أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - للظلام أجنحة














المزيد.....

للظلام أجنحة


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7979 - 2024 / 5 / 16 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


لن أكرر ما حدث، لن أتزوج ثانية من أبناء بلدي التي لا تشبع الحرب منها ولا ترتوي من دماء أبنائها ورجالاتها، لن أسمح للقدرِ أن يجعلني أرملة مرة ثانية!
هذا ما كنت أقوله حين أسمع بوجود من يطلبني للزواج، وفعلاً تزوجت من عربي جاء إلى بلدي طلبًا للعمل.
الآن أستطيع أن أغفو ملء جفوني دون الخوف من شبح الحرب، من غير أن تراودني كوابيس الموت لعليّ أتمكن من قضاء نهاري دون الفزع لكل صوت يحمل خبر استشهاد أحدهم.
لأول مرة منذُ عامين سيعرف الدفء فراشي .. لا أخشى الظلام ولا ترهبني العتمة.
كم هو لذيذ طعامي حين أتناوله ساخنًا؟!
لا شيء يضاهي طعم القهوة حين أرتشفها وأنا أثرثر بكلام سخيف، فهناك مَنْ يصغي إليّ، فالزوج حياة والحياة رجل.
مرت بيّ الأيام السعيدة ومكثت عندي طويلاً، فزوجي رجل حنون لا يتوانى عن فعل أيُّ شيء فيه سعادتي، يسهر على راحتي وإن كلفه ذلك الليل بطوله.
رائع ذلك النهار الذي أخبرني فيهِ أنه سيستأجر لنا بيتًا منفصلاً عن بيت أهلي، فالحياة كما أخبرني قصيرة وعلينا عيش كل لحظة فيها، فاكتملت بذلك فرحتي. كان لي الأمان الذي أنشده وكنت له الونيس في غربته.
كأس العصير الذي يحمله إليّ كل ليلة، موعده أمسى مقدسًا مع قبلته التي يطبعها على شفتيّ فكانت البوابة إلى بلاد الأحلام فأذهب ولا أعود إلا عند الصباح.
يا إلهي!! كيف أعبر لك عن شكري؟
لن يكفي ما تبقى من عمري أن قضيتهٌ في الصلاة لك وقد اكتملت سعادتي.
كنت أريد للأيام أن تسرع لأرى بطني وهو يكبر لأشعر بنبض جنيني، قلق زوجي وحيرته كانا يقفان حاجزًا بيني وبين الأيام السعيدة التي انتظرها فأخذتني الحيرة بعيدًا حتى جاء ذلك اليوم..
لا زالتْ ذكرى تلك الساعة ماثلة أمامي.
المطر كان ينهمر بشدة حين سمعت طرقًا على بابي، هذا صديق زوجي ومن ذات البلد التي جاؤوا منها.
صمتَ لدقائق وملامح وجهه تحمل رعبًا، شعر بقلقي فبدأ يتحدث بينما عيناه استقرت على بطني.
الخوف والرعب تآمرا عليّ في تلك اللحظة، دارت الأرض بيّ سريعًا، تهاوى جسدي على الأرض، لم أعد قادرة على سماع المزيد، رفضت تصديق ما أسمعه حين أخبرني بفعلة زوجي إذ كان يضع المنوم لي في العصيرثم يستدعي أحد الرجال ليمارس الجنس معي بينما هو يقبع في زاوية من الغرفة ينتظر أن يقبض الثمن منه بعد أن ينتهي مني!
هذا الجنين ابن سفاح!
كانت هذه آخر جملة يلقيها قبل انصرافه.
صوت الرعد كان ينذر بغضب شديد.
لم يعد الموت رحيمًا فقط، بل أصبح أمنيتي المستحيلة.
هرب زوجي بعد تلقي طعنة سكين من قِبلَ أخي ولم نعد نعلم عنه شيئًا.
ها أنا أحمل طفلي الذي قد يصادفني أبوه ولا أدري وكأني أحمل ذنبًا لا يغتفر، ولن يغتفر.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار نون
- فنجان شاي
- غفوة
- عاشق الروح
- شدو اللآلئ
- ستون ثانية وثانية
- رسالة إلى الله
- رصاصة في الذاكرة
- حينما يكون للصمت لغة
- ذكرى في خزائن القلب
- حب من الرشفة الأولى
- حطام امرأة
- ثلاثة إلى اليمين
- جاري الاشتياق
- تراك
- فن الحوار
- آية في الحلم
- بقايا سطور
- امرأة في الهاتف
- أوان الندم


المزيد.....




- استمتع بمشاهدة أفلامك المفضلة.. استقبل تردد قناة روتانا سينم ...
- وفاة ممثل عالمي شهير بعد معاناة مع المرض
- طاجيكستان .. 35 قانونا لحماية الثقافة الوطنية منها ما يمنع ا ...
- تكوين: القوة الدافعة وراء ويغز، وعمر كمال، ومروان بابلو وغير ...
- تابع hd.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 مترجمة للعربية عبر قن ...
- ويل سميث يعود للخيال العلمي بفيلم -المقاوم-
- شقير للجزيرة نت: القدس تشهد تطورا في الإنتاج الأدبي رغم محاو ...
- القبض على مغني الراب الأميركي ترافيس سكوت
- -التوصيف وسلطة اللغة- ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة
- -لن تستبدل الآلة بالبشر-.. سينما بريطانية توقف عرض فيلم كتبه ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - للظلام أجنحة