|
الحوار المتمدن .. رؤية مختلفة
أحمد الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 10:39
المحور:
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
( هل تمكن الحوار المتمدن كمؤسسة أعلامية مستقلة من أن يكون منبر لأشاعة ثقافة الحوار وأحترام وجهات النظر المختلفة بين المكونات السياسية والفكرية و الاجتماعية في العالم العربي وأن يخفف من حدة وجهات النظر المختلفة والمتصارعة ويدفعها للتحاور و الاعتراف المتبادل فيما بينها او للعمل مع بعضها البعض؟ وماهي مقترحاتكم من اجل تطوير عمل ودور الحوار المتمدن في ترسيخ ثقافة الحوار واحترام الرأي الاخر ؟ - بعد مرور خمس سنوات على أنطلاق الحوار المتمدن ، كيف تقيم مسيرته ومكانته كمنبر يساري - علماني- ديمقراطي ، يسعى لتعزيز مفاهيم المساواة والعدالة الاجتماعية وترسيخ قيم حقوق الانسان والمرأة والمجتمع المدني؟ )
أتقدم بهذه المناسبة بأطيب التهاني لهيئة التحرير، وأريد أن أحتفل معكم بطريقي الخاصة، ومن زاويتي، وأسجل ملاحظاتي السريعة هذه من وجهة نظر مختلفة، أرجو أن يتسع موقعكم لها، رغم مرارتها. يهمني بهذه المناسبة أن أنقل هذا المقطع الطويل نسبياً من دعوة موقع الحوار المتمدن في الذكرى الخامسة لإنشاءه، أرى فيه لقطة معينة ، ومعاني خاصة، لأستطع طرح آرائي وموقفي من الموقع، الذي تابعته منذ البداية تقريباً، وساهمت في الكتابة فيه، ولقد تصورت في البداية، إن موقع الحوار المتمدن، هو موقع ماركسي يساري نقدي، يساهم في مراجعة ونقد وتطوير الماركسية، وقد جاء هذا التصور، نتيجة معرفتي بمواقف وتجارب بعض الأصدقاء من هيئة التحرير، الى جانب عدد من الأسماء الماركسية واليسارية التي تكتب فيه، لكن تصوري هذا اخذ بالتبدل والتبدد نتيجة الحجم الكبير من الأسماء والآراء، المخالفة للماركسية واليسارية، بل حتى الوطنية، كمفهوم عام وبسيط، وليس بتطوره وتعقده اللاحق، بسبب المساهمات اليسارية المعروفة والحاسمة في مجال مفهوم الوطنية . قد يتطلب هذا الرأي تعريف وتحديد للماركسية واليسار، ويمكن لكل واحد منا أن يدعي إنه هو الماركسي ( الحقيقي )، وهو اليساري ( الحقيقي ) أيضاً، وهذه إشكالية فكرية وتطبيقية، قديمة ومعقدة، لكن تخلي أعداد كبيرة عن الماركسية بسبب أزمتها ( التطبيقية الراهنة )، والقفز الى مواقع أخرى، وتبني البعض ( الليبرالية ( أية مدرسة ؟؟) )، أو الإنحياز للنموذج الرأسمالي، وخاصة نسخة العولمة أو الاحتلال، في حالة بلدنا، يساعد في تفكيك المشهد، وتسهيل عملية الفرز، وإعادتها الى أسبابها وإصولها والى المصالح الطبقية وأساليب العمل، وبذلك يكون الفرق أساسياً وبيناً، بين ماهو ماركسي ويساري، وبين ماهو غير ذلك من مختلف الأطراف والدرجات والألوان الأخرى، حيث يتميز الموقف الماركسي واليساري، بألتزامة المطلق في الوقوف الى جانب الفقراء والكادحين والدفاع عن مصالحهم وحقوقهم، مع رؤية متقدمة للمستقبل الإنساني، الى جانب موقف ثابت وواضح، من الرأسمالية، ضد السحق والاستغلال، وضد المواقف العدوانية لمصالح الشعوب، كما في حالة الإحتلال لفلسطين والعراق، بينما نرى الموقف الآخر والذي يزخر به موقع الحوار المتمدن، حيث هناك من يقبل بالاحتلال أو يبرره أو يتساهل معه، وفي أحسن الأحوال يجعله المهمة الأخيرة، وهذا خروج على مفهوم الوطنية البسيطة، وليس المعمقة او المطورة، من خلال برنامج ماركسي يساري، يدعو للتحرر الحقيقي والتقدم والبناء والديمقراطية، بينما نجد الطرف الآخر وافق على ( عملية سياسية ) صممها وفرضها المحتل، قبل الحرب في الدهاليز السرية، وحتى عندما تبين الطابع الطائفي المريع، لهذه ( العملية السياسية) بكل مراحلها وخطواتها ومقاصدها وتطبيقاتها على أرض الواقع، إستمر من يدعو لها ويقترح عليها النقاط والبرامج من خلال هذا الموقع، نقاط للتطوير والتعديل، لعل أفق وطني ديمقراطي يظهر، يساهم في أخراج الجيوش الأجنبية، وتحقيق الإستقلال المنجز .. كذا، من لعب مكشوف على لغة ركيكة ومنطق مفكك !! للأسف هذه الآراء تنتشر وتتكاثر على صفحات الحوار المتمدن، وهي ليست يسارية ولا ماركسية طبعاً، بل إنها ليست وطنية أبداً . أعود الى المقطع المقتبس من الدعوة، وفيه ما يتطابق مع رؤية عامة فضفاضة، تقبل بما هو يساري وماهوغير يساري، من خلال ( أن يكون منبر لأشاعة ثقافة الحوار وأحترام وجهات النظر المختلفة بين المكونات السياسية والفكرية و الاجتماعية في العالم العربي وأن يخفف من حدة وجهات النظر المختلفة والمتصارعة ويدفعها للتحاور و الاعتراف المتبادل فيما بينها او للعمل مع بعضها البعض )، إن هذا الخلط والتعميم المقصود ، يدعو الى إشاعة ثقافة الحوار، واحترام وجهات النظر المختلفة بين المكونات السياسية والفكرية، بل يزيد والاجتماعية، وهولم يحدد الحوار بين الماركسيين واليساريين والوطنيين، والدعوة ( لتخفيف من حدة وجهات النظر المختلفة والمتصارعة )، هي الخطر والخطأ الثاني والمكمل للموقف الأول العام، والقفز على مشاكل وخلافات موضوعية ثابتة . لقد نحج الموقع في تطبيق هذا القسم نصاً وروحاً، ولا أعرف ماهي الأسباب الحقيقية وراء هذا التحول وهذا التبدل ؟؟ هل هي قناعات فكرية قديمة أو جديدة لهيئة التحرير، أو للأغلبية فيها، أم هو بسبب ضغوطات من نوع أخر.. بصراحة لم أتمكن من الجواب للآن، ولااملك جواب قاطع . الإستعراض لهذا الموقف، ينفي المقطع الثاني من الإقتباس، حول يسارية وماركسية الموقع، وأن ال( سعى لتعزيز مفاهيم المساواة والعدالة الاجتماعية وترسيخ قيم حقوق الانسان والمرأة والمجتمع المدني ) لايكفي ولايرجح هذه المواصفات، اليسارية والماركسية، عدا العلمانية، التي هي صفة عمومية لاتقتصر على اليسار فقط، وحتى كتابة عدد من الأسماء الماركسية واليسارية لايمنح هذه الصفة للموقع، لأن هذه الأسماء وهذه المواد، تنشر في أكثر من موقع، لايرفع شعارات الماركسية واليسارية، بسبب إتساع حرية النشر العامة، خاصة في مواقع الأنترنيت، كما إن المهمات والمفاهيم الأخرى المطروحة، خاصة تطبيق العدالة الإجتماعية، هي مفاهيم ومهام طبقية محددة بالضرورة، وليست مفاهيم ومهمات عائمة، تستطيع أن تحققها الرأسمالية أو الليبرالية مثلاً . ربما يقال بأن الموقع لم يرفع مسألة الماركسية، وهو بذلك غير مطالب بها ولا يحاسب عليها، وإذا ما إرتضى الموقع بنزع هذه الصفة عنه، فأنني أرى في ذلك السبب الحقيقي لهذا التشوش الفكري الكبير في سياسة النشر، وتزاحم الأسماء والآراء الغير ماركسية والغير يسارية واللاوطنية، وهذا لا يقع ضمن الجدل والحوار اليساري والماركسي، والذي يجري على أسس فكرية معروفة، والأمثلة كثيرة ولاداعي لذكرها . إن الحاجة للماركسية تتجدد بشكل ملفت وكبير، بسبب جوهر الصراع الاجتماعي والانساني، وبسبب تفاقم مشاكل الفقر، ومشاكل الحياة القديمة والجديدة، وخاصة مشاكل التخلف والتقدم، والتي ساهمت في خلقتها طبيعة الرأسمالية وإستغلالها، الى جانب عوامل تاريخية أخرى، وقد عالجتها الماركسية بطريقة إستثنائية رائعة . إن عودة أهمية وراهنية الماركسية والحاجة المتصاعدة لها، يرتبط ويستوجب تجديدها كشرط مهم وحاسم، للعمل الجديد وتنفيد المهام الكبيرة والمستقبلية . هل تقبلون توصيفي لموقع الحوار المتمدن، بأنه موقع عام، يقبل جميع الآراء، اليسارية وغير اليسارية، وهذا التوصيف حسب رأيي أقرب الى الواقع، وهو امر طبيعي، وحق طبيعي، لايحتاج الى شروط الموقع اليساري النقدي المحدد ؟؟ .
صديقكم أحمد الناصري
#أحمد_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاولة لتحديد حجم وأهمية تقرير لجنة بيكر، وفق نظرة وطنية
-
التداعي والتراجعات والاحتمالات
-
التداعي
-
التحركات الأمريكية الأخيرة، هل هي تحركات اللحظة الأخيرة ؟؟
-
ماذا سأفعل لك ياغزة ؟؟
-
العراق على مفترق الطرق وبداية التحول النوعي
-
تعليق على تطورات مثيرة ... أرقام مجلة لانست ولجنة بيكر وتصري
...
-
ماذا تفعل رايس في بغداد الآن ؟؟
-
الفكر السياسي الوطني والفكر السياسي التابع للإحتلال في ضوء ا
...
-
رايس : الشيطان وحاوي الثعابين
-
مرثية لوجه الوطن المقدس، وكلمات ضد من وقف ضده .
-
موقفان من الإحتلال العسكري الأمريكي لبلادنا، وتصريحات جلال ا
...
-
كلمات أخرى الى ستار غانم راضي العابر في الزمن المفقود
-
تعليقات سريعة على أحداث وأخبار أمريكية ساخرة ومتنوعة
-
متابعة وتعليق : حول تصريحات ورسائل بوش والإدارة الأمريكية ال
...
-
كلمة : رأي في المسألة النووية الإيرانية وأوضاع المنطقة
-
ماذا حصل في العراق في شهر تموز الفائت ؟؟
-
كلمة : عن الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية
-
كلمة : وحشية العدوان الصهيوني وحجم الكارثة
-
لبنان الكرامة والشعب العنيد
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
|