أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - خطاب حسن نصرالله















المزيد.....

خطاب حسن نصرالله


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 07:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الخطاب الذي القاه حسن نصرالله مساء : 7 كانون أول , 2007كان غريبا ً في كلماته وغريبا ً في نبرته واتهاماته , وفيه الكثير من الزجل والهجوم المركز على حكومة فؤاد السنيورة وبعضه في عداد تغطية الأخطاء والمكابرة والكلام غير الموزون والذي تغلب عليه الهواجس والظنون والإصرارعلى جر لبنان إلى الوراء , والكثير أيضا ً من التناقض على ماض ٍقريب وحاضرمبهم وغامض سوى من التهم المتراشقة والشحن المتزايد من وإلى كل الأطراف .
وفي دعوة حسن نصرالله المتظاهرين إلى الهدوء والإنضباط والإبتعاد عن الشتائم والمحافظة على الإعتصام السلمي الحضاري تناقض لحظي آخر, كان على خلاف ماقال ! متوترا ً بل عصابيا ً وغير متسلسل وبعيد عن الإنضباط واستخدم من الشتائم والإتهامات للحكومة الشرعية الحالية وعلى رئيسها فؤاد السنيورة مايوحي بحجم الهوة بين الطرفين والإصرارعلى وضع عقد يصعب تجاوزها وسيل اتهامات من المؤسف سماعها وبهذه العشوائية وفقدان التركيز.
كان نصيب فؤاد السنيورة حصة الأسد من الإتهامات والسهام ولأول مرة يتهمه بالخيانة العلنية لإسرائيل بعد أن كانت لأمريكا ويدعم ذلك باتهامه بوقف تزويد شحن الأسلحة لحزب الله أثناء العدوان الإسرائيلي , واتهامه بعض الأجهزة الأمنية بمحاولة رصد مكان وجوده بما يوحي بالتعامل مع إسرائيل وأبعد من ذلك أن الحرب كانت من تدبيربعض قوى 14 آذار بحث أمريكا بأن تطلب من إسرائيل شن الحرب على حزب الله لتصفيته وإخراج سلاحه من المعادلة اللبنانية , وهي تحرض الآن أمريكا على شن حرب ثانية ضد سورية .
وعلى خلاف خطب حسن نصر الله السابقة المبرمجة والموزونة والتي تتسم بالهدوء والحكمة والترفع عن المهاترات ,كان هذا الخطاب" بشاريا ً أسديا " بامتياز متوترا ًعشوائيا ً وعاطفيا ً وبعيد عن خطاب التوفيق والوفاق والرغبة في حل الأزمة , خاطب عواطف وغرائز المتظاهرين وأهمل عقولهم في مزيد من الشحن ضد الحكومة , كان خطابه أشبه بفتح نارعشوائي على قوى 14 آذار وسكب البنزين على نار الفتنة التي تعس في شوراع لبنان .
وهدد بالقيام بانقلاب لانعرف شكله وأدواته في سابقة جديدة بعيدة كل البعد عن التقاليد السياسية الديموقراطية في لبنان والتي كانت صمام الأمان في حماية لبنان من الإنزلاق إلى فتن وحروب أهلية , كان متسرعا ً في سحب البساط من تحت الحكومة في لحظة يجتمع فيها هذا الكم الهائل من وقود الفتنة ومزقه ورمى الشرارة التي تتطايرعشوائيا ً في شوراع بيروت .
حضرت كل المحرضات والتهديدات والشروط والإنذارات وغابت كل الأمور الأساسية التي سببت الأزمة , وغابت مشاكل اللبنانيين الإنسانية والمادية والمعاشية والسياسية , وغابت المحكمة الدولية التي هي سبب توتر المتوترين وغابت دماء ضحايا الحرية وغاب عقاب العابثين بأمن لبنان وغاب الجنوب والأسرى ومزارع شبعا ,وغاب إعمار لبنان وحضر التخوين والإنقلاب وتشكيل حكومة مؤقتة نظيفة وتوزيع مقاعدها هبات على أطراف المعادلة اللبنانية مع حرمان قوى 14 آذارمن حقهم الذي بات يقرره حسن نصرالله وبوكالة عامة من الشعب اللبناني !!.
وفي ظل كثرة الغائبين الأساسيين في الخطاب وحضور الشتائم والتخوينات وتوزيع الوطنيات وأوسمة الشرف على المتظاهرين فقط يرتكب حسن نصر الله خطأ ًوطنيا ً وسياسيا ً وأدبيا ً,وإلا ماهو تصنيف الغائبين من بقية اللبنانيين وهم الأكثرية النيابية والسياسية والطائفية والدينية والبشرية والديموقراطية؟ وهل اختلطت الأمور إلى هذا الحد ؟ أم أن الهدف هو جر المتظاهرين من لبنان إلى الطرف الآخر من الكرة الأرضية ؟ وحصرهم في أمريكا واعتبار أن أولوياتهم الوحيدة هي الشعارات الطنانة التي لاتحل أزمة ولاتعاقب مجرم ولاتقدم مساعدة ولاتساهم في إسكان مشرد وإشباع جائع وإعمار خراب ندم عليه لأنه لم يكن يتوقع مستوى ردود الفعل!.
وفي ظل هذا الخطاب الذي يهدف أساسا ً إلى حرف الحقائق وتشويه الأوليات والذي افتقد لأي مقاربة موضوعية لما يعيشه لبنان ,ولم يحدد أية آلية عملية مباشرة للخروج من عنق الزجاجة التي حصر لبنان فيها, وعمل بكل طاقته اللفظية ليتبارى مع رموز السياسة التقليديين الفرديين والفاشلين المفترقين مع شعوبهم والذين تغص بهم بملل الحياة العربية .
بكل أسف نقول أن الصورة التي ظهربها حسن نصرالله أخيرا ً تناقض صورة المجاهد الذي صفق له الملايين من العرب والمسلمين والمسيحيين على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي وكل الشعوب الحرة , تناقض مسيرة طويلة من التضحيات والعذاب والدماء والدموع أفرزت في حرب تموز 2006 ( بغض النظر عن ملابساتها ونتائجها على الأرض ) نصرا ً معنويا ً أعاد بعض الثقة التي ضيعتها مسيرة طويلة من الهزائم والنكسات والنكبات وكسرافرادة الوطنية والمساومات على شعوب المنطقة ونقلت الشعوب من حفر اليأس والإحباط إلى شعور الثقة بالنفس وتعزيز الإرادة الوطنية والقدرة على النصروحطمت أسطورة التفوق شبه المطلقة وترجمت أن الإنتصارهو إرادة مستقلة وطنية وشعب موحد حر أولا ً وأخيرا ً.
من منطلق الحرص على لبنان كله لأن فيه الحرص على سورية والمنطقة نسأل إلى أين ذاهب يا سيد حسن نصرالله ؟ إن استطعت أن تتوقف فلا تتردد ؟ ! فوراءك إلى الآن تاريخ نريدك أن تبقى فيه ويبقى فيك وأمامك وطن يريد حسن نصرالله الجنوب ومارون الراس وبيروت النصر والوحدة والحرية وحكمة الشجاع وصبر وهدوء ويقين وتسامح المؤمنين الصادقين , وإن استطعت ومسيرتك السابقة توحي بأكثر من ذلك أن تمد يدك إلى لبنان فهذا واجبك وأنت أعرف الناس بذلك , تمد يدك وتطفئ الحريق الذي يريده الأشرار الكبار والصغار والغرباء وبعضهم من أهل الدارأن يحرق الجميع , لتبقى حسن نصرالله بطل ملحمة لا ضحية محكمة , ومجاهد ثائر لاسياسي حائر, وإرادة وطنية مستقلة لاتقبل الوصاية ولاللمجرمين التغطية والحماية .
سيسجل تاريخ لبنان موقف قوى 14 آذار أثناء العدوان الهمجي على لبنان , الموقف الوطني الذي شكل دعامة الإنتصارووقفوا صفا ً واحدا ً مع المقاومة من لبنان إلى الدول العربية إلى العالم أجمع وكان بإمكانهم أن يقفوا موقف مغاير ولهم في ملابسات بدء الحرب بعض العذرلكن مصير الوطن لايحدده فرد ولاحزب ولافريق ولاخلاف على مقاعد , هذا الموقف في الميزان الوطني والسؤولية السياسية والأخلاقية يزن أكثر بكثيرمن أزمة حكومة عابرة مهما كانت ولايمكن حلها بالإنقلاب وإسقاط الحكومة , وطريق الحل واحد وحيد واضح ومعروف ,هو الحواروالتوافق في نهاية المطاف ولاسبيل آخر لإنقاذ لبنان .
لبنان عانى مايكفي من الحروب والشقاق والوصاية وتداخل وتدخل الأخوة مدعين الحرص على وحدة لبنان وحمايته , لبنان ليس قاصرا ً على قارعة الطريق , لبنان يرفض الوصاية ويرفض تغطية الجريمة وتبرئة المجرمين , لبنان يريد أن يعيش حرا ً سيدا ً مستقلا ً ومن أجل ذلك تهون الكثير من الخلافات ومقاعد الوزارات .



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير : بيكر - هاملتون .. والتدحرج على الفوضى !
- استعصاء النظام السوري في الصفقات وافتعال الأزمات
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت (2)
- صفقات سورية على طريق دمشق - بغداد - بيروت..!
- شرعية المحكمة الدولية بين لاشرعيتين!
- النظام السوري ..وانتظار تمديد الدور !
- النظام السوري وطاولة الحوار
- أي سيناريو ينتظر سورية ؟
- إرادة التجديد في الخطاب الفكري والسياسي السوري
- المعارضة السورية بين إشكالية التجديد وضرورة التغيير
- إلى متى تبقى بعض أطراف المعارضة تدور في فلك الإستبداد؟
- أين دور المثقفين السوريين
- سورية والإرهاب .نظام ودور ..اللعبة الخطرة
- حالة الضياع هل هي أزمة ثقافة أم أزمة سياسة؟
- وثيقة الحقوق المدنية للمواطن
- على الصامتين أن يتكلموا..سورية على كف عفريت
- من هي حوامل التغيير الديموقراطي السلمي في سورية ؟
- الإستبداد ودوره في تشويه شخصية الإنسان
- سورية بين خطاب جبهة الخلاص الوطني وخطاب النظام السوري


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - خطاب حسن نصرالله