أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فاروق حجي مصطفى - في ضوء تطورات الأكراد أمام تحديات المحاور















المزيد.....

في ضوء تطورات الأكراد أمام تحديات المحاور


فاروق حجي مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 1760 - 2006 / 12 / 10 - 09:25
المحور: القضية الكردية
    


ما زال بعض التنظيمات في الحركة الكردية في سوريا المعترضة أساسا على أسلوب معالجة التحالف الديموقراطي والجبهة الديموقراطية الكرديين لقضايا الشعب الكردي المزمنة، تصرّ على رأيها حيال الوضع الكردي، والتحديات التي تواجهها خصوصا بعد ظهور بوادر صفقة سورية أوروبية على السطح. كان من الأفضل للأكراد أن يتساءلوا عما سيكون عليهم فعله (مع المعارضة الوطنية ومع النظام) بعد حصول تطورات سياسية دراماتيكية في العلاقات بين سوريا والمجتمع الدولي، والمقصود هنا التشدد السوري مقابل التنازل الأميركي الأوروبي.
ان بقاء بعض القيادات الكردية على القناعات التي مفادها أن المسألة الكردية في طريقها إلى الحل وأن قوى وصلت إلى طريق مسدود وقد أخفقت في كثير من المحطات، وأن الاكراد (جميعا) في طريقهم إلى التحرر، وأمور أخرى أكثر تفاؤلاً، هي مما يجلب الى الاكراد العزلة القاتلة. بيد أن الواقع غير ذلك تماما، إذ إن الأمور قبل لجنة بيكر هاملتون تختلف عما بعدها. عدا عن ذلك، فإن الاكراد اليوم في أزمة حقيقية مع جوارهم ولا احد من الجوار يتفهم وضعهم وحقوقهم، وهم ما زالوا ينتظرون أشياء كثيرة لتتحقق حتى يكونوا في وضع التساوي مع الشعوب التي يعيشون معها. هذا المشهد (بحسب ما اعتقد) يعرفه العقلاء الاكراد وربما يعرفه السذج أيضا، لكنهم يتجنبونه. والحقيقة أن هؤلاء العقلاء قدموا لشعبهم ما لم يقدم احد لشعبهم، ويحاولون بشتى الوسائل تجنيبه (الشعب) من الانزلاق إلى الهاوية وتجلى ذلك في محطتين بارزتين ليستا ببعيدتين زمنياً: أحداث القامشلي وحادثة اختطاف وقتل الشيخ معشوق الخزنوي. ومن ثم توقيع الكرد على تفاهمات . في أحداث القامشلي كان واضحاً الدور الذي لعبته أطراف بارزة من الحركة الكردية لئلا تصل الأمور بين الكرد والسلطات إلى شرخ اجتماعي، وتتحول المشكلة من كونها سياسية أو أمنية إلى مشكلة اجتماعية وتختزل وتنحصر بأنها مشكلة وقعت بين أبناء منطقة واحدة (أي بين المجتمع العربي والمجتمع الكردي) في الوقت الذي كانت فيه جماعات أخرى من فصائل الحركة (والتي تعتبر نفسها وصية وحريصة أكثر من غيرها على مصالح الشعب الكردي) تسعى نحو التأزيم والتصعيد من دون حساب العواقب التي قد تنجم. أما في حادثة اختطاف ومقتل معشوق الخزنوي فقد أظهرت الحقائق أن جهات من مجتمع الجزيرة (سواء أكانوا من العرب أو من الاكراد) كانت تتهيأ للقيام بفعلها الذي لا يخدم ولا يليق بالتعايش السلمي في ذلك المجتمع.
ولولا عقلاء الاكراد أيضا لسعت جهات عدة إلى تخريب الأوضاع ولكان مصير الشعب الكردي الفقير ماليا والمتشرد متجهاً نحو محرقة، وبالرغم من هذه المحاولة من جانب العقلاء إلا أن الفتنة فعلت فعلها وتأذى الشعب كثيرا نتيجة للامية السياسية لدى بعض الساسة الاكراد واستغلال هذا الوضع من قبل بعض الغوغائيين العرب. حيث في التظاهرة التي دعا إليها كل من (احزاب آزادي ويكيتي وتيار المستقبل) بمناسبة مرور أسبوع على مقتل الخزنوي، دفع الاكراد العاديون والذين يحتارون في الوسيلة التي يؤمنون بها لقمة عيشهم، خسائر باهظة جاوزت نهب وسرقة 40 محلاً تجارياً، والغريب أن الذين قاموا ونفذوا التظاهرة تجنبوا نداءات العقلاء من الساسة الاكراد بالامتناع عن مثل هذه التظاهرة لأنهم كانوا يدركون نتائج مثل هذا العمل في ذلك الجو المشحون والمتوتر أصلاً، إلا أنهم أصروا على موقفهم والذي وصفوه بالبطولي وتواروا عن الأنظار بعد التظاهرة مباشرة.
أما ما يسجل ايجابيا لصالح العقلاء الكرد أيضا هو تداركهم للتداعيات مبكرا وكذلك دخولهم ضمن إطار <إعلان دمشق> والحقيقة أن الاكراد ليسوا هم من دخلوا لاحقا بل هم من مؤسسي <إعلان دمشق> والذي يرى نفسه الآن أساسا في الإعلان. استطرادا .. فإن وجود الاكراد في <إعلان دمشق> له قيمة كبيرة وسيكون لمثل هذا الموقف انعكاساته الايجابية وسيسجل التاريخ كما سجل أثناء الاستعمار الغربي صفحات مشرقة لصالح الاكراد، وذلك لعدة أسباب، أولها: أنهم اثبتوا لشركائهم أنهم وطنيون سوريون، ومن يردد مقولات تخالف هذه الحقيقة يصيح في جرة فارغة، وبالتالي من يريد تجييش الشارع العربي ضد الاكراد لن يحصد شيئا، وان توسيع الشرخ بين المجتمعين العربي والكردي أمر استبعده <إعلان دمشق>، فمشروع (الشرخ) من هذا النوع كتب له الفشل من خلال التمسك الكردي بالنسيج المجتمعي والسياسي السوري. وثانيهما: نحن الآن أمام توليفة إقليمية ودولية جديدة، ومحاور إقليمية جديدة، وهناك حديث عن مؤتمر دولي للسلام.
باختصار هناك مشهد سياسي نحن غير معتادين عليه في المنطقة. الخط البياني لهذا المشهد رسمته زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى العراق والزيارة المرتقبة للرئيس جلال الطالباني إلى سوريا، أما إكمال المشهد فيتم مع إنجاز لجنة بيكر هاملتون التي تسعى لإيجاد مخرج للولايات المتحدة وضبط وضعها في المنطقة. والأهم أن هناك سعياً حثيثاً عنوانه أن سوريا يجب أن تكون شريكاً للولايات المتحدة والأوربيين وذلك لأهميتها، كما أنه لا يمكن إنجاز أي تسوية من دونها ولعل قراءات تحليلية من الغرب وإسرائيل تقول ذلك، ونحن نعرف أن ثمن كل هذا باهظ. والحال وفي ضوء القراءة وفي ضوء التسوية المرتقبة، ماذا لو لم يكن للكرد حضور قوي في <إعلان دمشق> وماذا كان مصيرهم فيما لو ساروا على خطى السذج والمتهورين ورددوا مقولات انتقامية؟
القيادي الناضج هو الذي يفكر كيف يؤمن السلام لشعبه وينقذه من الخراب والدمار. لذا كان من المنطقي أن يتحلى ساستنا برؤى استراتيجية وألا ينزلقوا ويتأثروا بشعارات ومواقف لا تحصد الشعوب منها إلا الدمار. فالاكراد وهم شعب مثله مثل الكثير من شعوب المنطقة يحق لهم ما يحق لغيرهم لكن قدر الكردي أن يسعى ويناضل لكنه يبقى مقيما في المعاناة. بقي القول... من المهم للأكراد التفكير أن <إعلان دمشق> إطار سياسي هام ومن خلاله يؤمن الكرد الطريق الآمن للوصول إلى استعادة شيء من الاعتبار ومنه يحقق الكرد نوعا من التحاور والتعايش. حياة الشعوب تقول إن الاستقرار قيمة وإن التفاعل والتحاور والانسجام مع الذات ومع الغير هو الذي يحقق الأمنيات ومن غير ذلك فهو يدفن الأمنيات ومعها أصحابها.
(?) كاتب متخصص في الشؤون الكردية



#فاروق_حجي_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد والعنصرية الكامنة
- تركيا والاكراد
- الأكراد بين مطرقة الإعلام العربي وسندان التزاوج القومي و الس ...
- المجتمع المدني ودور المنظمات غير الحكومية في سوريا :
- «دولتان ديمقراطيتان» في الشرق الأوسط...«إسرائيل» وتركيا
- حياة«شيركوبيكه » في فيلم سينمائي
- زيارة المالكي الى كردستان
- ماذا عن تقاطع المعارضة الكردية مع السلطة السورية
- الكرد والمجتمع المدني
- حوار مع قيادي في حزب العمال الكردستاني
- مقتل الزرقاي... قطع رأس الفتنة
- الحركة الكردية والمجتمع المدني في سوريا
- مشكلة نساء كردستان، ومتى الخروج من الأفق الذكوري؟
- قضاة مصر ... الشعب يحدد المسار


المزيد.....




- الأردن يدين الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لمباني أونروا ومراك ...
- رايتس ووتش: العدالة الدولية تعاني في غزة ودارفور وأوكرانيا و ...
- إسرائيل.. اعتقال 3 مواطنين للاشتباه بقيامهم بأنشطة أمنية لصا ...
- 17 قتيلا و26 جريحا بقصف إسرائيلي استهدف النازحين في خان يونس ...
- رسائل تهديد وطرد برأس حيوان.. اعتقال 3 إسرائيليين بتهمة التع ...
- 11 شهيدا في غارة إسرائيلية منطقة العطار المكتظة بالنازحين غر ...
- شهادات مروعة عن تعذيب أسرى غزة في سجون الاحتلال
- اعتقال إسرائيلي انتحل صفة ضابط وسرق منازل في مستوطنة كريات ش ...
- اكتظاظ غير مسبوق بمخيمات النازحين الفارين من سنار
- مخيم قلنديا.. تجمع للاجئين يفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فاروق حجي مصطفى - في ضوء تطورات الأكراد أمام تحديات المحاور