أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/2















المزيد.....

امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7975 - 2024 / 5 / 12 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع الالة يدخل العالم مرحلة وطور التشكل اللاارضوي اللاكيانوي، مشفوعا عند البداية بموجة عارمه من التاكيد المجافي لجوهر اللحظة،على الغلبة المطلقة للنموذجية الاحادية الارضوية باعلى تجلياتها الحاصلة في حينه، واذ تاخذ الوقائع الصارخه منحى تكريس الجزم باتفاق النموذجية الغربية الراهنه مع "الحقيقة" المطلقة كيانويا، وعلى الصعد المختلفة، فان عناصر الغلبة الكاملة المفهومية النموذجية المتصلة بها، تصيرهي المعاش، فتتكرس مضاعفة حالة تاريخيه ملازمه، ومن نوع قصورية الاعقال البشري للظاهرة المجتمعية، ومن ثم لاشكال وصنوف تجليها، بحيث يغلق الباب كليا امام اية احتمالية تصورية، فضلا عن الواقعية، تفترض احتمالية اخرى غير تلك التي تقرن الاحادية الارضوية بصيغتها النهائية العليا الحالة اليوم، مجتمعيا وكيانيا، بالمنتهى والغاية المقصد المنتظرمن الظاهرة المجتمعية ومآلاتها.
وقتها نكون امام حالة من اللاتعادل الكلي بين ظاهرة كلية الحضور آنيا وتاريخيا، واخرى ممحية من المشهد، بلا تاريخ يدل عليها، وبالاخص على آلياتها وعناصر تكوينها وسيرورتها، في الوقت الذي يتعزز فيه الى اعلى مستوى متخيل، مكان وحضور التعبيرية الارضوية وفعاليتها الشاملة المطلقة، مايوقعنا في غمرة الاحادية النافية لناحية اساسية مرفقه بالظاهرة المجتمعية كخاصية اساسية، تلك هي حالة الازدواج والتشكل ضمن اصطراعيته على مر تاريخ المجتمعات بنمطيها الاساسييين وماينتج عنه من تجليات، ويكون من باب الاستحالة المطلقة ربما حتى اليوم، الاعتقاد بان الاصطراعية الازدواجية الارضية اللاارضوية، تبدا حين تنطلق التعبيرية الاولى اللاارضوية الابراهيمه، ذاتيه ضمن نطاق منطقة الازدواج الرافدينيه، لتنتهي اخيرا اليوم وقد تحولت الى اصطراعية شاملة، كونية الغرب المتغلب السائد خلالها عنصر تحفيز وايقاظ لاسباب التجلي اللاارضوي المقابل بصيغته الثانيه مابعد النبوية.
ولايوضع في الحسبان هنا كما هو متوقع، تداخل اشتراطات وظروف الانتقالية الراهنه الالية بالكينونة البشرية، وبالاخص تلك المميزه ما بين"الانسايوانيه" وحدود الادراكية المواكية لها، مايجعلنا ونحن امام الانقلاب الالي ومفاعيله الشاملة، بمواجهة حالة انتقالية كبرى، هي تحول الكائن البشري، من الادراكية الانسايوانيه الارضوية الاحادية، الى مابعدها، وماهو منتظر ان يبلغه الكائن البشري بعد طور الانتاجية اليدوية ومايواكبها وينشا بتاثيرها مجتمعيا. وحيث يذهب الغرب الالي الى تكريس، لابل التباهي ب "علمويته" و "عقلانيته"، مع تتويج"الفلسفه" كاعلى شكل من اشكال التعبيرية العقلية، فان هذا كله لن يكون غير مقدمه وسببا، به وبتفاعليته تتوفر الاسباب الضرورية للانتقالية العظمى المنتظرة الى "الانسان".
وليس من الوارد باية حال، الاقرار، او مجرد قبول مناقشة، كون عملية الانتقال من "الانسايوان" الى "الانسان" ادراكا، هي الهدف الاعلى للانقلابية الالية، وهو مالن نتوقع حدوثه قطعا بما اننا مانزال تحت طائلة نوع من الوعي الادراكي بذاته، مالايترك مجالا للشك آنيا بصدقية ماقدرافق الانقلاب الالي من توهمية "حداثوية"غربيه، بعد طول الزمن اليدوي الانسايواني وثقل متبقياته.
تنتهي الانتاجوية اليدوية فينتهي امد الادراكية الانسايوانيه الاحادية الارضوية، حصيلة الغلبة الجسدية الحاجاتيه على العقل، وحضورها كعامل مقرر الى حد بعيد لوظيفتة ودوره منذ حضوره الفاعل مع انتصاب الكائن الحي الحيواني على قائمتين، مايلقي بظله على حدود ادراكيته للوجود، وابتداء للمجتمعية، فاذا بدأ التبلور المجتمعي اولا باللاارضوية، كما حدث في سومر جنوب ارض مابين النهرين، فان مايجري وقتها لايكون كافيافي ساعته، ولا منطويا في حينه على امكان او احتمالية تحقق راهن، بانتظار تاريخ من التفاعلية في ظل اليدوية، حيث انعدام الوسائل المادية الضرورية للانتقال "العقلي" فوق الجسدي، ناهيك عن بلوغ العقل في حينه عتبة الادراكية العليا الضرورية، بتجاوزه القصورية التاريخيه الادراكية، والخروج من دائرة الارضوية ومايتصل بها، بانتظار تراكم التفاعلية، وماتبلغه الاصطراعية الارضوية اللاارضوية في نهاية المطاف وبالاخص مع الانقلاب الالي، من مستويات احتدامية.
فاذا غادرنا وطاة الانسايوانيه متخلصين من محدوديتها التصورية سقط وقتها الاعتقاد الكيانوي الارضوي الجغرافي، ومايتوافق ويتفاعل معه من وعي مطرد متدرج تكامليا، وصارت الامة لاامة، بلا ارض وجغرافيا، محكومة لمدى كوني هو نتاج فعالية بقعه مختلفة نوعا نمطيا، هي بقعة من نوع تلك اللاارضوية التي وجدت في ارض سومر ابتداء باعتبارها وليدة شروط بيئية طاردة، تجعل الانتاجية اخذا للقمة العيش من فم الاسد، او الاسدين النهرين المدمرين العاتيين، وحدود مفتوحة مصبا من الاقوام شمالا وشرقا وغربا من الجبال والصحاري الجرداء على ارض الخصب، وكينونة ليست هي الكينونه الارضوية النازلة اليها تريد اخضاعها، فاذا بارض اللاتوافق مع الارض، الذاهبه الى السماوات، تفصح عن ذاتها عمليا بما هي كينونة اخرى، اما ان تكون هي ذاتها او تفنى، بما يولد نوع اصطراع مع الارضوية لاحل له الا بالتعبيرية المجتمعية اللاارضوية كونيا، علما بانها بالاحرى الطرف الارجح كينونة، مقارنه بالارضوية الناقصة، حين تكون احادية ماتزال، قبل ان تخترق باللاارضوية، ويدخل في بنيتها الازدواج بدرجات، تلبية لخاصية هي اساس في المجتمعات كافة، فلا مجتمع الابالازدواج مثلما ان الكائن البشري مادة المجتمعية وخليتها "ازدواج " من( عقل / جسد) وهكذا تصير اللاارضوية منذ الابتداء راجحه و كونية حضورا، لاتحتاج الى الجغرافيا والتاريخ المشترك واللغة، وهي الاكمل من بين طرفي الصراع الارضوي اللاارضوي في الماضي كما اليوم.
هذا اذا لم نغفل العنصر الاضافي المضاف الى المشهد بعد الانقلابيه الاليه ودخول عنصر ثالث على الكينونه المجتمعية بما هي وحدة بيئية بشرية، هو بالطبيعة والموقع، قوة غير متوافقه مع الكينونه الارضوية، وسائرة نحو مفارقتها على المدى الاعلى من تحورية الالة، بعد التكنولوجيا الانتاجية، ساعة يصير الوضع محكوما للانتقالية الى "العقلية"، والى خروج الارضوية من دائرة الفعل، ومن ثم الحضور، وهومفصل شديد التعقيد والخصوصية، غير المسبوقة تاريخيا، وغير المتوقعه، على حسب الخبرة المتحصله.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امة اللاامة اللادولة واللانخبه/1
- اسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/ 3
- إسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/2
- إسقاط الارضوية تجنباً للفنائية؟/1
- نهاية الارضوية بصيغتها التوهمية الاوربية
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ه
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق 3د
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ج
- الولادة المجتمعية الثانيه/ملحق3ب
- ألاختلالات الكبرى لمابعد الانهار/ ملحق3أ
- الابراهيمية واكذوبة-الربيع العربي-!!/ ملحق3
- إبراهيمية الآباروإبراهيمية مابعد الانهار/ ملحق2ب
- إبراهيمية الآباروابراهيمية مابعد الانهار؟/ملحق2أ
- إبراهيمه الصهيوترامبيه والابراهيمية اللاارضوية/ ملحق1
- العالم يدخل زمن الابراهيمه الثانيه؟/2
- العالم يدخل زمن الابراهيمية الثانية؟/1
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي / 10
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/9
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/8
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/7


المزيد.....




- -سنتكوم- تنفي -بشكل قاطع- ادعاءات الحوثيين بشن هجوم على -أيز ...
- هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على منطقة بريانسك في روسيا
- تايوان تحاكي الحرب الفعلية في مناورات حربية سنوية
- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/2