أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - جيش الاحتلال وثور الساقية














المزيد.....


جيش الاحتلال وثور الساقية


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7980 - 2024 / 5 / 17 - 18:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


حين تذهب بعدوك ماشيا على قدميه نحو العتمة وتتركه يدور مكانه معتقدا انه يفعل ما يريد فانت تكون كمن ملك ثور ساقيته لأنه من جانب سيحصل على الماء الذي يريد تاركا الثور يعتقد انه يسافر الى مكان اخر قد يكون راغبا هو به وهذا هو الحال الذي وضعت المقاومة الفلسطينية ومعها جميع قوى محور المقاومة جيش الاحتلال ومعه سيدة المقتلة الاولى الولايات المتحدة.
جيش الاحتلال اليوم يراوح مكانه ذهابا وايابا من بيت حانون الى رفح ولم يتمكن حتى اللحظة من طي صفحة زقاق واحد حتى بعد ان تمكن من هدم كل حيطانه ومنذ اللحظة الاولى قلت ان الاحتلال اهدى المقاومة الفلسطينية هدية لم يكن يمكنه الحصول عليها في غزة الأرض شبه المنبسطة والخالة من اية تعقيدات طبيعية يمكن استخدامها للمناورة وبإقدام الاحتلال على صناعة الاف اكون الردم والبيوت المهدمة والمدمرة شبه الصامدة منح المقاومة كل هذه الغابات من الاسمنت والحجارة والتي جعلت من ارض غزة حالة فريدة في تاريخ المعارك العسكرية ولم تعد المقاومة اسيرة الانفاق بل باتت تملك انفاق فوق الارض لا يمكن ردمها ولا تحطيمها ولا قصفها اكثر مما حصل.
من جانب اخر بات الاحتلال مرغم على الاحتماء بعلب المعدن المرئية والمعروفة " الدبابات " والمقاومة مختفية بين اكوام غابات الاسمنت لا احد سواها يدري مكانها وصار المهاجم هدفا مرئيا في حين لا يمكنه رؤية الا العتمة التي منحته اياه المقاومة وهو ما يعن يان امد مثل هذه الحرب يمكن ان يطول لسنوات وسنوات بعد ان صار الزمن مكون حقيقي لواقع جديد صار لزاما على اهله ان يتعاطوا معه كما هو ولم يعودوا ينتظرون نهاية يصنعها العدو بل باتوا يؤمنون ان النهاية غير ممكنة الا بإرادتهم وهي التي يريدونها كما ينبغي لها ان تكون محققة لأمانيهم المادية والمعنوية بعد ان جعل الاحتلال من مصالحهم المادية امرا غير موجود على الاطلاق.
لم يعد الغزي يخاف على بيته وممتلكاته بعد ان اصبحت ركاما هي وما تحوي ولم يعد يملك وصولا الى مال بعد ان دمرت البنوك وانقطعت القنوات ولم يعد يحلم باسم الوجبة ولا بطعمها بل بات ما يعنيه ان يدخل للمعدة اي شيء أيا كان اسمه ما دام يمكن له ان يملأ امعائه لوقت من الزمن وهو ما يعن يان الفلسطيني الغزي خسر كل شيء واستفاق على حقيقة واحدة انه ربح نفسه ولم يعد له من مهنة سوى المقاومة بعد ان دمر كل شيء بما في ذلك رزنامات الحائط وعقارب الساعات فلا حائط للرزنامة ولا ساعد للساعة فالسواعد مشغولة بالبحث عن الخبز او بالدفاع عن الوجود وهو ما يعني ان احتمالات الرغبة بالتخلص من الحال باي ثمن لم تعد قائمة وحل محلها ما دمنا خسرنا كل شيء مادي فلنحافظ على ما لدينا من كرامة وكبرياء وهو ما بقي لنا من وسائل لاستعادة ما خسرنا فان خسرناها لن يعود شيء بما في ذلك انفسنا.
ثور الساقية الذي يدور في ارض غزة منذ سبعة شهور ونصف دون ان يصل الى هدفه ودون ان يدري اذا كان قد وصل ام لا وهو نفسه ذاك الجيش الذي حكمت عليه مقاومة الحفاة بالأشغال الشاقة وتركت له حق تحديد مدة الحكم بنفسه وما يقوم به على ارض غزة اليوم الى جانب دور ثور الساقية فهو دور المحكوم بالأشغال الشاقة الذي يقضي حكمه ينقل كومة للحجارة ومن المكان " أ " الى المكان " ب " الذي يبعد عنه بضعة امتار وحين ينتهي من نقلها يعيدها الى مكانها الاول وهكذا الى ان ينهي حكمه والفرق ان جيش الاحتلال بإمكانه ان ينهي حكمه بيديه ان قرر رفع الراية والخروج من ارض غزة تاركا للمقاومة وشعبها تقرير حال اليوم التالي لغيابهم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لا زال إنتصار المقاومة ممكن؟
- يا جنود العالم ... الى الخلف دُر
- فلسطين والعالم - حين تتحد جبهة المظلومين -
- اليهودية بين افران الالمان وسلام ايران
- تفاحة نيوتن وصحوة غزة
- الإمام الخميني وجدتي وعمي ومعلمي
- غزة بين المَقتَلَة والمَفعَلَة والمَقوَلَة
- فلسطين واحدة لا تقبل القسمة
- غزتان وثلاث ضفات وخبيزة
- هل تصلح شظايا هذا العالم لعالم جديد
- إعلان الصيام نهارا والاضراب ليلا لأجل غزة
- الهتلرية الصهيونية ومقتلةُ غزة
- غزة تفضح سطوة شريعة الغاب
- قراءة في قرار العدل الدولية بشأن غزة
- محور المقاومة وبيضة كولومبوس
- التنازل عن بعض الحق يلغيه
- لا وجود للعدل بغياب الحق
- نعم دفاعا عن المقاومة
- حين يصير طلب الحق جريمة
- طوفان الأقصى ينصر نفسه


المزيد.....




- -كأنه منطقة حرب-.. فيديو شاهد يظهر عمليات الإنقاذ بحادث اصطد ...
- فيديو يُظهر ما يبدو لحظة اصطدام طائرة الركاب وهليكوبتر وسقوط ...
- عربات طعام بنكهات أصيلة واستوديو متنقل..كيف جذب هذا الحي في ...
- السعودية.. فيديو مخالف للآداب العامة يثير تفاعلا والداخلية ت ...
- ترامب يعلق على الحادث الجوي المروع في واشنطن (فيديو)
- زيلينسكي يحيي ذكرى الجنود الذين تصدوا للهجوم البلشفي في يناي ...
- إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بـ16 تهمة ...
- لحظة اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب قرب مطار رونال ...
- -واتساب- يواجه في روسيا غرامة قدرها 18 مليون روبل
- -ولادة عذرية- نادرة لسمكة قرش تثير حيرة العلماء


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - جيش الاحتلال وثور الساقية