يصحح خطواتنا، ويدلنا على مكامن الخطأ والصواب في أفكارنا وآراءنا.
علينا أن لا نخاف من الذين يهزون قناعاتنا وأفكارنا. وإن لا نخاف من عيوبنا عندما تتعرى أمام الضوء.
الحياة تغيرنا، تفرض علينا تغيير مسارات حياتنا، وعلاقاتنا، وأفكارنا، وقناعاتنا.
والنقد، يدلنا على مكامن الخطأ فينا.
أفتحوا قلوبكم للضوء، لتروا الأمور أجمل.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية ـ 176 ـ
- هواجس ثقافية وأدبية 175
- هواجس ثقافية ـ 174 ـ
- هواجس ثقافية ـ 163 ـ
- هواجس فكرية وثقافية وسياسية 162
- هواجس ثقافية 161
- هواجس ثقافية وأدبية ـ 160 ـ
- هواجس أدبية ودينية 159
- هواجس سياسية 158
- هواجس ثقافية وسياسية 167
- هواجس ثقافية وفكرية وسياسية وأدبية ـ 166 ـ
- هواجس ثقافية وفلسفية 165
- هواجس ثقافية وسياسية 164
- هواجس ثقافية 163
- هواجس ثقافية وسياسية 162
- هواجس ثقافية 161
- هواجس ثقافية 160
- هواجس ثقافية وإنسانية 159
- هواجس ثقافية 158
- هواجس ثقافية 157


المزيد.....




- فرنسا : قلق من -إرهاب المتشددين الإسلاميين- قبل انطلاق الألع ...
- الرئيس التونسي يقيل وزير الشؤون الدينية وسط أزمة وفيات الحجا ...
- رئيس تونس يقيل وزير الشئون الدينية بعد وفاة 49 حالة في صفوف ...
- نزلها بأقوى إشارة وفرح أطفالك.. تردد قناة طيور الجنة Toyor a ...
- مئات المصلين يتوافدون إلى المسجد الأقصى لأداء أول صلاة جمعة ...
- هل تطبق إسرائيل الشريعة اليهودية بعد إعفاء -الحريديم- من الت ...
- الرئيس التونسي يقيل وزير الشؤون الدينية بعد وفاة وفقدان العش ...
- الكنيسة القبطية تعاقب القس دوماديوس
- قائد شرطة باريس: -إرهاب المتشددين الإسلاميين- مصدر قلق رئيسي ...
- بالفيديو.. خطيب المسجد الحرام يكشف سبب اختصار خطبة الجمعة وت ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس الثقافة ــ 177 ــ