|
الزرزور وبيدر الدخن
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7982 - 2024 / 5 / 19 - 10:30
المحور:
الصحافة والاعلام
أزعجتني مقالة كتبها احدهم باسم مستعار عبّرَ فيها عن غضبه وحزنه وزعله الشديد بسبب سقوط 5 صواريخ فقط فوق قاعدة إسرائيلية. فبكى ولطم ومزق ثيابه، وكاد يموت من القهر. . لم يكن حزنه بسبب ما تعرضت له إسرائيل، بل لأن لبنان هي التي سددت الضربة الصاروخية المباشرة. فأقحم نفسه في متاهات الظلمات المذهبية التي نحن في غنى عنها، وبخاصة في ظل حملات الابادة الجماعية التي راح ضحيتها الآلاف. وفي ظل المآسي التي عصفت بأهلنا هناك. . لا اريد التعمق بالتفاصيل التي أغضبته وجعلت الدماء تغلي في عروقه، يكفي ان اقول انه من اصحاب العقول المشفرة. فهو لم يتهجم على إسرائيل، ولا على البلدان التي تدعمها بالمال والرجال، ولم ينتقد العرب الذين خذلوا فلسطين، وباعوا القضية، ولم يكترث بما آلت اليه احوال المحاصرين في غزة. لكنه انتفض وانفعل وأبدى استياءه لأن الصاروخ الذي ضرب إسرائيل كان لبنانيا، ولأن لبنان هي التي سددته، وهي التي حددت الهدف، ولأنها اصابت معسكر الأعداء. هو يعلم انهم أعداء وسفلة وقتلة، لكنه يرفض ان يأتي المدد من جنوب لبنان ، أو من اليمن، أو من العراق . . وهكذا كان زعل هذا المعتوه مثل زعل الرگة (السلحفاة) على الشاطئ، أو مثل زعل الواوي (ابن آوى) على الديك. أو مثل زعل الزرزور على بيدر الدخن. وما إلى ذلك من الأمثال العراقية الدارجة. فأكوام الدخن وأكوام القمح لن يضرها زعل عصفور واحد يعلن مقاطعته لها، ولن يستطيع العصفور نفسه الاستغناء عن بيادر الخير، ويبقى في امس الحاجة اليها لأنها توفر له الطعام. . قبل قليل كان النائب الإسباني (مانو بينيدا) يتحدث، فيقول: (الإنسانية تموت وهي ترى الفتك في سكان غزة، وسوف يستغرق الأمر منا أجيالا للتغلب على هذا العار، وهذا الاشمئزاز، وهذه الكراهية تجاه الإسرائيليين المسؤولين عن هذه الإبادة، وتجاه شركائهم). لقد تحركت المشاعر الأندلسية في قلب (مانو)، بينما تسمع التناقضات المخزية من بعض العرب والمسلمين، الذين تعطلت عقولهم. وتحجرت قلوبهم، وآمنوا بالتدين الشكلي، ولا يعلمون أن الدين قبل كل شيء: قلب حي، وضمير يقظ، وسريرة نظيفة، وعبادة خالصة لله الواحد الأحد الفرد الصمد. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جامعة إسلامية تلمودية
-
حروب خاضها العرب ضد انفسهم
-
مصر: خطوة أخرى نحو التضليل
-
مهددون باسقاط الجنسية
-
ماذا بعد يا عرب ؟ ما الذي تنتظرونه ؟
-
حظر تفرضه الشعوب الواعية
-
تعالوا نسأل الخبير الكبير
-
بالاو - ميكرونيزيا - ناورو
-
الوجه القبيح لديمقراطية الأقوياء
-
ثرثرة فوق جسر التنومة
-
تهديدات أردنية بمشاركة 33 دولة
-
الموبيل الأثيوبي الفضيل
-
مصر مرشحة للتقسيم والتشرذم
-
برلمانيون فشلوا في إقصاء بروسلي
-
طائرات مجانية رفضها الوزير
-
الفصّوع رئيسا للقبائل السيناوية
-
بسالة بطعم النذالة
-
علم اسرائيلي بحجم سيارة الألبان
-
حدود عربية باللون البمبي
-
ارهاصات الحاخام سالم الطويل
المزيد.....
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا
...
-
انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
-
إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
-
رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا
...
-
مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|