|
لن تغيروا وجه مصر .. لماذا مصر الأن؟! المستقبل يصنع الأن ..
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 7981 - 2024 / 5 / 18 - 15:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأن، الأن، تتكالب على مصر كل المؤامرات الخبيثة، كل قوى الشر والطغيان، من الداخل والخارج، لتنال من القلعة الصامده الموحدة منذ ألاف السنين، ونحن مؤمنون أن كل ذلك سيمر دون أن تتغير مصر، بل على العكس، أن هذا الشر هو بالضبط من سيفجر ينابيع الخير المتأصلة في هذه الأرض الطيبه، الأم.
أليكم ثلاث أمثلة من مظاهر، وليس أسباب، هذا الخطر الداهم الذي يزحف على مصر هلموا .. المستقبل يصنع الأن
المثال الأول: الشعار الخطير والكاشف لـ"أتحاد قبائل سيناء" قبل تغيير أسمه الى "أتحاد القبائل العربية": "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"!.
شعب مصر شعب واحد، من وحدته مادة اللحام "النيل"، ووحدت أقاليمه من الشمال للجنوب عبر ألاف السنين أمام كل عوامل الفرقة، لن يمكنكم تفريقه مهما تحايلتم، مصر دولة سياسية، وليست قبائل أو عشائر، عرفت الدولة المركزية منذ ألاف السنين، عندما كانت شعوب أخرى، ومازالت، في مرحلة العشائرية والقبائلية. من لايرى في نفسه أنه ليس مصرياً، فهو ليس مصرياً.
أما حكاية وتعارفوا دي، يصلح معها المثل الشعبي "صحبي وصحبك ع القهوه"، يعني ليس في بيتي، البيت لأهل البيت، أما الأغراب فهم مجرد ضيوف، يقبلوا أو لا يقبلوا حسب صنفهم.
المثال الثاني: أمراء الحرب في مصر كما حق لأمراء وملوك أهداء مصر مدينة، كمدينة الشيخ زايد في الجيزة مثلاً، يحق للشيخ العجراني أهداء مدينة "السيسي" في سيناء، وكما قال: أن أول من سيسكن فيها أسر الشهداء من جمهورية مصر العربية "الشقيقة"، واذا ما صح ما نشرته صحيفة الصنداي تايمز فالمرشح ان يكون سكان المدينه الأساسيين هم المهجرون من غزة، الذين تم تهجير حوالي 20 الف منهم كل شهر منذ بداية العدوان على غزة، مقابل 5 الاف دولار لكل فرد، الهجرة التي نظمتها من غزه الى سيناء - وفقاً للصحيفة - شركة الشيخ العجراني "هلا". *تحقيق الصنداي تايمز في أول تعليق
المثال الثالث: "الصورة" أصدق أنباء من الكتب" .. و"رب صدفة خير من الف ميعاد" ! أن يلتفا الحضور في مؤتمران خطيران بألوان علم أسرائيل هذا أمر جد خطير لابد وحتماً من تغيير مهندس الديكور.
خاصة عندما يكون الحضور في المؤتمر الأول هو رئيس الجمهورية والقيادات العليا في الدولة، ويكون الحضور في المؤتمر الثاني قيادة وكوادر أول "ميلشيا" علنية في مصر وعاصمتها تحديداً سيناء!.
الصورة الأولى: لمؤتمر للرئيس السيسي، يوم الثلاثاء 17 مايو 2016، على هامش افتتاح مشروعات خاصة بالطاقة بأسيوط، والتي قال فيه إن حل القضية الفلسطينية سيجعل اتفاق السلام المبرم بين مصر وإسرائيل "أكثر دفئا".
الصورة الثانية: لمؤتمر عقد يوم الُأثنين الماضي بالجيزة كأول مؤتمر لأتحاد القبائل العربية في مصر.
نقد النقد التجريدي الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!: ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات، انه مستهدف ومخطط له، انه صراع مصالح طبقية متناقضة متضادة. داخلياً وخارجياً. هذه هى السياسة.
لماذا مصر الأن؟! المستقبل يصنع الأن .. ".. موقع مصر من العالم هو موقع القلب من الجسم او العاصمة من الدولة، وانها حجر الزاوية وارض الركن، مجمع القارات ومفرق البحار، وملتقى الشرق والغرب .." ص 363
"لقد كانت مصر "قاعدة قوة طبيعية"، أكبر قاعدة قوة طبيعية فى المنطقة، وخلف هذه القاعدة الصلبة، بالطبع، يكمن النيل، فأليه ترجع كل قوتها ممثلة فى وفرة انتاجها وثراء غلاتها، حتى اعدائها كانوا على وعى بهذه الحقيقة الاساسية، الى حد أن منهم، مثل هيتون، من نصح قومه بالتربص بها وقت امتناع النيل عن الفيضان حين تغيب قوتها وتستحيل ضعفاً فيكون مقتلها." (ونضيف من عندنا: او بناء السد الاستعماري "النهضة"، الذي يغير من معادلة تدفق ماء النيل مادة اللحام، المادة اللاصقة لاقاليم مصر على مدى الاف السنين، فأنه لتفتيت كتلة ضخمة صلبة، يجب افساد مادة اللحام اولاً!) ص 363
".. والواقع ان النيل بما منح مصر من حياة مستقرة ومتجددة معاً ومن غنى ووفرة مع ترف وجمال، وبالتالى من امن وطمأنينة مع تفاؤل بالمستقبل وثقة بالنفس ..." ص 365 شخصية مصر - دراسة فى عبقرية المكان، جمال حمدان. الجزء الثانى – الباب السادس – الفصل الخامس والعشرون – شخصية مصر الاستراتيجية. احترسوا .. ليست كل الاخبار السلبية عن اوضاع مصر الاقتصادية، لوجه الله والوطن! تفعيل ازمة، يسمح بقبول ما لا يمكن قبوله.
تفعيل الازمة، يسمح بقبول ما لا يمكن قبوله ! ان شروط خلق الازمة، "الكارثة"، التى فرضها "صندوق النقد الدولى" على مصر، (اكثر من 100 مليون)، كما غيرها من الدول، والذى يسعى من خلالها لفتح السوق المصرية على مصراعيها، امام المؤسسات المالية العالمية الحاكمة لصندوق النقد، تلبية للتوسع الحتمى للسوق للرأسمال العابر للجنسيات، وفقاً لقانون النمو الرأسمالى؛ ووفقاً لخطة الصندوق، عند تنفيذ شروط الصندوق كاملةً، من المفترض، ان تنقلب خريطة القيم لدى الجمهور المصرى، رأساً على عقب، فمن كان محرماً سابقاً، سيصبح محللً، انه الانتقال من قيم عالم الدولة الوطنية والقومية الى قيم عالم العولمة، حيث تتحول القيم الى اشياء قابلة للبيع والشراء، ايأ كان مصدر هذه القيم.
بدون صدمة امنية جماعية كبرى، لا يمكن للصدمة الاقتصادية ان تمر! بعد الصدمات الأمنية الكبرى التي عانها منها الشعب المصري من بعد 25 يناير 2011، وحتى أقصاها في 2013، ها هو الشعب المصري، كما كل شعوب المنطقة، يعاني من "مشاهدة" أكثر المجازر الوحشية في العصر الحديث، التي يرتكبها الأحتلال الأسرائيلي ضد شعب غزه فلسطين على حدود مصر الشرقية،تلك "المشاهدة" مع القبضة الأمنية الداخلية يشكلان حالة من الرعب والهلع، تؤديان الى حالة من الوجوم، رغم كل مشاعرهم شديدة الحزن على شعب غزه فلسطين، مضاف اليها مخاوف على مستقبل قطعة غالية من أرضه، سيناء.
"الصدم والترهيب" عمليتان تستتبعان مخاوف ومخاطر ودماراً يتعذر على الشعب، بشكل عام، وعلى عناصر او قطاعات محددة من المجتمع المهدد، او على قيادة هذا المجتمع، ان تفقهها. كذلك، العقيدة العسكرية فى حرب الولايات المتحدة على العراق: "الصدم والترهيب"، تحقيق هيمنة سريعة. كيف تتحول النعمة الى نقمة؟! ان الثروة الطبيعية لفنزويلا وغيرها من بلدان امريكا اللاتينية، التى تمتلك بترولاً فى جوف ارضها، كما ثروات معدنية ومحصولية اخرى، هى اهداف للهجوم والنهب المنظم، وقد تحولت الى الاداة الرئيسية لاستعبادها السياسى وازماتها الاقتصادية وانحطاطها الاجتماعى، انها قصة طويلة من مآثر لعنات الثروات الطبيعية، وسوء السمعة والتحديات. "الشرايين المفتوحة لامريكا اللاتينية" ادواردو جليانو.
"ليست الابادة فى الارجنتين عفوية، كما انها ليست وليدة حظ او عملية خالية من المنطق، انما هى الغاء منظم لـ"جزء كبير" من الشريحة الوطنية الارجينتينية، يهدف الى تحويل تلك الشريحة من خلال اعادة تحديد اسلوب حياتها وعلاقاتها الاجتماعية وقدرها ومستقبلها." دانيال فييرستاين، عالم اجتماع ارجنتينى، 2004
في الارجنتين، في فترة السبعينيات، شكل "الاختفاء" المفاجئ لثلاثين الف شخص، كان معظمهم من الناشطين اليساريين، على يد الطغمة العسكرية، كان جزءاً لا يتجزأ من فرض سياسات "العلاج بالصدمة الاقتصادية" على البلد، تماماً كما اعمال الرعب التي لازمت النوع نفسه من التحول الاقتصادي في التشيلي، وفي الصين في عام 1989، كانت الصدمة الناتجة عن مجزرة ساحة تيانامين وما تلاها من توقيفات بحق عشرات الالاف من الناس، هما اللذين حررا يدي الحزب الشيوعي كي يقوم بتحويل معظم البلاد الى منطقة تصدير واسعة النطاق اكتظت بالعمال الذين غلبهم الرعب الشديد، فمنعهم من المطالبة بحفوقهم. وفي روسيا عام 1993، كان قرار بوريس يلتسن ارسال دبابات لقصف مبنى البرلمان وحجز قادة المعارضة، هو الذي مهد الطريق امام الخصخصة الجنونية، التي انتجت طبقة "الاوليغارشيا"، الذائعة الصيت.
نقد النقد التجريدي الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!: ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات، انه مستهدف ومخطط له، انه صراع مصالح طبقية متناقضة متضادة. داخلياً وخارجياً. هذه هى السياسة.
إعلامى مصرى، وكاتب مستقل. [email protected] معد ومقدم برنامج "بدون رقابة"، التليفزيون والفضائية المصرية، 1996 – 2005م. https://www.youtube.com/playlist... مؤسس أول شبكة قنوات تلفزيونية ألكترونية في الشرق الأوسط TUT) )، 2007 – 2012م. https://www.youtube.com/user/TuTAmoNChannel الموقع الرسمي للكاتب سعيدعلام على موقع "الحوار المتمدن": https://www.ahewar.org/m.asp?i=8608 صفحة سعيد علام على الفيس بوك: حوار "بدون رقابة": https://www.facebook.com/groups/1253804171445824/
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-لا حتنفع لينا ولا لغيرنا-! ملف: المستقبل يتحدد الأن. (حقيقة
...
-
فيسبوكيات اليسار يكلم نفسه!
-
فيسبوكيات أن لم تكن مسئولية القِيادة السياسية حماية سيادة ال
...
-
فيسبوكيات أذا عرف الهدف، بطل العجب!.
-
نعم للقرار التكتيكي للمقاومة بقبول وقف أطلاق النار، شرط أن ي
...
-
فيسبوكيات لا تحولوا الأنتصار التاريخي الغير مسبوق، الى هزيمة
...
-
.. وللأبادة في غزه مآرب أخرى؟!
-
القرار الأخطر في تاريخ مصر المعاصر!
-
الشرط الأستراتيجي الذي لا غنى عنه في أي أتفاق! لا تجهضوا الث
...
-
فيسبوكيات مصر تنفي إجراء -مداولات- مع إسرائيل بشأن اجتياح رف
...
-
فيسبوكيات في أنتظار جبهة التحرير الفلسطينية. الضفة كود أنتصا
...
-
فيسبوكيات ما هو الرد المصري على معادلة: رد أسرائيلي محدود عل
...
-
فيسبوكيات حركة التحرر الوطني، هى حركة تحرر وطني! وأسقاط المش
...
-
فيسبوكيات مآزق محور المقاومة! -عدم توسعة رقعة الحرب- كشعار أ
...
-
فيسبوكيات المسرحية!
-
فيسبوكيات هل حقاً السيسي ضد تهجير الفلسطينين الى سيناء؟!*
-
فيسبوكيات الجائزة الكبرى للمقاومة الفلسطينية!
-
فيسبوكيات هل الخلل الفادح الذي مازال يكرره المحللين السياسيي
...
-
فيسبوكيات أنه حقاً طوفان الأحرار، لا تحرفوه لحركة عنصرية! أف
...
-
فيسبوكيات لقد أصبح العار تاريخاً!
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|