أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - لماذا يخاف التكفيريون والمتشددون من مركز تكوين؟














المزيد.....

لماذا يخاف التكفيريون والمتشددون من مركز تكوين؟


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 7975 - 2024 / 5 / 12 - 04:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القصة لا تتعلق بالدين الإسلامي، ولا برموزه..فالإسلام ورموزه باقيين منذ 1400 عام لم ولن يمسهم شئ، فطوال هذه المدة تعرض الإسلام – كغيره من الأديان- لمحن شديدة وعقبات أبرزها التي حدثت في الفتنة الكبرى التي يمكن اعتبارها (أكبر وأشد خطرا) من غيرها في التاريخ..

القصة يمكن تلخيصها في الآتي:

أولا: المركز مدعوم بشكل جيد "سياسيا ودينيا" وهذا سوف يشجع الباحثين وأصحاب الرأي على (البوح) بما كتموه خوفا وفزعا من التكفيريين وردود أفعالهم،

مجرد دعم الدولة له أو السماح به يشعر الباحث بالطمأنينة وأن رأيه سوف يكون محميا، بينما تعتمد استراتيجية التكفيري على (التخويف والإرهاب) كونه ليس صاحب رأي بالأساس..بل عنصر إرهابي يتمنى أن يحكم العالم بالقوة ولو لم يدفع ثمن ذلك من ضرورة تقديم مادة علمية وبرامج وقدرات ومهارات تؤهله لذلك..

هذا الدعم يخيف المتشدديين للغاية ويشعرهم بالرعب، لأن لجوء الناس للتفكير والتدبر والتأمل في ماضيهم، واستخدام العقل النقدي يعني سحب الحاضنة الشعبية والجماهيرية منهم، وبدء مرحلة جديدة تنظر فيها الجماهير لهم بازدراء واستخفاف، وقد شاهدنا نموذج لذلك أيام برنامج "باسم يوسف" لو تتذكروه، حيث نجح ذلك البرنامج وعن طريق مهارة السخرية والضحك في سحب كثير من الحاضنة الشعبية للإخوان المسلمين وشتى الجماعات..

ثانيا: دعم المركز سياسيا لا يعني أنه حزب أو مؤسسة لها دور في الحكم، ولكن لأن وجوده أصبح فرض عين بعد تغول التكفيريين على الميديا، وفشل دعوات تجديد الخطاب الديني التي تمت تحت رعاية وبصر الدولة بالماضي في إحداث نقلة أو تغيير على مستوى الوعي..

فرسالته وإن لم يكن لها حضور سياسي لكنها تتعلق بالسياسة بشكل غير مباشر، حيث تستهدف الرد على الجماعات والتكفيريين بالدرجة الأولى، وصناعة وعي مستنير عند جيل الشباب..لذا فكل محاولات غلق المركز أو إرهابه ببلاغات ازدراء الدين ستفشل وسيتم حفظ هذه البلاغات لانتفاء الجريمة بالأساس، أو عدم وجود أدلة تصلح لقيام الحجة بالادعاء..

ثالثا: المركز يدعو للانفتاح ، وكل خصوم الانفتاح الفكري سيروه عدوّا أو خصما، فأعداء المسيحيين والشيعة والسنة واليهود – مثلا – يهمهم بقاء حالة التحريض الديني والسياسي ضد هؤلاء، والجهد الفكري المبذول سوف ينشط في تقويم هذه الأفكار والقناعات..

بمعنى القضاء على كل مسببات الطائفية والعنصرية في المجتمع العربي، ولذلك خرج الإسم (تكوين) بمعنى (تكوين العقل العربي على أسس جديدة) يجري فيها النظر للأخطاء العربية والفكر الديني بالعقود الماضية على أنها أمراض يُرجَى شفاؤها، وليست إنجازات تدعو للفخر..

رابعا: ردود أفعال المتشددين وشيوخهم وزعماؤهم أثبتت ضرورة وجود المركز وأمثاله ، فطوال أسبوع لم يكفوا عن (التكفير والتحريض والتجيشش والتهييج) بغرض إحداث نوع من الخوف والرهبة عند المفكرين والمثقفين ورجال الدين المعتدلين ودفعهم للانزواء بعيدا..

هم يقولون أننا لسنا تكفيريون، ولكن ما قالوه وما كتبوه (موثق) يثبت أن التكفير والهجرة التي نشأت في عصر السادات عادت بشكل قوي، وسوف تضطر الدولة لمكافحة هذه الجماعة المارقة وزعماؤها مع أول ظهور مسلح لهم، وهو بالمناسبة قد يحدث بشكل عفوي وبطريقة الذئاب المنفردة كما حصل في قضية (داعش امبابة) التي اتهم فيها الشيخان "محمد حسان ومحمد حسين يعقوب" علما بأن الأول تورط في التحريض مؤخرا وقد يناله سهم العقاب إذا أقدم أتباعه على الظهور بشكل مسلح..

خامسا: تكوين ليس موجها لنقد الفكر الديني لعقيدة واحدة أو مذهب واحد بل لكل الأديان والمذاهب، وهو يستهدف الرد على المتعصبين والمتطرفين في كل الأديان والمذاهب بالدرجة الأولى، ومثل هذه المنهجية لا تُغضِب المتطرفين جميعهم ، لكن أكثر الغاضبين حاليا هم المتطرفين المسلمين..الذين يعيدون سيرة الخوارج خشية أن ينظر الناس إليهم على أنهم خوارج..

ومن شاهد حلقة د سعد الدين الهلالي في تكوين حول مصطلح السنة والجماعة ، وهل الوهابية السلفية سنة وجماعة فعلا أم هي ليست كذلك سيفهم قصدي..

سادسا: الدولة حاضرة وبقوة في دعم الفكر والتدافع..وهذا يكفي لإحداث نوع من الرهبة عند المتشددين الذين ضاقت خياراتهم جدا، ولم يعد لديهم خيار ثالث..إما الاستسلام للوضع الجديد والاقتناع بضرورته أو مقاومته بإنشاء جماعات مسلحة، أما الوضع الحالي في بقاءهم كمدافعين وردود أفعال..والرد على كذا وكذا..لن يكون كافيا

فمُجمل ما يفعلوه باستراتيجية الرد هو (إشهار مواد المركز) وقد حصلت قناته في يوتيوب على 30 ألف مشترك في أيام قليلة، وسوف يتضخم هذا الرقم لمئات الآلاف بالسنوات المقبلة ، وتأُثيره في صياغة وعي عربي جديد سوف يكون ملحوظا على سلوك العلماء والأدباء والإعلاميين والسياسيين..إلخ



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تأثير ووزل في علم الحديث
- الإخوان جماعة تتآكل ذاتيا
- مظاهرات الجامعات ضد إسرائيل..ومستقبل أمريكا
- جرائم إسرائيل بين الوصف والمعنى
- الحيلة المكشوفة ونذالة الشيخ..قصة قصيرة
- الخروج من النار..قصة قصيرة
- ويسألونك عن الصهيوني العربي
- خطر التيار الكيمتي على الأمن القومي المصري
- خطأ أوسلو..ورهان المقاومة..ومصالح أبو مازن
- مفهوم النصر والهزيمة في غزة..من المنتصر ومن المهزوم؟
- الاستشراق كضرورة معرفية للتنوير
- حول مشروع نتنياهو بالتغيير الثقافي في غزة
- خطاب حسن نصر الله والدور المتوقع لحزب الله في حرب غزة
- قراءة في الانتخابات الرئاسية المصرية
- معنى الحاجة للاحتفال بالمولد النبوي
- حقيقة سلطة المحتسب وجماعات المطاوعة..القرآن يرد عليهم
- العرّاف توفيق عكاشة بين الواقع والخرافة
- الأخلاق في الدين الإسلامي..من سلسلة الرد على الإلحاد
- الوباء الأمريكي على الشرق الأوسط
- القرآن براء من السب والشتم


المزيد.....




- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...
- في -ضربة- لنتنياهو وائتلافه.. المحكمة العليا الإسرائيلية تأم ...
- ما هو تردد قناة طيور الجنة على النايل سات ؟ والعرب سات وأهم ...
- موسم الهروب من الشمال.. المسلمون المتعلمون يفرِّون من فرنسا ...
- لماذا يتخوف المسلمون والمهاجرون في فرنسا من وصول أقصى اليمين ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - لماذا يخاف التكفيريون والمتشددون من مركز تكوين؟