أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - نضال نعيسة - انطلاقة لعصر إعلامي جديد














المزيد.....

انطلاقة لعصر إعلامي جديد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 10:50
المحور: ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
    


شق الحوار المتمدن، وبجهود حثيثة ورؤية استشرافية متميزة، جدار الصمت، وكل ما كان متعارف عليه من ثقافة نمطية تنويمية تسوق المخدرات الغيبية، وأماط اللثام عن الكثير من المخبوءات والمحظورات الدفينة. تلك الثقافة التي كانت منحازة عموماً للطبقات الاحتكارية الحاكمة التي احتكرت الكلمة وحرية التعبير كما احتكرت الثروات، وجميع وسائل الإنتاج، بما فيه الإنسان نفسه كشيء مملوك وعبد منصاع. إنها ثقافة التشييء التي "شيأت" كل شيء خدمة للسلاطين ولاة الأمر والحكام. ولقد أصبح من الضرورة، وبدون أية مبالغات، الحديث عن ثقافة، وعصر الثقافة الإليكترونية والصحافية التي يجسدها الحوار المتمدن، الذي بدأ يستقطب شرائح عريضة من المتابعين والقراء، كما هو الحال بالنسبة للكتاب. ومهما يكن من أمر التشفير، والتعتيم، فقد أصبح الحوار المتمدن واقعاً يومياً معاشاً، لن يتمكن أحد من تجاهله، أو أن يتخطاه، وهو يلخص، بشكل عام، الحركة المجتمعية العامة بكل تفاصيلها المتنوعة في هذه الأصقاع المنكوبة بثقافة الحجب، والتمويه، والإخفاء. واستطاع الحوار المتمدن، وعبر رحلته العمرية القصيرة، أن يخلق حالة جديدة، وحراكاً حوارياً، عبر استكشاف مناطق، ومساحات، وفضاءات كانت مجهولة ومحظرة، وممنوع ولوجها، أو مجرد الاقتراب منها، حيث كانت تُشهّر سيوف التكفير، والتخوين، والارتداد، في وجه أية أسئلة حقيقية قد تحمل في ثناياها بوادر تمرد، أو"انحراف" عما هو متعارف عليه من أوضاع إيديولوجية قدرية سائدة. ولقد لعب التحالف المقدس و"اتفاق الجنتلمان"، ما بين ولاة الأمر، خلفاء الله في الأرض، مع فقهاء الظلام، في استدامة تلك الحالة من الجمود المرعب الذي ساد قروناً مديدة من الزمان.

هذا الحراك، وذاك التضعضع في البنى الثقافية والإيديولوجية السائدة، الذي أحدثه دخول الإعلام الإليكتروني الذي بدأ يزدهر بشكل لافت، استنفر القوى التقليدية والمحافظة وهي ترى معاقلها تحاصر، وأسسها تدك بشكل علمي مدروس وممنهج، فأوعزت لأذرعها البوليسة والأمنية، وأجهزتها السلطوية لتطويق تلك الدوائر الكبيرة التي أحدثتها هذا النيازك المنيرة في المستنقعات الراكدة. ولذا كان ما كان، من حصار وتطويق وتشفير، للحوار المتمدن في غير مكان من العالم العربي الذي يعتبر الحجب والتمويه جزءاً من منظومته الثقافية العامة ووجوده الأصيل. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استشعار الخطر من وراء مشروع استطاع إحداث خلخلة وفجوات في الجدران القائمة. وبدأ الآخرون يستمعون، ولأول مرة، لوجهات نظر جديدة، وأفكار لم يكن وارداً، وقبل "عصر" الحوار المتمدن من سماعها. هذه الحالة هي نوع من الارتقاء الفكري والسلوكي الحضاري عما كان سائداً في الاستماع والإنصات للآخر، لا بل الاعتراف به في مراحل متقدمة من المواجهة والحراك. إن أكبر الحرائق هي من مستصغر الشرر، وإن هذه الحوارات البسيطة، والأفكار الجديدة، والكلمات المتمردة الهادرة هي أول الغيث الذي سيأخذ بكل ما هو رث، وبال وقديم، ويحل محله كل ما هو جديد، وناصع، وصحيح.

لقد عمدت السياسات الإعلامية الرسمية إلى خلق تلك الفجوة بينها وبين مختلف الشرائح المجتمعية، وكان الرأي الآخر المختلف، لا يصل إلى مبتغاه، إلا ّعبر فلاتر، ورتوش، وتنميقات معينة لترضي مزاج الصدر الأعظم والإنكشاريين الباشاوات. وكانت ثقافة اللون والصوت الواحد الأوحد عامل توتير وتجميع احتقان عبر خنق الرأي الآخر ومحاولة أخفاء كل تلك المتناقضات العميقة والاختلافات في المجتمعات. واستطاعت تلك السياسات والممارسات أن تبعد الكثير من الأصوات الشعبية الحقيقية التي تحمل الهم العام، وأن تحيّدها عن مسرح التأثير، وهذا ما أبعد الفعاليات السياسية والاجتماعية عن بعضها، وخلق شروخاً فيما بينها، وشل حركتها وبالتالي ساهم في إطالة عمر الكثير من الأنظمة الرابضة على قلوب الجماهير العزلاء. إلا أنه، ومع انتشار الإعلام الإليكتروني الهادف والجاد، والذي يمثله الحوار المتمدن خير تمثيل استطاعت الكلمة أن تتمدد وتنطلق وتدخل وراء الجدران السميكة بلا استئذان، وأن يصل الصوت الآخر المختلف إلى مداه الأقصى، وأن تعود اللحمة والاتصال إلى الكثير من الشرائح، والفعاليات والقوى، والشخصيات التي أفلحت ثقافة الإقصاء والإلغاء في تحييدها أزمنة لا بأس بها، إلا أنه لا بد من التأكيد على أمر هام، أن بعضاً من تلك المعارضات البائسة لم ترتق لمستوى الحدث والحوار برغم أن الفرص والآفاق التي فتحتها هذه الثورة الإعلامية سابقة لا مثيل لها في تاريخ نضال هذه المجتمعات، وظلت أسيرة وحبيسة رؤى قاصرة وبليدة ضيقة على الدوام تلعب الشخصانية والذاتية والأنانية فيها الدور الأول والهام. ومع ذلك كله فهذا لا ينقص من الأثر الذي أحدثه الحوار الإليكتروني والبوابات الكبرى التي فتحها على مصراعيها أمام ثقافة التنوع والاختلاف بكل ما لذلك من سمات حضارية وإنسانية بالغة ستؤسس ولاا شك لبداية عصر جديد.

لا شك هناك بعض الملاحظات الطفيفة في شكلها العام، وليست بنيوية أو جوهرية على أية حال، والتي لا يخلو منها مشروع في بدايته، وهناك بعض المنغصات، والمعوقات، إلا أن ذلك كله لن يؤثر على الخط العام للحوار، ولن يوقف مسيرته السائرة، فيما يبدو، بتؤدة، وعزم، وثبات.

برغم المعوقات، والمصاعب، والتحديات الكبرى، فلقد استن الحوار المتمدن سنة ثقافية جديدة أصبحت مدرسة في عالم الكلمة الجديدة. إنها ثقافة الحوار والاختلاف التي أدخلت عنوة مفاهيم وقيم عصرية جديدة إلى عالم كانت تسوده العصبيات، والعشائريات، والتابوهات، والمقدسات، والمحرمات. وكل ما نتمناه ونرجوه مزيداً من التألق، والتقدم، والنجاح، والاستمرار.




#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنترنت السوري ومهمة الدعوة إلى الله
- سيدي الوزير: لا تعتذر !!!
- كيف فضحتهم إيران الصفوية؟
- انتفاضة محاكم التفتيش السلفية
- الهَيْلَمة السياسية
- نساء مصر، و-كامب- الشيخ محمد بن عبد الوهاب!!!
- هولندا والمسلمون: نهاية حقبة
- الفياغرا في زمن البداوة
- هل يعود السفير الأمريكي إلى دمشق؟
- الأمّة الافتراضية
- إيلاف وليبرالية الأعراب
- محاكمة صدام: فشل سياسة الجواكر البوشية
- حزب الله الفلسطيني: والخيارات الإلهية!!!
- الجريمة والنقاب
- هل هي قصة لحم مكشوف، أم فكر مكشوف؟
- جبهة الخلاص الوطنية الأمريكية وطريق الضلال
- مثلث برمودا الفكري: نقاب، وحجاب، وجلباب
- قناة الشام الفضائية: الكوميديا السورية السوداء مستمرة!!!
- كل ربع ساعة وأنتم بخير
- المزرعة الإخوانية


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - نضال نعيسة - انطلاقة لعصر إعلامي جديد