محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 7975 - 2024 / 5 / 12 - 21:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل يوجد "ابن حلال" عادل ومنصف يستطيع ان يفسّر لي سبب خوف الدول العظمى والامم المتحدة والمنظمات الدولية من دولة اسرائيل؟ وهل يعقل ان 15 مليون يهودي، نصفهم في اسرائيل ونصفهم في امريكا، يتحكّمون بمعظم الدول المؤثرة وذات الشأن على المسرح الدولي؟ وهل وصل الهوان والخضوع والذل بجميع الانظمة والحكومات، الاّ ما ندر طبعا، بحيث اصبحت عاجزة ومشلولة الارادة وغير قادرة على كبح جماح الكيان الصهيوني العنصري وان تضع حدّا لجرائمه وانتهاكاته الصارخة لابسط حقوق الانسان في قطاع غزة.
وماذا يعني عندما يقوم ممثل الكيان الصهيوني، بحركة مسرحية وفي تحدّي سافر، بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة امام انظار المئات من ممثلي دول وشعوب العالم، وفي سابقة خطيرة لم اعرف لها مثيلا في العقود الاخيرة. ان هذا يعني بكل بساطة ان الكيان الصهيوني لم ولن يعترف ابدا باي قوانين او معاهدات او مواثيق اممية اتفقت عليها جميع الدول والحكومات. وان كيان اسرائيل العنصري يسعى كما فعل دائما، بان يكون فوق الجميع. وبعيدا عن اية مسائلة او نقد او عقاب، حتى وإن قتل اكثر من ثلاثين الف فلسطيني ودمّر ثلثي المنازل والبنى التحتية المدنية في غزة.
لا يكتفي بني صهيون بكل هذا الكم الهائل جدا من الدمار والخراب والتجويع وجعل قطاع غزة مكانا لا يصلح لحياة البشر ولا للحيوان. وانه، اي الكيان الصهيوني ما زال يطالب بالمزيد من "الضوء الاخضر" الامريكي والدعم اللامحدود للاستمرار في العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني.
لا تصدقوا ما ينشر في وسائل الاعلام عن خلافات بين ادارة المخرف جو بايدن ومجرم الحرب نتنياهو. ولا يغرّنكم ما يُقال عن "وقف" شحن بعض الاسلحة الامريكية لجيش الاحتلال الاسرائيلي. ولا تخدعكم تصريحات وزير الخارجية الامريكية بليكن عن" التحقيق حول استخدام اسرائيل لاسلحة امريكية ضد المدنيين". فكل هذا عبارة عن ضحك على ذقون السذّج والمغفّلين من امثالنا. وبكلام آخر أنه عملية تخدير مؤقتة لمشاعر الراي العام العالمي.
فوجهة نظر امريكا التي لا تتغير ابدا هي ان اسرائيل من حقها ان تقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين وبجميع انواع الاسلحة ومن اي مصدر كان. يكفي ان لا تكون امريكية الصنع. يا للهراء والسخف !
ان امريكا التي يحكمها اللوبي الصهيوني لا تملك الشجاعة ولا الجراة لتقول لمجرم الحرب نتنياهو كفاك اجراما وقتلا ودمارا. فقد بلغ السيل الزبى. بل على العكس من ذلك، ان واشنطن تستمر في الاصرار على موقفها المنحاز بشكل اعمى للكيان الصهيوني. وتتستر في جميع المحافل الدولية على كل جرائمه وانتهاكاته الصارخة بحق الشعب الفلسطيني.
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟