|
أنسان الغاب
خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
الحوار المتمدن-العدد: 7979 - 2024 / 5 / 16 - 00:48
المحور:
سيرة ذاتية
بصفة عامة عندى حنو على البشر ، وارى ان اغلبهم مقهورين ويحتاجون للدعم المادى والمعنوى، ليستطيعوا العيش فى هذه الحياة المليئة بالمصاعب والمشاكل .
ولكن يحدث احيانا ان تنهار هذه الصورة الحانية عندى عن البشر، واعتقد انهم لا يستأهلون على الاطلاق أدنى رافة بهم وبأحوالهم ، وانه خسارة فيهم المساعدة المادية والكلمة الطيبة ، وينطبق عليهم المثل الذى يقول :
من يصعب عليك يُفقرك .
ولكن متى يحدث ذلك ؟
هذا يحدث لدى شخصيا ، عندما تتحقق تصرفات من بشر غير متوقعة على الاطلاق، وتكاد لا يكون لها أدنى تفسير ، سوى الرغبة من بعضهم فى الشر وإستخدام الملكات الحقيرة لدى بعض هؤلاء من البشر، سواء اللفظية بكلمات سب سوقية او الجسدية باعتقاد التفوق على الخصم وإمكانية سحقه اذا تطلب الامر ذلك .
منذ ثلاثين عاما تقريبا كنت اسير فى الطريق العام مرتديا البدلة لانى كنت عائد من المحكمة ، وكنت امر على قهوة فى طريقى ، ولمحت شخص جاوز الثلاثين يقوم برش الطريق بالماء ( وهى عادة يقوم بها بعض اصحاب المحلات لجلب البرودة ).
المهم الشخص الممسك بالخرطوم ويرش الماء ، يبدو انه كان منهمكا فى حوار مع اخر ، ولم ادرى بنفسى الا وقد غمرتنى المياه ، وقفت من الدهشة قائلا له ينفع كده مش تشوف بتعمل ايه ؟ رد عليا بلا مبالا ودون حتى ان ينظر لى أسف يا أستاذ .
استفدت انا ايه ؟ كان هذا ردى الذى لم اكد اكمله، حتى انهال هذا السافل عليا بوابل من الشتائم القذرة ، ولولا دفع الناس له، لانقض عليا بالضرب مثل الثور الهائج.
ومشيت فى طريقى مستأنفا سيرى تحت رجاء المارة ، حصل خير يا أستاذ هتعمل عقلك بعقله ،وبالتاكيد لم تكن لدى القدرة على الدخول فى عراك معه واستانفت سيرى متباطأ قليلا حتى غادرت المكان ، ولكن ترك الامر عندى غصة، وكره لبنى البشر .
يوم أخر فى تاريخ لا أدريه كنت واقف قرب المنزل ونزل شخص من سيارته وترك بابها شبه مفتوح ـ قلت له منبها على فكرة باب العربية مفتوح ، رد عليا بوقاحة وانت مالك ، لم انبث بثمة بكلمة ، وابتعلت رده الحقير ومضيت فى طريقى لا ألوى على شيىء فى حالة من الحزن .
فى يوم ما ، منذ اربع سنوات تقريبا كنت امارس رياضتى فى المشى ولمحت تليفون واقع على الارض ابيض اللون ، كان التليفون حديث جدا اعتقد سامسونج ، احترت كيف أرده لصاحبه ، حاولت الاتصال بأخر رقم ولكنه كان مغلق باس وارد .
ذهبت الى البيت ، فى العاشرة تقريبا رن التليفون ، قمت بالرد وقلت للمتصل اننى وجدت هذا التليفون ، قال سبحان الله ده بتاع عمى ، انا هخليه يكلمك وياخده ، الف شكر يا باشا .
لم يمضى وقت طويل حتى اتصل بى صاحب التليفون ، وقال دون مقدمات ، اخد التليفون منك ازاى ، وصفت له عنوانى وتقابلنا فى مكان قريب واعطيته التليفون ، اخذه الرجل وقال شكرا ببرود غير طبيعى وتركنى دون ان ينتظر الرد ، وكأنه بحضوره وأخذ تليفونه قد صنع لى جميل ، تمنيت يومها لو أننى القيت
التليفون فى البحر او حطمته ، ولا اعطيه له .
يوما ما كنت خارجا من صلاة العشاء ، ويقف بباب المسجد فتى لايتجاوز التاسعة عشرة ، يستجدى المارة ، قلت له يا بنى لو وقفت فى ورشه واعطاك صاحبها جنيها فى اليوم ، لتعلمت صنعة وصار لك مستقبل ، تدخل أحد الخارجين من المسجد رجل ضخم الجثة ذا لحية كثيفة بيضاء وقال محدش عارف ظروفه ايه ؟
كلمة حق يراد بها باطل فى نظرى ، استفزتنى ، فقلت له ولما لم تعطيه انت ، انطلق الشيخ القذر الخارج من الصلاة فى وصلة من الردح الحقير ولم يمنعه عنى سوى تدخل الناس ومحاولة تهدئته .
قلت له وانا ابعد عنه ، والله انت شيخ مهزق ، وتذكرت وقتها كفار قريش وقلت يا للهول ها هو احد احفادهم يتدثر باللحية الكثيفة وهو للكفر والنفاق وللاخلاق الحقيرة اقرب منه للايمان وللاخلاق القويمة .
ولا يحدثنى احدهم عن ان الايمان شيىء والاخلاق شيىء اخر ، لانه قد لا توجد الاخلاق لدى الكافر ويكون الامر طبيعى فى نظرنا ، أما ان يتدين احدهم وتنعدم اخلاقه ، هذا لعمرى اقرب للحيوانيه البدائية منه للانسان .
هذه نماذج لبشر تذكرتهم ، يجعلوك تكره انتماءك للبشر ، وتجعلنى أفقد الايمان ولو لساعات او لأيام او لأاشهر بان هناك امل فى تحليق الانسان الى مناهج الرقى ، والاخطر انها تصيبنى بالشلل المؤقت وتحجب عنى الرغبة فى الاصلاح والمساعدة لبنى البشر .
#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)
Khalid_Goshan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رحيل مفاجىء
-
المتاهة ( قصة سيريالية )
-
الغرق فى الموبيل
-
الجمال الأنثوى
-
موسم الهجرة الى الرفيق الاعلى
-
وفاة صديق
-
يوم مولدى
-
امة تخطف العالم
-
أمتنا فى خطر
-
المراة ولع دائم
-
ما أشبه الليلة بالبارحة
-
ملخص عامى2022 و 2023
-
مجزرة غزة تفضح العالم
-
المرأة عدو المراة
-
وحدانى
-
ملخص عام 2021
-
من هو عبد الحميد عبد الحق ؟ ( 1)
-
حادث عبثى
-
احزاب كارتونية
-
بعد العسر يسر
المزيد.....
-
اتصال جديد بين وزير دفاع أمريكا ونظيره الإسرائيلي لبحث -فرص
...
-
وزير الخارجية العماني يدعو القوى الغربية لإجبار إسرائيل على
...
-
يوميات الأراضي الفلسطينية تحت النيران الإسرائيلية/ 1.11.2024
...
-
المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة يحذر: -جدري القردة- خرج عن ا
...
-
جنرال أمريكي: الدول الغربية لا تملك خطة بديلة لأوكرانيا بعد
...
-
الهجمات الإسرائيلية على لبنان وجهود التسوية / 1.11.2024
-
أوستن وغالانت يبحثان فرص الحل الدبلوماسي ووقف الحرب في غزة و
...
-
زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية
-
حسين فهمي يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب صورة وحفل عشاء مع وفد ص
...
-
ارتفاع إصابات جدري القردة في أفريقيا بنسبة 500% وتحذيرات من
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|