آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 7978 - 2024 / 5 / 15 - 13:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نهاية السلطنة العثمانية
في 30 أكتوبر من العام 1918, تفرض بريطانيا شروطها على الاتراك بعد الهزيمة:
تسريح الجيش التركي, احتجاز جميع السفن الحربية, استسلام الحاميات العثمانية في سوريا, وطرابلس الغرب وفي بلاد الرافدين, والجلاء عن الأراضي القوقازية, حرية الملاحة في مضيق البوسفور والدردنيل.
ويعترف للحلفاء بحق الاحتفاظ بقوات في منطقة المضائق, والاستيلاء على ممرات جبال طوروس, الاستيلاء على الموانئ، وحرية استخدام السكك الحديدية والسفن التجارية العثمانية.
ويتعين على الأتراك تزويد الحلفاء مجانًا بالفحم والمواد الغذائية, بجميع المنتجات التي تطلبها.
بموجب البند السابع تحتفظ دول الوفاق بالحق في احتلال بعض النقاط الاستراتيجية التي تختارها.
عمليا, انتهت السلطنة من الوجود, وانتهت كامبراطورية.
المسؤولين عن الهزيمة, الشباب الحلوين، طلعت باشا, جمال باشا, ركبوا سفينة المانية، ثم الى أوديسا.
هربوا بجلدهم وتركوا الاتراك في وحل هزيمة أخرى مكملة لبقية هزائمها الكارثية, التي حدثت في العام 1839, 1856, 1878, وفي عام 1912 ـ 1913, ثم العام 1918.
تحولت هذه الدولة إلى خرقة يتقاسمها من هب ودب, بسبب رعونة وجنون بعض قادتها المصابين بجنون الارتياب.
علينا أن لا ننسى أن جماعة الدونما وضعوا دستور تركية، وما زال مفروض عليها إلى اليوم. لا اعتقد أن أردوغان يستطيع أن يغير ما خطه لها هؤلاء. تركيا مثلها مثل غيرها مأسورة بالقرار الما ورائي
في المضمون لا زالوا في الملعب الغربي ولن تخرج منه تركيا، منها حلف الاطلسي.
لا بدائل لدى تركيا أو غيرها للخروج عن الملعب الغربي، وليس لدى الإسلام نهج مختلف عن قوانين الرأسمالية ولن يكون، والتيار الإسلامي عبارة عن جوقة مكملة للسيمفونية الغربية.
هذا واقع.
الدولة العثمانية انتهت قبل سقوطها بزمن طويل، وبدأت تتفكك قطعة قطعة، أصبحت مصر تحت الوصايا البريطانية منذ العام 1882، وتونس 1881، والجزائر 1830.
وكان من الممكن احتلال السلطنة العثمانية 1870 بسبب الديون المتراكمة عليها، وعدم القدرة على إيفاء الدين العام عليها، بمعنى استقلال الدول العربية كان مكسبًا سياسيًا لهم بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وكانوا شبه أحرار في الستينات.
وكانوا يستطيعون بناء وحدة عربية لو ارادوا لأول مرة في تاريخهم بعد سقوط الدولة الاموية. كان من الممكن تأسيس دولة عربية واحد.
أكبر الأخطاء الذي قامت بها حكومة الاتحاد والترقي أنها دخلت في حروب خاسرة، منها حرب البلقان، والحرب العالمية الأولى بجيش ضعيف، في حرب ليست حربهم، كانت حرب الأمبرياليات الأوروبية لتقاسم النفوذ والمصالح على الأرض.
السلطنة كانت دولة طرفية ضعيفة على كل المستويات. وهذه الحرب كانت بداية هزيمة أوروبا أيضًا، وبروز الولايات المتحدة واليابان كقوتين عظيمتين على الساحة الدولية.
أغلب قرارات الحكومة التركية في ذلك الوقت كانت خاطئة، بل خطيئة، فيها رعونة وقلة عقل، استطيع أن أشبهم بالأنظمة العربية الحالية، متهورين.
أما بناء الدولة الحديث لتركيا جاء بسبب التطورات على الساحة الدولية، منها الثورة البلشفية التي قام بها لينين، ودعمه زمساندته للسلطنة سياسيا وماليا وعسكريا، والانسحاب من الحرب، والتنازل لتركيا بأراضي يقدر ب 280 ألف كيلومتر مربع.
شعور الغرب، بريطانيا وفرنسا بالحاجة لبقاء تركيا في الحلف الغربي حتى لا ترتمي تركيا في احضان الشيوعيين، هذا دفعهم لدعم أتاتورك.
الأتراك محظوظين جدًا منذ مجيئهم إلى المنطقة كلاجئين وإلى اليوم.
القضية الفلسطينية
على الأرجح أن أغلب المتعاطفين مع الفلسطينيين في محنتهم هذه الأيام
تعطاف عاطفي، أيديولوجي، بمعنى انه تعاطف لا سياسي.
الصراع مع إسرائيل سياسي، وعلينا النظر إليه بوصفه صراعًا سياسيًا.
أغلب معاركنا السابقة مع إسرائيل تم الترويج لها على أنها عاطفية، أجندتنا كانت تقول إنه صراع بين اليهود والعرب، اليهود والمسلمين.
الأنظمة سوقت الصراع على أنه بين حقين، حق العرب التاريخي، وحق اليهود التاريخي، بمعنى تم تجريد الصراع من جانبه السياسي وأصبغوا عليه جانب أيديولوجي عاطفي.
بوجود منظمة الأمم المتحدة وإعترافها بإسرائيل كدولة ومجتمع، هي شرعية سياسيًا في نظر القانون الدولي، بغض النظر عن عدوانية هذه الدولة وظلمها للفلسطينيين.
وعلينا أن لا ننساق وراء العواطف، أن نشتغل سياسة، سياسة عقلانية، نتحرك وفق المعطيات الدولية، أن نقدم قضيتنا على أنها قضية سياسية حقوقية إنسانية.
إن لا نسمح لواحد تاجر مثل خالد مشعل وأسماعيل هنية وعباس وطاقمه أن يحولوا صراعنا إلى تجارة، بيع وشراء الضمائر والحقوق، مثلهم مثل النظام العربي.
مغزى الحياة
ما فتئ الإنسان يبحث عن مغزى، مقصد، دلالة الحياة، ومعناها الخفي منذ أن فتح عينيه على هذه الدنيا الغرائبية.
لو استطاع الكشف عن هذا الغموض لربما سهل عليه وجوده، لكن هيهات، إنه مثل سيزيف، في حالة لهاث، وبحث عن معنى الحياة، لغزها، الهدف من وجودها.
كل ما يحدث لنا، وحولنا، يشير إلى حالة الضياع والاغتراب الذي نحن فيه، نأتي إليها ونرحل، وفي داخل كل إنسان، لهاث، عطش في السعي بجهد حتى التعب لمعرفتها، بيد أننا لا نمل من عشقها وحبها، لربما هذا ناتج عن غموض الأسرار الكامن فيها.
وأكثر الأمور غرابة هو غرابة الرجل للمرأة، وغرابة المرأة للرجل.
ما هذه الحياة التي ندخلها دون وعي منّا أو رغبة، ونخرج منها دون إشباع عقلنا بوعي المكان، والطبيعة والكون.
الأمم المتحدة
اعتبر الامم المتحدة ومجلس أمنها شماعة لضمان المصالح الدول الكبيرة، اشتغل سياسية تضمن وقوف العالم إلى جانبك.
لا توجد قضايا عادلة الا إذا عرفت كيف تسوقها بقدراتك وايمانك بقضيتك. العالم السياسي أعوج ولا عدالة فيه. أنظر إلى مادنديلا وأي مسؤول عربي، كلهم فاسدين، فكيف ستنتصر قضية صح بوجود خرباني.
العالم السياسي فاسد، وكان فاسدًا، ونحن أولاد السياسية، لكن، عليك أن تقرأ السياسة صح. قبل دقيقة كتبت بوست جديد: أتساءل مرات كثيرة: ماذا لو أن أردوغان كان رئيسًا لأوكرانيا، هل كان سيدخل الحرب مع روسيا؟
الا تلعب الحكنة السياسية أو البرغماتية السياسية دورها في تجنب الصراع العسكري أو السياسي؟
ألم يكن بالأمكان أن نحقق شروط دولة ما، دون الدخول في صراع دموي؟
أليست السياسة هي خيارات كثيرة وواسعة، ويمكننا اختيار الأقل سوء في حالة ضغط الأخرين؟
اعتقد أن وجود المسؤول الأول في الدولة هو من يرهن بلده ومصالح بلده للخارج أو يحميها سياسيًا بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
القراءة السياسية الدقيقة تحتاج إلى قارئ دقيق، قارئ يفهم المعادلات السياسية الداخلية والخارجية.
ما زلت جميلًا يا وجع. وما زلت تبوح في أذن الزمن، هائمًا لا تلوي على شيء، تصرخ بملّ فمك:
سافر العمر على ظهر الخيول الجامحة، سارحًا في هذا الفضاء المترامي الأطراف، إلى لا مستقر.
وما زلت متألقًا متأنقًا تصرخ في ثنايا السنوات الراحلة.
وما زالت تلك النوافذ والأبواب والحيطان تتكلم، تنطق، تقول، أن العمر مر من هنا، وترك رائحته اللذيذة، ملتصق على الملابن وزوايا البيت وعلى ورق الشجر وأغصان السماء.
الوحش الكامن فيك
لا تستفز الوحش الكامن أو القابع في داخلك، دعه في سباته، لا تحرضه حتى لا يعضك.
في أوروبا القرون الوسطى، لم يكن مسموحا للبسطاء والمهمشين أن يدخلوا المجال العام، كما لم يكن في ذهنهم أن يدخلوه، لكون التقسيم الاجتماعي كان عمودياً صلباً.
ولم يكن أحدهم يفكر، أو يسمح لنفسه في تكسيره، بعد إغراق المجتمع بالدين وتطييفه، وتزييف وعيه، لهذا لم نسمع بتمردات أو ثورات تذكر في تاريخها الطويل، على عكس المنطقة العربية.
لقد قاد محمد بن عبد الله أول ثورة ناجحة في التاريخ، لها ايديولوجية واضحة، وبرنامج سياسي استراتيجي، وغير موازين القوى في الداخل، قلب التراتبية الاجتماعية، أدخل البسطاء والمهمشين في المجال العام، ودعا إلى المشاركة في العمل السياسي الجديد.
بعد ذلك خلقت تمردات كثيرة، وثورات متعددة على الدولة الراشدية، والأموية والعباسية, لتعدد الانتماءات فيهم.
الغريب أن مجتمعا حيوياً مثل المجتمع في منطقتنا، بقي يتراوح في مكانه، لم يقدم جديدًا ولم ينتقل نقلة نوعية، بينما أوروبا الجامدة على كل الصعد انتقلت إلى عصر التنوير ثم الحداثة.
محنة الأرمن
لم نسمع أي تضامن مع محنة الإبادة الأرمنية، لا من اليهود ولا من الفلسطينيين، من الدولة الإسرائيلية أو السلطة الفلسطينية، اقصد بالتضامن السياسي.
كلاهما ينكران الإبادة، ولم نسمع أية دولة عربية أو إسلامية وقفت مع هذه القومية التي سحقت تحت الأقدام.
إن الكيل بمكيالين مؤلم للغاية، ويكشف درجة الانتماء التاريخاني لكليهما.
ونقول أن التعاطف مع الفلسطنيين، عدا أنه حق، هو نتاج الانتماء إلى الأخوة الإسلامية.
الدين هو أهم الحقيقة عند الشعوب المبتلية بالدين
الدين قبل الحقيقة، قبل الله، الدين أولًا وثانيًا، سواء كان حقيقة أو كذبًا، هكذا يريدونه المتحكمين به
أصبح الدين الإسلامي، دينًا جامدًا مغلقًا، لا يقبل أن يمرر أي إنسان فكره أو تحليله في داخل نصوصه.
لقد فعل جميع المتدينين فعلهم فيه، في عزله عن الواقع وتجريده من القيم المعاصرة، كالحقوق الإنسانية العامة والحريات الخاصة والعامة والحق بالحياة، بالسلام.
أصبح دينًا عامًا يملكه الأخوان المسلمين، وبه يتحكمون بالناس، وهم وراء تجهيل المجتمع وتخريب مقوماته، أنهم فوق الدولة والمجتمع، فاسدين ولهم استطالات في كل العالم خاصة في الغرب.
مؤسسة تكوين التي طرحت نفسها قبل أيام، سواء نتفق معها أو لا، هز العالم العربي والإسلامي، بث الخوف والقلق في أوصالهم، في الجمود الإسلامي، في هذا الاستنقاع الواضح للعقل والوعي.
لجاؤا إلى كل شيء، إلى الدولة يطلبون إغلاقها، إلى وزارة العدالة، وتقديم بلاغات عامة بالشخصيات الفاعلة فيها، لم يتركوا بابًا لم يدقوه، وكأن عقربًا لسع مؤخرتهم.
إلى هذه الدرجة أنكم هشين، مهزوزين، تخافون على مواقعكم، على مصالحكم، دون النظر إلى وضع بلادكم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في الصعيد العالمي.
لقد أصبحت البلاد العربية مرتعًا لإنعدام الحياة والأخلاق، ومكانًا فاسدًا للعيش، وخرابًا في كل شيء.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟